أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فوزي بن يونس بن حديد - يا أمة المليار تحركي فإن أبا عبيدة يقاضيكم عند ربّ الأرباب














المزيد.....

يا أمة المليار تحركي فإن أبا عبيدة يقاضيكم عند ربّ الأرباب


فوزي بن يونس بن حديد
(Faouzi Ben Younes Ben Hadid)


الحوار المتمدن-العدد: 8409 - 2025 / 7 / 20 - 19:41
المحور: حقوق الانسان
    


من الغريب فعلا أن يتكاسل العرب والمسلمون عن أداء واجبهم المقدّس تجاه أهلهم في غزة، ومن العجب العُجاب أن يعتلي المسلمون المنابر ويتوجهون للمحراب خمس مرات في اليوم ولا يستجيبون لنداء واستغاثة إخوانهم المسلمين في غزة، الذين يتضوّرون جوعا ويموتون فرادى وجماعات لا لذنب ارتكبوه بل لأنهم فلسطينيون يدافعون عن أرضهم وبلادهم وأنفسهم، وويلٌ لكل من يساعدهم فالمارد الأمريكي لهم بالمرصاد ويأجوج الصهيوني يترصد كل الحركات ويقصف كل بلاد ويغتال كل إنسان يحاول مساعدة غزة حتى بالكلام.
لقد أصابت المجاهدين الدهشة مما رأوا ومما سمعوا من بني جلدتهم، تربّصوا بهم من كل جانب، أغلقوا الحدود وكمّموا الأفواه، وقبضوا قبضة من حديد وترصّدوا كل من يعادي السّامية ويعين الفلسطينيين من قريب أو بعيد، فلله الأمر من قبل ومن بعد.
لقد أصابت الذلة العرب والمسلمين واستكانوا لتهديد العدو على إنقاذ الفلسطينيين ويقولون نخشى أن تصيبنا دائرة، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين، ولقد أصابت الأمة المسكنة فلم يعودوا يحركون ساكنا، بل صارت أفعالهم وأقوالهم لا تتعدى حناجرهم، فهناك جيش عرعرم يتربّص بكل محاولة إنقاذ لإفشالها وتثبيطها، وهناك ذباب يحمل النجاسة في جناحيه لتلويث كل طاهر وحسن، وهناك حشراتٌ سامّة تقضي على كل مناعة تحاول صدّ الميكروبات الصهيونية التي انتشر صيتها وترعرعت بيننا كأنها منا وهي دخيلة وخبيثة تؤذينا وتحدث فينا الوجع ونحن لا نشعر.
لماذا لا تتحرك أمة المليار؟ ولماذا لا توجّه حملاتها صوب غزة الجريحة والمتألّمة من كل الجهات، لقد غرس في جسدها الطعنات القريبُ قبل البعيد فأصبحت لا تقوى على حمل نفسها وتنادي ربها غيّاث الأرض والسماوات لإنقاذها، ولا مجيب من أهل الأرض، الذين يقدرون في أي لحظة من لحظات الزمن أن يقلبوا الطاولة على الصهاينة المجرمين النازيين التّتار، ويحوّلوا الحزن في غزة إلى فرح، والموت إلى حياة، والدمار إلى عمران.
تحرّكي يا أمة المليار، وحاصري إسرائيل بدل أن تحاصري غزة، حاصريها من كل الجهات وأخرجيها من أرض الإسلام، ومن كل شبر اغتصبته بقوة، لا للمفاوضات ولا للاستكانة، ولا للذلة، ولا للهوان، ونعم للقتال والجهاد في بلاد المجرمين العابثين بالإنسان والعمران، الذين لا يقيمون وزنا لمبادئ الحياة.
ماذا تنتظرين والله، فهذا أبو عبيدة في آخر خطاب بدا نحيلا وهو يخاطبكم بصوت المجروح المكسور، لكنه القوي في نبراته، العزيز في نفسه، يلومكم، يعاتبكم، يقاضيكم أمام رب الأرباب ولا يستثني منكم أحدا، زفراته الحزينة وآهاته الأنينة وكلماته المعبرة تعبر عن نفس مكسورة ومخذولة من العالمين العربي والإسلامي، وقوية في مواجهة العدو الصهيوني لا تستسلم أبدا إلى آخر رمق في الحياة، مُوقنة بأن النصر من عند الله لا من عند الناس، يناديكم جميعا النداء الأخير أن كُونُوا مع أهل غزة حتى تُكتبوا عند الله من الأنصار، واكسروا الحصار وأدخلوا الغذاء والماء وكل شرايين الحياة، فمن أحيى نفسًا فكأنما أحيى الناس جميعا، ولا تكونوا مشاركين في الجريمة النكراء البتراء وقتل الأبرياء واعتلوا منابر الحق والحرية والكرامة والعزة.
يا أهل مصر ويا أهل الأردن الأحرار، بادروا بالزحف على غزة من كل الجهات، ففي الاتحاد قوة، فلم يعد للعقل وقت حتى يفكّر، ولم يبق للحكومات زمنٌ حتى تفاوض وتخطط، فالعدو لا يفاوض الضعيف، بل يفرض عليه السلام بالقوة التي يريدها هو، السلام الذي يحمل كل الخنوع والخضوع لأوامر أمريكا الامبريالية وإسرائيل المتصهينة التتارية والمغولية، فالأصوات بُحّت، والأقلام جُفّت، والأجساد نُحلت، والأفواه كُمّمت، والمسلمون لاهُون والعرب نائمون حتى يأتيهم المارد الصهيوني إلى غرف نومهم ليقض مضاجعهم.
حان وقت الدفاع عن غزة أكثر من أي وقت مضى، فلا أمل حتى في المجتمع الدولي الذي يتبع سياسة الغاب، والبقاء للأقوى، ولم يعد للعدل مكان، ولا للقوانين العالمية زمان، فكل من كان قويا عاش، ومن كان ضعيفا مات، إلا من رحم الله.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)       Faouzi_Ben_Younes_Ben_Hadid#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع تصاعد آلامهم وأوجاعهم.. كيف ينظر المسلمون إلى فكرة المهدي ...
- الإسلام يدعو أتباعه إلى التأسّي بالنور المحمّدي في مواجهة دع ...
- جائزة الصداقة الإسرائيلية.. طُعم مسموم
- الشعبوية تنهار أمام أزمة كورونا وترامب ينتقد منظمة الصحة الع ...
- الصحراء الغربية... القضية المغيّبة في المغرب
- حقوق الطفل بين شرع الله وتجاوز البشر
- أما لا تقلقي فالراحم الله...الطب الخاص في تونس يتاجر بالبشر ...
- لجنة الحريات في تونس تعبث بالأحكام الشرعية
- الرجل قوي ولكن المرأة أقوى
- آن الأوان لتحرير القدس يا أبطال الأمة
- اغتيال الحريري في الرياض
- الصهاينة يسقطون مع وعد بلفور المشؤوم
- رعب سبتمبر في أمريكا
- الاستعمار الجديد للمنطقة بدأت فصوله تتضح
- المرأة التونسية بين السياسي المنفلت والديني المنغلق
- المرأة في بؤر الصراع
- فلسفة الجمال في الإسلام
- عقدة الوجود عند الإنسان
- من يحارب من؟
- القدس الشريف الشمعة التي لا تنطفئ


المزيد.....




- احتجاجات جديدة ضد المهاجرين أمام فندق لطالبي اللجوء في لندن ...
- مقتل نحو 93 شخصا في غزة خلال انتظار المساعدات والأمم المتحدة ...
- الأغذية العالمي: شخص من كل 3 بغزة لا يتناول الطعام لمدة أيام ...
- جوع يقتل كما تفعل الحرب.. غزة تعاني بين القصف والمجاعة
- الأونروا- تظل الشاهد الحي على النكبة وتمثل إلتزام المجتمع ال ...
- شاهد.. صوت المجاعة في غزة بلسان المجوّعين
- عشرات الآلاف يتظاهرون في المغرب وموريتانيا ضد التجويع والحرب ...
- عشرات الآلاف يتظاهرون في المغرب وموريتانيا ضد التجويع والحرب ...
- الدفاع المدني بغزة يكشف بدء المرحلة الثانية من المجاعة بالقط ...
- تسارع بناء مخيمات المهاجرين في أميركا بعد تمويل من الجمهوريي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فوزي بن يونس بن حديد - يا أمة المليار تحركي فإن أبا عبيدة يقاضيكم عند ربّ الأرباب