عبد الرحمن نعسان
باحث في الدراسات النقدية والثقافية
(Abdalrahman Nassan)
الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 16:12
المحور:
الادب والفن
في البدء كان السقوط...
اندفعت جثة من الحافة… ركلة كانت أم قفزة… من قدم مجهولة او من إرادة دفعتها… وما الفرق؟ السقوط هو السقوط!
ارتطمت الجثة، وارتجفت رعشةً، ثم فُقد الوعي.
وحين أفاق والخدر يستغرق ألمه، كان وسط جموع تركض، أقدام تدق الارض على نبض واحد، لكن الأصوات… الأصوات مبعثرة.
الخوف جمعهم.
ثم فرّقهم الصراخ.
كل مجموعة تمضي على طريق تظنه طريقها وحدها،
وتصرخ كأن الألم لها وحدها، تحرس سرديتها كما يحرس المؤمن قدسية كتابه.
"كلٌّ يسبّح بحمده"، لكنهم يسبّحون في مدار الخوف نفسه، لا يبرحونه، ولا ينفك عنهم.
ركض الشاب.
عبَر طرقهم جميعاً.
صرخ صرخاتهم جمييعها.
لحظة زال جزء من الخدر رأى شيئا ما؛ المسارات تلتف، وتعود، وتضيق، وتلتف من جديد… حتى تنكمش إلى دائرة واحدة.
دائرة تدور. ويدورن فيها، ويدور معهم. … حول مركز لم يلتفت إليه أحد.
رفع رأسه.
راى الحفرة.
الفتحة السوداء التي يدورون حولها.
عرفها لحظة أبصرها؛
إنها الحفرة التي سقط منها في البدء.
توقف.
مدّ يده إلى الفراغ في صدره… لم يجد الا خواءً يرد اليد إلى الداخل.
خطا خطوة إلى الوراء…
- "ارجعوا وراءكم،، فالتمسوا نوراً"
- "الضوء في الظلام يضيء، والظلام لم يدركه"
وفي الختام كان السقوط كما كان في البدء.
اندفعت جثة أخرى من الحافة ذاتها، وفي الدائرة عينها ...
#عبد_الرحمن_نعسان (هاشتاغ)
Abdalrahman_Nassan#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟