أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد منذر - كفّوا عن المزايدة على وطنية أهل السويداء















المزيد.....

كفّوا عن المزايدة على وطنية أهل السويداء


أسعد منذر

الحوار المتمدن-العدد: 8440 - 2025 / 8 / 20 - 00:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


•• كُفّوا عن المزايدة على وطنية أهل السويداء ••
أهل السويداء الذين يصر البعض على وصفهم بالانتماء الطائفي ( الدروز ) ، هؤلاء الدروز لا يطلبون وليسوا بحاجة لشهادة وطنية من أحد ، الوطنية هي هويتهم وحياتهم وفكرهم ، الجبل كان خراباً منسياً بشهادة كل الرحالة الأجانب الذين زاروا الجبل ، سكنه الدروز منذ منتصف القرن السابع عشر ، عمروه وزرعوا أرضه وتجذروا فيه كتجذر سنديانه ودافعوا عنه بصلابة كصلابة بازلته وهاهي حمرة ترابه تشهد على تضحياتهم وغزارة الدماء التي بذلوها في سبيل الذود عن أرضهم وكرامتهم
لن أفصل الأحداث التاريخية ، إنما لمن يتجاهل الحقائق سأمر سريعاً على بعض المحطات :
- ♤ مع صعود الحركة الاستقلالية العربية ضد الاحتلال العثماني ، انضم للجمعيات العربية عدد كبير من رجالات السويداء ، واستقبلت السويداء عدداً من المناضلين الملاحقين من جمال باشا وحمتهم ثم أمنهم رجال السويداء لخارج حدود الجبل قاصدين مكة المكرمة لكن للأسف اعتقلوا في معان وأعدموا مع الشهداء الاخرين في ٦ أيار ١٩١٦
السويداء أول من رفع العلم العربي في المشرق العربي وذلك على دار سلطان الأطرش في القريا ودار حمد البربور في أم الرمان
أهل السويداء ( الدروز ) هم من اقتحوا الحامية التركية في تلول المانع يوم تراجع الجميع أمام تحصينات الحامية ، ثم رفعوا العلم العربي في سماء دمشق قبل وصول جيش الامير فيصل بيومين
- ♤ عام ١٩٢٥ قادت السويداء معارك الثورة السورية الكبرى وقدمت من أجل استقلال سوريا ٣٢٩١ شهيداً من أصل ٤٨٢٣ شهيداً من عموم الأرض السورية ، أي أن السويداء قدمت ٦٨% من شهداء سورية ، في الوقت الذي كان عدد سكان السويداء ٤٣٠٠٠ ( ثلاثة واربعين ألفاً ) وسكان سورية وقتها ٢٠٢٠٠٠٠ ( مليونان وعشرين ألف ) أي نسبتهم ٢% فقط ، ونحن هنا وعلى ذكر الثورة السورية الكبرى نتناسى رسالة الخذلان ومثيلاتها التي وصلت للقائد سلطان الأطرش قبيل معركة المزرعة تطلب من الثوار عدم الاقتراب من حوران وهي موقعة من عدد من الزعماء منهم : ( هولو الترك الحريري ، فارس أحمد الزعبي ) ولا نذكر في أدبياتنا عن الثورة الا المواقف المشرفة للشيخ اسماعيل الرفاعي الحريري وأبطال وشهداء معركة داعل وشهامة الشيخ مفلح المحاميد ، الدروز يتناسون عدم وفاء بعض الزعماء الدمشقيين بوعدهم لملاقاة ثوار السويداء في قرية العادلية فوصلوا الى المكان وحدهم وخسروا عشرات الشهداء في كمين فرنسي إنما يذكرون في أدبياتهم عن الثورة كبار الثوار مثل حسن الخراط ، نسيب البكري ، نزيه العظم وعبد الرحمن الشهبندر ، ووحدة الدم في معارك الغوطة والقلمون وحمص وحماة وجبل الزاوية
- ♤ عام ١٩٤٧ عندما دعا فوزي القاوقجي لتشكيل جيش الانقاذ ، كان عدد سكان الدول العربية المحيطة بفلسطين 23260000 ( ثلاثة وعشرين مليون ومئتين وستين ألفاً ) بينما عدد سكان السويداء كان حوالي مئة ألف ( 100000 ) أي بنسبة ٤ بالألف أو ١ من كل ٢٥٠ ، ولكن نسبة المتطوعين من أهل السويداء ( الدروز ) كان أكثر من نسبتهم الطبيعية ٤١ مرة ، إذ كانوا ٥٠٠ متطوعاً من أصل ٣٠٠٠ أي ١ متطوع من كل ٦ متطوعين بينما وفق نسبتهم لعدد السكان يجب ألا يكونوا أكثر من ١٢ متطوع
- ♤نصل الى ثورة ٢٠١١ ، منذ البداية تحركت المعارضة في السويداء ضمن ثوابت الاحتجاج السلمي وعدم اللجوء الى السلاح ، وخرجت عدة مظاهرات في مدينة السويداء وصلخد وكان أقواها وأكثرها عدداً وتعرضاً للقمع في مدينة شهبا ، واستشهد عدد من أبناء السويداء في سجون النظام ، و لمن يسأل لماذا لم تتطور هذه المظاهرات وتستمر أقول اسألوا مدينة حماة التي استكانت بعد المظاهرة الكبرى فيها ، لماذا لم تستمر ؟ بالتأكيد لها ظروفها ، كما كان للسويداء ظروفها والتي استمرت بالاحتجاج بأساليب مختلفة أهمها الامتناع عن الالتحاق بالخدمة العسكرية والتي لو تمت في باقي المحافظات لسقط النظام سريعاً ، كما أن السويداء أبلت بلاء حسناً ومتميزاً في إغاثة النازحين ومساعدتهم واستقبلتهم استقبال الأهل للأهل ، ثم كان لها أن تسجل حوالي السنة والنصف من الاحتجاجات المستمرة التي كسرت هيبة النظام وعرته أمام العالم ،( وهنا لا أريد الحديث عما حدث لكتيبة سلطان الاطرش التي كانت تقاتل مع الجيش الحر في الغوطة الشرقية )
- ♤ اليوم يهول الكثيرون على موضوع رفع علم العدو الاسرائيلي في مظاهرة السويداء الأخيرة ويخونون أهل السويداء ( الدروز ) في نوبة حمى وطنية لم نشهد لها مثيلاً في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ولا في محطة من محطاته وليس آخرها فظائع حرب الابادة في غزة ، لا شك أن رفع العلم الاسرائيلي فعل خاطيء ومرفوض ومرفوض من ٩٩.٩ من أهل السويداء ، ولكن ... ولكن ... يا ليتكم تفهموا هذا الفعل على أنه صرخة ألم وشعور بالخذلان وخيبة الأمل من أبناء الوطن الذين عملوا أو صمتوا أو تجاهلوا وضع السكين على عنق أهل السويداء فقط لأنهم دروز ، خيبة أمل ممن هتف لهم الدروز ( الشعب السوري واحد ) خذلان من الجار القريب الذي فتح له الدروز بيوتهم وهتفوا ( يا درعا حنا معاكي للموت )
نعم انظروا للأمر كذلك ، تماماً كما نظرتم لأيام الجُمع التي طالبت بتدخل الناتو ، وكما تفهمتم دخول الجرحى للعلاج في اسرائيل وادلائهم بتصريحات تشكر وتمجد اسرائيل ، وكما بررتم رفع العلم الاسرائيلي من قبل الدكتور مرعي الموسى ومعه بعض أهل نوى وهم يقولون : بنا انسانية اسرائيل ، وكما سكتم على سازار الزعبي وهو يشتم حافظ الأسد لأنه لم يبع درعا لاسرائيل كما باع الجولان ، ولا تنسوا أنكم فعلتم ذلك وأنتم مطمئنين لوجود مكان تلجأون إليه أو على الأقل تطمئنون على عيالكم في ديار ( الدروز ) لكنكم بالمقابل جيشتم علينا طائفياً وتكالبتم علينا من جهات الأرض الأربعة وقلتم لنا : ( إياك إياك أن تبتل بالماء )
... نعم رفع العلم الاسرائيلي فعل خاطيء ومرفوض بالرغم أنه لايعبر عن الوجدان الجمعي لأهل السويداء ولا يشكل الا صرخة ألم وخيبة أمل وانعدام الثقة ، ويحق لأخوة الوطن الحقيقيين أن يعاتبونا بذلك ويناقشونا به ، وهو عتب ونقاش مشروع ومبرر وضروري ، لكن من يحق له أن يعاتب ويناقش بل ويدين ؟؟ من ؟؟
نقبل ذلك من أصحاب الرؤية الوطنية الصادقة الذين يقبلون الآخر على قاعدة المواطنة وتساوي الحقوق والواجبات ، نقبل ذلك من الشيخ محمد حبش والشيخ معاذ الخطيب ، والسيد حازم داكر ، إياد شربتجي ، حتى ماغوط حوران مع الاختلافات معه نقبل نقاشه ، وآخرين غيرهم كثر
لكن من غير المقبول أن يناقشنا بذلك مسلحون لا يفهمون من المواطن الأعزل ( شو يعني سوري ) ويطلقون عليه وابلاً من رصاص الوطن فقط لأنه درزي ، لا نقبل أن يناقشنا بذلك مسلحون يطلقون النار على مسن ذاهب لشراء الخبز ويقتلونه لأنه درزي ويصيح أحدهم مسجلاً البطولة باسمه : ( أنا اللي ذبحته ) ويتباهون بذلك ويسخرون من قتله قبل شراء الخبز ، لا نقبل أن يناقشنا في ذلك مجموعة مسلحين يحيطون برجل مسن عاجز طريح الفراش ويقدمون على إهانته وقص شاربه ثم قتله ، لا نقبل أن يناقشنا بل نرفض أن يكون لنا شريكاً في الوطن ذاك المسلح الذي يقتل شاباً أعزل إلا من آلة العود الموسيقية ثم يجلس فوق جثته ويعبث عزفاً بأوتار العود تشفياً لا تفعله الوحوش المسعورة ، هؤلاء لا يحق لهم ولمن يبرر أفعالهم أو يغطي عليها لايحق له أن يذكر الوطن والوطنية على لسانه ، لأن هذه العقلية هي التي تهدم الوطن ، وإذا كان من تقسيم فإن أصحاب هذه العقلية هم من يدفعون إليه .
الخلاف بين السويداء والحكومة خلافٌ سياسي ، وهو خلاف مشروع ومبرر طالما نحن في مرحلة تأسيس الدولة ومازلنا نبحث في أسس بنائها التي يجب أن تزيل مخاوف الجميع ، وحل هذا الخلاف ممكن بالحوار الهاديء المخلص الصبور ، لكن أصحاب العقلية السابقة التي ذكرت بعض نماذجها هم من حولوا الخلاف السياسي الى صراع طائفي عبر التهاون مع التحريض الطائفي والسكوت عنه ، فهذا الموتور أنس الهبرة ينشر مقطعاً صوتياً مزيفاً فيه اساءة للرسول صلى الله عليه وسلم فتكون نتيجته هجوما على طلاب الجامعات الدروز وهجوما على جرمانا وصحنايا والأشرفية ، اعترفت وزارة الداخلية بأن المقطع مزيف واعترف الهبرة أنه من ارتكب هذا الجرم ، ومع ذلك بدل أن يخرج وزير الداخلية ويدين تصرف الهبرة ويطلب من السلطات التركية ملاحقته قانونا ويحاسب من حرض ضد الطلاب الدروز ، رأيناه يخرج ليشيد بغيرة وحماس من انتفض ضد الاساءة للرسول الكريم ، وكأنه يقر بمعاقبة مجموعة بشرية كاملة بجريرة فعل واحد منهم هذا على فرض صحة الادعاء الذي ثبت زيفه
عندما يتصدر المشهد من كل الأطراف رجالات تفكر بعقلية الوطن والمواطنة والديقراطية ، وتجريم التحريض الطائفي وتحقيق العدالة لكل الناس دون تمييز ورد الحقوق ومحاسبة المرتكبين ، والمسؤلية هنا تقع على عاتق الحكومة الانتقالية التي عليها الدفع بهذا الاتجاه قولاً وعملاً ، عندها وعندها فقط تعود سوريا كما يتمناها المخلصون ، سوريا للجميع ، سوريا الوطن والحضن ،سوريا المواطن الحر الكريم



#أسعد_منذر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكاء الاصطناعي والطب
- اليسار ليس موضة سياسية بل هو موقف وخيار
- ديكتاتورية البروليتاريا بين الطموح النبيل والواقع المرير


المزيد.....




- لقطات تفطر القلب.. فتيات يتيمات ينهلن بالدموع بحفل تخرجهن في ...
- ماذا تعني الضمانات الأمنية لأوكرانيا؟
- إيران أمام -معضلة استراتيجية- بعد الحرب مع إسرائيل: تفاوض صع ...
- عزلة وفقر.. الجزيرة نت تستطلع أحوال نازحي جنين بعد 7 أشهر من ...
- إلى أين تتجه مسارات السلام في السودان؟
- تحليل لغة جسد ترامب وقادة أوروبا وكيف جلسوا أمامه وحركة ميلو ...
- السفارة السعودية تعلق على وفاة سعود بن معدي القحطاني بعد سقو ...
- ترامب يستبعد إرسال قوات برية إلى أوكرانيا وسويسرا تعرض حصانة ...
- النظم العشبية.. الحليف المهمل في مكافحة تغير المناخ
- الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته شمال ووسط قطاع غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد منذر - كفّوا عن المزايدة على وطنية أهل السويداء