أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدي علي جمعة - التناسخ والتجريب في رواية -حتى يطمئن قلبي















المزيد.....



التناسخ والتجريب في رواية -حتى يطمئن قلبي


عايدي علي جمعة

الحوار المتمدن-العدد: 8408 - 2025 / 7 / 19 - 08:28
المحور: الادب والفن
    


رواية "حتى يطمئن قلبي" للأديب المصري السيد حافظ هي الرواية الخامسة ضمن مشروعه الروائي عن تجليات روح "سهر" عبر العصور المختلفة، وسهر هي الشخصية المحورية في هذه السباعية المتواصلة، وفي هذه الرواية يتفاعل الكاتب مع التجلي الخامس لهذه الروح، فالتجلي الأول لروح سهر كان من خلال فصة نفر في عهد أخناتون، وروحها الثانية تجلت في شخصية نور التي عشقت القائد حور محب في عهد النبي موسى عليه السلام وتجلت روحها الثالثة في شخصية شمس وعشقها للحاكم بأمر الله الفاطمي، أما روحها الرابعة فتجلت في شخصية وجد وحبها للفتى نيروزي في رواية كل من عليها خان وهذا هو التجلي الخامس لروح سهر من خلال قصة لامار وضوء المكان في هذه الرواية التي صدرت طبعتها الأولى في عام 2017م.
تظهر البنية الكبرى لرواية "حتى يطمئن قلبي" للسيد حافظ من خلال شخصية سهر اللبنانية المتزوجة من منقذ اللبناني، وتعيش معه في الإمارت، ولكنها تحب شخصا آخر هو فتحي رضوان الذي يعمل في الإمارت أيضا وهو مصري يعيش مع زوجته، وهو صديق لمنقذ، وهناك شخصية شهر زاد ملكة الحكايات، وهي لبنانية تعيش مع زوجها في الإمارات أيضا، وقريبة جدا من سهر، وتعرف قصة الحب المحرمة التي وقعت فيها سهر، وتعرف أرواح سهر التي تجلت عبر التاريخ من قبل، وهي تقص عليها حكاية روحها الخامسة المتمثلة في لامار وحبها لضوء المكان، كما تأتي قصة العالية الفتاة البدوية الجميلة وحب آخر الخلفاء الفاطميين لها الآمر بأحكام الله وزواجه منها، على الرغم من حبها لابن عمها، ومن هنا فقد أسند المؤلف لشخصية شهر زاد سردا واسع المعرفة، "إن السرد واسع المعرفة بلسان الشخص الثالث نوع من أنواع اللغة الشارحة (الميتالغة)"( )،
ومن هنا فإن هذه الرواية للسيد حافظ تنقل لنا ثلاث حكايات منفصلة نرى فيها الحب مهيمنا، وقد وقعت هذه الحكايات الثلاث في أزمنة مختلفة، فحكاية سهر مع فتحي رضوان تقع في العصر الحديث، وحكاية لامار الروح الخامسة لسهر تقع في بدايات العصر الأيوبي، وحكاية العالية المعادل الحكائي لسهر ولامار تقع في نهاية العصر الفاطمي، وقد قضى صلاح الدين الأيوبي على هذا العصر ليؤسس الدولة الأيوبية على أنقاضه.
لم تأت الكتل الحكائية لهذه الحكايات الثلاث بطريقة مكتملة متواصلة، وإنما كان هناك التقطيع الحكائي لها، مما جعل القارئ يعيش جو الحكايات الثلاث معا.
ومن هنا فقد كانت فكرة تناسخ الأرواح حاضرة على امتداد الرواية منذ بدايتها حتى نهايتها، وقد أسندت الرواية معرفة هذا التناسخ لشخصية شهر زاد، ولا شك أن اختيار هذا الاسم ليس عبثا، فشخصية شهر زاد معروفة جدا لدى القارئ من خلال شهرتها الفائقة في الحكي التي أسندتها "ألف ليلة وليلة" لها حتى أصبحت هي النموذج الأعلى للسرد على مستوى العالم.
والرواية لا توضح لنا كيفية معرفة شهر زاد لأرواح سهر المختلفة التي سبقتها، يكفي إسناد الحكي لشهر زاد فقط.
أما الشخصية المحورية في الرواية، وهي هنا سهر، بل إنها الشخصية المحورية في كل رواية تتناول فكرة تناسخها الروحي فهي لا تعلم تناسخها السابق إلا من خلال شهر زاد فقط، وقد بدت شهر زاد متوائمة مع مثيلتها السابقة في ألف ليلة وليلة، من حيث المعرفة الكلية بجوانب سردها، فهي تمثل الحاكي العليم و "الحاكي العليم: يقال فيه باصطلاحات علم الحكاية الحديث "الرؤية من خلف" (عن ج بويون J. bouillon) أو البؤرة الصفر عن جينيت"( ).
وهذا يتواءم مع فكرة التناسخ فــ "الإنسان العائد للتجسد يفقد بحسب الأصل ذاكرته الواعية عن تجسده السابق"( ).
كما تجلت فكرة تناسخ الأرواح في هذه الرواية من خلال كسر مركزية النوع، حيث نجد هناك نوعين مهيمنين كان التناسخ واضحا فيهما: النوع الأول هو الرواية والنوع الثاني هو المسرحية.
هذا إلى جانب حضور أنواع أخرى بوضوح شديد حتى تحولت الرواية إلى معرض حافل لأنواع أدبية مختلفة، فظهرت الرواية والمسرحية والشعر والقصة القصيرة جدا والسيناريو والحلقة الإذاعية والأذان والكتابة التاريخية ومراجعها والمقالة الصحفية والهوامش، وكأن هذه الرواية تبتلع العالم. "لقد بات الخطاب الروائى العربى أكثر دينامية فى إدماج حقول لغوية وسردية وتخييلية وهو ما يشكل ميسما بارزا فى تطور الرواية العربية بصفتها عالما مفتوحا يؤجل اكتماله، فى غزو مستمر للتقنيات والتخييلات الممكنة وغير الممكنة"( ).
وما يميز مشروع السيد حافظ أيضا هو ظهور القارئ في المتن الروائي نفسه.
ومن هنا فإن فكرة عبر النوعية حاضرة بقوة في هذه الرواية، و"في الأدب العربي الحديث فقد ظهر مصطلح الكتابة عبر النوعية في كتاب للأديب والناقد المصري إدوار الخراط (1926/ 2015) بالعنوان نفسه، وهو يؤكد أن مفهوم عبر النوعية لا يعني تجاور نوعين من الكتابة أو أكثر في نص واحد، وإنما يقصد به استيعاب بعض خصائص الأنواع الأدبية المختلفة، والفنون الأخرى غير القولية مثل الموسيقى والفنون التشكيلية، ثم صهرها وإدراجها في هذه الكتابة، ثم ينسب النص المكتوب إلى هذه التقنية إلى الفن أو النوع الغالب عليه"( ).
وهنا تظهر فكرة المهيمنة، والمهيمنة هي "العنصر المركزي في العمل الفني: تحكم العناصر الأخرى وتعينها وتحولها، هي التي تضمن تماسك البنية، المهيمنة تخصيص للعمل. يهيمن عنصر لساني خاص على العمل برمته. يفعل في العناصر الأخرى فعل الآمر الناهي الذي لا راد له، يكون تأثيره فيها مباشرا"( ).
وعلى الرغم من حضور فكرة تناسخ الأرواح بقوة عبر مشروع السيد حافظ الروائي فإن طبيعة العصر السياسي والاجتماعي كانت أشد وضوحا، وهنا تفاعلت الرواية مع نهاية العصر الفاطمي وبداية العصر الأيوبي بصورة تكشف عن المسكوت عنه، فتجلى مدى القهر والظلم البيّن الذي عانى منه المصريون بصورة رهيبة، وبدا التراسل واضحا بين الماضي والحاضر، فكثير من المصريين في الماضي أجبروا على مغادرة أوطانهم من حكامهم غير المصريين على نحو ما ذكرت الرواية من حكم قراقوش على ابن مماتة، وكثير من المصريين في العصر الحديث أجبروا على مغادرة وطنهم لتحسين دخلهم المادي، ورغم ذلك الإجبار فقد ظلت مصر حاضرة في قلوبهم دائما.
وهنا تطل في البنية العميقة لهذا العمل مقولة شهيرة وهي "إن التاريخ يعيد نفسه".
والتناسخ في مشروع السيد حافظ يظل كما هو، فالروح التي يتم التركيز عليها وعلى تناسخها هي روح سهر، أي أنثى، وتظل عبر تجليات تناسخها في العصور المختلفة أنثى كما هي، وقد ظهرت في هذه الرواية شخصية إشكالية، فهي متزوجة من منقذ، ولكنها تحب فتحي رضوان، وتهب نفسها له وكأنها في عصر ما قبل التحريم والتحليل، وعندما تحمل في طفل تنتابها الحيرة الشديدة، فهي لا تعرف بالضبط والد هذا الطفل، وهل هو فتحي رضوان حبيبها أم منقذ زوجها؟!
وقد حاولت التخلص من هذا الطفل، ولكنها لم تنجح، وقد عرف زوجها منقذ بقصة حبها لفتحي رضوان ووجود علاقة جسدية بين سهر زوجته من ناحية وفتحي رضوان صديقه من ناحية أخرى، وقد كان رد فعله غريبا حيث رجا زوجته ألا تحاول مرة أخرى إسقاط هذا الطفل؛ لأنه يريده حتى لو لم يكن أبا له.
أما روحها الخامسة التي تجلت في لامار أي ضوء الذهب أو الفضة فقد اغتصبها ليلا ضوء المكان الشهير بمصباح ابن شيحا الحداد ودنيا زاد، وكانت جارية في قصر الخلافة الأيوبية، وغير متزوجة فحملت منه، وخافت الفضيحة، فحاولت إسقاط ذلك الطفل، وساعدتها صاحبتها هوى بأن ذهبت معها إلى سيدة تعيش في منطقة شعبية جدا من أجل إسقاط هذا الطفل، ولكنها فشلت في ذلك المسعى.
فتزوجت من "عثمان" القاضي، والذي كان يكبرها بسنوات عديدة وهي لا تحبه، كي تستر فضيحتها، وعثمان هذا كان في الأصل متهتكا، يدّعي إخراج الجن من الأجساد، عيّنه قراقوش قاضيا، ولكنه حينما رأى لامار وجمالها عرض عليها الزواج فاشترطت عليه التوبة، فوافق على الفور.
وبذا يظهر عثمان وكأنه البديل الرمزي لمنقذ زوج سهر ويظهر فتحي رضوان بديلا رمزيا لضوء المكان أو مصباح وتظهر هوى بديلا رمزيا لشهر زاد في كثير من الكتل السردية كما تظهر بديلا رمزيا لزوجة فتحي رضوان لأن ضوء المكان في النهاية تزوجها.
على الرغم من التناسخ في الشخصيات؛ ذلك الذي تفاعلت معه الرواية فإن التركيز الكبير على فترة قلقة جدا في تاريخ مصر كان واضحا بصورة كبيرة لدرجة انحسار حكاية لامار وضوء المكان في كثير جدا من الكتل السردية والكتل الحوارية الخاصة بهذه الفترة القلقة.
وإذا كانت سهر في الرواية لبنانية تعيش في الخليج وبالتحديد في الإمارات فإن روحها الخامسة والمتمثلة في لامار يمنية خطفت وبيعت في سوق الجواري في مصر، وعاشت في قصر الخليفة.
وقد تعرف فتحي رضوان حبيبها عليها لأنه ترك وطنه مصر وجاء ليعمل في الإمارات من أجل لقمة العيش، وكوّن صداقة قوية مع زوجها منقذ، وتعرف ضوء المكان الشهير بمصباح على لامار حينما اغتصبها ليلا فوقع في حبها ووقعت في حبه رغم كرهها الشديد لما فعل، فقد حملت منه في طفل نتيجة هذا الاغتصاب.
أما الطفل الذي حملت به سهر فقد كانت لا تدري أصلا أباه الحقيقي، وهل هو ابن حبيبها فتحي رضوان أم ابن زوجها منقذ؟!.
وكلتا الشخصيتين المتناسختين قد حاولت التخلص من حملها، سهر حينما أخذت أدوية للإجهاض وأصيبت بنزيف حاد في الحمّام، ووضعت صابونا على أرضية الحمام بحجة تزحلقها بسبب هذا الصابون، ولامار ذهبت مع هوى ليلا، وهما متخفيتان، إلى امرأة شهيرة في هذا المجال تعيش في منطقة شعبية جدا من أجل إسقاط هذا الطفل.
ولكن الفشل في هذا المسعى كان من نصيب هاتين الشخصيتين المتناسختين.
وما يلفت النظر هو التسامح الكبير الذي أبداه زوجا هاتين الشخصيتين المتناسختين حينما علما بحملهما، وكان منقذ زوج سهر يعلم بالحب الكبير بين سهر وفتحي رضوان والعلاقة الجسدية بينهما، ولكن طلب من سهر زوجته ألا تحاول إسقاط الطفل مرة أخرى فهو يريده، حتى لو لم يكن هو أباه الحقيقي، في حين أبدى عثمان القاضي نفس التسامح حينما علم أن لامار زوجته تزوجته، وهي حامل أصلا في طفل ليس من صلبه.
وقد كانت كلتا الشخصيتين المتناسختين تحمل في طفل، وليس في طفلة.
وكلتا الشخصيتين المتناسختين مغتربة عن موطنها الأصلي، سهر لبنانية اغتربت عن لبنان وجاءت مع زوجها منقذ للعمل في الإمارات من أجل التحسين للوضع المادي، ولامار يمنية خطفت من أهلها وبيعت في سوق الجواري وعاشت باعتبارها جارية في قصر الخلافة.
وكلتا الشخصيتين المتناسختين آية صارخة من آيات الجمال والجاذبية للرجال، فلكل منهما رائحة لافتة جدا جدا.
وكلتا الشخصيتين المتناسختين تعيش في قلق ظاهر بين عاطفتها من ناحية والواجب من ناحية أخرى.
تتمثل العاطفة مع سهر في حبها الكبير لفتحي رضوان وانجذابها الجسدي المهول له، ويتمثل الواجب في حقيقة كونها متزوجة من منقذ ويجب أن تكون مخلصة له، ولكنها ظلت متزوجة من منقذ وتمارس الحب مع فتحي رضوان.
أما لامار فقد تمثلت عاطفتها في حب ضوء المكان الشهير بمصباح وزواجها من عثمان القاضي، ولكنها رغم حبها الكبير لضوء المكان فإنها كانت تكرهه لأنه اغتصبها وحملت منه سفاحا.
أما الطفل الذي حملت به هاتان الشخصيتان المتناسختان فقد كانت لامار تعرف يقينا أباه، وهو ضوء المكان، لأنها حملت به نتيجة اغتصاب ضوء المكان لها ليلا، ولم تكن متزوجة، ولم تسلم نفسها لأحد غيره، في حين كانت سهر لا تعرف الأب الحقيقي لطفلها، لأنها متزوجة من منقذ، وفي الوقت نفسه تمارس علاقة الحب بانتظام مع حبيبها فتحي رضوان.
كما يلفت النظر بقوة طبيعة عمل فتحي رضوان وطبيعة عمل ضوء المكان، فتحي رضوان صحفي يعمل بالخليج جعل نصب عينيه تعرية الفساد الضارب في صميم جسد وطنه، وضوء المكان يعمل في النهاية أراجوزا يلقي الضوء للجماهير على طبيعة فساد قراقوش الذي يحكم فعليا في عصر صلاح الدين الأيوبي.
تتجاوب أيضا شخصية العالية زوجة الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله مع هاتين الشخصيتين المتناسختين: شخصية سهر وشخصية لامار، فالعالية فائقة الحسن والجمال، ولها رائحة أنثوية شديدة الجاذبية، وتحب ابن عمها، ولكن آخر الخلفاء الفاطميين يتزوجها، ويستغني بها عن كل جواريه وزوجاته، ويقع في حبها حبا مهولا، ويقع في يده شعر ابن عمها له وردها بالشعر على ابن عمها، على الرغم من أنها زوجته، فيكون رد فعله معها شديد التسامح.
وهنا يلحظ القارئ تراسل هذه الشخصية مع شخصية سهر ولامار، ولكن شهر زاد تحدد أن الروح الخامسة لسهر تجلت في لامار .
تلمس الرواية بقوة الواقع التاريخي المتفسخ في نهاية عصر الدولة الفاطمية وبداية عصر الدولة الأيوبية، وتكشف عن وجه آخر لصلاح الدين الأيوبي، وهو الوجه المسكوت عنه، نظرا للتقدير الكبير الذي تحظى به شخصية صلاح الدين الأيوبي باعتباره قاهر الصليبيين ومحرّر بيت المقدس من أيديهم، ورغم رصد الكاتب هذه الرواية للروح الخامسة لسهر فإنه يكشف عن سلبيات قوية لهذه الشخصية التاريخية: أي شخصية صلاح الدين الأيوبي، وكانت مقولته في بداية الرواية كاشفة في هذا السياق، فقد قال "أنا لا أحكي التاريخ ولا أروي لكم بل أصححه"( )، وكان الظلم المهول صفة واضحة في الناصر صلاح الدين من وجهة نظر الرواية، فهو قد منع رجال الفاطميين عن نسائهم حتى يستأصل شأفتهم، وعيّن قراقوش نائبا له فأصاب الناس منه شر كثير، حتى انتشرت مقولة حكم قراقوش مجسدة مدى الظلم والغبن الذي يتميز به هذا الرجل، ولكن الرواية تذكر أنه وقع في حب لامار الروح الخامسة لسهر، وعلى الرغم من أنه خصي لايقرب النساء جسديا، لكن هذا لا يمنعه من الحب.
وقد رصدت له الرواية بضع حكايات إذاعية متفرقة على مدار الرواية تحت عنوان "حكايات قراقوش"، وفي كل حكاية يدهش القارئ من عوار حكمه، وظهور هذا العوار لكل ذي عينين، ولكن لا يمكن لأحد أن يعترض.
ولم يكن الكشف عن جوانب سلبية في شخصية صلاح الدين خاصا بهذه الرواية فقط، وإنما كانت هناك آراء مختلفة تسير في هذا السياق، فقد جاء في الرواية: "لست أنا الأول الذي يبحث عن صلاح الدين الأيوبي ولست أول من يقول الحقيقة التي عميت عنها أعيننا، فالرجل ليس بنبي ولا ولي ولا من الصالحين"( )، ثم جعل يذكر آراء بعض المؤرخين في شخصيته.
تظهر شخصية القاضي عثمان جدلية فهو زوج لامار الروح الخامسة لسهر، وعلى الرغم من أنه كان صعلوكا متهتكا فإنه كان يدّعي قدرته على إخراج الجن مما يجعل شاور وزير الخليفة الفاطمي يستعين به لإخراج الجن من على زوجته، فقد غضبت غضبا شديدا حينما رأت خيانته، فاستعان شاور بعثمان الدجال لتهدئتها والمداراة على سلوكه المشين فيجئ عثمان لها ويغلق الباب وينفرد بها بحجة إخراج الجن، ثم يطارحها الغرام اللاهب، ويستمر على تلك الوتيرة فترة طويلة، وهكذا يفعل مع الكثير من النساء، وبعد ذلك يصبح قاضيا في عصر صلاح الدين األأيوبي، ويظل على سيرته، ولكنه حينما يرى لامار في بيته يعرض عليها الزواج، وكانت حاملا نتيجة اغتصاب ضوء المكان لها فتشترط عليه التوبة فيوافق على الفور، لأنه لا يستطيع أن يرد لها طلبا.
وقد ظهرت البنية المكانية في هذه الرواية الكبيرة ذات تعدد لافت، وكان لها تجليات مختلفة، وكان التجلي المهيمن للمكان في حكاية سهر مع فتحي رضوان يدور معظمه في الإمارات العربية المتحدة.
وفيه تظهر بوضوح شديد تجليات كتابة السيناريو، فيقول مثلا المكان شقة سهر درجة الحرارة في التكييف 25 درجة.
وكان هناك اهتمام كبير بذكر درجة الحرارة في التكييف ليجعل القارئ يعيش في قلب الحدث، ويشير إلى طبيعة الأجواء في الإمارات، كما يشير في الوقت نفسه إلى طبيعة الأحداث الملتهبة.
وهناك لازمة قد يغير فيها الكاتب قليلا حينما تجلس سهر طالبة من شهر زاد أن تقص عليها حكاية روحها الخامسة التي تجلت في الجارية لامار التي تعيش في عصر صلاح الدين؛ وهذه اللازمة هي "ترتشف شهر زاد القهوة رشفة .. رشفتين وهي ترتدي ثوبا أنيقا لونه أزرق .. وحذاء أزرق .. تفتح حقيبة يدها تخرج منديلا أزرق يشبه منديل أم كلثوم يشع بحكايات حب معطرة تنتشر فتغطي الخليج تمسح أطراف شفتيها . . تطويه مرة . . كرتين ثم تحتفظ به في يدها اليسرى وتخفيه بين النهدين، تنظر يمينا شمالا أماما خلفا ثم تهمس:" ( )
وقد ظهر من تجليات المكان في هذه الحكاية المتقطعة والموزعة على مدار الرواية شقة سهر التي شهدت كثيرا من حكي شهر زاد لها عن روحها الخامسة التي تجلت في لامار وعشقها لضوء المكان، وكثيرا ما كان ينحسر صوت شهرزاد لينقل لنا على طريقة المسرحية وما فيها من حوار ما كان يحدث في أواخر العصر الفاطمي وأوائل العصر الأيوبي.
ومن خصائص هذا المكان أنه شقة سكنية في الإمارات تتميز بأثاث مرتفع القيمة، مما يدل على مستوى المعيشة المرتفع في الإمارات، وكان معظم ما يدور بين سهر وشهرزاد يقع في حجرة نوم سهر.
وهو مكان صناعي صنعته يد البشر من أجل العيش فيه، كما أنه مكان مغلق يجد فيه الإنسان في الغالب الراحة بعد عناء العمل، وهو مكان رغم ما فيه من دلائل اليسار والغنى فإن ساكنيه مغتربون عن موطنهم الأصلي.
وهذا ما حدث مع لامار الروح الخامسة لسهر، فهي تعيش في قصر الخلافة، وفيه من ملامح اليسار والغنى، ولكنها غريبة عن بلدها الأصلي، فقد خطفت من عائلتها في اليمن وبيعت في مصر.
ومن تجليات المكان شقة فتحي رضوان، وهي شقة فارهة، يظهر ما فيها من علامات اليسار والغنى، وقد سلطت كاميرا السرد ضوءها على أثاث هذا البيت، وأن كل جزء فيه مستورد من بلد مختلفة، حيث تقول الرواية:
"الزمان/ مشهد/ نهار داخلي
المكان/ شقة فتحي/ الصالة
درجة الحرارة 27 في التكيييف
الصالة ممتدة 12 مترا في 5 أمتار بها صالون أنيق صناعة الهند وستائر فخمة من إيطاليا .. هكذا الخليج أما السجاد فإنه صناعة صينية تقلد الصناعة الإيرانية مع وجود إضاءة فاخرة في كل مكان من أرجاء الصالة . مناضد مختلفة الأشكال مع باقة من الورود على السفرة ليست صناعية"( )
وهذا يدل على اليسار الباذخ، ولكنه يدل في الوقت نفسه على انحسار الإنتاج، فكل شئ تقريبا مستورد.
وهو مكان صنعته يد البشر، كما أنه أيضا مكان مغلق الهدف من تصميمه المعيشة والسكن والراحة، ولكنه شهد كتلا سردية مليئة بقلق الزوجة، لأنها تعرف أن زوجها فتحي رضوان غير مخلص لها، وأن له مغامرات نسائية، والحب بينه من ناحية وبين سهر زوجة صديقه منقذ من ناحية أخرى يصيبها في مقتل.
وكان أكبر قلق أصابها هو تصريح فتحي رضوان لها بأنها يجب أن تسقط الطفل الذي تحمل فيه، لأنه لا يريده.
ويعد الفندق من تجليات المكان في حكاية سهر مع فتحي رضوان، وقد تردد الفندق في كثير من الكتل السردية التي كان يلتقي فيها فتحي رضوان مع سهر ويمارسان سويا حبهما اللاهب، ذلك على الرغم من زواج سهر من منقذ وزواج فتحي رضوان من تهاني، وكأنهما في عصر ما قبل التحريم والتحليل.
ومن خصائص هذا المكان أنه ليس مكانا خاصا، وإنما أقرب إلى المكان العام، حتى وإن كان ملكا لمستثمر، يستطيع أي إنسان على أرض الإمارات أن يقيم فيه نظير أجر.
وهو مكان يتميز بالفخامة والجمال من أجل جذب الزبائن، وقد كان على اختلافه من فندق لفندق شاهدا على العلاقة العارمة بين الشخصيتين المحوريتين: سهر وفتحي رضوان.
ومن تجليات المكان في الحكاية الخاصة بسهر وحبيبها المستشفى، وهو مكان خاص بعلاج المرضى، وقد ظهر حينما ذهبت إليه سهر بعد محاولتها الفاشلة إسقاط الطفل الذي في بطنها، لأنها لا تعرف أباه الحقيقي، وهل هو حبيبها فتحي رضوان أم زوجها منقذ؟.
ومن تجليات المكان في الكتل السردية الخاصة بحكاية سهر وفتحي رضوان مكتبه في الصحيفة التي يعمل بها، وهو مكان عمل ظهرت فيه كتابات خاصة بالصحفي فتحي رضوان، وظهرت آراؤه.
أما الحكاية الخاصة بالعالية والخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله فقد تجلت ملامح مختلفة للمكان فيها، ومن هذه الملامح قصر الخليفة، وهو مكان صنعته يد البشر وبذلت فيه مجهودا كبيرا كي يليق بخليفة المسلمين، فتميز بالاتساع الهائل وجلال البناء وفخامته وجماله أيضا.
وقد تجلت في هذا المكان الكثير والكثير من البنى الحوارية التي يلمس القارئ فيها التفاعل مع فن المسرحية بوضوح شديد، وكان هذا المكان شاهدا على الكثير من الظلم والمؤامرات من الخليفة أو ضده، وكان يحتوي على الآلاف من الجواري اللائي تملكهن يمين الخليفة؛ مما جعل الخيانة طافحة في هذا المكان كما صورته الرواية، فالخليفة يمتلك آلاف الجواري، وبطبيعة الحال لن يستطيع أن يرضيهن جميعا من الناحية الجسدية، فتذكر الرواية أن الكثيرات منهن كن يمارسن الجنس مع الخدم والعبيد.
ولكن حينما ظهرت العالية تلك الفتاة البدوية في حياة الخليفة ملأت عليه حياته، ولم يستطع أن يرفض لها طلبا، بل إنه أظهر تسامحا كبيرا جدا معها عندما اكتشف علاقة الحب بينها من ناحية وبين ابن عمها من ناحية أخرى حينما وقعت في يده رسائلهما الغرامية.
ومن تجليات المكان في هذه الحكاية السردية الخاصة بالعالية والخليفة الفاطمي الأخير الآمر بأحكام الله البادية التي كانت تعيش فيها العالية قبل زواجها من هذا الخليفة. وهو مكان يتميز بظهور ملامح الطبيعة فيه من رمال وحيوانات وبشر وبيوت بسيطة تدل على الفقر أكثر مما تدل على الغنى.
ولكن العلاقات بين الناس فيه بسيطة جدا وبريئة جدا، وهي بيئة تساعد على انتشار الحب الصادق، وهذا ما حدث مع العالية فائقة الحسن وابن عمها عاشقها المتيم.
ولكن هذا المكان رغم ما يتميز به من حرية فإن سمة القهر في الزواج ظهرت بقوة فيه، فالعالية على الرغم من حبها لابن عمها يجبرها والداها بسبب فقرهم الشديد وخوفهم من الخليفة على الزواج قسرا من الخليفة الفاطمي الأخير الآمر بأحكام الله، ذلك على الرغم من عدم رؤيتها له وعلى الرغم من وقوعها في حب ابن عمها، ذلك الحب المعروف للجميع في هذه البادية من أرض الصعيد.
ومن تجليات المكان أيضا صحراء سيناء التي شهدت قدوم جيش الصليبيين من أجل احتلال مصر في عهد آخر الخلفاء الفاطميين، وانشغال هذا الخليفة عن مواجهة هذا الجيش بالانغماس في ملذاته الشخصية، وعودة هذا الجيش دون قتال بسبب موت قائده المفاجئ.
وقد ظهرت تجليات كثيرة للمكان في الحكاية الخاصة بالروح الخامسة لسهر، وهي لامار وضوء المكان الشهير بمصباح، فظهر منها مكان نشأة لامار مع أسرتها في اليمن، واعتزاز الأسرة بها، وشهد هذا المكان اختطافها والذهاب بها إلى مصر وبيعها في سوق الجواري حتى وصلت إلى قصر حاكم مصر.
ومن تجليات المكان في هذه الحكاية قصر قراقوش، وهو الحاكم الفعلي لمصر في عهد صلاح الدين الأيوبي، وهو مكان صنعته يد البشر، يتميز بالفخامة والأبهة كي يليق بالحاكم الفعلي لمصر، وهو مكان ملئ بغباء الأحكام التي يصدرها قراقوش على الرعية في تسلط غريب، وقد شهد هذا المكان مؤامرات مختلفة، وكان شاهدا على فترة حكم لها حضورها في التاريخ المصري الوسيط، وقد اكتسب المطبخ أهمية خاصة، حيث سجل حضورا واضحا في هذه الرواية، لأن لامار كانت واحدة من ضمن الجواري اللائي يقمن بإعداد الطعام، وكشف في الوقت نفسه عن مأساة قراقوش، هذا الرجل الذي تهتز له البلاد طولا وعرضا كان في الأصل عبدا خصيا، لا يستطيع مقاربة أية جارية في هذا القصر الفخم، ورغم ذلك وقع في حب لامار فائقة الحسن والجاذبية.
كما ظهر من تجليات المكان في الحكاية الخاصة بالروح الخامسة لسهر، وهي حكاية لامار وضوء المكان العشة التي اغتصب فيها ضوء المكان لامار، وهي عشة يملكها رجل عجوز يعرفه ضوء المكان، ويطلب منه مغادرتها والمبيت عند أولاده لأنه يريد مصالحة زوجته الغاضبة منه، كما قال لهذا الرجل العجوز، على الرغم من كذبه في هذا الادعاء، فقد كان لا يعرف لامار أصلا حتى هذه اللحظة، وهي أيضا لا تعرفه، فيغادر العجوز العشة فورا، ويغتصب ضوء المكان لامار ويقع في حبها ويبحث عنها بصدق وإخلاص، ويكون على استعداد للتضحية بعالمه كله من أجلها، وتقع هي في حبه، وتحمل منه في طفلها الوحيد.
وهو مكان بدائي صنعته يد البشر، شهد ميلاد الحب والألم، وكان بداية للتعارف بين روح سهر الخامسة لامار وحبيبها ضوء المكان.
ومن الملاحظ أن حبيب لامار مصري يعيش على أرض مصر، فهو ابن شيحا الحدادا ودنيا زاد، وحبيب سهر مصري، ولكنه يعيش على أرض الإمارات، وهو هنا فتحي رضوان.
ومن تجليات المكان في حكاية لامار وضوء المكان بيت السيدة المسنة التي ذهبت إليها لامار تصحبها صاحبتها الجارية هوى لإسقاط حملها، وهو بيت يقع في منطقة شديدة الشعبية، ويتميز هذا المكان بالازدحام الشديد والشوارع الضيقة ورائحة الزبالة التي تزكم الأنوف، وحينما وصلتا لبيت هذه السيدة العجوز، كانت الشرطة في أثريهما، لأنهما فرتا من القصر، فلجأت السيدة العجوز إلى حيلة ذكية، حيث أدخلتهما في سرداب تحت الأرض، ووضعت فوق فتحة السرداب المصلية وجلست عليها والمصحف بالمقلوب في يديها، فقد كانت لا تعرف القراءة والكتابة أصلا، وحينما طرقت الشرطة الباب عليها كان كل شئ على ما يرام، ولم يعثروا على الجاريتين الهاربتين.
يتميز بيت السيدة العجوز بالضيق الشديد والبساطة المتناهية، ورغم ذلك فقد كان هذا المكان خادعا للشرطة منقذا للهاربتين.
ومن تجليات المكان أيضا السرداب، وهو دائما ما يكون أسفل البيوت، وهو مكان صنعته يد البشر، ولكنه أقرب إلى البدائية منه إلى الحضارة، فهو مكان عشوائي، وينهض بدور كبير في اختفاء صاحبه عن عيون طالبيه وقت الأزمات.
ومن تجليات المكان في حكاية الروح الخامسة لسهر، والتي تمثلت في لامار بيت عثمان القاضي ذلك الذي تزوجته لامار لكي يستر على حملها سفاحا، وكان هذا الرجل قد تقدم به العمر، بعد أن كان شابا مستهترا، يمارس الدجل بإخراج العفاريت من أجساد البشر، وكثيرا ما كان يغتصب النساء دون وازع من ضمير، وهو بيت صنعته يد البشر للسكن والراحة والوقاية من ويلات الطبيعة؛ به صالة وحجرات للمعيشة، وفجأة وجد لامار في بيته فطلبها للزواج وحينما عرف قصتها كان متسامحا جدا، تماما مثلما فعل منقذ مع روح لامار الحديثة المتمثلة في سهر، واشترطت عليه التوبة فوافق فورا وترك كل ما كان فيه من غي.
وهذا البيت هو بيت الزوجية الخاص بلامار، وهي الروح الخامسة لسهر، ومثّل حالة الستر على حملها سفاحا من ضوء المكان، كما مثّل نقطة اللقاء مع والدها اليمني الذي أقسم الا يعود بغير ابنته المخطوفة، وجعل يبحث عنها من بلد لبلد، حتى وصل إلى بيت القاضي عثمان، ووجد ابنته عنده فقد عرفته من صوته وتم اللقاء والتعارف بينهما، وعاد فجلب أسرته وسكنوا في القاهرة، ومات فيها ودفن بأرضها الطيبة.
ويعد الشارع من تجليات المكان في هذه الحكاية، وشهد حضورا للأراجوز، وكان ضوء المكان ومعه رفاقه يقومون بدوره، ويلقون الضوء على مساوئ قراقوش.
وهو مكان يتميز بالعمومية، فهو ليس مكانا خاصا للإقامة، وإنما هو مكان عام، الهدف منه المرور، وتيسير حركة الناس.
وما يلفت النظر في هذه الرواية التي جسدت فكرة التناسخ هو بنيتها الزمنية، فقد كانت مليئة بالطبقات السردية والحوارية والشعرية وغيرها، مما جعلها معرضا حافلا لبنى زمنية شديدة الاختلاف والتنوع، فالقارئ يعيش مع حكاية سهر وحبها المحرّم لفتحي رضوان، وهذه الحكاية في اللحظة الراهنة، ويتم استدعاء حكاية روحها الخامسة التي تجسدت في لامار وحبها لضوء المكان، وهذه الحكاية تستدعي بداية عصر الدولة الأيوبية، خصوصا عصر صلاح الدين الأيوبي، وقبلها نجد حكاية العالية وحبها لابن عمها وزواجها من آخر خليفة فاطمي، وهو الآمر بأحكام الله، وكانت شخصيتها تتراسل بقوة مع سهر وروحها الخامسة لامار.
وهناك البنية الزمنية الآنية التي يجعلنا الكاتب نندمج فيها، وذلك من خلال "حان الآن الأذان حسب التوقيت المحلي بصوت الشيخ محمد رفعت" أو غيره من مشاهير قراء القرآن الكريم، وهذه البنية تأتي متغيرة عير فصول الرواية، فمرة يكون الأذان بصوت الشيخ محمد عبده، ومرة أخرى بصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، ومرة ثالثة بصوت الشيخ النقشبندي، وهكذا، مما يعطي للمتلقي شعورا يالآنية، ومعايشة للمنطقة وطبيعتها الدينية.
كما ظهرت البنية الزمنية الآنية من خلال الهوامش الكثيرة التي بثها الكاتب عبر هوامش الصفحات في الرواية، وجعلت المتلقي يعايش اللحظة الراهنة على الرغم من حضور التاريخ حضورا قويا داخلها، على نحو ما نجد من الهامش المتكرر كثيرا، وفي كل مرة يتم تحديثه، وهو الهامش المرصود لبيان سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، فأثناء اندماج القارئ في قراءة المتن الحكائي يفاجأ بهامش مضمونه "سعر الدولار اليوم 6.70 جنيها، وبعدها يظل في حالة صعود، وهذه الطريقة تجعل المتلقي يعيش زمنين في لحظة واحدة، لأن هذا الهامش يأخذه من زمن الرواية إلى لحظته الآنية، وما تمثله من ضغوط اقتصادية فادحة، ذلك على الرغم من أن الهامش لا يذكر تاريخ هذا السعر بالتحديد، وصعوده، وقد كانت الهوامش الخاصة بالدولار دائما تشير إلى صعوده في مقابل الجنيه المصري، ولم يكن هناك هامش واحد يشير إلى هبوطه.
وتنهض الهوامش الأخرى التي بثها الكاتب عبر صفحات روايته في إلقاء الضوء على تقارير عالمية تبين ترتيب مصر بين الدول في سياق الحريات والتنمية، وكان لها دور في جذب القارئ أيضا من السرد الخاص بالرواية إلى لحظته الآنية، وما يكتنفها من عقبات.
والملاحظ أن هذه الهوامش تظهر حالة من التأخر لمصر، ذلك على الرغم من وجود تقارير أخرى في سياقات أخرى تعطي مصر حقها.
وعلى الرغم مما تكشفه هذه الهوامش من هجوم شديد الضراوة على مصر فإن حالة الحب الشديد لها تظهر أيضا في المتن الروائي.
ومن تجليات بناء الزمن في هذه الرواية التقطيع الزمني، فالحكاية الأصلية، وهي حكاية سهر مع فتحي رضوان تأتي عبر الرواية منفصلة، وليست متصلة، لأن الكاتب يقطّعها، بطرق مختلفة، فمرة يقطّعها بحكي شهر زاد لسهر عن العالية والآمر بأحكام الله، ومرة أخرى يقطّعها بحكي شهر زاد عن لامار وضوء المكان، ومرة يقطعها بفاصل ونواصل، وهكذا مع كل حكاية لا تأتي الحكاية متصلة، ومن هنا فإن هذه الرواية تأتي لنا عبر طبقات متداخلة، وهذه الطبقات قد تكون سردية أو حوارية أو شعرية أو تاريخية أوغير ذلك.
ومن تجليات بناء الزمن في هذه الرواية ظاهرة الارتداد أو الاسترجاع، والاسترجاع هو "مفارقة زمنية تعيدنا إلى الماضي بالنسبة للحظة الراهنة، استعادة لواقعة أو وقائع حدثت قبل اللحظة الراهنة (أو اللحظة التي يتوقف فيها القص الزمني لمساق من الأحداث ليدع النطاق لعملية الاسترجاع) ... وإكمال الاسترجاع أو العودة يملأ الثغرات السابقة التي نتجت من الحذف أو الإغفال Ellipsis في السرد"" ( )، وقد سجل الارتداد حضورا واضحا داخل الحكاية الأصلية، فسهر كثيرا ما تطلب من شهر زاد أن تقص عليها حكاية روحها الخامسة، وكثيرا ما كانت شهر زاد توافق سهر على ذلك، وتندمج في حكي تجليات هذه الروح الخامسة لسهر، وذلك وفق طقوس خاصة.
فالحكايا القديمة التي تحكيها شهر زاد لسهر هي في جوهرها ارتداد بالزمن إلى الوراء.
كما أن قطع التسلسل الزمني للحدث والارتداد لحدث ماض داخل ذهن الشخصية لم نعدمه مع شخصيات كثيرة كان لها حضورها في هذه الرواية.
وأحيانا يتم قطع التسلسل الزمني في ذهن الشخصية والاستباق لأحداث تقع في المستقبل، على نحو ما نجد من رغبة شهر زاد العارمة في رؤية الطفل الذي وضعته سهر، وسؤالها لنفسها، هل سيكون أشقر مثل منقذ أم سيكون أسمر مثل فتحي رضوان؟ وذلك لأنها تعرف أن سهر متزوجة من منقذ، ولكنها في الوقت نفسه عاشقة لفتحي رضوان، وبينهما علاقة جسدية كاملة.
وبذا يبدو بوضوح "أن زمن القصة يخضع بالضرورة للتتابع المنطقي للأحداث، بينما لا يتقيد زمن السرد بهذا التتابع المنطقي. وهكذا يحدث ما يسمى مفارقة زمن السرد مع زمن القصة"( )
ومن هنا فـ "إن المحكى الذي تتعدد فيه الشخصيات وتنفصل فيه مسارات أفعالها، يستدعي لزوما عملية من الذهاب والإياب بين حاضر القصة وماضيها، يتعقب خلالها السارد وقائع كل شخصية على حدا، بحيث كلما فرغ من الإخبار عن شخصية معينة، لجأ إلى قلب مجرى الحدث السردي لكي يستعيد وقائع شخصية أخرى، وبذلك يختل نظام تواصل خيط الأحداث ويتداعى التوازي المفترض بين الزمنين"( ).
وقد ظهرت تجليات مختلفة للغة في رواية حتى يطمئن قلبي للسيد حافظ، تلك الرواية التي ظهر فيها موضوع التناسخ بوضوح شديد، ومنها اللغة السردية، وهي لغة ظهرت تشكلاتها في الكثير من كتل هذه الرواية، وقد تميزت بالوضوح الشديد، فهي لغة عربية فصحى، ولكنها فصحى يسيرة يستطيع المتلقي أن يتفاعل معها بسهولة، كما أنها محملة أحيانا بالمجاز اللافت.
ومن ملامح اللغة في هذه الرواية لغة الحوار، وفيه نجد الحوار مع النفس أي المونولوج، مثل قوله في همس الروح "متى أكحل عيني برؤيتك يا زهرة في خيالي؟ نحن الرجال عطر النساء وهن عطرنا . . أسوأ ما في العالم أن يجهل كل من حولك من تكون؟ وماذا تريد؟ . . وأمضي نحو الحقيقة ويتبعني ظلي وضحكات الأغبياء وهم الغالبية العظمى . ."( ).
وهنا تظهر بوضوح شديد لغة المونولوج، فقد عنونها الكاتب بهمس الروح، وهي همسات مختلفة بثها الكاتب عبر صفحات الرواية تكشف عن حب حقيقي لا شبيه له، وعلى الرغم من استحضار ضمير المتكلم /أنا في حالته الفردية لضمير االمخاطب في حالته الأنثوية الفردية/ أنتِ فإن بنية المونولوج حاضرة بقوة، فنجد في العنوان بنية الإضافة/ همس الروح ترشح إلى حديث أعمق كثيرا جدا من حديث اللسان أو حديث القلب وإنما هو همس الروح بما تبثه كلمة الروح من صفة الانفلات التام من قوانين الزمان وقوانين المكان.
وتسجل لغة الحوار حضورا كبيرا جدا، لدرجة تداخل هذه الرواية مع فن المسرحية، فلغة الحوار قد أخذت نصيبا كبيرا فيها، ومنه الحوار المسرحي على طريقة المسرحية والحوار الروائي على طريقة الحوار الموجود في الفن الروائي.
وقد تجلى الحوار المسرحي كثيرا جدا وبوضوح شديد، وكأن الكاتب يكتب مسرحية، وربما كانت الحكايتان القديمتان: الأولى حكاية العالية مع الآمر بأحكام الله والحكاية الثانية حكاية الروح الخامسة لسهر لامار مع ضوء المكان ربما كان القالب المسرحي هو التجلي المهيمن لظهور هاتين الحكايتين.
وهي لغة حوارية فصيحة في معظمها، ولكنها مفهومة، رغم احتوائها على مصطلحات خاصة بهذين العصرين مثل الزعران وغيرها.
وأحيانا نجد انحرافا بلغة الحوار ناحية العامية، ولكن ذلك الانحراف لا يسجل هيمنة كبيرة.
كما نجد لغة الحوار داخل اللغة السردية على نحو ما نجد من الحوارات الكثيرة بين شهر زاد وسهر أو بين منقذ وسهر أو بين فتحي رضوان وزوجته.
وهي حوارات انحازت للغة العامية، فظهرت العامية الشامية مع الشخصيات الروائية التي جعل الكاتب أصولها شامية، وظهرت العامية المصرية مع الشخصيات الروائية التي جعل الكاتب أصولها مصرية، ولكنها عامية مطعمة بالفصحى.
كما أخذت اللغة الوصفية نصيبها في هذه الرواية التي تتفاعل بقوة مع فكرة التناسخ، وظهر الوصف في كثير من مقاطعها، على نحو ما نجد من وصف الرواية لشهر زاد، وهي تندمج في حكيها لسهر مستكملة حكاية روحها الخامسة التي تجلت في لامار التي عاشت في نهاية عصر الدولة الفاطمية وبداية عصر الدولة الأيوبية.
ويبدو بوضوح أهمية مقولة ميخائيل باختين، حيث "يصف المنظر الروسي ميخائيل باختين الرواية على أنها عمل يتسم بتعدد الأصوات أساسا، أو تكون حوارية أكثر من كونها مونولوجية (وحيدة الصوت)؛ فجوهر الرواية هو تقديمها لأصوات أو خطابات متباينة، وبالتالي، تقدم تصادم المنظورات الاجتماعية، وكذلك وجهات النظر"( ).

ومن هنا فقد كسرت هذه الرواية حتى يطمئن قلبي للسيد حافظ الحدود بين الأنواع الأدبية، "ومهما يكن الخلاف حول جدوى مقولة النوع الأدبي، ومدى أهميتها في تناول النصوص الأدبية المعاصرة، التي عمدت إلى انتهاك الأنواع ومزجها؛ فإنه لا خلاف تقريبا على المكانة المحورية التي تحتلها مقولة النوع في كل دراسة أدبية، مهما اختلفت المداخل، وتباينت النظريات. فمنذ أفلاطون وأرسطو ونظريتهما في المحاكاة وأنواعها، ومرورا بكل النظرية الأدبية ونظرية الأنواع، من هوراس إلى هيجل إلى لوكاش وباختين، وصولا إلى نقاد ما بعد الحداثة وثورتهم وسخريتهم من "قانون النوع"، ظلت مقولة النوع موضوعا دائما للحوار والجدل، للقبول والرفض، لكنها ظلت كذلك أداة من أدوات الفكر الإنساني، التي لاغنى له عنها، في سعيه المحموم للإمساك بالعالم المنفلت، وفهمه وإدراكه"( ).
ويعد كسر مركزية النوع توجها عاما ـ على اختلاف في الدرجة ــ في الكتابة الحداثية؛ فالكتابة الحداثية "لا تؤمن بالحدود إنها كتابة عبر حدودية عبر نوعية، عبر شكلية، عبر جنسية، عبر ثقافية عالمية، مهمتها السطو على ممتلكات الآخرين، ومن هنا لايستطيع القارئ أن يتبين هويتها الأصلية، يختلط الرسمى بالشعبى والهامشى، الشعرى بالسردى، والأدبى بالفلسفى، والتاريخى والدينى بالأسطورى والوثنى، وأصبح النص المعاصر نصا محيرا وهادما لضوابط وأشكال اشتغال اللغة فى غالب الأحيان باسم الحداثة والتجديد"( ).
أما السياق الاجتماعي الذي تتفاعل معه الرواية فقد ظهرت تجليات شديدة الوضوح له، وعند بيار زيما أن "المجتمع يتمظهر فى النص الأدبى، من خلال مسار تناصى، هو المسار الحوارى الاستيعابى، (النقدى ، المعارض والمتهكم) الذى تسلكه نصوص الآخر"( ).
وقد اختار المؤلف للروح الخامسة لسهر والتي تجلت في لامار فترة تاريخية قلقة مرت بها مصر، وهي فترة نهاية الحكم الفاطمي وبداية الحكم الأيوبي، واستطاع المؤلف أن يخمش بما جاء في هذه الرواية الصورة المثلى لمن هيمنوا على مصر في تلك الفترة، فالخليفة الفاطمي كما جاء في الرواية سادر في غيه إلى درجة مخيفة، فحينما عرف أن جيش الصليبيين قد وصل إلى العريش من أجل احتلال مصر لم يحرك ساكنا من أجل مجابهته، وإنما ظل ما يشغله الحريم والمغنى والاحتفالات، كما أنه ترك الأمر لوزراء تلاعبوا به، وفي النهاية سقطت دولته.
أما صلاح الدين الأيوبي المؤسس للدولة الأيوبية في مصر والشام فإنه على الرغم من قوته وكفاءته وحصوله على نسبة عالية جدا من التقدير لدى قطاعات كبيرة جدا من المسلمين لأنه هزم الصليبيين في حطين وحرر المسجد الأقصى فإن الرواية تنهض ببناء رمزي يمثل العالم في عصره، ويكشف عن نواقص خطيرة جدا في شخصيته، على نحو ما نجد من ضلوعه في جريمة إنسانية بحق الشيعة في مصر، وذلك حينما منع رجالهم من القرب من نسائهم حتى يستأصل شأفتهم.
كما أن الرواية ركزت بصورة قوية جدا على اختياره لقراقوش الذي ذاق منه المصريون العجب العجاب في الحكم، حتى أصبح قراقوش بظلمه البيّن جدا هو الحاكم الفعلي لمصر في عهد صلاح الدين الأيوبي.
كما أن الرواية تشير إلى تنازله ــ أي الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي ــ بدون حرب للصليبيين عن كثير من المدن الشامية.
وقد انعكس كل ذلك على المجتمع المصري في تلك الفترة، فعاش المصري البسيط في حالة من الرعب والتخفي، وقد صور ابن مماتة المصري ذلك أبلغ تصوير في هذه الرواية، حينما حكم عليه قراقوش بمغادرة البلاد، فكانت قولته أبناء مصر يجبرون على مغادرتها والأجانب عنها يعيشون في خيرها، مشيرا إلى نفسه من ناحية باعتباره مصريا وإلى بهاء الدين قراقوش من ناحية أخرى باعتباره ليس مصريا من الأصل.
ولم يأت اختيار الكاتب السيد حافظ لهذه الفترة التاريخية التي مرت بها مصر عبثا، وإنما هو يقوم بعملية إسقاط على الحاضر.
ولذا فقد ركزت الرواية تركيزا شديدا على غربة فتحي رضوان المعادل الرمزي للكاتب السيد حافظ، ومعيشته في الخليج من أجل تحسين وضعه المادي، وبعده بالتالي عن أرض الوطن الذي يعشق كل ذرة من ترابه.
وهنا تلمس الرواية سياقا اجتماعيا تعيشه منطقتنا العربية من حيث عملية النزوح الكبرى إلى بلاد الخليج حيث الثروة والغنى وهجرة البلدان الأصلية.
وقد جاء ذلك ، كما تذكر الرواية، نتيجة تراجع قيم الإنتاج والعدالة في أوطانهم.
كما لمست الرواية سياقا اجتماعيا في بلاد الخليج من حيث الوفرة الوافرة للثروة، والقدرة الشرائية الكبيرة التي جعلتهم يشترون بأموالهم كل شئ من بلاد مختلفة بسهولة شديدة، فكل جزء من أثاث شقة فتحي رضوان كما ذكرت الرواية تم استيراده من بلاد مختلفة، وهذا إن دل على القدرة الشرائية العالية جدا فإنه في الوقت نفسه يدل على ضعف الإنتاج، لأن الاعتماد الكلي يكون على أموال النفط أكثر من الإنتاج الذاتي.
كما تلمس الرواية سياقات اجتماعية خاصة بمؤسسة الزواج في منطقتنا، فالإنسان قد يتزوج من لا يحب، وحينما يجد الحبيب الذي يخفق له قلبه قد لا يستطيع مجابهة المجتمع بالانفصال والزواج بمن يحب، وهذا ما حدث في قصة سهر وفتحي رضوان.
وبذا قد يجد الإنسان في بلادنا نفسه في صراع بين العاطفة والواجب، فالواجب يحتم على بطلة الرواية أن تخلص لزوجها منقذ؛ والعاطفة تجرفها نحو حبيبها فتحي رضوان، وكانت النتيجة أن استسلمت لتيار العاطفة الهادر، ولم تلق بالا لنداء الواجب، حتى عرف زوجها نفسه، ولكن رد فعله تمثل في عدم القدرة على فراقها، لأنه انجرف هو أيضا مع تيار عاطفته الدافق تجاه سهر، ولم يقدر على مجابهتها.
وقد حدث هذا مع فتحي رضوان المتزوج من واحدة من بنات جلدته، وكان الواجب يحتم عليه ألا يخونها، ولكن عاطفته الجارفة تجاه سهر كانت من القوة بمكان كبير فاستسلم هو أيضا لتيار هذه العاطفة الهادر.
كما تلمس الرواية موقع الدين في نفوس شريحة من معتنقيه، ومخالفتهم الصريحة لتعاليمه إذا وقعوا في اختبار حقيقي.
ولكن الروح الخامسة لسهر، وهي هنا لامار وقصتها مع ضوء المكان، كانت أقل وطأة في الانجراف مع تبار العاطفة الهادر، فهي قد تعرفت على ضوء المكان حين اغتصبها ليلا، بغير إرادة منها، ووقعت في حبه، ووقع في حبها، ولكننا لم نعرف حبها له إلا في آخر الرواية، وذلك حينما صرحت بهذا الحب، ولم تنجرف في علاقة آثمة مستمرة مثل سهر.
وقد كان التركيز على السياق السياسي والاجتماعي هو المهيمن في حكاية لامار وضوء المكان، ويستطيع المتلقي أن يعرف وجهة النظر التي تتبناها الرواية في هذا السياق، ومضمونها أن من تولى حكم مصر في تلك الفترة: أي فترة نهاية حكم الدولة الفاطمية وحكم صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية على أنقاض الدولة الفاطمية كانت فترة شديدة القلق للشعب المصري، وقد ذاق الأمرين على يد حكامه سواء كانوا من الأمراء أم كانوا من الوزراء.
فالخليفة اافاطمي الأخير الآمر بأحكام الله من وجهة نظر الرواية ليس على مستوى التحدي الذي يواجهه، ووزيره شاور قد ذاق الشعب منه الويلات الحارقة، وصلاح الدين الأيوبي من وجهة نظر الرواية ترك أمر مصر لبهاء الدين قراقوش فذاق المصريون منه العجب العجاب، وأشارت الرواية بوضوح إلى جوانب قلقة جدا في شخصيتهما، وقد انعكس ذلك بالسلب على الشعب ومعيشته.
ومن هنا فإن فكرة التناسخ التي تفاعلت معها الرواية بوضوح شديد لم يكن الهدف الأوحد منها تناسخ شخصية سهر من قبل، وتجسد روحها الخامسة في لامار، وإنما اهتمت الرواية أيضا بتناسخ الفترة التاريخية، وذلك من وجهة نظر الرواية، وكأن الرواية تريد أن تقول إن التاريخ يعيد نفسه، وما حدث في الماضي من حالة القهر الكبرى للمصريين بسوط من حكموه، وهم ليسوا من أبناء الشعب المصري يتكرر حدوثه الآن بسوط الفقر والحاجة.




































الهوامش:






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كسر مركزية النوع فى الرواية الحديثة- سلسلة دراسات عن أعمال ا ...


المزيد.....




- إيشيتا تشاكرابورتي: من قيود الطفولة في الهند إلى الريادة الف ...
- فرقة موسيقية بريطانية تؤسس شبكة تضامن للفنانين الداعمين لغزة ...
- رحيل المفكر السوداني جعفر شيخ إدريس الذي بنى جسرًا بين الأصا ...
- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عايدي علي جمعة - التناسخ والتجريب في رواية -حتى يطمئن قلبي