هيثم ضمره
الحوار المتمدن-العدد: 8439 - 2025 / 8 / 19 - 11:30
المحور:
سيرة ذاتية
سيرة قصيرة
في عام 2013، وبعد تخرجي بسنوات قليلة، كنت أعمل صحفيًا في الأردن. في أحد الأيام العادية دخل عليّ مدير التحرير، وقال لي بهدوء:
“دور لك على شغل ثاني… أجتني أوامر من فوق أنهي خدماتك.”
لم يُتح لي تفسير، ولا فرصة للدفاع عن نفسي. غادرت مكتبي بصمت، مدركًا أن حياتي المهنية في الأردن انتهت عند تلك اللحظة. استكثروا عليّ راتبًا لا يتجاوز 200 ليرة، فشعرت أن كرامتي في وطني أصبحت أرخص من ورقة راتب.
قررت أن أرحل. بعت سيارتي التي كنت قد اشتريتها بالأقساط، وخسرت فيها، لكني اخترت أن أبدأ من الصفر خارج الأردن. في الغربة، عملت في أعمال لم أتصور يومًا أنني سأعمل بها، لكنني تشبثت بالصبر والإصرار. ومع مرور السنوات، نجحت في بناء نفسي من جديد، وكونت ثروة في الخارج.
ومع ذلك، لم تكن الأموال هي ما يشغلني أو يمنحني الشعور بالانتصار. فالجراح التي تركتها التجربة في داخلي أعمق من كل ما يمكن أن تحققه الثروة. الجرح الذي سببه شعوري بأنني غريب في وطني، وأنني لا أساوي في نظر بعض المسؤولين أكثر من “200 ليرة”، سيظل غائرًا في صدري ما حييت.
لكن رغم الظلم، لم أبع وطني، ولم أساوم على كرامته. اخترت أن أبقى وفيًا للأردن، مؤمنًا أن الوطن أكبر من ظلم الأشخاص، وأغلى من أي منصب أو مال.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟