آن أوان كسر قيود الوحش

هيثم ضمره

الحوار المتمدن-العدد: 8433 - 2025 / 8 / 13 - 07:39
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

اسمعوني جيدًا…
هناك وحش يلتهم حياتنا كل يوم.
ليس وحشًا بأسنان ومخالب، بل وحشٌ ببدلة رسمية وحسابات بنكية وأجهزة خوادم!
وحش اسمه النظام الرأسمالي المتوحش، الذي لم يعد يكتفي بالربح من عمله، بل صار يسرق قوتك من عرقك… قبل أن يصل إلى يدك.

اليوم… السائق الذي يقود ليلًا ونهارًا، يدفع عمولة لشركة لا تملك سيارة.
المزارع الذي يزرع الأرض، يدفع ثمن البذور والسماد لشركات تحتكر الحياة نفسها.
الحرفي الذي يبدع بيديه، لا يستطيع بيع إنتاجه إلا عبر منصات تفرض عليه إتاوة، وكأنه مجرم يعبر بوابة محتلة.

كل ثانية تعمل فيها… هناك من يجلس على كرسي جلدي ويحصي ما اقتطعوه منك.
كل دولار تربحه… هناك يد خفية تسرق منه جزءًا لصالح منظومة لا تصنع شيئًا، لكنها تملك كل شيء.

لكن… لا شيء يدوم.
في ألمانيا، نهضوا…
رفضوا أن يكونوا عبيدًا لتطبيقات أجنبية.
بنوا منصاتهم بأيديهم، ملكوها تعاونيًا، فصاروا شركاء لا ضحايا.
الخدمة نفسها… لكن الأرباح بقيت في جيوب الناس، لا في حسابات وول ستريت.

هذه ليست قصة بعيدة… هذه خطة إنقاذ.

لماذا ندفع ثمن البذور لهولندا؟
لماذا نشتري السماد من شركات احتكارية؟
لماذا نعمل تحت رحمة منصات تكنولوجية تفرض شروطها علينا؟

اليوم… يجب أن نتحد.
مزارعون، سائقون، حرفيون، عمال مصانع، تجار صغار…
يجب أن نبني تعاونياتنا، مصانعنا، منصاتنا الرقمية، ونمتلك أدوات إنتاجنا وتوزيعنا وتسويقنا.

التكنولوجيا التي يستخدمونها ضدنا… يمكن أن نستخدمها لتحريرنا.
البيانات التي يحتكرونها… يمكن أن نصنع بها أسواقنا الحرة.
المنصات التي يسجنوننا فيها… يمكن أن نبني أفضل منها، ونفتحها للناس، بلا قيود ولا عمولات ظالمة.

لسنا ضد التجارة… بل ضد الاحتكار.
لسنا ضد السوق… بل ضد السوق المزيف.
لسنا ضد الربح… بل ضد الربح الذي يقوم على سرقة جهد الآخرين.

يا من تزرعون… احصدوا لأنفسكم.
يا من تقودون… حددوا وجهتكم.
يا من تبنون… امتلكوا ما تبنونه.

هذه معركة وعي… معركة اقتصاد… معركة تحرر.
فلنتحد… ولنستخدم الوحش لقتل الوحش.

اليد التي تعمل… هي اليد التي تحكم.

بقلم هيثم ضمره

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل