لورا مسارو
الحوار المتمدن-العدد: 8424 - 2025 / 8 / 4 - 10:43
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
ماذا لو لم تقتل سميرة موسى؟
١ـ لعادت إلى مصر، لتعمل كعضو هيئة تدريس في كلية العلوم قسم الفيزياء التطبيقية، لتنشر أبحاثًا تقليدية مثلها مثل الآلاف في عصرها. ملحوظة: منهج الصف الثالث الإعدادي لا يُدرس سميرة موسى على أنها عالمة ذرة أو توصلت لمعادلة لصنع اليورانيوم من النحاس لأنهما مبالغتان ولا نابغة وعبقرية، لأن الأمر غير مؤكد، فقط يدرسونها على أنها دكتورة فيزياء متفوقة دراسيًا وسريعة الحفظ وماتت في ظروف غامضة، وهو المؤكد حتى الآن، وبالتأكيد هي قصة مؤلمة.
٢ـ لم تكن لتجعل مصر تصنع القنبلة النووية من المعادن الرخيصة مثل النحاس، لأن الأمر شبه مستحيل علميًا، ومن المعروف بين المتخصصين في الخيمياء والفيزياء النووية، أن الأمر مجرد مبالغة يرددها العوام وليس عليه أي دليل علمي!
٣ـ لعانت سميرة موسى من التهميش لموهبتها مثلها مثل ملايين العباقرة في مصر، لعدم توفر المناخ والإمكانيات المادية الداعمة للأبحاث الثورية، ولأن تخصصها في الفيزياء التطبيقية وليس الفيزياء النووية أو الفيزياء النظرية، لا يُنتظر منه الأبحاث العبقرية ذات التأثير العالمي القوي!
٤ـ لم تكن لتحظى بتلك الشهرة الواسعة، فهي الآن نجمة فقط لأنها قُتلَت، لكن هل تعلم كم عبقري في مصر يُقتل يوميًا بسبب التهميش؟ 2.6 مليون عبقري في مصر بالنسبة لعدد السكان الذي يفوق 118 مليون نسمة، أين هذا العدد الضخم من الاختراعات والأبحاث الثورية؟ مدفون بسبب الإهمال، ولأن القدرة الإبداعية لدى أغلبهم لا تكون على نفس مستوى القدرة التحليلية.
ما هي قيمة سميرة موسى العلمية؟
فتاة سريعة الحفظ ومجتهدة، طلعت الأولى في الثانوية وفي الكلية وعينت معيدة بها، ثم حصلت على ماجستير في موضوع التواصل الحراري بين الغازات، والدكتوراه من إنجلترا، وسافرت إلى أمريكا لزيارة المعامل، وكل الأبحاث التي نشرتها كانت تقليدية معتمدة على نظريات سابقة ولم تحدث أي طفرة علمية.
يعني سميرة كانت دكتورة فيزياء تطبيقية، شاطرة، سريعة الحفظ، مش عالمة ذرة، ولا وصلت لقمة العلم، ده الأكيد.
الغير مؤكد: ١ـ كونها عبقرية، لماذا؟
ـ علميًا أغلب المتفوقين دراسيًا سريعي الحفظ وأصحاب الذاكرة البصرية القوية يحصلون على درجة ذكاء 115 إلى 120 وبعضهم بالفعل عباقرة، ولا يوجد دليل لخضوع سميرة لاختبار IQ رسمي مقنن مثل استانفورد بينيه، وتأليف أبحاثها يحتاج المتفوقين في الذكاء فقط ولا يشترط فيها أي عبقرية.
ـ الفتاة الموهوبة بدرجة متوسطة في نموها الفكري تشبه نمو الذكر العبقري، لأن الإناث تسبقن الذكور في النمو بمعدل عامين أو أكثر، يعني أي تلميذة ذات موهبة متوسطة سابقة سنها زي الذكر العبقري، لذلك شهادة المدرسين عن نموها الفكري، لا تعد دليلًا علميًا صارمًا على العبقرية. وتقدروا تبحثوا عن دراسات علمية أثبتت ده عبر تطبيق Perplexity.
٢ـ أكذوبة اغتيالها بسبب خطورتها العلمية، لماذا؟
ـ بنسبة احتمال كبيرة جدًا أنه تم اغتيالها بالفعل بحادث سيارة، ليس بسبب خطورة أبحاثها بل بسبب خوف الموساد الإسرائيلي المبالغ فيه من الكوادر البشرية المصرية في فترة حرجة، يتوقع فيها انحياز الجيش المصري للدفاع عن القضية الفلسطينية، وتسرب سر صناعة القنبلة النووية آن ذاك.
السبب الحقيقي خلف اغتيالها!
- أكبر غلطة ارتكبتها سميرة موسى كثرة كلامها عن ضرورة امتلاك مصر للسلاح النووي، لدرجة تحدثها في الأمر علنًا في مؤتمر علمي بمصر، وإرسالها خطاب لوالدها بمصر وهي في أمريكا، تخبره بأنها توصلت لنتائج أبحاثها المهمة، وإن لو كانت المعامل في مصر بهذا التطور كانت ستحدث الكثير. كلامها جعل مسئولي الموساد الإسرائيلي حينها يبالغون في الخوف من قوة تأثيرها العلمية وبالفعل أرسلت لها دعوة لزيارة معمل، وأرسلت لها سيارة خاصة، واصطدمت بها شاحنة واختفى السائق إلى الأبد، حتى مكان وقوع الحادث مختلف عليه إلى الآن.
ـ لو عادت إلى مصر بسر صناعة القنبلة النووية ـ كما يُقال ـ لوضع حبيس الأدراج، وأهملت سميرة، لأن مصر حينها لم تكن تمتلك الإمكانيات المادية، والمهندسين ومتخصصي الفيزياء النووية لأخذ الأمر بجدية، ولو ساعدتها دول الخليج بعد حل صراعاتها السياسية مع مصر، لضربت اسرائيل وأمريكا قواعد المفاعلات النووية في مصر مثلما حدث في مفاعل فوردو ومفاعل أصفهان في إيران مؤخرًا. ولم تكن لتجد من ينتظرها في مصر ويعاملها كأنها شخصية مهمة، لأنها لم تكن مشهورة حينها، ولم ترسلها مصر إلى الخارج في مهمة قومية مثلًا، فقط باحثة مجتهدة سافرت لدراسة الدكتوراه ونشرت أبحاثًا عادية.
صورة شعبية وهمية عن سميرة موسى!
سميرة عبقرية لمجرد سرعة الحفظ وتفوقها الدراسي، طلعت الأولى في كل شيء، عالمة ذرة، كانت هتجعل مصر تتفوق على اسرائيل وتحرر فلسطين، لولا قتلها لكانت مصر دولة عظمى مثل: أمريكا، اليابان، الصين، كوريا، توصلت لمعادلة لصناعة اليورانيوم والقنبلة النووية من المعادن الرخيصة مثل النحاس. وبالبحث في سيرتها العلمية نجدها كلها مجرد مبالغات لا يوجد عليها أي دليل علمي يُذكر!
أنا أفتخر بالدكتورة سميرة موسى علي أبو سويلم، ابنة قرية سنبو الكبرى التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، لأنها دكتورة فيزياء مبدعة وسريعة الحفظ، وأتعاطف معها لأن الموساد الإسرائيلي غدر بها وسرق شبابها، لتُقتل عزباء عن عمر 35 عامًا، مع علمي جيدًا أنها لم تكن ذات تأثير علمي قوي وأمر عبقريتها مشكوك به. لروحك الورود والسلام يا سميرة.
وإليك هل تعتقد أنها توصلت إلى بحث خطير أم أنها مجرد مبالغات؟
#لورا_مسارو (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟