أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد دلة - رسالة لم أصلها















المزيد.....

رسالة لم أصلها


محمد دلة

الحوار المتمدن-العدد: 1522 - 2006 / 4 / 16 - 11:31
المحور: الادب والفن
    


انا الشهيد
اسمي عماد أبو زهره
انا من مدينة النخل الذي غاب ونسي مطحنة قديمة ونخلة مفردة شاهدا في سرة مرج بن عامر
هواياتي:اختزان الحنين وتبرج الروح في أثاث المدى صورا من الظل والنور،صوامع ومدرجات وفيسفاء تدلع لسانها لعربات الزمن
المهنة:مبدع يتشظي في غطرسة الفشل،كتبت قصيدة فحولوني إلى قصائد من نزف وغربة
حاولت اختزال سرد الفاتحين والثوار بنتوءات الصور فالتقطوا مليون صورة لأحلامي المهمشة العارية
أصدرت جنوحي للزيتون جريدة فصادروا قلبي ووسائد نخلتي ؛احتضنت الأرض،فضمنتي الزنزانة بمدبب أضلاعها الفولاذية
كتبت نص السيباط وشارع ابوبكر وحارة الألمانية،فمحت أمية الثوار المتسخين نوري وأطيافي
جوالي :احد عشر كوكبا وقوافل نجوم تحرس عزلة مخيم جنين
واميلي(نعم للشهداء ايميلات بالعربية الفصحى )عماد زهرة دوت في قمر الوطن
انا اخافكم ، اخاف غيابا تعدون له ما استطعم من النسيان ،اخاف ان تتعثر بالدمع أمي،اخاف ان يترجمني أبي ملاكا من الحزن في لشهب شاربيه،اخاف حقول مراييل بنات الحارة الصاعدات درب مدرسة الزهراء، اخاف تمادي الزيتون في الاندلاع في أصابع القرى
اخاف نشراتكم الإخبارية،فضائياتكم التي تنكرني وما طلع الصبح،تجلدني وتصلبني في جلجلة أرقامها ،تنزع عن ضلوعي لحاف دفئها،وتطعن بلزوجة المر مناقيشي وزيتي
سأرشقكم ببروفايلي ،انا عماد أبو زهرة ،استقبل مسجاتكم وايميلاتكم ومراثيكم على عنواني الالكتروني
غدا خرجت من خاتم الظهيرة ،أشعلت مصباح دمي ،وأترفت عزلتي بالنور،وما تناثر من ياقاتي ونوري،كثفوه ورتبوه ربطة صغيرة تلم دمع النخلة المفرود في رحلته الصباحية المدرسة لينا التي لم نأذن لها بالترجل عن هامة النسيان
علموها ان تكتب اسمي ،ان تقراه
ان ترسم بسعفتها وجهي قبل العلم
ذكروها ان تسدد ديني للمدعي العام يوم حفرت بقلب حاف من الحبر اسمي وتاريخ اعتقالي على جدران زنزانته
عوضيه يا نخلتي عما سرقت من دهان معذب ومن نشارة الأنين من لزوجة عتمته
واعتذري عن جمرة لسعت (دبرة) في ظهر جريمتهم المحدودبة.
واعتذري لمن ضاقوا بفوضاي التي جاءت ترتب دار ندوتهم ونقاباتهم العرجاء
ما زال جوالي صامتا ،مغرقا بالحزن،ما بين نزف ونزف تطل عليه دماء أخوتي الذاهبين لإعداد بروفايلاتهم العطشى بتحية الماء،سبقتهم !خاتم الظهيرة رحب لخيول النور
وايميلي ما زال أعمى الى من كوى هنا وهناك تؤثثها بأسرة النور ثمار وامضة تسلك صيف نضجها
ما زال أميلي عاريا من شارات الرثاء ،لم تدخل الشمس رغيفي ،ولم تلمسني بالسكينة يد العاصفة،وردتي دون ظل دون ماء































نصفا النزيف



عطش غزة المكتظ بالمرارة كعلبة كبريت للاضطلاع فقط،تتبرج محلات البقالة المهملة والسوبرماركتات بالخبز والماء والحليب والجبن ، وبما خطر على قلب الفردوس ولم يخطر للاضطلاع فقط ، ومن يملكني لأستل الرغيف من أرستقراطية التعالي!واجعله فتيا عاديا في حارتنا يروح ويأتي ويلعب مع أطفال حارتي صبح مساء؟

آه كم أتمنى ان أثرثر ذات غروب عن ضيقي من مديري في العمل، عن راتبي الضائع في مطلع الشهر،عن معاناتي في مرافئ مدن ولدتها أمي وقد فتشوا دمي بعد عودتي من إجازة، يا رب أريد حديثا عن طردي من العمل تعسفا،لا أريد عملا أريد إصابة عمل.
قدماه تستران التعب بشقوق حلمه الرث، ويسيران جنبا الى جنب، من ثقب إبرة نصعد الجدار، ما زالت قبعات الرمل وفيّة تستر هجرتنا.
حاذر قد تراك رصاصة.
شفاههم لا تتحرك،وخطاهم منزوعة الصوت، وأنفاسهم جمدتها الذاكرة والحلم.
تسلل الى جذع شجرة.
سألحق بك، واحد فقط يمر من عتمة المنظار.
هل سأعود يوما الى عتبة بيتي حاملا بطيخة لأكسرها هناك؟
هل ستثقل يدي من زحمة الأكياس في عرواتها؟
هل ستركض إليّ أختي الصغيرة باحثة عن حبة بسكويت ولن تعود منهزمة؟
كم قاسية هزيمة الأطفال؟!
هل سأمارس يوما غطرسة تلقّّّي فاتورة الهاتف؟
كم هي جميلة غواية بطاقات الجوال المفرودة فوق سريري
سأحدثهم عن بطولاتي، كيف وقفت رمحا وأنا أدافع عن رفاقي أمام صاحب العمل.

ما أبهى العائدين ملوكا في أجراس عودتهم رؤؤسهم تفتش في الدروب عن ممرات خطاهم ،مبللين بالعرق والنشيد،وتزدحم في زهوهم نجوم التعب.
الأحلى ما علق بملابسك من أقواس قوس قزح وأنت تعلّم الجدران أبجدية الدفء.
يا لترف العربات التي تضيء عتمة الليل بالعمال الذاهبين الى الخبز!
حاذر لو نظر الى قدميه لرآنا.
اخفض راسك.
لا شكل لي،انا نوم متعفن.
لوحة حائط تغطي بها المحطات الفضائية قيئها.
يا دمامل الجنود ويا معسكرات القتل ، أيها الجدار الأعزل من الوصل ،المدجج بالموت والغربة، أغمدوا يقظتكم، ودعوني أمر، سأتحمل اصطكاك الصفيح في عظمي،لا حاجة لي بالنور،لن أزعج الجرذان التي تمارس هواية الركض في ممراتي، ولن أشتم صاحب المخبز الذي سيمنحني نصف الأجر فقط ،أما المقاول المحتال لن ارميه إلا بابتسامة وأغنية عن الصبر الجميل..
سأسد قليلا من رمق أهلي، سأطرد عن وجه أبي نظرته لي كمعاق.
ستحدثهم أمي عن أخباري.
"الله يرضى عليه بكره راجع"
سيلتمّ إلي شباب الحي في دائرة انا مركزها،
سيجارة
مارلبورو!!
البقال لن يتجهم لمروري من الشارع البعيد.
سأقص عليكم قصص الحسناوات،وكم في البحر من زهو وشوق،وما معنى المدن التي تكره الحقائب.
رحلتي رحلة البحر للبحر، رحلة الداخل للداخل، نشوة البرتقالة بالبرتقالة.
ساعة واحدة فأكتمل.وسأصل مكان عملي المنتظر
الجنود الممتدين كعورة الغول والجدار خاتمة للحلم.
حاذر إنهم يروننا الان، وببلاهة وحياد وبحركة كأصابع الدمى لامس إصبعه زناد ملائكة الموت المسومين، وتوقفت الخطى مثقلة بأحلامها ،قهقه صوت الرصاص وغاب قي تمرد الصمت،وامتددنا جثتين تنزفان الحلم والقمح.

منتصف اليوم ،وكعادته أضاف المذيع رقمين الى قوائم صوته وعدد كل ما نزفته ودلقته وزيفته المصادر.
















جنازات الضوء



تخلع المدينة أشجار عريها وترتدي نفسي،تلقي أقمارها ونوارسها وتحلق في شرفتي الذبيحة،تغلق كنائسها وجوامعها وتتبعني صلاة،انا الجنازة،انا بعث ما تساقط من فضة الجراح في ظلالها
المدينة المغسولة بالطين
أذانها المتمرد على جرة الحزن والخوف
أجراسها النازفة شوقا وخلاصا
متعانقين أو فرادى يصرخون ببطء في جنازتي
اخر ما تجمر من فوعة الملكوت
اليوم انا بينكم وغدا في ملكوتي
فادلقوا المسك والنردين على قدمي وامسحوها بأعشاب فتنتكم ،بدمعتكم الملتاعة
عفوك أمي!
أيتها الصابرة المتماسكة وحيا للحكمة ،تربتين بيد الصبر على عيون الأمهات المنكسرات حزنا على أبنائهن الجرحى
وغاب عنك انا الرحيل خطاي
عفوك لأنك ما أذنت لي،ورحلت قبل ان اقبل عينيك المشمستين كغابة كرز
عفوك أمي لأني سرقت جواد الصبر من قافلتك فارتداك الحزن
شرع النوافذ والتقط كل الجراح من ذاكرة المدينة
يا أختي الصغيرة عذرا
عجزت ان اجلب لك علبة الأقمار لترسمي وجه العلم باسما مرتعشا كقبل العاشقين
فقد سمموا بالموت دربي
أغلقوا المكتبات والدكاكين دون يدي
فخذي من عيني زرقة الطيف
ومن دمي شقائق نعمانه وحلكة سوسنه الأسود
وخذي ابتسامتي قماشا للنشيد
وانثريني في شوارع بيت لحم
الم خطى المسيح النازفة واصعد إليه الجلجلة

أبي ،استحلفك بمحبتك ان تسرعوا بجنازتي
آن موعد اتحادي بالأرض مريمية ونخلا
تسير الجنازة بطيئة الخطى،إنهم يؤثثون بملح حضورك الأخير شساعة الغياب،أمهات باكيات ،أزقة تخرج من ظلها وترفعها من كمها لتمتص شفاعة الرحيق،فيا فادي لا تسلم للغياب أفراس خطاك،عرج يوميا على ساحة الميلاد ،وانصب كمائن حزنك في المنارة،أشعل نجمتين في مغارة الحليب،وداعب الأطفال في حارة العناترة.
عرج على فندق الجر اند،واستلم راتبك الأول الذي ما رحلت قبل موعده،وتمم دورة الطبخ التي منحت .
لن تنساني المطارح التي نسيت بها قلبي ،سامر يوميا لأتفقد الطرقات والأزقة من خطى الجنود،ولا داعي ان أتعلم شيا ،فقد رأيت كل شيء .في الفردوس هنا لا داعي للكسب ،الأشجار وحدها تطبخ الخمر،وأنا هنا أتجرع النور وذكريات بيت لحم.
أخيرا وصلت مفتتح المعراج ،صخرتي هنا،لم لا تتقدمون؟ما بال حارس المقبرة مقطب الوجه كمجزرة؟لنتسمع فليلا
لم يسدد والده اشتراك المقبرة،ولن أستطيع السماح لكم بدفنه إلا بعد تسديد ما عليه من رسوم،هكذا الأصول وأوامر الطائفة
تبا للطوائف رعاعا وملوكا
أبي أبي أبي أبي
اغفر لي لأني دمي يفضح فقرك
أبي انا منحتك درة الألقاب أرضا وسماء
فسامحني ولا تجلد بحزنك رحلتي الأخيرة
دعهم يودعوني أي حضن للتراب ،كل التراب ملكك،والرصاصة يا أبي لم تحاورني في الطوائف والأمكنة
دخلت نسيجي دون استئذان؛يا لوقاحة القاتل
أمي
اغفري لسادن المقبرة
اغفري لثيابه السوداء ولكنته الغريبة
ربما لا يريدكم ان تدفنونني هنا
كي لا يبيع جثتي أيضا مع ارض المقبرة



#محمد_دلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل المواعيد التي هطلت على غدنا عرفناها


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد دلة - رسالة لم أصلها