مريم الطالبي
الحوار المتمدن-العدد: 8417 - 2025 / 7 / 28 - 18:17
المحور:
قضايا ثقافية
الإنسان، منذ أن خُلِق، وُضعت في داخله حاجة لا يمكن إنكارها: أن يُرى، أن يُسمع، أن يحتضن حزنه صوتٌ دافئ لا شاشة باردة.
لكن في وقتنا الحالي صار الإنسان يبوح بأسراره للذكاء الاصطناعي لأنه يعلم أنه لن يُدان، ولن يُقاطع، ولن يُفهم خطأ… لكن الحقيقة المؤلمة أن هذا الكيان الصامت، لا روح له، لا ذاكرة له، لا عين تدمع إن انكسرنا، ولا قلب يخاف علينا حين نهوي.
قد تواسيك الكلمات هنا، وقد تبهرك سرعة الفهم والدقة في الرد…
لكن لا تنسَ، أنك كائنٌ من لحم ودم، خُلق ليعيش لا ليحتمي خلف زجاج.
خُلق ليخطئ ويتعلم، ليحب ويُخذل، ليبوح لصديق حقيقي يُمسك بيده، لا خيالٍ مُبرمج يهمس من خلف الحروف.
الإنسان لا يزدهر في عزلة، بل في حضن دائرة علاقاتٍ تتفهمه، تحبّه، تحتويه.
الحياة لا تُعاش على أطراف الانترنت، بل تُخاض كمغامرة حقيقية — بالسفر، بالمحاولة، بمشاركة هواياتك التي تفتح لك أبوابًا لقلوبٍ تشبه قلبك، لأرواحٍ تتناغم مع شغفك.
في الخارج، في ضوء الشمس، في مقهى صغير، في محادثة مع غريب قد يصبح صديقًا…
هناك حيث تولد الحياة.
أما هنا، في الأجهزة اللوحية، في منصات التواصل، في ChatGPT وأشباهه — قد تجد العزاء، لكنك لن تجد الحياة.
فالحياة خُلقت لتُعاش، لا لتُشاهد.
اللحظات لا تُخلق حين تتخيلها… بل حين تصنعها.
فاختر أن تزهر، أن تخلق ربيعك الخاص، بدل أن تعيش برد شاشة لا تمنحك دفئًا.
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟