نسرين علي
الحوار المتمدن-العدد: 8437 - 2025 / 8 / 17 - 14:05
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
تسببت في اضطرابات يومية شديدة.. انقطاعات الكهرباء الواسعة ترهق الإيرانيين الغاضبين
22 يوليو 2025
شهدت إيران موجةً من انقطاعات الكهرباء الواسعة تسببت في اضطرابات شديدة في الحياة اليومية والأنشطة الاقتصادية، ما أثار إحباطًا شديدًا لدى المواطنين وأدى إلى شلل في الأعمال التجارية، وفقًا لمقاطع الفيديو والرسائل الصوتية التي وصلت إلى "إيران إنترناشيونال".
وفي تعبير غاضب عن الاحتجاج، أقدم مزارع دواجن على إلقاء دجاجٍ نافق أمام مركز إدارة توزيع الكهرباء في محافظة كهكيلويه وبوير أحمد، محمّلًا انقطاع التيار الكهربائي مسؤولية موت الدواجن.
وقال المزارع: "منذ هذا الصباح، لا توجد كهرباء. على الأقل أعلمونا مسبقًا كي نستخدم المولدات".
كما نشر خبّاز مقطع فيديو يظهر فيه عجين خبزٍ فاسد، موضحًا أن ثلاث حالات انقطاع للكهرباء في يومٍ واحد تسببت في تلف العجين، ما اضطره إلى التخلص منه بالكامل.
وشارك عامل بناء تسجيلًا يُظهر أكياس الإسمنت معلقة في الهواء على رافعة متوقفة، مشيرًا إلى أن انقطاع الكهرباء أوقف عملهم تمامًا.
وقال في الفيديو: "لم يمضِ على بدئنا أكثر من ساعة، وها نحن عاجزون عن المتابعة. لا يمكننا الوصول إلى الإسمنت، وتوقفت العملية بالكامل، ليس لنا فقط، بل للآخرين أيضًا".
لقد أرهقت العقوبات، وتقادم المنظومة، وسوء إدارتها، البنية التحتية للطاقة في إيران، حيث تواجه البلاد منذ سنوات انقطاعات كهربائية، لا سيما في أشهر الصيف التي يشهد فيها الطلب على الماء والكهرباء ارتفاعًا حادًا.
إلا أن الوضع يبدو قد ازداد سوءًا بعد الحرب التي دامت 12 يومًا مع إسرائيل، حيث أفاد الإيرانيون بزيادة تواتر وشدة انقطاع الكهرباء.
وتعاني المصانع والخدمات أيضًا؛ فقد ظهر أحد العمال في تسجيل وهو يقف أمام خط إنتاج متوقف قائلًا: "لا يمكننا القيام بأي شيء، لا توجد كهرباء".
وفي تسجيل آخر، ظهر متجر في سوق تبريز يعمل بمولد كهربائي خلال أحد الانقطاعات.
لم تؤثر الانقطاعات على الأعمال فحسب، بل طالت الحياة الاجتماعية والمنزلية أيضًا.
فقد صوّرت طالبة نفسها وهي تستخدم غلاية مياه تُسخَّن على موقد غاز لكيّ وشاحها، قائلةً: "لا توجد كهرباء، لكن طالما لدينا غاز، فنحن نبتكر طرقًا للتدبّر".
وأضافت بأسى: "إنه عام 2025، بينما تتمتع معظم الدول بكهرباء مستقرة، أستخدم غلايةً حرارية لكيّ وشاحي قبل الذهاب إلى الجامعة".
وفي تسجيل من مدينة الأهواز، وقف رجل في حرارة بلغت 122 درجة فهرنهايت (أي نحو 50 درجة مئوية)، يشتكي من انقطاع الكهرباء، ثم فتح صنبور ماء ليُظهر عدم وجود مياه جارية.
وحذر عضو في لجنة سوق الكهرباء وتبادل الطاقة في إيران من أن البلاد ستواجه انقطاعات كهرباء منظمة لمدة أربع سنوات أخرى على الأقل إذا استمرت الاتجاهات الحالية في العرض والطلب.
وقال علي شاه محمدي لصحيفة "شرق" في يونيو (حزيران): "القدرة الاسمية الإجمالية لشبكة الكهرباء الوطنية تبلغ 94,500 ميغاواط، لكن الإنتاج الفعلي لا يتجاوز 63,400 ميغاواط".
وأضاف: "على مدى السنوات الخمس الماضية، نما الطلب على الكهرباء بنسبة 5.5%، بينما لم تزد القدرة الإنتاجية سوى بنسبة 2.2% حتى عام 2024، وهو رقم يُبرز خطورة الأزمة".
حتى التنقّل اليومي من وإلى المنازل أو أماكن العمل المتأثرة لم يعد يمثل ملاذًا من الانقطاعات، إذ أظهر فيديو من مدينة مشهد ازدحامًا مروريًا كثيفًا ناجمًا عن تعطّل إشارات المرور الكهربائية.
فيديو.. انقطاع الكهرباء في طهران يؤثر على أصحاب الأعمال والشركات الصغيرة
https://www.youtube.com/watch?v=P0mIc86kVAY
إغلاق غرف العمليات.. مستشفى إيراني بلا مياه والحكومة تهدرها في "مراسم الأربعين"
15 أغسطس 2025
أدّى الانقطاع التام للمياه في مستشفى "قاسم سليماني" بمدينة فرديس في محافظة البرز، غرب طهران، بسعة 280 سريرًا إلى ترك المرضى المحتاجين لعمليات جراحية أيامًا في الانتظار، وإيقاف عمل غرف العمليات.
وبالتزامن مع أزمة العطش الحادّة، أظهر مقطع فيديو وصل إلى قناة "إيران إنترناشيونال" أحد المشاركين في مراسم الأربعين الدينية وهو يرشّ المياه على المارة باستخدام خرطوم.
وذكرت وكالة أنباء "إيلنا" الإيرانية، يوم الخميس 14 أغسطس (آب)، أنّه بعد مرور نحو عامين فقط على الافتتاح الرسمي لمستشفى "قاسم سليماني" بسعة 280 سريرًا في فرديس، والذي وُعِد فيه بتحسين الخدمات العلاجية، يواجه الآن أزمة عطش خطيرة، ما أدى إلى تأجيل العمليات الجراحية للمرضى بسبب انقطاع المياه.
وأضافت الوكالة أنّ هذه الأزمة تُدار حاليًا عبر تزويد المستشفى بالمياه بشكل طارئ بواسطة صهاريج تابعة للإطفاء، حيث تقوم سيارات الإطفاء مؤقتًا بملء خزان المستشفى، لكن هذا الحل لا يكفي إلا لساعات قليلة.
وأوضحت أنّ الانقطاع الكامل للمياه في هذا المركز الطبي عطّل النشاط المعتاد للأقسام كافة، ووضع المرضى المحتاجين للجراحة في حالة من عدم اليقين، مشيرةً إلى أن جميع الأقسام، من الحمامات والمغاسل إلى غرف العمليات، تعاني من انقطاع المياه، وذلك استنادًا إلى مشاهدات ميدانية وتصريحات مرافقي المرضى.
وقال أحد المرضى المصابين في حادث مروري والموجودين في المستشفى لوكالة إيلنا: "منذ مساء الثلاثاء الماضي، 12 أغسطس الجاري، بعد نقلي إلى هذا المستشفى، أبلغونا أن عملية تثبيت الكسر التي أحتاجها لن تُجرى يوم الأربعاء لأن المياه مقطوعة".
وأضاف المريض: "كان من المفترض إجراء العملية إذا عادت المياه يوم الخميس 14 أغسطس، لكن مع استمرار الانقطاع، يجب أن أنتظر حتى الأسبوع المقبل، وأتحمل الألم بمسكنات". وأكد أحد مرافقي المرضى أيضًا أنّ المستشفى لا يوجد به مياه حتى للغسيل.
مهرجان رشّ المياه في "الأربعين"
بالتزامن مع استمرار أزمة العطش في إيران وعجز المسؤولين عن حل مشكلة المياه، أرسل أحد متابعي "إيران إنترناشيونال" مقطع فيديو يوثّق الانقطاعات المتكررة للمياه والكهرباء على مدار اليوم.
كما أرسل مواطن آخر مقطعًا ينتقد فيه انقطاع المياه والكهرباء، مطالبًا بوقف الإنفاق على فعاليات ومراسم الأربعين، وتوجيه هذه الأموال لدفع الرواتب وحل مشكلات المواطنين.
وأظهر مواطن آخر، في مقطع مصوّر يوم الخميس 14 أغسطس، أحد المشاركين في مراسم الأربعين وهو يرشّ المياه على المارة باستخدام خرطوم. وقال هذا المواطن ساخرًا: "يقولون لا توجد مياه، لكنهم يقيّمون مهرجانًا للمياه".
وأرسل عدد من المواطنين أيضًا مقاطع فيديو تظهر انقطاع المياه والكهرباء المتكرر في مناطق مختلفة من البلاد، منتقدين إدارة مسؤولي النظام الإيراني للأزمة.
وشكا مواطنون من الغبار الكثيف، ونقص المياه، وتدمير البيئة، وسوء الأوضاع المعيشية.
واعتبر أحد المتابعين أن مشكلات مثل انقطاع الكهرباء والمياه، وارتفاع الأسعار، ونقص الأدوية، وضغط السكن، هي نتيجة لغياب الإدارة الفعالة في البلاد.
وفي السياق ذاته قالت مديرة حماية المستنقعات في هيئة البيئة، آرزو أشرفي زاده، إن جزءًا كبيرًا من أزمة المياه ناجم عن الإدارة غير المستدامة للموارد والاستهلاك.
وانتقدت الاستغلال المفرط وتجاوز الحصص المائية المحددة، ووصفت ذلك بأنه "نوع من السرقة".
فيديو.. إيران تتجه نحو شح المياه الشديد.. وتحذيرات من جفاف السدود
https://www.youtube.com/watch?v=1zVF2GQzrjo
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟