أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - نورس حسين علوان - قضية بان… قمة جبل الجليد في جرائم قتل النساء














المزيد.....

قضية بان… قمة جبل الجليد في جرائم قتل النساء


نورس حسين علوان

الحوار المتمدن-العدد: 8436 - 2025 / 8 / 16 - 09:22
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


انتشرت مؤخرًا صور مؤلمة للدكتورة بان – رحمها الله – بعد مقتلها، وهي صور كان يجب أن تبقى سرية احترامًا لخصوصيتها وحرمة جسدها، لكنها تحولت إلى شاهد حي على فظاعة الجريمة التي كان يُراد لها أن تُطمس. هذه الحادثة المأساوية ليست إلا قمة جبل الجليد في سلسلة طويلة من الجرائم ضد النساء، كثير منها لا يُكشف للرأي العام، وما خفي منها أدهى وأشد قسوة. إنها تكشف عن عمق مأساة تتكرر في الخفاء، حيث تُزهق أرواح النساء لمجرد أنهن نساء.
من خلال خبرتي المهنية، اطلعت على قضايا عديدة صُنفت رسميًا على أنها “انتحار” أو “حادث”، بينما كانت في حقيقتها جرائم قتل، أُغلقت ملفاتها بالصمت المجتمعي والتلاعب في التحقيقات ،احدها امرأة قتلت لمجرد أن صورها الخاصة وصلت إلى زوجها بعد أن تم اختراق حسابه.والأخرى نُقلت إلى المستشفى وهي تفوح منها رائحة مشتقات نفطية، وتعرض الأطباء والممرضون للتهديد من أهلها حتى لا يبوحوا بالحقيقة، وسُجل الأمر كحادث عرضي.
والأخطر من الجريمة نفسها هو ما يليها؛ إذ يتم أحيانًا تحريف تقارير الأدلة الجنائية والتحقيقات لحماية الجاني، خاصة إذا كان ذكرا، على يد من يبرر له الجريمة، في مشهد يعكس تحيزًا بنيويًا ضد النساء.
حين أرى هذا الواقع، أتذكر أن أغلب القائمين على إنفاذ القانون في العراق يعملون في ظل دستور ينص في المادة (2/أولًا/أ) على أن:
“الإسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ أساس للتشريع.”
لكن عند عرض هذه الجرائم على ميزان القرآن الكريم، يظهر التناقض الصارخ بين ادعاء الالتزام بالدين وبين الأفعال التي تُرتكب. فالإسلام جاء ليحرم قتل المرأة بسبب جنسها، كما قال الله تعالى:﴿وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ۝ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ﴾ [التكوير: 8-9].كما نجد في قول مريم عليها السلام وهي تواجه محنتها:﴿قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا﴾ [مريم: 23]، صدى لمعاناة كثير من النساء في مجتمعاتنا، ممن يتمنين الموت هربًا من ظلم لا يرحم.
إن الله سبحانه وتعالى جعل إقامة الحدود بيد الحاكم الشرعي، واشترط أربعة شهود عدول في جريمة الزنا، ولم يمنح أي فرد من العائلة سلطة القتل. ومع ذلك، يتجاوز البعض حكم الشرع والقانون، فيحولون الشك أو الإشاعة إلى حكم بالإعدام الفوري.
هذا الانحراف عن النصوص الدينية والقوانين (التي يدعون انهم يعملون عليها )لا يضرب فقط العدالة، بل يهدم أسس المجتمع، ويجعل حياة النساء رهينة مزاجية “الذكر الأقوى” بدل أن تكون مصونة بالقانون.
قضية بان (رغم انها لحد الان لم تسجل كقضية شرف ) يجب أن تذكرنا بأن ما نراه ونسمع عنه ليس سوى الجزء الظاهر من المأساة. تحت سطح الصمت المجتمعي والتستر الرسمي، هناك قصص لضحايا لم تُذكر أسماؤهن، ولم تُرو مأساتهن، ولم تُمنح لهن فرصة حتى لطلب العدالة.
نحن أمام أزمة قيم قبل أن تكون أزمة قانون. إذ يتم إسكات الأصوات المطالبة بالحقيقة، وتُختزل حياة النساء في عبارة “قضية شرف”، بينما الشرف الحقيقي هو في حماية الأرواح وصون الكرامة الإنسانية، لا في سفك الدماء وتبرير الجريمة.
ختامًا، رحم الله بان، ورحم كل امرأة فقدت حياتها ظلمًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل



#نورس_حسين_علوان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية بان… قمة جبل الجليد في جرائم قتل النساء


المزيد.....




- بريطانيا تُعيد تقييم نموذج -داش- لتقييم العنف المنزلي بعد فش ...
- أزمة عسكرية عميقة تجبر الاحتلال علي تجنيد النساء
- اختفاء غامض لعشرات النساء في لبنان وروايات عن تورّط عصابات س ...
- خبير عسكري: جيش الاحتلال يعاني نقصا حادا في الجنود ويلجأ لتج ...
- خبير عسكري: جيش الاحتلال يعاني نقصا حادا في الجنود ويلجأ لتج ...
- -المرأة الخارقة- تنقلب على نتنياهو .. طالبت بوقف الحرب على غ ...
- جراحة معقدة أعادت لامرأة عمياء بصرها.. سنها كانت الوسيلة
- ارتفاع أسعار الذهب في المغرب يدفع النساء إلى البدائل
- ممرضة أميركية في غزة: المجاعة بدأت تضرب الطواقم الطبية
- ممرضة أمريكية فلسطينية: المجاعة وسوء التغذية ينهكان المرضى و ...


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - نورس حسين علوان - قضية بان… قمة جبل الجليد في جرائم قتل النساء