اسعد الدلفي
الحوار المتمدن-العدد: 8432 - 2025 / 8 / 12 - 14:38
المحور:
عالم الرياضة
الزمن القبيح ارتبط بوجود عدي صدام على راس الهرم الرياضي, فعاش الرياضيون خلال عقدي الثمانينات والتسعينات عقوبات شنيعة مروعة, لا يمكن تصورها الا في افلام الزومبي, ولم يفرّق في ذلك بين نجم كبير وآخر مبتدئ, سواء كان على خطأ او صواب، فيما لم تكن العقوبة مقتصرة على الاحتجاز, بل كانت معها طلبات مجنونة مثلا: كان يطالب الرياضيين المحتجزين باصطياد البعوض نكاية بهم، ومن يفشل يتم معاقبته بشيء جنوني اخر, مثل المبيت في صندوق مع عقرب ويجب ان لا يقتل العقرب لانه منتسب, هكذا يقال لهم, او قصة الدراجة الوهمية التي يرسمها عدي على الحائط! ثم يطالب منهم بركوبها وقيادتها, ومن يفشل يتعرض للتنكيل والسخرية والعقوبات متطرفة اخرى.
• التحليل النفسي لسلوك عدي
عدي صدام كما يحلل الاطباء شخصيته: يعاني من اضطراب الشخصية النرجسية، مما يفسر غروره وحاجته الماسة للإعجاب والتقدير. كما أن سلوكه العنيف والمعادي للمجتمع قد يشير إلى اضطراب الشخصية المضادة للمجتمع. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون لديه سمات من اضطراب الشخصية السادي، حيث يستمتع بإيذاء الآخرين.
ويمكن القول ان عدي صدام كان شخصية سادية, والتي يعرف عنها بالشعور متطرف لدى الإنسان المصاب برغبة وميول لتعذيب الآخرين وما يرافق ذلك من لذة غريزية.
• قصة حبيب جعفر مع التعذيب
في احد اللقاءات الاعلامية تحدث حبيب جعفر كثير عن اساليب عدي بالتعذيب.. فقال: المواقف الصعبة والحرجة التي تعرضنا لها خلال عهد المقبور عدي، كانت كثيرة جدا,.. واضاف: أغلب الرياضيين تعرضوا لشتى أنواع العقوبات المتمثلة بالحلاقة صعودا حتى أساليب تعذيب الجسدية المختلفة.. ويضيف حبيب جعفر: أن "ما تعرضت له انا كان مختلفا عن بقية اللاعبين, حتى أنني كنت ضيفا دائما لمعسكرات الضبط التي يدخلنا فيها لأسباب مختلفة"، ويروي أن أصعب المواقف التي تعرض لها كانت عام 1991 بعد المباراة الشهيرة بين الزوراء والجوية والتي انتهت باتصار زورائي ساحق 6-1.. حيث يقول حبيب جعفر: بعد انتهى المبارة المباراة بهزيمتنا امام الزوراء 6-1, وعندما منحني حكم المباراة بطاقة حمراء فوجئت بعد المباراة وعند ذهابي إلى منازع اللاعبين, اعتراضي من قبل أشخاص ترجلوا من سيارات مظللة, واقتادوني لجهة أجهلها... بعدها وجدت نفسي في غرفة مساحتها متر واحد! فقط مطلية باللون الأحمر! وفيها فتحة صغيرة لإدخال الطعام, وبقيت فيها ستة أيام وقد أثر بي ذلك كثيرا وهي أصعب ما لقيته في تلك الحقبة الصعبة.
واضاف حبيب جعفر امر اخر : هناك أساليب مضحكة مبكية في ذات الوقت, حيث كان "عدي صدام" هو بنفسه يرسم لنا دراجة هوائية على الجدار, ويأمرني بالصعود عليها وإن خالفت وعصيت ستكون العقوبة أشد".
• قصة يونس عبدعلي مع التعذيب
النجم يونس عبد علي احد اهم لاعبي نادي الشرطة, وهو من اللاعبين الذين تعرضوا لمضايقات وعقوبات عدي صدام, فعدي كان مجنون يتلذذ بتعذيب اللاعبين الدوليين, فيقول: لقد بعت بيتي الذي أسكن فيه من اجل أن أسدد نسبة 40% من مبلغ تعاقدي في اللعب في الدوري القطري، بعد ان أصدر عدي صدام حسين قرارا باستيفاء نسبة من مبالغ العقود الخارجية وصدر القرار عام 1995، احترافه كان عام 1993 لكن عدي صدام كان يفعل ما يحلو له.. حيث جعل الامر باثر رجعي.
ويضيف يونس عبدعلي: لقد كنت ضيف دائم في معسكرات الضبط التي دخلتها لنحو ثلاث مرات في الرضوانية، حيث كان عدي يكلف شخص متوحش يسمى "ابو ذيبة" وهو الشخص المكلف بالإشراف على معسكرات الضبط.. زيضيف يونس عبدعلي ان هذا الشخص الدنيئ الخسيس كان يحتقر الرياضيين, عبر التعامل معهم بأساليب وحشية... مع انه رموز يمثلون الوطن... ويضيف عبد علي: أن أبو ذيبة كان يأمرنا باصطياد بعوضة، حيث كان يتركنا ويطلب منا في حال عودته أن يجد مع كل واحد منا بعوضة، أو كان يجلس أمامنا في المعسكر ويطالبنا بالغناء وهو يستمع، ونبقى محجوزين الى أن يتذكرنا رئيس الاتحاد عدي صدام ويأمر بإخراجنا"، لافتا الى أنه كان "يودعنا في السجون ويتركنا الى أن يقوم أحد الأشخاص بتذكيره عنا لإخلاء سبيلنا".
• قصة النجم الراحل عباس رحيم مع التعذيب
النجم الراحل الطيب والبسيط عباس رحيم كانت له حكايات مع عدي وطرق تعذيبه, فيقول النجم الراحل في احد اللقاءات الاعلامية السابقة: تلك الحقبة هي الفترة المظلمة، حيث عاش فيها الرياضيون أياما صعبة جراء التعامل التعسفي من قبل المقبور عدي، الذي ذقت السجن على يده ثلاث مرات.
وقد صرح النجم الراحل في اللقاء الاعلامي: المرة الأولى كانت جماعية مع منتخب الشباب عام 1998 عندما أخفق بالتأهل لكأس العالم للشباب، وبالتالي أمر عدي بحجز المنتخب بكامله لمدة شهر في منطقة جبلة بمحافظة بابل,... ويؤكد رحيم أن "الحجز كان قاسيا حيث تعرضنا للعقوبات التي تبدأ أولا بحلاقة الشعر وغيرها من العقوبات الأخرى، حيث أثرت كثيرا علينا وأرهقتنا وتركت أثرا نفسيا بالغا في نفوسنا حتى أن سبعة من لاعبي المنتخب أصابهم المرض نتيجة الحجز ثم اضطرعدي، لإخلاء سبيلنا مقابل غرامة مالية تبلغ أربعة ملايين دينار وهو رقم صعب في أيامنا ولم يتمكن أي منا من دفعه ليصار إلى استقطاعه على شكل دفعات من العقود والمبالغ التي يحصل عليها اللاعبون".
اما المرة الثانية من العقوبات فيقول الراحل عباس رحيم: كانت بسبب رفضه اللعب لنادي الكرخ، وادارته مقربة من عدي, ويضيف الراحل عباس رحيم: فأمر عدي بحلاقة شعري وحجزي.
اما المرة الثالثة التي تم حجز النعم الراحل فيها فيقول: لقد حصلت بسبب إضاعتي لركلة جزاء في مباراة ضد فريق الوحدة الإماراتي ضمن بطولة أبطال دوري آسيا عام 2000،... حيث مثل الزوراء بنظام الاعارة من نادي الشرطة.
ويضيف الراحل عباس رحيم في حوار اعلامي سابق: لم أكن أصدق الحكايات عن التعذيب, لكن رأيت بعيني وعشت بنفسي, لذا قررت أن أترك كرة القدم، لكن السكرتير قال لي إياك أن تكرر ما قلته أمام عدي، لانه سيأمر باحتجاز عائلتك وأهلك.
• قصة اللاعب سمير كاظم مع التعذيب
في لقاء صحفي سابق صرح النجم الاعلامي اسمير كاظم عن قصته مع عقوبات عدي, حيث قال: ان العهد الذي عاشته الرياضة العراقية تحت حكم عدي كان صعبا على كل اللاعبين والرياضيين, حيث كانوا تحت ضغط وتهديد دائمين, ويساورهم القلق في كل مباراة او بطولة وكلما يلعبون يضعون السجن والحلاقة أمامهم.
ويبين النجم سمير كاظم : دخلت ثلاث مرات في الحجز ولأسباب مختلفة بدأت عام 1997, بعد مباراة المنتخب الوطني أمام كازخستان في تصفيات كاس العالم التي جرت في بغداد, وخسرنا تلك المباراة بهدفين لهدف واحد على ملعب الشعب، فكنا نلعب تحت الضغط والتهديد الذي سبب لنا إرباكا وقلقا أفقدنا صوابنا وبعد المباراة مباشرة تم احتجازنا في مقر اتحاد الكرة.
ويقول سمير كاظم عن الاحتجاز الثاني: في أحدى السنوات وعندما كان فريقنا القوة الجوية يعسكر في محافظة دهوك وصلت أخبار إلى اللجنة الأولمبية بأن اللاعبين جلبوا معهم أجهزة من الشمال مثل جهاز الستلايت الذي كان ممنوعا وقتذاك فتعرض الفريق بأكمله للتحقيق وكان الحكم بعد التحقيق تعليق اللاعبين (فلقة) ويضربون 30 ضربة وانا منهم... ويضيف "حصلت على نصيبي وكان علي بعد الفلقة بأسبوع المغادرة للاحتراف مع فريق شباب الساحل في لبنان لكني وصلت إلى النادي وأقدامي متورمة فأخذت راحة لمدة أسبوع ومن ثم عاودت التدريبات مع الفريق اللبناني.
• حلاقة شعر لاعبي الرشيد على الصفر
اتذكر حادثة شهيرة حصلت عام 195, وهي ان عدي عندما كان يرأس نادي الرشيد, حيث خسر فريقه مباراة هامة امام نادي الزوراء صاحب الشعبية الكبيرة في العراق, فما كان من عدي الا ان قام بحلاقة شعر جميع اللاعبين على الصفر, وهم كانوا نجوم المنتخب مثل شاكر محمود واحمد راضي وخليل علاوي وغيرهم, وهذه احدى اساليب التعذيب والتحطيم التي تعتبر من ابسط انواع العقوبات مقارنة بالعقوبات الاخرى.
ومازالت الصور القديمة شاهد عن همجية عدي وشذوذه في تعذيب الاشخاص الرياضيين, خصوصا من يتمتعون بشعبية.
#اسعد_الدلفي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
