أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ياسين خلف الجميلي - تطبيق آليات وقواعد الحوكمة وأثره على جودة التقارير المالية















المزيد.....

تطبيق آليات وقواعد الحوكمة وأثره على جودة التقارير المالية


ياسين خلف الجميلي

الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 08:37
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يشير مصطلح الحوكمة إلى مجموعة القواعد والترتيبات التي تحكم الحقوق والمسؤوليات وتنظمها بين كل من الملاك والإدارة وغيرهما من الأطراف المعنية بالشركة، وهناك العديد من العوامل والأسباب التي أدت إلى زيادة الاهتمام بالحوكمة في السنوات الأخيرة، لعل أبرزها الحاجة الماسة إلى استعادة ثقة المتعاملين في أسواق المال، ولا سيما في أعقاب الانهيارات وحالات الفشل التي حدثت في بعض الأسواق، والتي كان الفساد وسوء الإدارة من أهم أسبابها، ومنها أيضا تسارع خطى العولمة، إذ تسعى المنظمات الدولية والدول المتقدمة بالحوكمة إلى إيجاد أكبر قدر ممكن من التنميط في الأطر والتنظيمات التي تحكم عمل الشركات في مختلف الأسواق.
وتعرف الحوكمة بأنها مجموعة القوانين والقواعد والمعايير التي تحدد العلاقة بين إدارة الشركة من ناحية، وبين الممولين وأصحاب المصالح من ناحية أخرى، لكي يضمن الممولون حسن استغلال الإدارة لأموالهم وتعظيم ربحية وقيمة أسهم الشركة على المدى الطويل، وتحقيق الرقابة الفعالة على الإدارة. كما تعرف بأنها نظامٌ متكاملٌ من الإجراءات والضوابط التي أنشئت داخلياً وخارجياً لمواصلة إدارة الوحدات الاقتصادية من أجل حماية حقوق جميع أصحاب المصالح في الشركة.
إن أهمية حوكمة الشركات تبرز بشكل أساسي من خلال الدور الذي تلعبه في الإفصاح عن المعلومات الدقيقة والشفافة التي يحتاجها كل من المستثمرين والدائنين والموردين وأصحاب المصالح الآخرين في تلك الشركات، كما تعد من أهم الركائز الأساسية التي تستند عليها الشركات في تعزيز أدائها من خلال استقطاب رؤوس الأموال الضخمة التي تحتاجها في عملية تمويلها، كما أن الشركات المطبقة لنظم ومبادئ الحوكمة حتى وأن لم تعتمد في تمويلها على الاستثمار الأجنبي فإن اتباع نظم ومبادئ الحوكمة يطمئن المستثمرين المحليين على الاستثمار فيها، وبالتالي سيؤدي ذلك إلى انخفاض تكلفة رأس المال بالإضافة إلى اكتساب الشركات المطبقة للحوكمة ميزة تنافسية على الشركات التي لا تطبق فيها، كما أن تطبيق الحوكمة في الشركات تجعل المعلومات المالية التي تتضمنها التقارير المالية تعكس وبوضوح الوضع المالي الحقيقي للشركة بدون غش أو تلاعب من قبل الإدارات .
هذا وبدأت جهود تحسين فاعلية تطبيق مبادئ حوكمة الشركات عن طريق وضع معايير دولية تساعد الحكومات في تحسين الأطر القانونية والتنظيمية في هذا المجال ومن أهم ما أسفرت عنه هذه الجهود هو صياغة مبادئ وقواعد للحوكمة، وبالقيام بتحليل هذه المجهودات يتضح أن مبدأ الإفصاح والشفافية من أهم مبادئ حوكمة الشركات لارتباطها في تحسين مستوى الإفصاح في التقارير المالية، ولذلك بدأت المنظمات المهنية المحاسبية بإعادة صياغة معايير إعداد التقارير المالية لزيادة فعالية الإفصاح فيما يتعلق بالمعلومات المالية وغير المالية، حيث إن الإفصاح يجب أن يتخطى الجانب المالي إلى المعلومات الهامة الأخرى.
وتجدر الإشارة الى أن الكثير من الشركات تملك آليات الحوكمة لكن ليس بالمستوى المطلوب، حيث لا تزال تلك الشركات تعاني من ضعف الرقابة على الإدارة العليا ونقص الشفافية في الإفصاح عن المعلومات وإعداد البيانات المالية.
كما أن الأحداث العالمية الأخيرة المتمثلة بانهيار مجموعة من الشركات العالمية الكبرى وما تلاها من اكتشاف تلاعب في القوائم المالية وعدم توفر الإفصاح والشفافية في القوائم والتقارير المالية أظهر بوضوح أهمية حوكمة الشركات حيث خرج مفهوم الحوكمة من الإطار التقليدي الذي يحكم وينظم العلاقة بين الإدارة والملاك، إلى إطار أوسع ليشمل عدداً من الجوانب الاقتصادية والقانونية والاجتماعية والمالية التي تنظم علاقة الشركات بالأطراف الأخرى.
ومن هذا يتضح أن معايير الحوكمة تلعب دوراً مهماً في مواجهة الفساد الإداري بشركات قطاع الأعمال العام إذا ما تم تطبيقها بشكل فعال، كما أن هناك ثلاثة معوقات أساسية لها تأثير على مستوى تطبيق الحوكمة بشركات قطاع الأعمال العام وهي، سوء اختيار القيادات الإدارية، وعدم الاقتناع بإمكانية تطبيق الحوكمة بشركات قطاع الأعمال العام، وقلة أعضاء مجلس الإدارة المستقلين بهذه الشركات. حيث أن حوكمة الشركات تعمل على ضبط السلوك الانتهازي للإدارة وحماية المستثمرين والحيلولة دون فشل الشركات وبالنتيجة استمراريتها.
وكما هو معلوم أن هدف هيكل حوكمة الشركات يتمثل في تحقيق التزام قانوني وأخلاقي للشركة، وتتضمن الأدوات المتعلقة بذلك عملية التأكد من أن جودة السياسات المحاسبية ونظم الرقابة الداخلية بالإضافة للمراجعة الخارجية يتم تفعليها باستمرار لمنع حدوث الغش وتوقع المخاطر المالية وتعزيز إفصاح دقيق وذو جودة مرتفعة وفي توقيت ملائم عن المعلومات المالية وغير المالية الهامة، لذلك فإنه كلما زادت فاعلية نظام حوكمة الشركات تحسنت جودة المعلومات في التقارير المالية، وهذا بلا شك يجعل مستخدمي القوائم المالية ذوي قدرة للتعرف على المركز المالي الحقيقي للشركة، كذلك يتعين الالتزام بالإفصاح الكامل والشفافية والمساءلة المحاسبية، حيث تعزز الشفافية عملية المساءلة المحاسبية مما يضفي مزيداً من المصداقية والجودة على التقارير.
ومن ذلك يتضح بأن هناك علاقة طردية بين تطبيق مبادئ حوكمة الشركات وجودة التقارير المالية، حيث إن المعلومات الجيدة الواردة في التقارير المالية تستخدم كمدخلات للحوكمة وبالتالي ينتج عنها تطبيق جيد للحوكمة. ولا يخفى بأن هناك قصور في تطبيق اليات ومبادئ الحوكمة في الأسواق المالية العربية، ففي العراق لا يوجد نص أو تشريع قانوني خاص بآليات ومبادئ حوكمة الشركات باستثناء بعض النصوص التي توجد ضمن القوانين كقانون الشركات أو قانون المصارف أو غيرها من القوانين المنظمة لعمل الشركات، ولا تعوض تلك النصوص والقوانين عن غياب مبادئ الحوكمة كون تلك المبادئ صادرة عن منظمة دولية متخصصة ولها فقرات مترابطة و مكملة لبعضها لتحقيق أهداف أصحاب المصالح وليست جميع تلك الفقرات موجودة ضمن القوانين العراقية، كما أن التزام الشركات ببعض آليات ومبادئ الحوكمة كون بعض مبادئ وآليات الحوكمة تكون من ضمن متطلبات وآليات العمل الدارجة.
ومن هذا يتضح أن عدم وجود قوانين وأنظمة واضحة للحوكمة سيؤدي إلى إخفاء الكثير من المعلومات المالية وغير المالية، والتي قد تؤثر على أسعار الأسهم للشركات وعزوف المستثمرين عن الاستثمار في تلك البيئة لارتفاع المخاطر فيها، فهناك علاقة تبادلية فيما بين حوكمة الشركات وجودة التقارير المالية حيث إن تطبيق الحوكمة بشكل جيد في الشركات سيؤدي إلى إنتاج تقارير مالية جيدة، كما أن إعداد ونشر تقارير جيدة تتصف بالجودة يمثل أحد دعائم تطبيق الحوكمة بشكل جيد في الشركات.



#ياسين_خلف_الجميلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيادة أرباح الشركات بتحسين سلوك الموظفين
- التيار الدائري للنشاط الاقتصادي وتحقيق التوازن
- الأزمة المالية في العراق- أسباب- وحلول
- رأس المال الفكري ومتطلبات تطويره والمحافظة عليه
- القدرة التنبؤية للمعلومات المحاسبية وأثر ذلك في ترشيد القرار ...
- الحرب الاقتصادية واستخدام النفط كسلاح
- أهمية المعلومات المحاسبية في ترشيد قرارات المستثمرين في سوق ...
- سوق العراق للأوراق المالية ودوره في التنمية الاقتصادية


المزيد.....




- تكلف 175 مليار دولار.. واشنطن تكشف تفاصيل منظومة القبة الذهب ...
- تكلف 175 مليار دولار.. واشنطن تكشف تفاصيل منظومة القبة الذهب ...
- 10 تخصصات مربحة لا تحتاج شهادة جامعية والراتب قد يفاجئك
- المصرف التجاري السوري يرفع حد السحب من الصرّافات الآلية
- جنوب أفريقيا تقدم عرضا جديدا لاتفاق تجاري مع واشنطن
- إيران وكينيا تهدفان الى رفع مستوى التبادل التجاري الى مليار ...
- تكلفة اقتصادية باهظة قد تعرقل قرار احتلال غزة
- الذكاء الاصطناعي يهدد أسواق الأسهم
- ترامب يجدد دعوته لخفض الفائدة ويطالب بمحاكمة باول
- سلطة النقد تطلع -تجارة وصناعة جنوب الخليل- على التحديات التي ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - ياسين خلف الجميلي - تطبيق آليات وقواعد الحوكمة وأثره على جودة التقارير المالية