أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أزهر عبدالله طوالبه - الأردن...الأرضُ الّتي لا تُمس، والكرامة الّتي لا تُساوِم.














المزيد.....

الأردن...الأرضُ الّتي لا تُمس، والكرامة الّتي لا تُساوِم.


أزهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 8434 - 2025 / 8 / 14 - 18:49
المحور: القضية الفلسطينية
    


في لحظةٍ تكشِفُ حقيقةَ المشروعِ الصُهيونيّ بلا أقنِعة، خرجَ نتنياهو، في غطرسةٍ مهووسة، ليُعلِنَ نيّته "احتلال أجزاءٍ مِن الأردن" ؛ تحقيقًا لما يُسمّيه بـ"إسرائيلِ الكُبرى". في حقيقةِ الأمر، هو لا يتحدَّث عن حلمٍ بعيد، بل عن مُخطَّطٍ قديم مُتجذِّر في عقيدةِ الاحتلال، مشروعٌ يرى في كُلِّ شبرٍ عربيّ ساحةً للتوسُّع، وفي كُلِّ معاهدةٍ جسرًا يعبُر عليهِ نحو ابتلاعِ الأرض.

لكن، ما يبدو على لسانه تهديدًا، نراهُ نحن الأردنيين جرسَ إنذارٍ يفرِضُ علينا الانتقالَ من "الدّفاع الكلاميّ والبيانيّ" إلى "الفعل السياسي والميداني". فالأردنُّ ليسَ ساحةً مُستباحة، ولا أرضًا تنتظر "إذنًا" كي تُدافعَ عن نفسِها.

وأول الردود في ساحَة "الفعلِ السياسيّ والميدانيّ" يجب أن يكونَ ردًّا سياسيًا حاسمًا، يضع الكيانَ في زاويةِ العُزلةِ الدوليّة، عبر موقفٍ رسميّ يصِف تصريحاته، أي النِّتن، بأنَّها إعلان حربٍ على السيادةِ الأُردنيّة، واستدعاء سفيره فورًا، مع إعادةِ النَّظر في كُلّ اتفاقيّةٍ تربطنا به، وفي مُقدِّمَتها وادي عَربة، الّتي لم تحمِ حُدودَنا من طموحاته، بل حاولَ أن يجعلَها بوابةً لتسلُّلهِ الاقتصاديّ والسياسيّ.

أمّا الرّد الثاني، فإنَّهُ يتمثَّل ب "رفع الجاهزيّة العسكريّة إلى أقصى درجاتها"، ليس من باب الاستعراض، بل لتأكيدِ أنَّ الأُردنَّ يمتلك إرادةَ الرَّدع وقُدرَة المواجهة، وأنَّ أيّ اعتداءٍ لن يُقابَل إلا بصدٍّ يدفع المُعتدي ؛ ليدرِك أنَّ حدودَنا ليست ورقًا على طاولةِ مفاوضات، بل خطوطَ نارٍ مرسومةً بدماءِ جيشنا وشعبنا.

وإضافةً للرّدّينِ السّابقَين، ثمّةَ ضرورَة مُلحّة لردٍّ ثالِثٍ، يكون مُتعلّقًا بالجوانِب الاقتصاديّة. فهذا الرّد يتمثَّل بوجوبِ كسر أيّ تبعيّةٍ فرضتّها علينا مراكزَ صُنعِ القرارِ في السّنوات الماضِية، وأن نوقِفَ، فورًا، أيّ تعاونٍ أو تبادُلٍ تجاريٍّ أو مشاريعٍ مُشترَكة مع الكيانِ الصهيونيّ. فالماءُ والكهرباءُ والغذاء ليست مُجرَّدَ سلع، بل مفاتيح سيادة، لا يجوز أن تُترَك في يدِ من يتوعدنا بالابتِلاع.

أما الجبهةُ الداخليّة، فهي خطّ الدّفاع الأوّل. فوحدةُ الصَّف، وتماسُك النّسيجِ الوطنيّ، ووعي الشَّعب بما يُحاك، هي ما يمنح القرار السياسيّ ثقلَهُ وقوَّته. في هذه المرحلة، لا مكانَ للفُرقةِ أو التّراخي. فالأردنُّ كُلّه مُستهدَف، وحدوده تبدأ من وعي مواطنيه قبلَ أن ترسمها الخرائط.

ولأنَّ المعركةَ ليست أُردنيّةً فقط، بل عربية وإسلامية، يجب أن ينطلقَ الأردنّ نحو تحالُفاتٍ إقليميّةٍ حقيقيةٍ مع كُلّ من يرى في التوسُّعِ الصهيونيّ خطرًا على وجودٍه، بدءًا من فلسطين وسوريا ولُبنان والعراق، وصولًا إلى عُمقِنا العربيّ والإسلاميّ. فالمشروعُ الصهيونيّ واحد، والرّد عليه لا يكون إلا بجبهةٍ موحّدة.

وأخيرًا، نقول إلى نتنياهو بوضوح: هذه الأرض، منذُ أن نطقَ اسمها التاريخ، لم تعرِف الاحتلال إلّا كمحنةٍ عابرة تنتهي، ولم تعرف أن تنحني إلّا لربِّها. من يُراهِن على صبرِ الأردن والأُردنيين، يخطئ في قراءة تاريخه، ومن يختبِر صلابته يكتشِف سريعًا أنَّ هذا البلد الصّغير في حجمِه، كبيرٌ في عزيمَته، يملِك من الكبرياءَ، ما يجعل أيّ مُغامرةٍ ضدّه آخرَ أخطاءِ المُعتدين.

الأردنُّ ليس عقارًا في سوقِ بيع الأراضي، ولا ورقة في خريطة مشاريعكم. هو وطنٌ حُر، عصيٌّ على الكسر، باقٍ ما بقيت في هذه الأمة دماءٍ تعرف معنى الكرامة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صور تكشف عن علاقة دافئة بين كارول سماحة وابنة زوجها الراحل
- إسرائيل تُعلن عن مشروع لبناء مستوطنات بالضفة الغربية.. وسموت ...
- تركي الفيصل لـCNN: نتنياهو إرهابي ويجب طرده من منصبه.. وهذا ...
- تقدّم روسي في أوكرانيا عشية قمة ألاسكا.. وبوتين يشيد بالجهود ...
- -يزيد من مخاطر الإصابة بالخرف والربو وأمراض أخرى-.. دراسة تك ...
- وزير المالية الإسرائيلي يعلن أن العمل سيبدأ في مشروع استيطان ...
- محللان: مشروع -معاليه أدوميم- شهادة وفاة لفكرة الدولة الفلسط ...
- -رولز-رويس-: المستقبل للمفاعلات النووية المصغرة في تشغيل الذ ...
- مع سيطرة ترامب على شرطة المدينة.. احتجاجات غاضبة في واشنطن ا ...
- تونس .. شركة ناشئة تصنع أطرافا صناعية تعمل بالذكاء الاصطناعي ...


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أزهر عبدالله طوالبه - الأردن...الأرضُ الّتي لا تُمس، والكرامة الّتي لا تُساوِم.