أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد دقوري - مشروع الشرق الأوسط الجديد: بين التحوّل الجيوسياسي وإعادة تشكيل المنطقة














المزيد.....

مشروع الشرق الأوسط الجديد: بين التحوّل الجيوسياسي وإعادة تشكيل المنطقة


خالد دقوري

الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 08:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُنفّذ مشروع "الشرق الأوسط الجديد" بخطى ثابتة وعلى مراحل مدروسة، ضمن استراتيجية عابرة للزمن والجغرافيا، تقودها الولايات المتحدة بالتنسيق مع حلفائها، وبدور قيادي لإسرائيل، في سبيل إعادة صياغة المشهد الإقليمي سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
أولى ملامح هذا المشروع تتجسّد في ضرب إيران، تمهيدًا لاستهداف تركيا لاحقًا، كخطوتين حتميتين على طريق إعادة تشكيل المنطقة. فالصراع لم يعد مقتصرًا على التوازنات التقليدية، بل دخل طورًا جديدًا يتجاوز الجغرافيا السياسية، ليتصل مباشرة بتشكيل النظام العالمي المقبل.
هذا المشروع الاستراتيجي، الذي صاغته أروقة الدولة العميقة في الغرب منذ عقود، يجري تنفيذه تدريجياً، بخطط زمكانية دقيقة، تأخذ بعين الاعتبار تعقيدات المنطقة وتشابك قواها المحلية والدولية. ومن أبرز غاياته إنشاء محور اقتصادي ضخم يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، عبر مشروع "الممر الاقتصادي الهندي-الشرق أوسطي-الأوروبي" (IMEC) وممر "دافيد"، بهدف كبح جماح التمدد الصيني وتقليص نفوذ روسيا، والحد من تأثير تكتلات كـ"البريكس" (BRICS) في موازين القوى الدولية.
يتجاوز المشروع حدود البنى الاقتصادية إلى ما هو أعمق: إعادة رسم الخرائط السياسية ومناطق النفوذ وتوازنات القوى، عبر تفكيك المعاهدات القديمة، لا سيما "سايكس-بيكو"، وإبطال آثارها، بما يُمهّد لبنية سياسية جديدة تستند إلى الديمقراطية والتعددية والمواطنة المتساوية، وتحقيق لامركزية السلطة والثروة.
كذلك، يسعى المشروع إلى الحد من هيمنة الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي، وخاصة تياراته المتطرفة والتكفيرية، إضافة إلى تفكيك الأنظمة الشمولية ذات الطابع الواحد، وتجريدها من أدوات السيطرة التي لطالما هددت أمن إسرائيل واستقرار الإقليم، وساهمت في تصدير الإرهاب.
جزء من هذا التحول يتضمن القضاء على الجماعات والميليشيات المسلحة التي شكّلت أدوات لوكالات استخباراتية إقليمية ودولية، سواء من خلال تفكيكها، أو حلّها، أو دمجها ضمن تشكيلات رسمية جديدة تابعة للدول المركزية.

توتر الجنوب السوري: السويداء نقطة تقاطع المصالح الإقليمي

في هذا السياق المتسارع، لا يمكن تجاهل التوترات المتصاعدة في جنوب سوريا، وتحديدًا في محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية. فهذه البقعة الصغيرة جغرافيًا، باتت تحمل أبعادًا أمنية وجيوسياسية كبيرة، ليس فقط في المعادلة السورية، بل على مستوى الإقليم ككل.
إسرائيل، التي ترى في أي تمدد لقوى معادية قرب حدودها الشمالية تهديدًا مباشرًا، تراقب عن كثب تطورات الجنوب، وتعتبر استقراره أو انفجاره عاملاً حاسمًا في أمنها القومي. أما تركيا، التي تسعى لتوسيع نفوذها في الشمال السوري عبر حلفائها، فقد تجد في انفجار الوضع في الجنوب فرصة أو تهديدًا، بحسب الجهة التي ستملأ الفراغ الأمني هناك.
ما يحدث في السويداء لا ينفصل عن مشروع الشرق الأوسط الجديد، بل يمكن اعتباره نموذجًا مصغرًا لتفاعلاته: تفكك السلطة المركزية، صعود مطالب محلية بالتمثيل والحقوق، تصاعد نفوذ الفاعلين غير الدولتيين، وتضارب المصالح الدولية والإقليمية على أرض محلية. إن أي انفجار واسع في الجنوب السوري قد يعيد خلط الأوراق في كامل الجغرافيا السورية، ويؤثر بشكل مباشر على مسارات التطبيع، والأمن الإسرائيلي، والمصالح التركية، ويُسرّع من وتيرة التحولات في المشهد الإقليمي.
أخيرًا، يضع المشروع نصب عينيه حلّ القضايا القومية والعرقية والمذهبية العالقة، وفي مقدمتها القضية الكردية، التي أصبحت محورية في معادلات الأمن والسلم والاستقرار. فلا يمكن الحديث عن شرق أوسط جديد دون إيجاد تسوية عادلة لها، تتضمن الاعتراف السياسي، وضمان المشاركة في السلطة والثروة، وتحقيق العدالة القومية ضمن إطار وطني جامع.
ما نشهده اليوم ليس مجرد أحداث متفرقة، بل تنفيذ ممنهج لمشروع ضخم يعيد صياغة المنطقة من جذورها. والسؤال الأهم: من سيصمد، ومن سيتحول إلى حطام على طريق "الشرق الأوسط الجديد"؟



#خالد_دقوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين سوبر رئاسية روسيا وفخ سوريا: قراءة في مقال ديميتري بريجع
- روجافا كردستان: تحديات حماية الهوية والحاجة إلى الدعم الدولي
- العرب والإسلام والنفط: ثلاثية الاستقطاب في النظام العالمي ال ...


المزيد.....




- ترحيب حافل بمحمد بن زايد في موسكو.. ماذا قال بوتين أمام رئيس ...
- 5 مبادئ يعلنها نتنياهو لوقف الحرب في غزة.. إليكم ما هي
- مبتورو الأطراف في غزة: محرومون من العلاج والتأهيل والسفر
- بتهمة -التحكم الجائر في السوق-.. أكثر من 10 آلاف فندق أوروبي ...
- لبنان يواصل بحث نزع سلاح حزب الله وسط ترحيب من واشنطن وباريس ...
- إصابات الشلل تتزايد في غزة ومقومات التأهيل معدومة
- ترامب يستضيف زعيمي أرمينيا وأذربيجان لتوقيع معاهدة سلام
- السعودية.. فيديو أول ما فعله حميدان التركي بعد وصوله المملكة ...
- -البروتوكول- بلقاء محمد بن زايد وبوتين يثير تفاعلا
- السعودية.. فيديو وافد يضرب آخر وما عثر بحوزته يثير تفاعلا وا ...


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد دقوري - مشروع الشرق الأوسط الجديد: بين التحوّل الجيوسياسي وإعادة تشكيل المنطقة