أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أصغر كريمي - اليسار الاجتماعي، أقوى حركة سياسية في إيران















المزيد.....

اليسار الاجتماعي، أقوى حركة سياسية في إيران


أصغر كريمي

الحوار المتمدن-العدد: 8431 - 2025 / 8 / 11 - 08:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هذه الحركة أولويتها الأولى هي إسقاط الجمهورية الإسلامية. ليس إصلاحها أو تغييرها تدريجيًا، وليس، على سبيل المثال، دمج الحرس الثوري الإسلامي في الجيش، بل تدمير الحكومة وقواتها وقوانينها القمعية تدميرًا كاملًا. حركة تطالب بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة. إنها إزالة الدين من حياة الناس، وإلغاء عقوبة الإعدام، والحريات السياسية غير المشروطة، والرفاهية العامة، وحقوق المواطنة المتساوية، وإنهاء الاضطهاد القومي والديني، وإنهاء معاداة الغرب. إنها تُشكل أعظم تضامن في النضال، وتسعى بشتى الطرق إلى سد الفجوات بين مختلف فئات الشعب. إن نشطاء هذه الحركة، الذين اتخذوا هذه المطالب منطلقًا لنضالهم، ينتمون إلى يسار المجتمع، وبغض النظر عن نسبة انتمائهم إلى حزب أو منظمة يسارية، فهم يشكلون يسار المجتمع، وهو ما نسميه اليسار الاجتماعي. هذه الحركة هي أقوى حركة نضالية وأقوى بديل سياسي في إيران. لكن على نشطائها أن يستشعروا قوتهم ويستعدوا بكل الطرق. سأشرح في هذا المقال خصائص هذه الحركة وقواها الفاعلة.
لهذه الحركة خصائص واضحة. من خصائصها حضورها الفعال في الاحتجاجات والحركات المطالبة بالحقوق في المجتمع، في الجامعات أو المصانع والمناجم، في المدارس والشوارع، في السجون، في حركة المناصرة، في تجمعات المتقاعدين والممرضين، بين المعلمين. أيها الفنانون والكتاب، في الأنشطة البيئية، التي فقدنا منها ثلاثة ناشطين في سنندج هذه الأيام، أو في الدفاع عن حقوق قوس قزح. إحدى ركائز هذه القوة موجودة في طهران وسنندج وسيستان وزاهدان ورشت والأهواز، والأخرى في أوروبا وأمريكا وأستراليا وتركيا.
هذه القوة ليست جامدة أو بلا خطوط، بل هي جزء منظم وواعي من المجتمع. يُنظّم نشطاء هذه الحركة معظم المؤسسات النضالية داخل البلاد وخارجها، وغالبية الحملات. كما يُنظّمون إضرابات واحتجاجات العمال والمتقاعدين. وقد نشر نشطاء هذه الحركة مئات البيانات والعرائض، ناقشوا فيها مطالب الشعب، من إطلاق سراح السجناء السياسيين إلى إنهاء الإعدام، ومن حق اختيار الملابس إلى حقوق القوس قزحيين. من إنهاء التحريض على الحرب إلى حق المرأة في الغناء، ومن الرعاية الطبية والتعليم المجانيين إلى الإجراءات القانونية، إلى عشرات المطالب الأخرى المطالبة بالحقوق. هذه القوة هي التي تصدر بيانات احتجاجًا على المعاملة الفاشية واللاإنسانية للأفغان، وتعلن تضامنها معهم. البيانات التي نُشرت، وخاصةً في السنوات الثلاث الماضية، تحمل توقيعات آلاف هؤلاء النشطاء.
من السمات المهمة الأخرى لهذه الحركة أنها لا تضلّ طريقها في النضال لإسقاط الجمهورية الإسلامية. فعندما تندلع حرب وتُهاجم الجمهورية الإسلامية، أو عندما يُريدون تحويل النزاعات الكبيرة والصغيرة إلى قضية اجتماعية، أو عندما يُطالب أحدهم باستفتاء، أو عندما يُحذّر صادق زيباكلام الناس من إسقاطها بسيناريوه المُظلم، مهما حدث، فإنّ جوهر هجوم هذه الحركة على الجمهورية الإسلامية لا يُحجب بأيٍّ من هذه الخطابات. فلا محور المقاومة اليساري يُشتّت انتباه هذه الحركة، ولا الوطنيون والقوميون، ولا تسليط بعض وسائل الإعلام الضوء على رضا بهلوي، ولا جرائم إسرائيل في غزة. مهما حدث، لا ينسى ناشطو هذه الحركة أن أولويتهم الأولى والمباشرة هي إسقاط الجمهورية الإسلامية.
لقد شكلت ناشطات هذه الحركة العمود الفقري لثورة مرأة حياة حرية، ونمت بسرعة خلال هذه الثورة، وما زلن يُبقين هذه الثورة حيةً بأشكال مختلفة. إنهم يقفون ضد تحريف مُثُل هذه الثورة وشعارها الرئيسي، ومحاولة تحويلها إلى رجل ووطن ومستوطنة من قبل اليمينيين، ويستعدون للمراحل القادمة من هذه الثورة.
هذه الحركة واسعة وشاملة وحافلة بالتحركات والمبادرات النضالية، وهي أقوى من أي حركة أخرى. لكن في الأجواء التي خلقتها بعض وسائل الإعلام، يبدو الأمر كما لو أن الفرد هو المهم، لا المنظمة، وليس المطالبات ولا الحركات. يقول اليمينيون أيضًا: "لدينا رضا بهلوي، فمن لديكم؟" وكأن بطلًا نزل من السماء ويريد إنقاذ المجتمع. في مثل هذه البيئة، حتى النشطاء الذين يلعبون دورًا في الحركات الحقوقية الحالية يشعرون أحيانًا بالارتباك ولا يرون دورهم ومكانتهم كما ينبغي.
النقطة الأولى هي إدراك دورنا التاريخي وقوتنا. قوتنا، التي تكمن في حركة المعلمين والمتقاعدين العمالية، لنرَ ونُدرك وجود الطلاب والنساء وألقواس القزاحيين، إلخ. تضم هذه الحركة آلاف الناشطين على صعيد المحلي والوطني والشخصيات المرموقة، من ناشطات حقوق المرأة إلى ناشطات العمال والمعلمين القياديين إلى الطلاب والفنانين والكتاب والناشطين البيئيين إلى المحامين والأطباء والرياضيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، إلخ. إن عصب هذه الحركة يكمن داخل البلاد، والظروف لا تسمح لهؤلاء النشطاء بالتعبير علنًا كما يعتقدون. ومع ذلك، فقد عبّروا بشجاعة عن انتقادهم واحتجاجهم على هذا النظام ومطالبهم في مئات المواثيق والبيانات والقرارات. يكفي أن تتغير موازين القوى إلى حد ما، ويرتفع غطاء الاختناق، ليرى المجتمع هذه القوة الهائلة والواسعة الانتشار، وأبطالها الحقيقيين، فيلتف حولهم.
كلما مال ميزان القوى لصالح الجماهير، وانفتحت مساحة العمل السياسي، ازدادت هذه الحركة نموًا وقوةً. لكن من الآن فصاعدًا، على نشطاء هذه الحركة أن يضعوا لأنفسهم أفقًا واضحًا لدورهم في الثورة والمرحلة الانتقالية، وفي بناء النظام والمجتمع القادمين، وأن يبذلوا جهودًا يومية للوحدة والتكاتف. يمكن لبيانات وقرارات تُنشر أسبوعيًا من قِبل عدد من المؤسسات والناشطين أن تحظى بتوقيع مئات المؤسسات وآلاف النشطاء. فالسياق والإمكانية موجودان، وهناك تقارب فكري وسياسي بين طيف واسع من النشطاء، رغم اختلافات الرأي. المطالب الأساسية والجوهرية لهذه القوة شائعة إلى حد ما، وهذه المطالب وحدها قادرة على توحيد الناس في جميع أنحاء البلاد. ومن الأمثلة على ذلك شعار اليساري "مرأة حياة احرية "، الذي أجبر حتى بعض الحركات اليمينية على الاعتراف به. إذا أدركت هذه القوة مكانتها جيدًا، فستُشكّل تحالفًا أوسع وأشمل، وهو أمرٌ حيويٌّ للظروف الراهنة، وللفترة الانتقالية، وللإطاحة غدًا. في هذه الحالة، سينضمّ أيضًا آلاف النشطاء السياسيين، كبارًا وصغارًا، غير المنظمين، إلى هذه المؤسسات والتشكيلات. وتصبح هذه الحركة ثقلًا سياسيًا هامًا، قادرًا على تغيير موازين القوى، ويجذب انتباه المجتمع وثقته، ويشكل قطبًا ومرجعًا سياسيًا ونضاليًا هامًا.
وتتطلب الظروف السياسية الراهنة هذا الدور من جميع النشطاء الراديكاليين والمناضلين من أجل الحرية، ومن جميع المنظمات والمؤسسات النضالية الموجودة في المجتمع. علينا أن ننظر إلى مكانتنا، الذي هو نتاج سنوات من النضال والخبرة، وأن نستعد للعب دور صانع التاريخ.
8 ايلول 2025
ترجمة - سمير نوري






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 11 غشت 2025
- رائد فهمي : (المدى) علامة فارقة ومتميزة في المشهد الإعلامي و ...
- القوى المدنية تفشل بكسر جدار الأحزاب التقليدية.. كيف سيطر ال ...
- اليمين المتطرف الإسرائيلي يدعو لمزيد من الضغط واحتلال شامل
- السودان: من الدفاع الى الهجوم من أجل الانتصار
- بيرني ساندرز لـCNN: -نتنياهو مجرم حرب.. ولا يجب أن تُموّل أم ...
- الهجوم على الاتحاد العام التونسي للشغل: الشعبوية وفيّة لتاري ...
- حماس تدعو لتصعيد الحراك الشعبي عالميا لوقف الحرب وإنهاء التج ...
- حماس تدعو لتصعيد الحراك الشعبي عالميا لوقف الحرب وإنهاء التج ...
- رائد فهمي يهنئ مؤسسة المدى بذكرى انطلاقتها الثالثة والعشرين ...


المزيد.....

- ليبيا 17 فبراير 2011 تحققت ثورة جذرية وبينت أهمية النظرية وا ... / بن حلمي حاليم
- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - أصغر كريمي - اليسار الاجتماعي، أقوى حركة سياسية في إيران