ليت الحلم أعمى

محمد دلة

الحوار المتمدن-العدد: 1830 - 2007 / 2 / 18 - 11:36
المحور: الادب والفن
    

همت الأرض بالماء
انهار من النور
بحيرات من غبار العتمة
تسللت نحو سلم الجرح
فقُدَّ قميص السماء

كان لي حصانا من الرمز
عربات من نعاس الفاكهة
رموش تستظل كرمة الامنيات
كمنجات من الدمع
ولا عروسة لي

أخرجت المرأة فطنة شقائقها
للشمس
فاغتلمت بالذئب صحراء الأساطير
وانكسرت عتبات الرمل
الاسود
ولا مراسم
لغلة الفتنة
الا اعتناق الخطيئة
ولا قلب لي

سبع عجاف
ينفضن الفتنة عن ركبة الأرض
والطير تلم باءات النجوم
عن قرميد السديم
وسنونو الحكمة
ليس لي

خذوا أزرار القميص
المجوس يحرسون شبابيك الشهوة
خذوا خزائن الأرض
لا أقوى على الصبر
وقد غلّقت الابواب
خذو سرير المملكة
مملكتي من الأنوار
استنسخوا رؤياي
ضعوها في صواع الملك
لا تدوسوا كتاب الحناء في غيمة دمي
لا تكسروا تكية الموج
دعوه في عزلته
امنحوني سجنا غائر النشيج
وعيونا مغمضة

فقط
قليلا من استدارة الدمع والبرتقال
قليلا
من خوخ النبض
من أحلام فاجرة
أغسل عن مدّاد الحلم
ملابس القديسين
أطرد عن عري السنبلة
يمامة الغار

قصيدتي
تتمرن على الغطس
في أجاج البحر الميت
الجب
خريطة نافرة
تتسلقها الاقمار
والشمس
عنكبوت
يعب من جرحها الاسود
قباب الأوزار

المعجزة تتدلى كتينة الدم
خذو الدراهم أسرى
أطلقوا الذئب من أنياب الثار
لا أحتاج
غير سنبلة واحدة
لأعصر الخمر من عين الديك
وأستظل غواية العشب والماء
وأدخل أيقونة الحلاج

خذوا الجهات الست
واحترفوا النبوءة
سنبلة واحدة
ترمم خصر المرأة
وتمحو عن أكمامها يباب البرهان

حذوا إخوتي
أمي وأبي
خذوا المعجزات
برصاء أو لامعة
على هيئة الطير
أو على هيئة صليب الريح
بسوء ومن غير سوء
متبرجة وبسنبلها
خذوا الكواكب وشمسين

لماذا يبتلع النور الأشيب وعلِي الأمرد
لماذا يفيض الحزن عن حاجتي للمرأة
لماذا

لا يدلقن المسك
على جمر ذكورتي
لماذا يقطعن أيديهن
قبل أن تحصحص بيادري

خذوا.....
كتاب الأساطير
مزمور النرجس
تقوى مرمم الثلج من وعورة الماء
عذرية نهر الاردن
واتركوا مستنقعاتي تحدث براكينها
أشجاري
تستحم برياح اكتمالها
خمرتي
تتبرج بسيقانها
أحلامي
تحترق بزعفرانها الناري
قطعوني فصلا فصلا
قميصا قميصا
دالية دالية
ووزعوا دمائي على كل جلود الغزال
بالخط المسند والكوفي
بالرمز والأبجدية
بالسريانية والهيروغلوفية
منقوطا وغير منقوط
وانثروا رمادي في نهر اليتم
في أيدي طواحين سدوم وعمورا
في عيون الفنيق المتردد
ولا تجعلوا امرأة واحدة
تجرح رسغ الشمع
بومضة السكين


شاعر وكاتب فلسطيني

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل