|
قايغوسوز ابدال رحلة شاعر صوفي بين تركيا ومصر
صالح موطلو شن
الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 10:52
المحور:
قضايا ثقافية
إرث قايغوسوز أبد صالح موطلو شن،
في أواخر القرن الرابع عشر انطلق شاب من منحدرات ألانيا المشمسة - وهي مدينة ساحلية في جنوب تركيا، في رحلة تردد صداها عبر العصور. كان اسمه علاء الدين غيبي، لكن التاريخ سيخلده لاحقًا باسم "قايغوسوز أبدال" ، الشاعر الصوفي، والدرويش؛ والولي الصالح الذي نسجت حياته بين مرتفعات الأناضول الوعرة وشوارع القاهرة القديمة. فقصته هي قصة تمردٍ روحي، وتألقٍ شعري، وإرثٍ نسج طريقة البكتاشية في النسيج الثقافي للبلدين؛ فمن تكايا تركيا إلى تلال المقطم في مصر، يظل تأثير قايغوسوز أبدال مستمرًا، ليس فقط في الأبيات التي تركها وراءه، بل في قلوب من لا يزالون يرددون اسمه بإخلاص .
** ابن نبيل في ألانيا
وُلد قايغوسوز أبدال في النصف الأخير من القرن الرابع عشر في مدينة ألانيا - التي كانت تُعرف آنذاك باسم علائية، ونشأ في وسط مميز. فعلى الأرجح كان ابن بِك المدينة - بِك ألانيا (أميرها)، وكان والده ذي صلةٍ بسلالة قرمان أوغلو أو الأتراك السلاجقة في الأناضول، وتوحي ظروفُ نشأته المبكرة باتجاهه نحو السلطة - ربما كحاكمٍ أو جندي. ومع ذلك فإن تفاصيل نسبه تظل غامضة، مثل ضباب البحر الأبيض المتوسط الذي يُظُل سواحل ألانيا. كانت ألانيا ميناءً يختلط فيه التجار والعلماء والصوفية، وعلى الأرجح شكلت هذه التقاطعات الثقافية النابضة بالحياة فكر الشاب علاء الدين، معرضةً إياه للتيارات الروحية التي امتدت من خُراسان إلى الأناضول، من خواجه أحمد اليسوي حتى أبدال موسى و صاري صالتوك. إلا أن لقاءً واحدًا سيضعه على أعتاب مسارٍ بعيد عن الطموحات الدنيوية.
الغزال والدرويش
تمتزج قصة تحول قايغوسوز أبدال الروحي بالأسطورة. فقد كان علاء الدين - كأي شاب نبيل - يصطاد بالقرب من ناحية “إلمالي” عندما أطلق سهمه على غزال؛ فرّ منه الحيوان الجريح إلى تكية أبدال موسى- وهو شيخ بكتاشي مرموق، فتعقب الصياد الشاب طريدته حتى التكية؛ ولدهشته وجد علاء الدين أمامه الشيخَ أبدال موسى والسهم قد انغرس في جنبه - بشكلٍ مُعجزٍ، كان هذا تنبيهًا إلهيًا هز كبرياء الشاب وزهوه؛ ومفتونًا بجلال هذا المشهد تخلى علاء الدين عن طموحاته الدنيوية مقررًا الالتزام بالسير في الطريق الصوفي. وطوال أربعين عامًا، أقام علاء الدين في تكية أبدال موسى، منغمسًا في تعاليم الطريق البكتاشي عن الحب الإلهي والتوحيد. ومن هنا حصل على اسمه الجديد "قايغوسوز"، أي "الخالي من الهم"، إشارة إلى تحرره من الهموم الدنيوية. كانت التكية ملاذًا متواضعًا من الحجر والروح، بوتقة تشارك فيها قايغوسوز مع الدراويش الطعام والصلوات والسعي نحو السمو الروحي، فتحول قايغوسوز إلى شاعر وصوفي يتردد صوته عبر القارات.
الرحلة الصوفية إلى مصر
بعد سنوات من الخدمة المخلصة، قام أبدال موسى باستدعاء قايغوسوز وقال له: "لا يمكن لأسدين أن يتشاركا عرشًا واحدًا، لذا فبإرادة الله انطلق إلى مصر وكن حارسها." وهكذا استعد قايغوسوز للرحلة بناء على أمر أستاذه مُكلفًا بمهمة "حارس مصر"، في ذلك الوقت، كانت تكية أبدال موسى في بيسيديا تضم أربعين درويشًا وكل منهم يرشد أربعين آخرين. وفي صباح يوم رحيل قايغوسوز، تجمع ألف وستمائة وأربعون دراويشًا أمام التكية، في دلالة على الأهمية الروحية لهذه اللحظة. واختار أبدال موسى منهم أربعين لمرافقة قايغوسوز، بينما ودعه الباقون وصلواتهم تتبعه كنسيم رقيق. من ميناء “فينيكه” في أنطاليا، أبحر قايغوسوز ورفاقه الأربعون إلى مصر، وقطعت سفينتهم عرض البحر الأبيض المتوسط الفيروزي. لم تكن الرحلة مجرد انتقال مكاني، بل كانت أوديسة صوفية مشبعة ببركة الأمر الإلهي. وفقًا للعالم فؤاد كوبرولو، نقلاً عن مخطوطة نادرة من "مناقب قايغوسوز أبدال"، كتب أبدال موسى رسالة إذن وتفويض لقايغوسوز. ولعدم وجود مكان مناسب لحفظ الرسالة؛ فقد فتت قايغوسز الرسالة وشربها مع اللبن الرائب (العيران)، مخلدًا ذلك الإذن في قلبه. ومن تلك اللحظة تدفقت ينابيع الحكمة من قلبه، ومع أربعين درويشًا انطلق قايغوسز في مهمته المقدسة فوصل إلى القاهرة في أوائل القرن الخامس عشر، وعند وصوله أسس “تكية قصر العيني” بين عامي 1403 و1404، بالقرب من تلال المقطم. وقد عُرف قايغوسز في القاهرة باسم عبدالله المغاروي، أو "عبد الله الساكن في الغار"، وعاش حياة زاهدة، مملوءة بالتأمل والشعر. وقد صارت هذه التكية - إلى جانب التكايا الثلاثة في حاجي بكتاش والنجف وكربلاء، واحدة من الأربع تكايا المباركة في طريقة البكتاشية، مما يمثل دليلاً على مكانة قايغوسوز الرفيعة في أعين البكتاشية، التي تجاوزت حتى مكانة أستاذه الموقر أبدال موسى.
ويُقال إن قايغوسوز كان أول من ارتدى التاج الأبيض (القبعة البيضاء) المميز بأربعة أركان ترمز إلى البوابات الروحية الأربعة (الشريعة، والطريقة، والمعرفة، والحقيقة)، وبهذا التاج اثنتى عشرة طية ترمز إلى الأئمة الاثني عشر. ويُعرف بالتاج الحيدري أو الحسيني أو القلندري، ويُنسب اختراعه إلى إبداع قايغوسوز. وفي تكايا البكتاشية يخصص أحد المقاعد الاثنى عشر في مجلس الذكر للنقيب ممثلاً قايغوسوز نفسه، إشارة إلى حضوره الدائم؛ كما يردد بيت شعر تقليدي بمثابة "دعاء عند ارتداء هذا التاج” احتفاءً بهذا الزي الأيقوني تبركًا بقايغوسوز، لتأكيد إرثه في التقاليد الروحية والدينية في الطريقة؛ ورغم أن قايغوسوز لم يعد إلى الأناضول أبدًا، إلا أن قبره في المقطم يظل ضريحًا مباركًا بما يمثله من شهادة باقية على حضوره الدائم.
*صوت الشاعر: نسيج إلهي*
شعر يجوز أبدال هو قلب إرثه بنسيجه النابض بالفكاهة والسخرية والروحانية العميقة، وقد كتب قايغوسز الشعر بنوعيه: الوزن الهجائي (المقطعي)، والوزن العروضي (الإيقاعي)، وأنتج أعمالًا مثل "بودال نامه"، والديوان (الذي يضم أكثر من ١٣٠قصيدة)،و"مغلاطه"،و“وجودنامه”،و“دلگوشا”،و“صارينامه”، و”جولستان” الضخم غير المكتمل (٣٧٠٠ بيت)؛ أبيات شعره غالبًا ما تكون ساخرة وجريئة، كأنها ترقص بين الأرضي والإلهي، تدعو القراء للضحك بينما يتأملون الأبدية. وبذلك كان قايغوسوز أول من تبع أسلوب ومنهج يونس إمره ، الشاعر التركي الأناضولي العظيم، وبذلك عزز قايغوسوز مكانته في التقليد الأدبي العلوي-البكتاشي، وفي شعره المسلي والغامض، يمزج قايغوسوز الصور الحية بالرؤى الصوفية، كما يظهر في أعماله مثل "كوجا تانري" و"درويشليك".
*الطقوس والتلاوات وأنشطة البر الاجتماعي*
كانت طريقة البكتاشية، التي شكلها قايغوسوز، أسلوب حياة منسوجًا بالطقوس، تمتزج فيه التلاوات، وأعمال الخير؛ و كانت تكاياه في مصر وتركيا مراكز للعبادة الجماعية، تقام فيها مراسم "الجم" التي تجمع الدراويش للموسيقى، وقراءة الشعر والذكر . كانت قصائد قايغوسوز النفسية، غالبًا ما تُرافق بالساز ( آلة موسيقية تركية ذات أوتار)، فتوجه المشاركين في سماعها إلى النشوة الروحية. وقد جسدت هذه التجمعات قيم البكتاشية - المساواة، الحب، والوحدة – وكانت تتضمن جلوس الرجال والنساء معًا، يتقاسمون وجبات: "اللقمة" في انعطاف ثوري عن الممارسات التقليدية. وكانت الصدقات أمرًا أساسيًا؛ وزعت التكايا الطعام على الفقراء، معبرة عن تأكيد قايغوسوز على العدالة الاجتماعية؛ بينما مثلت تقواه الممزوجة بالزهد دعوة للجميع إلى المأدبة الإلهية، حيث خاطب الدراويش بعضهم بـ"جان" (الروح)، مما عزز فضاءات الحوار والضحك.
*التأثير في تركيا ومصر*
كان قايغوسوز فعالاً في نشر طريق حاجي بكتاش ولي، مؤسس طريقة البكتاشية، قبل تنظيمها الرسمي؛ وشكل شعره الهوية الروحية والثقافية للأناضول، بمثابة جسر بين الصوفية الباطنية وحياة الناس اليومية؛ وفي مصر، أرسى تأسيس "تكية قصر العيني" في عام ١٤٠٣م في عصر المماليك تقاليد البكتاشية ضمن المشهد الديني للقاهرة. وقد وصف الرحالة العثماني أوليا جلبي، الذي زار القاهرة عام ١٦٧٢م، التكية بأنها الأكبر بين ثلاث تكايا بكتاشية في القاهرة، حيث يتسع فناؤها لما يصل إلى ١٠٠٠ شخص؛ وأثنى أوليا جلبي على الأخلاق العالية للدراويش وأهمية مراسم الذكر الروحية، التي تضمنت شعر أبدال موسى وقايغوسوز.؛ كانت التكية تتيح أيضًا تعليمًا قرآنيًا مجانيًا وتوزع الخبز الأبيض مجانًا كما أشار جلبي؛ وأكد ذلك الشيخ عبد الغني النابلسي في رحلته عام ١٦٩٣م. وذكر اوليا جلبي وجود تكية أصغر بالقرب من قلعة صلاح الدين، سميت باسم قايغوسوز، وذكر انها كانت تضم ٢٠ درويشًا وأنها خدمت جنود الإنكشارية غير المتزوجين، مما يبرز صلات الطريقة بالنخبة العسكرية العثمانية. وظل تكية قصر العيني مركزًا حيويًا تحت قيادة الشيوخ المتعاقبين، حتى الشيخ أحمد سري دده بابا، الذي يعد آخر قادتها البارزين عام 1934، الذي سعى لإظهار حفاظه على إرثه الصوفي سواء بارتداء تاج قايغوسوز أوكيجة البيضاء المزينة بنقوش رمزية.
*طريقة البكتاشية وأسرة محمد علي*
وجدت طريقة البكتاشية رعاية كبيرة تحت سلالة محمد علي (1805-1953). كان طوسون باشا، ابن محمد علي باشا، وهو شخصية شعبية مشهورة حتى في تركيا الحديثة، بكتاشيًا مخلصًا، كما ظهر هذا الانتماء عند شخصيات تالية له مثل: زوجة أخيه إبراهيم باشا "ألفت قادن"، التي ضمنت نقوش الذكر البكتاشي في ترميمها مسجد فاضل عام ١٨٦١م . بينما أعاد الخديو إسماعيل تكية المقطم لسيطرة البكتاشية عام ١٨٦٨م، مع تجديدات إضافية عام ١٨٧٣م، خلدت بشعر منقوش في مدخلها؛ كذلك كان من الداعمين للطريقة ابنته الأميرة نعمة الله إسماعيل، وحفيده الأمير كمال الدين حسين، وشقيقته الأميرة كاظمة (ابنة السلطان حسين كامل ومالكة الأصلية لمقر السفارة التركية في الجيزة)، وإضافة لأسرة محمد علي كانت أسر أخرى من النخبة التركية والمصرية مثل أسرة شيرين من الذين استمروا في دعم الطريقة ورعايتها، مما يؤكد مكانة الطريقة في الأوساط السياسية والثقافية المصرية.
الإسهامات الثقافية
يوثق كتاب "الرسالة الأحمدية" لأحمد سري دده بابا (١٩٣٤، ١٩٣٩) ممارسات التكية وتاريخها ويُشير إلى شخصيات مثل الشاعر أحمد رامي، الذي زينت أبياته المستوحاة من البكتاشية مدخل التكية؛ وتضمنت ترجماته لرباعيات عمر الخيام لمحات بكتاشية . كما عززت أعمال الخطاط الشيخ عبد العزيز الرفاعي الإرث الثقافي للتكية. ومع ذلك، تراجعت رؤية طريقة البكتاشية في مصر خلال القرن العشرين؛ ولا يزال شعر قايغوسوز يتردد في مراسم "الجم" العلوية-البكتاشية في تركيا وبين مجتمعات بكتاشية صغيرة في مصر.
*إرث محفور بالشعر والحجر*
يمتد إرث قايغوسوز أبدال عبر الأدب والروحانية في تراث البكتاشية، يُوقر فوق إرث أستاذهر أبدال موسى، وصورته— مزينة بالتنورة، والتاج الحيدري، التسليم، والكمر— تزين التكايا. وتوجد منمنمة مصغرة بريشة لفني في متحف قصر طوبقابي توثق صورة قايغوسوز أبدال ، فيما يمثل شهادة بصرية نادرة؛ في تركيا، تتردد أبياته في طقوس العلوية-البكتاشية؛ و في مصر، يُعرف قبره في المقطم باسم مقام عبدالله مغاروي. حياته— متجذرة في ألانيا، متصلبة في إلمالي، ومتحققة في القاهرة—تجسد المثل الصوفي للتجوال نحو القرب الإلهي. كما كتب في "درويشليك": "يقول قايغوسوز، أيها الروح، انظر الله بقلبك، / إن لم تمتلئ بالحب، لن تجد الأسرار." بالنسبة لقايغوسوز أبدال، كانت الرحلة دعوة، نداءً لرفع الستار والتجوال معًا نحو الأبدية.
ومن أهم أشعاره **قصيدتان مختارتان** **نفس
سادتنا، فوق الوردة الملونة، يبكون يأتون إلى شاهي أبدال موسى؛ أبدال الأناضول، على أكتافهم الجلد ، يرتبطون يأتون إلى شاهي أبدال موسى. أبدال الأناضول يأتون قائلين: "يا صديق" على أكتافنا عباءة و رداء جلد؛ مرددين: المرضى يأتون طالبين العلاج، الأصحاء يأتون إلى شاهي أبدال موسى. في ميدانه وقف الصادقون عند المشنقة، تُضرب السكاكين لقرابين الكباش، تُدق الطبول، ترف الأعلام الذهبية، معايير تأتي إلى شاهي أبدال موسى. لدي أمنية واحدة من الكريم، الجاحد من لا يعرف سر الأولياء، أنا قايغوسوز، انفصلت سقطت من سيدي، أبكي آتي إلى شاهي أبدال موسى.
**التفسير السياقي** نبلاؤنا، مزينون بالفضائل النابضة، يأتون باكين إلى ملكي، أبدال موسى. دراويش الأناضول، على أكتافهم الجلود ، يأتون مخلصين لملكي، أبدال موسى. دراويش الأناضول يصلون، معلنين الصداقة، يلبسون عباءات أردية، وجلود؛ يعلنون: المرضى يطلبون الشفاء، الأصحاء يطلبون الهداية، الجميع يسافر إلى ملكي، أبدال موسى. في محكمته المقدسة، يقف الأتقياء مستسلمين، السكاكين تقدم الكباش قرابين، الطبول تقرع، والأعلام الذهبية ترتفع، معايير مقدسة تجتمع لملكي، عبدال موسى. أطلب هبة من الإله، الجاهلون لا يدركون أسرار الأولياء، أنا، قايغوسوز، بعيدٌ عن سيدي، أبكي آتي إلى ملكي، أبدال موسى.
هذا الإنسان الذي يتحدثون عنه.
**التفسير السياقي*
ما يسمونه "الإنسان" ليس يدين، أو قدمين، أو رأسًا، إنه جوهر المعنى، ليس وجهًا أو حاجبًا. على الرغم من كونه لحمًا وجلدًا، فإنه يقود كل الخلق، سر الله المقدس—لا تنظر في مكان آخر. الإنسان هو المعنى المطلق، في داخله يتحدث الحق الإلهي، لا تكن غافلاً عن قيمة الإنسان، ولا تدع الأنا تتفلت. كل حالة تسكن في الإنسان، المعرفة، الحكمة، كلمات إلهية، من الإنسان ينبثق الكون، ليس بحبة خشخاش تافهة. أيها المعلم، الإنسان الحقيقي يعيش على الروح، لا يتأثر بالأحلام أو الخيالات، هدفه الغرض الإلهي، ليس الوهم، رؤيته الحقيقة، ليس الخيال. من يعرفون جوهرهم الخاص، من يجدون الغرض الإلهي، من يعرفون الله هم الصادقون، ليسوا خداعين كاذبين. أنا، قايغوسوز أبدال، أُدعى عاشقًا في هذا العالم، أتجول عبر الأشكال والصور، هدفي ليس صانع المظاهر، بل الجوهر الإلهي وراء الحجاب. بقلم صالح موطلو شن، سفير جمهورية تركيا بالقاهرة
في أواخر القرن الرابع عشر انطلق شاب من منحدرات ألانيا المشمسة - وهي مدينة ساحلية في جنوب تركيا، في رحلة تردد صداها عبر العصور. كان اسمه علاء الدين غيبي، لكن التاريخ سيخلده لاحقًا باسم "قايغوسوز أبدال" ، الشاعر الصوفي، والدرويش؛ والولي الصالح الذي نسجت حياته بين مرتفعات الأناضول الوعرة وشوارع القاهرة القديمة. فقصته هي قصة تمردٍ روحي، وتألقٍ شعري، وإرثٍ نسج طريقة البكتاشية في النسيج الثقافي للبلدين؛ فمن تكايا تركيا إلى تلال المقطم في مصر، يظل تأثير قايغوسوز أبدال مستمرًا، ليس فقط في الأبيات التي تركها وراءه، بل في قلوب من لا يزالون يرددون اسمه بإخلاص .
** ابن نبيل في ألانيا
وُلد قايغوسوز أبدال في النصف الأخير من القرن الرابع عشر في مدينة ألانيا - التي كانت تُعرف آنذاك باسم علائية، ونشأ في وسط مميز. فعلى الأرجح كان ابن بِك المدينة - بِك ألانيا (أميرها)، وكان والده ذي صلةٍ بسلالة قرمان أوغلو أو الأتراك السلاجقة في الأناضول، وتوحي ظروفُ نشأته المبكرة باتجاهه نحو السلطة - ربما كحاكمٍ أو جندي. ومع ذلك فإن تفاصيل نسبه تظل غامضة، مثل ضباب البحر الأبيض المتوسط الذي يُظُل سواحل ألانيا. كانت ألانيا ميناءً يختلط فيه التجار والعلماء والصوفية، وعلى الأرجح شكلت هذه التقاطعات الثقافية النابضة بالحياة فكر الشاب علاء الدين، معرضةً إياه للتيارات الروحية التي امتدت من خُراسان إلى الأناضول، من خواجه أحمد اليسوي حتى أبدال موسى و صاري صالتوك. إلا أن لقاءً واحدًا سيضعه على أعتاب مسارٍ بعيد عن الطموحات الدنيوية.
الغزال والدرويش
تمتزج قصة تحول قايغوسوز أبدال الروحي بالأسطورة. فقد كان علاء الدين - كأي شاب نبيل - يصطاد بالقرب من ناحية “إلمالي” عندما أطلق سهمه على غزال؛ فرّ منه الحيوان الجريح إلى تكية أبدال موسى- وهو شيخ بكتاشي مرموق، فتعقب الصياد الشاب طريدته حتى التكية؛ ولدهشته وجد علاء الدين أمامه الشيخَ أبدال موسى والسهم قد انغرس في جنبه - بشكلٍ مُعجزٍ، كان هذا تنبيهًا إلهيًا هز كبرياء الشاب وزهوه؛ ومفتونًا بجلال هذا المشهد تخلى علاء الدين عن طموحاته الدنيوية مقررًا الالتزام بالسير في الطريق الصوفي. وطوال أربعين عامًا، أقام علاء الدين في تكية أبدال موسى، منغمسًا في تعاليم الطريق البكتاشي عن الحب الإلهي والتوحيد. ومن هنا حصل على اسمه الجديد "قايغوسوز"، أي "الخالي من الهم"، إشارة إلى تحرره من الهموم الدنيوية. كانت التكية ملاذًا متواضعًا من الحجر والروح، بوتقة تشارك فيها قايغوسوز مع الدراويش الطعام والصلوات والسعي نحو السمو الروحي، فتحول قايغوسوز إلى شاعر وصوفي يتردد صوته عبر القارات.
الرحلة الصوفية إلى مصر
بعد سنوات من الخدمة المخلصة، قام أبدال موسى باستدعاء قايغوسوز وقال له: "لا يمكن لأسدين أن يتشاركا عرشًا واحدًا، لذا فبإرادة الله انطلق إلى مصر وكن حارسها." وهكذا استعد قايغوسوز للرحلة بناء على أمر أستاذه مُكلفًا بمهمة "حارس مصر"، في ذلك الوقت، كانت تكية أبدال موسى في بيسيديا تضم أربعين درويشًا وكل منهم يرشد أربعين آخرين. وفي صباح يوم رحيل قايغوسوز، تجمع ألف وستمائة وأربعون دراويشًا أمام التكية، في دلالة على الأهمية الروحية لهذه اللحظة. واختار أبدال موسى منهم أربعين لمرافقة قايغوسوز، بينما ودعه الباقون وصلواتهم تتبعه كنسيم رقيق. من ميناء “فينيكه” في أنطاليا، أبحر قايغوسوز ورفاقه الأربعون إلى مصر، وقطعت سفينتهم عرض البحر الأبيض المتوسط الفيروزي. لم تكن الرحلة مجرد انتقال مكاني، بل كانت أوديسة صوفية مشبعة ببركة الأمر الإلهي. وفقًا للعالم فؤاد كوبرولو، نقلاً عن مخطوطة نادرة من "مناقب قايغوسوز أبدال"، كتب أبدال موسى رسالة إذن وتفويض لقايغوسوز. ولعدم وجود مكان مناسب لحفظ الرسالة؛ فقد فتت قايغوسز الرسالة وشربها مع اللبن الرائب (العيران)، مخلدًا ذلك الإذن في قلبه. ومن تلك اللحظة تدفقت ينابيع الحكمة من قلبه، ومع أربعين درويشًا انطلق قايغوسز في مهمته المقدسة فوصل إلى القاهرة في أوائل القرن الخامس عشر، وعند وصوله أسس “تكية قصر العيني” بين عامي 1403 و1404، بالقرب من تلال المقطم. وقد عُرف قايغوسز في القاهرة باسم عبدالله المغاروي، أو "عبد الله الساكن في الغار"، وعاش حياة زاهدة، مملوءة بالتأمل والشعر. وقد صارت هذه التكية - إلى جانب التكايا الثلاثة في حاجي بكتاش والنجف وكربلاء، واحدة من الأربع تكايا المباركة في طريقة البكتاشية، مما يمثل دليلاً على مكانة قايغوسوز الرفيعة في أعين البكتاشية، التي تجاوزت حتى مكانة أستاذه الموقر أبدال موسى.
ويُقال إن قايغوسوز كان أول من ارتدى التاج الأبيض (القبعة البيضاء) المميز بأربعة أركان ترمز إلى البوابات الروحية الأربعة (الشريعة، والطريقة، والمعرفة، والحقيقة)، وبهذا التاج اثنتى عشرة طية ترمز إلى الأئمة الاثني عشر. ويُعرف بالتاج الحيدري أو الحسيني أو القلندري، ويُنسب اختراعه إلى إبداع قايغوسوز. وفي تكايا البكتاشية يخصص أحد المقاعد الاثنى عشر في مجلس الذكر للنقيب ممثلاً قايغوسوز نفسه، إشارة إلى حضوره الدائم؛ كما يردد بيت شعر تقليدي بمثابة "دعاء عند ارتداء هذا التاج” احتفاءً بهذا الزي الأيقوني تبركًا بقايغوسوز، لتأكيد إرثه في التقاليد الروحية والدينية في الطريقة؛ ورغم أن قايغوسوز لم يعد إلى الأناضول أبدًا، إلا أن قبره في المقطم يظل ضريحًا مباركًا بما يمثله من شهادة باقية على حضوره الدائم.
*صوت الشاعر: نسيج إلهي*
شعر يجوز أبدال هو قلب إرثه بنسيجه النابض بالفكاهة والسخرية والروحانية العميقة، وقد كتب قايغوسز الشعر بنوعيه: الوزن الهجائي (المقطعي)، والوزن العروضي (الإيقاعي)، وأنتج أعمالًا مثل "بودال نامه"، والديوان (الذي يضم أكثر من ١٣٠قصيدة)،و"مغلاطه"،و“وجودنامه”،و“دلگوشا”،و“صارينامه”، و”جولستان” الضخم غير المكتمل (٣٧٠٠ بيت)؛ أبيات شعره غالبًا ما تكون ساخرة وجريئة، كأنها ترقص بين الأرضي والإلهي، تدعو القراء للضحك بينما يتأملون الأبدية. وبذلك كان قايغوسوز أول من تبع أسلوب ومنهج يونس إمره ، الشاعر التركي الأناضولي العظيم، وبذلك عزز قايغوسوز مكانته في التقليد الأدبي العلوي-البكتاشي، وفي شعره المسلي والغامض، يمزج قايغوسوز الصور الحية بالرؤى الصوفية، كما يظهر في أعماله مثل "كوجا تانري" و"درويشليك".
*الطقوس والتلاوات وأنشطة البر الاجتماعي*
كانت طريقة البكتاشية، التي شكلها قايغوسوز، أسلوب حياة منسوجًا بالطقوس، تمتزج فيه التلاوات، وأعمال الخير؛ و كانت تكاياه في مصر وتركيا مراكز للعبادة الجماعية، تقام فيها مراسم "الجم" التي تجمع الدراويش للموسيقى، وقراءة الشعر والذكر . كانت قصائد قايغوسوز النفسية، غالبًا ما تُرافق بالساز ( آلة موسيقية تركية ذات أوتار)، فتوجه المشاركين في سماعها إلى النشوة الروحية. وقد جسدت هذه التجمعات قيم البكتاشية - المساواة، الحب، والوحدة – وكانت تتضمن جلوس الرجال والنساء معًا، يتقاسمون وجبات: "اللقمة" في انعطاف ثوري عن الممارسات التقليدية. وكانت الصدقات أمرًا أساسيًا؛ وزعت التكايا الطعام على الفقراء، معبرة عن تأكيد قايغوسوز على العدالة الاجتماعية؛ بينما مثلت تقواه الممزوجة بالزهد دعوة للجميع إلى المأدبة الإلهية، حيث خاطب الدراويش بعضهم بـ"جان" (الروح)، مما عزز فضاءات الحوار والضحك.
*التأثير في تركيا ومصر*
كان قايغوسوز فعالاً في نشر طريق حاجي بكتاش ولي، مؤسس طريقة البكتاشية، قبل تنظيمها الرسمي؛ وشكل شعره الهوية الروحية والثقافية للأناضول، بمثابة جسر بين الصوفية الباطنية وحياة الناس اليومية؛ وفي مصر، أرسى تأسيس "تكية قصر العيني" في عام ١٤٠٣م في عصر المماليك تقاليد البكتاشية ضمن المشهد الديني للقاهرة. وقد وصف الرحالة العثماني أوليا جلبي، الذي زار القاهرة عام ١٦٧٢م، التكية بأنها الأكبر بين ثلاث تكايا بكتاشية في القاهرة، حيث يتسع فناؤها لما يصل إلى ١٠٠٠ شخص؛ وأثنى أوليا جلبي على الأخلاق العالية للدراويش وأهمية مراسم الذكر الروحية، التي تضمنت شعر أبدال موسى وقايغوسوز.؛ كانت التكية تتيح أيضًا تعليمًا قرآنيًا مجانيًا وتوزع الخبز الأبيض مجانًا كما أشار جلبي؛ وأكد ذلك الشيخ عبد الغني النابلسي في رحلته عام ١٦٩٣م. وذكر اوليا جلبي وجود تكية أصغر بالقرب من قلعة صلاح الدين، سميت باسم قايغوسوز، وذكر انها كانت تضم ٢٠ درويشًا وأنها خدمت جنود الإنكشارية غير المتزوجين، مما يبرز صلات الطريقة بالنخبة العسكرية العثمانية. وظل تكية قصر العيني مركزًا حيويًا تحت قيادة الشيوخ المتعاقبين، حتى الشيخ أحمد سري دده بابا، الذي يعد آخر قادتها البارزين عام 1934، الذي سعى لإظهار حفاظه على إرثه الصوفي سواء بارتداء تاج قايغوسوز أوكيجة البيضاء المزينة بنقوش رمزية.
*طريقة البكتاشية وأسرة محمد علي*
وجدت طريقة البكتاشية رعاية كبيرة تحت سلالة محمد علي (1805-1953). كان طوسون باشا، ابن محمد علي باشا، وهو شخصية شعبية مشهورة حتى في تركيا الحديثة، بكتاشيًا مخلصًا، كما ظهر هذا الانتماء عند شخصيات تالية له مثل: زوجة أخيه إبراهيم باشا "ألفت قادن"، التي ضمنت نقوش الذكر البكتاشي في ترميمها مسجد فاضل عام ١٨٦١م . بينما أعاد الخديو إسماعيل تكية المقطم لسيطرة البكتاشية عام ١٨٦٨م، مع تجديدات إضافية عام ١٨٧٣م، خلدت بشعر منقوش في مدخلها؛ كذلك كان من الداعمين للطريقة ابنته الأميرة نعمة الله إسماعيل، وحفيده الأمير كمال الدين حسين، وشقيقته الأميرة كاظمة (ابنة السلطان حسين كامل ومالكة الأصلية لمقر السفارة التركية في الجيزة)، وإضافة لأسرة محمد علي كانت أسر أخرى من النخبة التركية والمصرية مثل أسرة شيرين من الذين استمروا في دعم الطريقة ورعايتها، مما يؤكد مكانة الطريقة في الأوساط السياسية والثقافية المصرية.
الإسهامات الثقافية
يوثق كتاب "الرسالة الأحمدية" لأحمد سري دده بابا (١٩٣٤، ١٩٣٩) ممارسات التكية وتاريخها ويُشير إلى شخصيات مثل الشاعر أحمد رامي، الذي زينت أبياته المستوحاة من البكتاشية مدخل التكية؛ وتضمنت ترجماته لرباعيات عمر الخيام لمحات بكتاشية . كما عززت أعمال الخطاط الشيخ عبد العزيز الرفاعي الإرث الثقافي للتكية. ومع ذلك، تراجعت رؤية طريقة البكتاشية في مصر خلال القرن العشرين؛ ولا يزال شعر قايغوسوز يتردد في مراسم "الجم" العلوية-البكتاشية في تركيا وبين مجتمعات بكتاشية صغيرة في مصر.
*إرث محفور بالشعر والحجر*
يمتد إرث قايغوسوز أبدال عبر الأدب والروحانية في تراث البكتاشية، يُوقر فوق إرث أستاذهر أبدال موسى، وصورته— مزينة بالتنورة، والتاج الحيدري، التسليم، والكمر— تزين التكايا. وتوجد منمنمة مصغرة بريشة لفني في متحف قصر طوبقابي توثق صورة قايغوسوز أبدال ، فيما يمثل شهادة بصرية نادرة؛ في تركيا، تتردد أبياته في طقوس العلوية-البكتاشية؛ و في مصر، يُعرف قبره في المقطم باسم مقام عبدالله مغاروي. حياته— متجذرة في ألانيا، متصلبة في إلمالي، ومتحققة في القاهرة—تجسد المثل الصوفي للتجوال نحو القرب الإلهي. كما كتب في "درويشليك": "يقول قايغوسوز، أيها الروح، انظر الله بقلبك، / إن لم تمتلئ بالحب، لن تجد الأسرار." بالنسبة لقايغوسوز أبدال، كانت الرحلة دعوة، نداءً لرفع الستار والتجوال معًا نحو الأبدية.
ومن أهم أشعاره **قصيدتان مختارتان** **نفس
سادتنا، فوق الوردة الملونة، يبكون يأتون إلى شاهي أبدال موسى؛ أبدال الأناضول، على أكتافهم الجلد ، يرتبطون يأتون إلى شاهي أبدال موسى. أبدال الأناضول يأتون قائلين: "يا صديق" على أكتافنا عباءة و رداء جلد؛ مرددين: المرضى يأتون طالبين العلاج، الأصحاء يأتون إلى شاهي أبدال موسى. في ميدانه وقف الصادقون عند المشنقة، تُضرب السكاكين لقرابين الكباش، تُدق الطبول، ترف الأعلام الذهبية، معايير تأتي إلى شاهي أبدال موسى. لدي أمنية واحدة من الكريم، الجاحد من لا يعرف سر الأولياء، أنا قايغوسوز، انفصلت سقطت من سيدي، أبكي آتي إلى شاهي أبدال موسى.
**التفسير السياقي** نبلاؤنا، مزينون بالفضائل النابضة، يأتون باكين إلى ملكي، أبدال موسى. دراويش الأناضول، على أكتافهم الجلود ، يأتون مخلصين لملكي، أبدال موسى. دراويش الأناضول يصلون، معلنين الصداقة، يلبسون عباءات أردية، وجلود؛ يعلنون: المرضى يطلبون الشفاء، الأصحاء يطلبون الهداية، الجميع يسافر إلى ملكي، أبدال موسى. في محكمته المقدسة، يقف الأتقياء مستسلمين، السكاكين تقدم الكباش قرابين، الطبول تقرع، والأعلام الذهبية ترتفع، معايير مقدسة تجتمع لملكي، عبدال موسى. أطلب هبة من الإله، الجاهلون لا يدركون أسرار الأولياء، أنا، قايغوسوز، بعيدٌ عن سيدي، أبكي آتي إلى ملكي، أبدال موسى.
هذا الإنسان الذي يتحدثون عنه.
**التفسير السياقي*
ما يسمونه "الإنسان" ليس يدين، أو قدمين، أو رأسًا، إنه جوهر المعنى، ليس وجهًا أو حاجبًا. على الرغم من كونه لحمًا وجلدًا، فإنه يقود كل الخلق، سر الله المقدس—لا تنظر في مكان آخر. الإنسان هو المعنى المطلق، في داخله يتحدث الحق الإلهي، لا تكن غافلاً عن قيمة الإنسان، ولا تدع الأنا تتفلت. كل حالة تسكن في الإنسان، المعرفة، الحكمة، كلمات إلهية، من الإنسان ينبثق الكون، ليس بحبة خشخاش تافهة. أيها المعلم، الإنسان الحقيقي يعيش على الروح، لا يتأثر بالأحلام أو الخيالات، هدفه الغرض الإلهي، ليس الوهم، رؤيته الحقيقة، ليس الخيال. من يعرفون جوهرهم الخاص، من يجدون الغرض الإلهي، من يعرفون الله هم الصادقون، ليسوا خداعين كاذبين. أنا، قايغوسوز أبدال، أُدعى عاشقًا في هذا العالم، أتجول عبر الأشكال والصور، هدفي ليس صانع المظاهر، بل الجوهر الإلهي وراء الحجاب.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكافأة 50 مليون دولار تعرضها أمريكا لمعلومات عن رئيس فنزويلا
...
-
حرب الـ12 يوما: كيف حجبت إسرائيل تداعيات الصواريخ الإيرانية
...
-
لجان المقاومة تعلق بعد إعلان نتنياهو خطة غزة
-
أبرز ردود الفعل الأولية على خطة نتنياهو في غزة
-
تشريع جديد لزيادة عدد البطاقات الخضراء في أمريكا.. هل يشكل ب
...
-
سفارة أم مركز تجسّس؟ جدل واسع في بريطانيا حول مشروع -السوبر
...
-
الحكومة الإسرائيلية تقر خطة للسيطرة على مدينة غزة
-
ترامب: لقائي مع بوتين ليس مشروطا بموافقته على مقابلة زيلينسك
...
-
بريطانيا وأستراليا تطالبان إسرائيل بالتراجع عن احتلال غزة وأ
...
-
شهيد نتيجة إلقاء المساعدات جوا وغزة تحصي مزيدا من ضحايا القص
...
المزيد.....
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الساد
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال
...
/ منذر خدام
-
أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول
...
/ منذر خدام
-
ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة
/ مضر خليل عمر
-
العرب والعولمة( الفصل الرابع)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الثالث)
/ منذر خدام
-
العرب والعولمة( الفصل الأول)
/ منذر خدام
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
مقالات في الثقافة والاقتصاد
/ د.جاسم الفارس
-
قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|