أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زوراب عزيز - السلام بين تركيا والعمال الكردستاني وانعكاساته على الموقف من قسد والكورد في سوريا














المزيد.....

السلام بين تركيا والعمال الكردستاني وانعكاساته على الموقف من قسد والكورد في سوريا


زوراب عزيز

الحوار المتمدن-العدد: 8451 - 2025 / 8 / 31 - 00:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إعلان حزب العمال الكردستاني (PKK) في ربيع 2025 وقف عملياته المسلحة ثم الشروع في تفكيك بنيته التنظيمية مثّل نقطة تحول في مسار الصراع الكردي–التركي المستمر منذ أربعة عقود. هذا التطور لم يكن شأناً داخلياً تركياً فحسب، بل ارتبط مباشرة بملفات إقليمية حساسة، في مقدمتها موقف أنقرة من قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في الشمال الشرقي السوري، ومستقبل العلاقة مع إقليم كردستان العراق.

السلام داخل تركيا: فرصة معقّدة

رحّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالخطوة واعتبرها بداية “صفحة جديدة في تاريخ الجمهورية”. لكن هذه الصفحة لا تزال محفوفة بالعقبات، إذ تطالب الأوساط الكردية بخطوات متبادلة تشمل تحسين ظروف اعتقال عبد الله أوجلان وإطلاق سراح آلاف المعتقلين السياسيين، بينما تبدي التيارات القومية التركية تخوفاً من أن يتحول السلام إلى تنازلات سياسية تمسّ بوحدة الدولة.

المعادلة الداخلية شديدة التعقيد: فتركيا تسعى لإغلاق ملف النزاع المسلح، لكنها في الوقت نفسه تخشى أن يؤدي الانفتاح السياسي إلى مطالب دستورية أوسع، خصوصاً ما يتعلق بالاعتراف بالهوية الكردية وضمان مشاركة حقيقية في الحياة العامة.

قسد والامتداد السوري للنزاع

أنقرة تعلن بوضوح أن أي مسار سلام مع PKK لا يعني تغييراً في موقفها من قسد. فتركيا ترى أن هذه القوات امتداد مباشر للحزب، وتشكل تهديداً دائماً على حدودها الجنوبية. وزير الخارجية التركي هاكان فيدان شدد أكثر من مرة على أن “قسد لن تُعفى من الحسابات الأمنية لتركيا”، فيما لوّح وزير الدفاع بإمكانية التدخل العسكري مجدداً إذا اعتبرت أنقرة أن قسد تحاول ترسيخ نفوذها بعيداً عن سيطرة الدولة السورية.

في المقابل، برزت مبادرات دولية وإقليمية لدمج قسد ضمن مؤسسات الدولة السورية، وهو مسار لم يكتمل بعد. تركيا لا ترفض هذا الخيار من حيث المبدأ، لكنها تشترط أن يتم بشكل يمنع قيام أي إدارة كردية مستقلة أو شبه مستقلة على حدودها.

دور حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)

يمثل حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) المظلة السياسية لقسد، وهو الطرف الأكثر حضوراً في معادلة شمال شرق سوريا. أنقرة تعتبره امتداداً سياسياً لحزب العمال الكردستاني، وترفض أي انخراط له في مفاوضات مباشرة معها. ورغم محاولات الحزب تسويق نفسه كقوة محلية سورية، إلا أن الموقف التركي يظل ثابتاً: لا مجال للاعتراف به، والرهان يجب أن يكون على ترتيبات مع دمشق تضمن وحدة سوريا وتضع حداً لأي مشروع سياسي منفصل.

كردستان العراق: النموذج الحاضر في الخلفية

تجربة إقليم كردستان العراق تبقى حاضرة بقوة في الحسابات التركية. فرغم أن أنقرة طورت علاقات اقتصادية وسياسية وثيقة مع أربيل، فإنها لا تخفي قلقها من تكرار تجربة مشابهة في سوريا. أردوغان صرّح بوضوح بأن “ما جرى في العراق لا يمكن أن يتكرر في سوريا”، في إشارة إلى رفض أنقرة قيام كيان كردي مشابه على حدودها الجنوبية.

لكن في المقابل، لا يمكن تجاهل أن الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا نشأت في ظروف انهيار مؤسسات الدولة، وأنها بالنسبة إلى شريحة واسعة من السكان كانت استجابة لفراغ أمني وسياسي أكثر من كونها مشروعاً انفصالياً منظماً. وهنا تكمن المعضلة: تركيا تخشى تكريس نموذج قد يتحول إلى كيان بحكم الواقع، بينما الأكراد يرون في التجربة وسيلة لحماية وجودهم في ظل غياب بدائل آمنة.

سلام لم يكتمل بعد

السلام مع PKK أنهى مرحلة دامية في الداخل التركي، لكنه لم يغلق ملف القضية الكردية. المسألة لم تعد محصورة في تركيا وحدها، بل تمتد إلى سوريا والعراق حيث تتشابك المصالح والأطراف الإقليمية والدولية. الولايات المتحدة ما زالت ترى في قسد ورقة ضغط، ودمشق تلوّح بدمجها ضمن مؤسساتها، فيما تحاول موسكو استخدام الملف الكردي كورقة تفاوضية مع أنقرة.

في هذا المشهد، تبدو تركيا أمام معادلة دقيقة: إما أن تنجح في توظيف مسار السلام الداخلي لتقليص نفوذ القوى الكردية في سوريا، أو تواجه خطر أن يتحول هذا السلام إلى مجرد هدنة داخلية لا تغيّر شيئاً من معادلات الإقليم.

السلام هنا ليس إعلاناً من طرف واحد، بل عملية طويلة ترتبط بقدرة أنقرة على الموازنة بين مطالب الأكراد، وضغوط القوى القومية، وتشابك الملفات الإقليمية. والسؤال الأهم يظل معلقاً: هل يكفي تفكيك PKK لإغلاق القضية الكردية؟






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بري يطرح الحوار تحت سقف استراتيجية الامن الوطنية
- سيارة تقتحم القنصلية الروسية في سيدني بأستراليا
- نيويورك تايمز: أميركا توسع قيود التأشيرات على الفلسطينيين
- الحوثيون يعتقلون 11 موظفاً أممياً، والأمين العام يطالب بالإف ...
- شاهد.. أسباب تراجع أداء برشلونة أمام رايو فاليكانو
- مقتل 9 في زلزال بقوة 6 درجات هز جنوب شرق أفغانستان
- -حلقة النار-.. جولة حرب جديدة قاسية بين إيران وإسرائبل
- نتنياهو يعطي -إشارة الانطلاق- لاجتياح مدينة غزة
- الحرب على غزة مباشر.. عشرات الشهداء في قصف للمستشفيات ونسف ل ...
- شاهد..هل استحق الأرسنال الخسارة أمام ليفربول؟


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زوراب عزيز - السلام بين تركيا والعمال الكردستاني وانعكاساته على الموقف من قسد والكورد في سوريا