أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - حول قرار محكمة البصرة بمقتل الطبيبة بان بانه - انتحار-














المزيد.....

حول قرار محكمة البصرة بمقتل الطبيبة بان بانه - انتحار-


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 8444 - 2025 / 8 / 24 - 20:25
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


استقبلت اليوم القوى الانسانية والمدنية وذات الضمير الحي واليقظ قرار محكمة تحقيق البصرة ومجلس القضاء الاعلى بصدمة كبيرة من جراء عدم تحقق العدالة للقتيلة الدكتورة بان زياد طارق.

قتلت الطبيبة بان زياد طارق في البصرة في الرابع من اب من هذا العام. واصدرت محكمة التحقيقات في يوم الثامن عشر من اب في البصرة بأن بان زياد انتحرت ولم تقتل. في الوقت الذي اكدت الفحوصات الاولى وتقارير الطب الشرعي بانها جريمة قتل شارحة تفاصيل القتل، وانتشرت الصور في كل مكان تظهر القطوعات الطولية في ذراعيها الايسر والايمن، ووجود اثار حبل التف حول رقبة القتيلة، واورام في الوجه والساقين، وسلخ عضوها التناسلي وتعبئة المكان بالقطن، بوجود كتابة على الجدران كتبت بايدي قوية وبالدم. الا ان محكمة البصرة توصلت الى ان هذا الحادث هو " انتحار"!! مستندة الى اعلان عائلة القتيلة بانه انتحار بسبب الاوضاع النفسية للدكتورة. ودفنت الجثة بعدها مباشرة.

مؤكد ان مقتل النساء والادعاء بانهن انتحرن ليس خبرا جديدا في العراق. فالاسر العراقية التي ارتكبت بجرائم قتل بحق بناتها و نسائها يسارعون للاعلان بانهن انتحرن. وحتى لو وصلت القضايا للمحكمة، فالمحاكم تحكم بانها " انتحار" " حماية لسمعة الاسرة "!!!

دفنت الجثة مباشرة من قبل اسرتها، وليس من طريق لاية هيئات طبية او عدلية او قضائية تفحص الادلة. فقد دفنت الادلة مع القتيلة.

الا ان محافظ البصرة ومسؤولين اخرين واعضاء برلمان ومنذ اليوم الاول على ان الحادث هو " انتحار" وليس جريمة قتل. استقبلت الالاف من النساء والرجال من ذوي الضمائر الحية واليقظة بالتعبير عن الغضب والاستنكار وطالبت بتحقيق العدالة مما اضطر رئيس الوزراء ووزارة الداخلية بالاهتمام بالموضوع وطالبوا بالتحقيق وبلجان خاصة ترسل من بغداد الى البصرة ل"تقصي الحقائق".

الا ان النتائج التي توصلت لها محكمة تحقيق البصرة ومجلس القضاء الاعلى هي ان ما جرى هو " انتحار"!

كيف قبلت كل تلك الرؤوس التي تدير البلاد بنتيجة تحقيق في جريمة قتل وتمثيل بجثة على انها " عملية انتحار"؟ كيف يستطيعون تسويق" عدالتهم" و" دولتهم" في عدم انصاف الضحايا في جريمة واضحة وضوح الشمس!

لقد ثار قرار المحكمة اليوم غضب الالاف من الذين كانوا ينتظرون بعضا من العدالة والمنطق من محكمة التحقيق.

لقد اظهرت هذه الجريمة الاستقطاب والمواجهة بين سلطة اسرية وسلطة حكومية واعضاء برلمان. فالمجتمع المدني الحر والانساني، بنسائه ورجاله ومنظماته، والاطباء والطبيبات، والمؤثرات والمؤثرين لم يسكت طيلة الايام الماضية مطالبات بتحقيق العدالة. ورغم كل محاولات المسؤولين لاسكات و تحميق وتهميش المجتمع ونزع صفاته الانسانية، الا ان المجتمع اكد على انه حي وحيوي، انساني ومتدخل، عادل ومنصف ولا يقبل باعفاء المجرمين من ارتكاب الجرائم ويطالب بالعدالة..

اظهرت نتائج التحقيق حقيقة هؤلاء الساسة الذين يحكمون البلاد بانهم ليسوا اهل لادارة الدولة ولا ادارة المجتمع، وان المجتمع تحت سلطتهم تحول الى غابة يقتل فيها القوي الضعيف.وان قانونهم ومحاكمهم وتحقيقاتهم ما هي الا هراء في هراء. الضحية ممزقة اذرعها، ومضروبة من الرأس حتى الاقدام، وقطع جهازها التناسلي ويقولوا انه" انتحار"، ليس هذا تهاون بحياة انسان واستهتار بالحقائق الدامغة بل ايضا استهتار و خداع لعقولنا.

جٌل نظرية وفلسفة هذه الدولة والبرلمان واعضاءه وقوانينه تنطلق من ان المرأة هي " شيء" قابل للتصرف به كيفما يشاؤا دولة وبرلمان ينظرون الى النساء وهي تعامل كالكلاب ويجري قتلهن ودفنهن تحت التراب دون معرفة الحقيقة ودون معاقبة القاتل او القتلة:

دولة وحكومة لا تستطيع تعقب المجرمين ولا تستطيع انصاف الضحايا ويعشعش فيها الفساد والارهاب من الرأس الى الاقدام لا تستحق البقاء.

لقد اثبت هذا المجتمع بتحويله وسائل التواصل الاجتماعي الى ساحة احتجاج، والى تنظيم الاحتجاجات في محافظات البصرة وبغداد والنجف وبابل مطالبة بتحقيق العدالة للقتيلة بان بانه مجتمع قطع مسافات في الانسانية والمدنية وفي المطالبة بالحقوق مما حققه القانون ولجان الشرطة والسلطات الرسمية وما سعت لتمريره.

لن ينسى دم بان والاف البانات اللواتي قتلن لاسباب اجتماعية او سياسية او عقائدية، وسنبقى نلاحق القتلة والمجرمين. فالمجتمع وكافة قواه التحررية والانسانية والمدنية ستبقى لهم بالمرصاد.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو قطع ترامب المساعدات عن منظمات المجتمع المدني؟ الجزء ...
- وماذا اذا قطع ترامب دعمه عن منظمات المجتمع المدني؟ الجزء الا ...
- لا وقت للانتظار امام اليسار السوري
- موقفنا النسوي من التعديلات المقترحة لقانون الاحوال الشخصية.
- نص معدل عن حديث نادية محمود في الندوة الالكترونية التي عقدت ...
- أركان الدولة -الشيعية- الاربعة
- اما الامتثال لارادة الجماهير ومطالبها، او التغيير الثوري وال ...
- إستسهال قتل النساء في العراق: مقتل أم فهد، والحكم بالسجن الم ...
- -التعويض العادل- للنساء اللواتي يتعرضن الى اغتصاب في العراق! ...
- الحركة النسوية والتغيير السياسي / ا لجزء الثاني - الحركة الن ...
- حربان في ان واحد على غزة!
- الابادة الجماعية لسكان غزة هي بداية نهاية دولة اسرائيل.
- هل يحطم دعاة الجندر الاسرة وهل يدعون الى المثلية؟
- تكذب الأوراق وتصدق الأرقام.. حول الموازنة و” تمكين المرأة”!
- حماية النساء من العنف الاسري من قبل شيوخ العشائر!
- لا يكفي التظاهر من اجل التعيين، بل عمل اخر لا بد منه!
- أسلمة المجتمع من الأسفل عبر مدارس البنات!
- من أين تبدأ عملية التغيير؟
- شهيدة الشرف -مريم ماجد- ولكنهم باسم الشرف يقتلون النساء!
- الشخصي هو سياسي – حول الحب والنسوية.


المزيد.....




- ميرتس يدعو إلى انتخاب امرأة لمنصب رئيس جمهورية ألمانيا
- فيتامين -د- أثناء الحمل يعزز القدرات المعرفية للأطفال
- السعودية.. امرأة تنشل حقائب نسائية بمراكز تجارية والأمن يكشف ...
- عمل غير متوقع يجعل منه -بطلًا-.. فيديو ينتشر بسرعة هائلة لسا ...
- أنقذوا مروة عرفة.. مروة تستحق الحياة والحرية
- هبوط اضطراري لطائرة في ألمانيا.. بسبب امرأة -ثملة-
- سوريا ـ خبراء أمميون يدينون العنف بحق الدروز واستهداف النساء ...
- مراسم تشييع الفتاة الفلسطينية مرح أبو زهري في بيزا الإيطالية ...
- منها فيديو موقف مع امرأة مسلمة.. وفاة -القاضي الرحيم- فرانك ...
- لا حرية ولا أمن ولا أمان في ظل أجواء اغتيال النساء


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية محمود - حول قرار محكمة البصرة بمقتل الطبيبة بان بانه - انتحار-