أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء السعيد - الحقيقة عند شو














المزيد.....

الحقيقة عند شو


هناء السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 13:43
المحور: الادب والفن
    


من اعلى قمة للنهار فاجأني زميل العمل بورقة بيضاء مرسوم عليها خربشات توحي بحب عفوي من طفلة لا اعرفها ولم أرها إلا من خلال كلمات والدها الذي يحملها معه مثل ضوء الشمس(. شو )الطفلة ذات الأربع سنوات كنت قد بعثت لها قبل ايام بكيس حلوى وهذه عادة جرت عليها نفسي في التعبير عن حبي للأطفال او لربما لمخزونات التربية المبكرة والتي رسخت بداخلي ما قاله الرسول محمد عن طبيعة وحسن المعاملة مع الصغار قبل الكبار. زميلي هذا المزوج بدماء السكان الأصليين الأمريكان والإنكليز والذي استقر به الحال بعد جيلين هنا في استراليا حيث يعمل بجهد مذهل من اجل ان يؤمن لبنته الصغيرة غد افضل فهو المتمزق بفكرة في يوم ما لن يكون معها وخصوصا بعدما اكد له الأطباء إصابته بسرطان الجلد. يحاول جاهدا ان يوفر لها حظا مزدهر بوجوده او بعدمه، ذلك الرجل يأتي كل صباح ليلقي علي تحيته الإنكليزية الباهتة ومعها حفنة الاوراق التي يجب علي ان استلمها منه ثم يذهب لمشوار عمله ولأبدأ أنا عملي بين أزاميل البحث عن الفرع عن الإنسان . . ماذا تعني لك ان تتلقى كل هذا العرفان من قلب نقي؟ لي أنا الانسانة التائهة بين دوران الماضي وارتباك الحياة الصامتة، يعني لي الدفء ، او الضوء المخفي في كتاب الحقيقة. اخذت الورقة وكأني استلم جائزة نوبل او شئ أغلى شهقت ذاكرتي لتسترجع طعنة مرصعة بالانتماء لنفس دمي وعرقي وديني حيث أعي كم هو هائل توجعي الذي يحتل حيزا من يومي وكم كنت قاصرة في مخالطة من هم مفككين لا يعرفون قيمة الإحسان او فن الإحسان فالفنون ليست فقط بالكتابة والرسم والألوان والحروف والموسيقى انها فطرة لا يدركها إلا من تذوق الجمال بكل تفاصيله الدقيقة . منذ أعوام ليست بالبعيدة وبحكم اخطاء الغربة تعرفت على سيدة كان لديها ثلاث من الأولاد وغير متعلمه في بلادها وهي عزباء بالنسبة للقانون ولكنها على علاقة برجل ويعيشون كحياة الاوربيين(partenr)
ساعدت تلك المرأة وأولادها الذين كانوا في بيئة تفتقر لمعنى الام والأب او الأسرة مفككين يلهثون وراء لقمة من هنا وسنتات من هناك ، يعلفون لحظات صيحات امهم الجنسية مع الpartner من خلف الأبواب وكيف تتركهم لايام لاهثة وراءه من اجل ان يعطيها عقدا او خاتم من الذهب . تستجدي بأسم اولادها لتصرفه على عمليات التجميل وتقليم الأظافر وقص شعر الغجرية، حاولت مرارا ان اخذها من زلزلة الطمع إلى امرأة تنغمس بالرضا والإباء مستخدمة معها وسائل الإشباع المادي والمعنوي ، من جانب آخر كان لها بنتان الصغرى منهن ذات الثلاث سنوات لا تملك اي نوع من البراءة او معنى الطفولة كل تصرفاتها كانت بأملاءات أمها المتشظية بين ماض ملىء بالفقر والحرمان وحاضر مفتوح على حرية مشبعة برائحة المجون حاولت صادقة لأخراجها من قفازات القذارة التي رمت نفسها بها من اجل حفنة من المال او المجوهرات ولكن في عتمة الفهم ونقصان التربية تبرز أفاعي الغيرة والدونية لتختصر كل قراءات الطيبة والخير . وصحوت على جنود مجندة من الاتهامات وبشاعات افعالها مرمية في سلتي، ولكن ان تكون مؤمن بروحك النقية وبفنية إحساسك التي لا تناقض داخلك مع ظاهرك هذا ما يصعب على مثقوبي الذهن ان يدركوه تجاوزت تلك المرأة ومن صفق لها ولطمني بكف القمع من اجلها، وسار قطاري يحمل كل رعشات الحياة الطبيعة التي تتناغم مع كفاح التجربه ،ربما خسرت بعضا من الوقت ولكن هذه هي قوانين الطبيعة ننزلق ثم نقف من جديد ولو بعد حين. التجربة اختيار لا حرية فيها تجعلك تشتبك بمفاهيم القدرة ولكن بعدها ستخرج كما تشاء انت لا كما يقف الضد لتكون ثيابك نظيفة . المشهد لا يتغير فظلامية العقل واستبدادية الأنا لازالت تحيط وتستوقع في ذهون المستعبدين لقشور الأفكار .
مدهشتي شو الطفلة الصغيرة من خلال
خربشاتها منحتني صوت الحب بلا قناع وبلا انحرافات تنفست من جديد نسيم الحرية غير آبهة بنزفي الداخلي . هذه أنا






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- ثبتها وتابع أحدث البرامج الثقافية على تردد قناة ناشيونال جيو ...
- التربية تفتح ابواب النقل امام طلبة معاهد الفنون الجميلة لغاي ...
- المترجم يحيى مختار: رحلة أكثر من 30 كتابًا للأدب الصيني بنبض ...
- الرياض تقرأ.. والسعودية تكتب المستقبل (فيديو)
- أسطورة الشطرنج بوبي فيشر.. البيدق الأميركي الذي هزم السوفيات ...
- القضاء الأمريكي يحكم على مغني الراب -ديدي- بالسجن أربع سنوات ...
- محمد صلاح الحربي: -محتاج لحظة سلام- بين الفصحى واللهجة
- سياسات ترامب تلقي بظلالها على جوائز نوبل مع مخاوف على الحرية ...
- مئات المتاحف والمؤسسات الثقافية بهولندا وبلجيكا تعلن مقاطعة ...
- ساحة الاحتفالات تحتضن حفلاً فنياً وطنياً بمشاركة نجوم الغناء ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هناء السعيد - الحقيقة عند شو