أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فوزي بن يونس بن حديد - الاحتلالُ الصّهيوني يُسكت الصّوت الشّريف الذي فضح جرائمه














المزيد.....

الاحتلالُ الصّهيوني يُسكت الصّوت الشّريف الذي فضح جرائمه


فوزي بن يونس بن حديد
(Faouzi Ben Younes Ben Hadid)


الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 12:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


بالأمس كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يدافع عن سياساته ومنها حماية الصحفيين في ظل الحرب الشعواء التي تخوضها إسرائيل على الشعب الفلسطيني والإبادة الجماعية التي تمارسها في حقّه، وكل يوم يمرّ تحصد فيه النازية اليهودية أرواحًا بشرية لا تفرّق فيه بين طفل حديث الولادة وآخر في سنّ الطفولة وآخر في سنّ المراهقة أو سنّ الشباب أو سنّ الكهولة أو سن الشيخوخة، ذكرا كان أو أنثى، في مسلسل القضاء على كل روح بشرية تتّسم بصفاتها الفلسطينية الصامدة المقاومة للاحتلال الصهيوني، وكان نتنياهو في مؤتمره الصحفي كالثّعلب الذي يخفي ما لا يظهر، فهو أشبه بحمامة سلام أمام الصحفيين يستعرض صور الطفل محمد زكريا الذي كان في حالة الجوع والحالة التي أصبح عليها بعد أن سمح له بالسفر إلى إيطاليا، لكن سرعان ما تتحوّل الحمامة بعدها إلى وحش كاسر يُظهر وجهه الخبيث الملطّخ بالدّم، والملوّث بممارسة القتل العمد والتدمير وغيرهما مما يفعله قُطّاع الطرق.
وبعد المؤتمر الصحفي الذي عقده أمام شعبه، أظهر حماقته وظهرت حقيقته بعد أن نالت يده المجرمة الصحفيين الأبرياء من مسيّرة صهيونية حامت حول خيمتهم بالقرب من مستشفى الشفاء، وحولت أجسامهم إلى جثث متناثرة هنا وهناك، في تحدٍّ صارخ للعالم الحرّ الذي بدأ يهتز للجرائم الصهيونية المتكرّرة والتي لا تهدأ ليلًا ولا نهارًا، ولأن هؤلاء الصحفيين ليسوا مقاومين بالسلاح أدركت إسرائيل أن الكلمة أيضا موجعة ومؤلمة ويمكن أن تقلب العالم كلّها ضدها، وأن الصورة أبلغ من الكلام أحيانا، فكان الصحفيون الفلسطينيون ينقلون الحدث من أرض المعركة، دون تحريف أو تهويل أو تبديل، ولكن الصهيونية العالمية ترى في ذلك استفزازًا لها وتصويرًا غير لائق لجرائمها، فترتكب الجريمة وأكبر منها وتستهدف الصحفيين مباشرة دون تحذير أو لوم أو عتاب، وبعدها أدركت أن العالم برُمته لن يسكت على ما اقترفته يداها ولن يهدأ حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة كاملة ودون استنقاص.
إن استشهاد عدد من الصحفيين الفلسطينيين أمس ومن بينهم الصحفي البطل أنس الشريف أحدث دويًّا هائلًا في الصحافة العالمية وحرّك أجواء من الاحتجاج المباشر على إسرائيل رغم أنها لا تبالي بما يحدث حولها وفي العالم من إدانات وانتقادات حادة، ومحاولات لكسر الحصار على غزة، وتتصرف كما لو أن العالم كله غير موجود، وكأن العالم كله أمامها ضعيف ما دامت أمريكا القوة العظمى في العالم تساندها بصفة مطلقة ودون تقييد لأفعالها المجرمة وتتكئ عليها لتبرأتها من كل جريمة وتسعى إلى تقويض القانون الدولي الذي أصبح في خبر كان كما يقال بعد ما فعلته الصهيونية في حق شعب أعزل بريء لم تستطع كسر إرادته ولا إرادة المقاومة الشريفة، بل إنها تطلب منها نزع سلاحها ورفع الراية البيضاء وتعلن هزيمتها أمام الجيش الصهيوني حتى يرضى عنها نتنياهو بن غفير وسموتريتش.
رحل أنس الشريف الصحفي الفلسطيني البطل، بعد أن أقضّ مضاجع الصهاينة بصوته، وتصويره المشاهد المرعبة والمآسي التي يعانيها الشعب الفلسطيني برمته، وكان مستهدفا منذ أن أعلن أنه سيبقى على العهد ما دام حيا، ورفض أن يخرج من غزة الأبية إلا شهيدًا، وقد نال ما نال من الشهادة، ونال عدوّه من الإجرام ما نال، فازداد حقن العالم عليه وعلى أفعال الصهاينة المجرمين الذين عاثوا في الأرض فسادا بغير حق، ولم يكتفوا بما فعلوا من محاولة إسكات الصوت وطمس الصورة إلى قتل صاحب الصوت والصورة، ولكن مهما فعلوا سيبقى صوته يرنّ في آذان أحرار العالم الذين سيخرجون بالملايين في الشوارع مطالبين بالقصاص، وسينال نتنياهو ومن معه في حكومته من المتطرفين وغيرهم عقابهم الأليم عاجلا أم آجلا.
رحل أنس الشريف ورفاقه أعزّاء كُرماء شُهداء، لم يطأطؤوا رؤوسهم للاحتلال، ولم يخشوا القنابل والرصاص، رحلوا بصمت أمام عالم عربي وإسلامي خذل كل الشعب الفلسطيني، ولم يقدم له شيئا إلى الآن، بل لم تتحرك منه شعرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ورغم نية الاحتلال الصهيوني مواصلة جرائمه البشعة باحتلال مدينة غزة وغيرها في المرحلة المقبلة، يبقى العالم الإسلام والعربي باهتًا جامدًا لا يتحرك وكأنه صنمٌ لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، حتى تصيبه الصدمة الكبرى عندما يجد المحتل الصهيوني أمام بابه يطرده من بيته في ذلة ومسكنة.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)       Faouzi_Ben_Younes_Ben_Hadid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا أمة المليار تحركي فإن أبا عبيدة يقاضيكم عند ربّ الأرباب
- مع تصاعد آلامهم وأوجاعهم.. كيف ينظر المسلمون إلى فكرة المهدي ...
- الإسلام يدعو أتباعه إلى التأسّي بالنور المحمّدي في مواجهة دع ...
- جائزة الصداقة الإسرائيلية.. طُعم مسموم
- الشعبوية تنهار أمام أزمة كورونا وترامب ينتقد منظمة الصحة الع ...
- الصحراء الغربية... القضية المغيّبة في المغرب
- حقوق الطفل بين شرع الله وتجاوز البشر
- أما لا تقلقي فالراحم الله...الطب الخاص في تونس يتاجر بالبشر ...
- لجنة الحريات في تونس تعبث بالأحكام الشرعية
- الرجل قوي ولكن المرأة أقوى
- آن الأوان لتحرير القدس يا أبطال الأمة
- اغتيال الحريري في الرياض
- الصهاينة يسقطون مع وعد بلفور المشؤوم
- رعب سبتمبر في أمريكا
- الاستعمار الجديد للمنطقة بدأت فصوله تتضح
- المرأة التونسية بين السياسي المنفلت والديني المنغلق
- المرأة في بؤر الصراع
- فلسفة الجمال في الإسلام
- عقدة الوجود عند الإنسان
- من يحارب من؟


المزيد.....




- تداول فيديو لـ-تمايل ناطحة سحاب- خلال زلزال تركيا.. ما حقيقت ...
- ذكرى أول اعتداء عنصري في ألمانيا الشرقية.. شهود جزائريون يرو ...
- ماذا قال رموز الصحافة عن استشهاد صحفيي الجزيرة في غزة؟
- دعوات بإندونيسيا لحشد المواقف ضد إسرائيل
- -أسطول الصمود- يبحر نحو غزة وغريتا ثونبرغ في المقدمة
- القسام تعلن عن 3 عمليات ضد الاحتلال في غزة
- مشهد الوداع الأخير.. صوت شهداء الجزيرة خفت لكن -التغطية مستم ...
- المجتمع الأفريقي.. اغتيال أنس الشريف ورفاقه جريمة وتقويض للص ...
- -عيون الحقيقة تُطفأ-.. اغتيال صحفيي الجزيرة يشعل الغضب بوسائ ...
- خزنة ذهب ودولارات تثير جدلا واسعا بالعراق.. ما قصتها الحقيقي ...


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فوزي بن يونس بن حديد - الاحتلالُ الصّهيوني يُسكت الصّوت الشّريف الذي فضح جرائمه