أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - ثماني حكومات طائفية وست دورات انتخابية برلمانية لم تمض واحدة منها دون جدل














المزيد.....

ثماني حكومات طائفية وست دورات انتخابية برلمانية لم تمض واحدة منها دون جدل


عصام الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 8428 - 2025 / 8 / 8 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


النشاط الدعائي للانتخابات القادمة في العراق بدأته جميع القوى السياسية مبكرا ولا يخلو من المال والجدل والإغراء والوعيد، وكان عاشوراء حاضرا تستغله الأيديولوجيات الشعبوية لشراء الذمم بكل الوسائل.. في الثامن من ذي الحجة سنة 60 هجرية، خرج الحسين بن علي (ع) مع اتباعه وأنسابه من آل البيت من مكة متوجها إلى الكوفة ووصل إلى كربلاء في الثاني من محرم سنة 61 هجرية، حيث لقي حتفه في معركة كربلاء في العاشر من محرم. وذكرت مصادر تاريخية أن الحسين التقى في طريقه "الفرزدق" وسأله عن رأيه في أهل الكوفة. لكنه نصح الإمام الحسين بالعودة وعدم التوجه إلى الكوفة، حيث قال له: "قلوبهم معك وسيوفهم عليك" فاستصوب الحسين كلام الفرزدق، وأدرك أن الأمور ستجري وفق ما قدر الله.


وفيما كان الحسين سبيله إلى الكوفة بطلب من أهلها لمبايعته، ليقوم عهد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على سيرة جده الرسول وأبيه علي، عليهما السلام، حتى يقضي الله بينه وبين قوم بالحق. كان يزيد يستعمل المال لشراء ذمم الكوفيين وإغرائهم بأن لا يحاربون مع الحسين. وأوكل مهمة توزيع المال وممارسة سياسة الترغيب والترهيب والتحذير من قطع حبل الطاعة لوالي البصرة عبيد الله بن زياد، متوعدا أهل الكوفة فيه بالسوط والسيف وسفك الدماء إذا ما بايعوا الحسين. بذلك، تكون حلقة القواعد التي ينبغي أن لا يخرج عنها أي طاغية قد أوصدت خواتمها.


اليوم ونحن قد تركنا وراءنا أكثر من عقدين على تغيير نظام البعث الديكتاتوري وتشكيل ثماني حكومات طائفية توافقية وست دورات انتخابية برلمانية لم تمض واحدة منها دون جدل. يشهد العراق أخطر استخداما للمال من قبل الأحزاب السياسية لشراء أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية القادمة. مما أدى إلى تشويه إرادة الشعب وفقدان الثقة بالعملية الانتخابية...


في كل دورة انتخابية برلمانية، تتكرر المشاهد ذاتها: مرشحون مدعومون بأموال طائلة، حملات انتخابية فخمة بلا مضمون سياسي، وناخبون يغرون بالمال أو الهدايا أو الوعود بوظائف مقابل التصويت. بعض الأحزاب السياسية التي تمتلك المال، حولت العملية الانتخابية إلى سوق سياسية فاسدة تباع فيها الأصوات وتشترى الذمم، في ظل غياب رقابة حقيقية وفعالة.


يؤكد مراقبون، أن ما يحصل لا يعد فقط انتهاكا صارخا للديمقراطية، بل يكرس نظاما سياسيا يقوم على الزبائنية والولاء المالي، لا على الكفاءة والتمثيل الشعبي. إذ تفرز الانتخابات في كثير من الأحيان ـ شخصيات لا تمثل مصالح الناخبين بقدر ما تمثل مصالح الجهات أو الأطراف التي مولت حملاتهم. ويرى البعض أن "المال السياسي في العراق أصبح أحد أعمدة اللعبة الانتخابية، حيث يستخدم لشراء النفوذ داخل المفوضية، لترتيب النتائج، وللتأثير على وعي الناخبين الذين يعيش كثير منهم في ظروف معيشية صعبة تجعلهم فريسة سهلة للمال الانتخابي".


من جهتها، فشلت الحكومات المتعاقبة في الحد من هذه الظاهرة، بسبب ضعف القانون، وتراخي المؤسسات الرقابية، وغياب الإرادة السياسية في ملاحقة المتورطين. وحتى عندما يتم فضح بعض حالات شراء الأصوات، غالبا ما تطوى الملفات دون محاسبة.


في هذا السياق، تبرز الحاجة الملحة إلى إصلاحات جدية في قانون الانتخابات والأحزاب، وتفعيل الدور الرقابي لمفوضية الانتخابات وتوسيع سلطات هيئة النزاهة والقضاء لملاحقة من يستخدم المال غير المشروع في التأثير على إرادة الناخبين.


ففي بلد مثل العراق، حيث الأزمات تتوالى والثقة بالمؤسسات تتراجع، فإن استمرار المال السياسي في الهيمنة على الانتخابات يعني المضي في دائرة مغلقة من الفساد والانقسام والفشل في بناء دولة عادلة تمثل جميع العراقيين. بل يقوض مفهوم المواطنة، ويحرم البلاد من برلمان حقيقي يمثل تطلعات الشعب. كما أنه يعمق أزمة الشرعية السياسية، حيث ينظر إلى نتائج الانتخابات على أنها مزورة بحكم المال لا بصناديق الاقتراع.



#عصام_الياسري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز 1958 إحدى أهم المحطات الفارقة في التاريخ الحديث ...
- الحق القانوني للعراق في الدفاع عن وحدة أراضيه وسلامة أجوائه ...
- وداعا زياد رحباني... سلاما عليك في الموسيقى وفي القصيدة وفي ...
- ما بين المجاملات السياسية والمصالح الشخصية... العراق يواجه م ...
- مهرجان -جينت- السينمائي الدولي 2025 ... يحتفي بجوائز الموسيق ...
- أرض الرافدين.. بين نقص المياه واتساع رقعة الجفاف وفعل غياب ا ...
- الإنتخابات وسيلة فعالة لإحداث التغيير السياسي وتحقيق الاصلاح ...
- متى ستحسم الأحزاب وقوى المعارضة المختلفة موقفها من السلطة ال ...
- الترحيل الجماعي إلى العراق تعبير عن نقاش وحشي حول اللجوء في ...
- متى يغتنم العراق الفرصة لإعادة النظر في كيفية التموضع على رق ...
- متى تستطيع الدولة أداء الوظائف الأساسية التي تعتبر جوهرية لو ...
- التفاوض: عملية أساسية للتفاهم السياسي،، فهل بإمكان الأطراف ا ...
- محاذير من مخاطر عدم الأمان وفقدان الثقة بالنظام في العراق من ...
- هل سيعي الساسة العراقيون خطورة تغيّر توازن القوى في الشرق ال ...
- حلقات مفقودة تعرقل إيجاد مخرج لضبط إيقاع السياسة والمشهد الم ...
- ماكينة القمع تعود بذات الأساليب وذات الأدوات من جديد
- الصياغات المتشددة تجاه أفراد المجتمع ومخاطرها على الحياة الم ...
- نقابة المحامين العراقية... تقفز فوق قيّم مبادئها.. لمصلحة مَ ...
- تأليف السيناريو يجعل : المكتوب على الورق جديرا بالانتقال الى ...
- هل سيعيد سياسيو قوى التغيير تقييم استراتيجياتهم السياسية.. و ...


المزيد.....




- رصدتها كاميرا بتقنية الفاصل الزمني.. حريق سريع الانتشار يشتع ...
- ما الذي يحدث في مدينة الفاشر السودانية؟
- هل يسمح حزب الله للحكومة اللبنانية بحسم ملف السيادة لصالح ال ...
- رفض دولي لخطة إسرائيل للسيطرة على مدينة غزة
- نائب الرئيس الأمريكي يؤكد عدم وجود خطط لدى واشنطن للاعتراف ب ...
- هآرتس: الصمت أمام كابوس غزة استسلام
- خبير عسكري: هذا خيار المقاومة بعد إقرار احتلال غزة
- لماذا يحذر الخبراء من خطة نتنياهو احتلال كامل لقطاع غزة؟
- تقرير يكشف آثار حرب الإبادة بغزة على الرياضيين الإسرائيليين ...
- رسوم ترامب تدفع الهند لوقف صفقة أسلحة أميركية


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام الياسري - ثماني حكومات طائفية وست دورات انتخابية برلمانية لم تمض واحدة منها دون جدل