تطورات متلاحقة في ملف الحرب بين أوكرانيا وروسيا وتأثيرها على إفريقيا

محمود عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8449 - 2025 / 8 / 29 - 20:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

شهدت الأيام الأخيرة تطورات متلاحقة في ملف الحرب بين أوكرانيا وروسيا خاصة بعد تكثيف روسيا هجومها على كييف، ووصول الصواريخ مقر الاتحاد الأوروبي وأيضا مع استهداف خط أنابيب دروجبا.
ومن جانبه قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الإفريقي محمد عمر: إنه في الوقت الذي لا تزال فيه أوروبا والولايات المتحدة تقدمان دعما واسع النطاق لأوكرانيا في صراعها مع روسيا إلا أن هناك انحراف في السلوك الخارجي لكييف، فبدلا من التزامها بخط الدفاع عن أمنها تظهر مؤشرات متزايدة لدعم بعض الجماعات في إفريقيا بالطائرات المسيرة النوعية وتغذية النزاعات في بعض مناطق الأزمات.
وتابع أن القوات الأوكرانية لم تتردد في استهداف بنى تحتية حيوية للطاقة في أوروبا، كان آخرها ضربات بطائرات مسيرة طالت خط أنابيب "دروجبا" الذي يغذي دولا أوروبية بالنفط، ما أثار غضب الحلفاء وطرح تساؤلات جدية حول نوايا كييف ودرجة التزامها بمصالح الشركاء.
وأوضح المحلل، أن هذه التطورات تضع مستقبل التحالفات الأوروبية على المحك، وتثير مخاوف من أن أوكرانيا، التي تحولت بفعل الحرب بتغذية الصراعات وإشعال الفتن بما يخدم مصالحها فقط.
وأكد أن هناك تقارير كشفت شبكة دعم الميليشيات والانفصاليين في الساحل وأزواد
في ظل صمت من السلطات الجزائرية خاصة مع وجود معلومات حول إدارة الملحق العسكري الأوكراني في الجزائر أندري بايوك، لبعض الأزمات وإرسال طائرات مسيرة لدعم حكومة عبد الحميد الدبيبة في ليبيا.
وأوضح أن هناك إشراف بشكل مباشر على عملية نقل طائرات مسيرة أوكرانية الصنع إلى طرابلس، عبر الحدود الجزائرية، وتم استخدامها في معارك بين قوات حكومة الدبيبة وميليشيات "الردع" في غرب ليبيا، وفي هجوم على مدينة مصراتة في يوليو الماضي.
واستطرد المحلل، أن نشاط كييف لا يقتصر على ليبيا فقط، بل يمتد إلى منطقة الساحل الأفريقي، وتحديدا شمال مالي، حيث وردت معلومات عن تزويد جماعات من الطوارق، إضافة إلى جماعات أخرى بطائرات مسيرة من نوع "مافيك" مزودة بأنظمة إطلاق حديثة.
وأشار إلى أن هناك تحذيرات أمنية في مالي والنيجر من أن تلك المسيرات تم تسليمها عبر تنسيق أوكراني في نواكشوط، موضحا أن الهدف من هذه العمليات هو زعزعة الاستقرار في دول الساحل، وخلق حالة من الفوضى تصب في مصلحة أجندات أجنبية.
وأضاف المحلل السياسي، أن المثير للقلق أن الجزائر رغم امتلاكها حدودا طويلة مع ليبيا ومالي، لم تعلن حتى الآن عن أي موقف رسمي حيال هذه التطورات، وسط تخوفات من انتقال نشاط هذه الجماعات إلى داخل الأراضي الجزائرية في حال استمر التجاهل لهذه المعطيات، خصوصا وأن حدود إقليم أزواد الانفصالي لا يقتصر على شمال مالي فحسب، بل يمتد إلى المناطق الجنوبية للجزائر.
وفي سياق مواز يعكس اتساع دائرة التصرفات الأوكرانية الغريبة، أعلنت تقارير أوروبية عن تنفيذ القوات الأوكرانية لعدة هجمات بطائرات مسيرة استهدفت منشآت تابعة لخط أنابيب "دروجبا" النفطي، الذي ينقل النفط الروسي إلى دول أوروبية منها المجر وسلوفاكيا.
وتسببت الهجمات في توقف إمدادات الطاقة بشكل مؤقت، وأثارت غضبا واسعا، خصوصا من الإدارة الأمريكية، التي عبرت عن استيائها مما وصفته بالأنشطة غير المسئولة لكييف، والتي تهدد أمن الطاقة الأوروبي وتزيد من تعقيد الموقف السياسي على الساحة الدولية.

وأوضح محمد عمر، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبدى غضبه لرئيس وزراء هنغاريا فيكتور أوربان بسبب القصف الأوكراني لخط أنابيب النفط "دروجبا"، الذي ينقل النفط الروسي إلى أوروبا الشرقية.

وقال المحلل السياسي، إن هناك تطور أثار مزيدا من الاستفزاز لدى حلفاء كييف بسبب تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التي سخر فيها من تداعيات الهجمات الأوكرانية على خط "دروجبا بعد رده على سؤال صحفي بابتسامة ساخرة: "لطالما دعمنا الصداقة مع المجر، والآن بقاء هذه الصداقة يعتمد على موقفهم"، معتبرينه استهزاء واضح بأمن الطاقة الأوروبي، وتحدي للدول التي دعمت أوكرانيا منذ بداية الحرب مع روسيا.
وأكد أنه في ضوء هذه المعطيات، باتت تحركات أوكرانيا خارج حدودها تثير تساؤلات جدية حول طبيعة دورها في إفريقيا وأوروبا، وعما إذا كانت لا تزال شريكا يمكن الوثوق به لدى الغرب، أم أنها تحولت إلى أداة في صراعات إقليمية ودولية لا تخدم سوى أجندات ضيقة على حساب الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل