أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تحالف ندى - تحالف ندى يحذر: سوريا تُباد بشكل ممنهج على مذبح الجهادية، ونُدين التواطؤ الإقليمي والدولي














المزيد.....

تحالف ندى يحذر: سوريا تُباد بشكل ممنهج على مذبح الجهادية، ونُدين التواطؤ الإقليمي والدولي


تحالف ندى

الحوار المتمدن-العدد: 8405 - 2025 / 7 / 16 - 18:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


من قلب الألم الذي تعيشه شعوب منطقتنا منذ أكثر من عقد، يتابع تحالف ندى، بقلق وغضب عميق، ما تشهده سوريا من تصعيد دموي طائفي خطير، يتمدد بسرعة نحو حرب أهلية مفتوحة تُدار بآليات الجهادية السياسية السلطوية وبدعم إقليمي ودولي، وتدفع ثمنها الأرواح البريئة، وعلى رأسها النساء والأطفال والشيوخ.

لقد شهدت مدينة السويداء في الأيام الأخيرة واحدة من أبشع موجات الإبادة الممنهجة التي استهدفت الطائفة الدرزية، وأسفرت عن مئات الضحايا بين قتيل وجريح، وترافقت مع بدء شن حملات تحريض وتكفير ضد المكون الكردي أيضاً، وسبقها ارتكاب مجازر مروّعة في الساحل السوري بحق أبناء الطائفة العلوية. ومؤخراً، شهدنا تفجير كنيسة مار إلياس، أحد أقدم رموز الوجود المسيحي في البلاد، في عمل إرهابي يهدف إلى ترهيب المسيحيين واستكمال حلقة الاستهداف الممنهج لكافة المكونات الدينية والعرقية في سوريا. هذه الجرائم الممنهجة ليست مجرد أعمال عنف عشوائية، بل هي نتيجة مباشرة لتصاعد الخطاب الطائفي والتحريضي والجهادي، واستثمار فوضى ما بعد الحرب لإعادة هندسة المجتمع السوري على أسس الإقصاء والانتقام.

لقد أفرزت الحرب السورية نموذجاً مركباً من تحالف الدولة القومية مع قوى الإسلام السياسي السلطوي، ما أدى إلى إنتاج بيئة حاضنة لإعادة تدوير داعش وأخواتها بأسماء وأشكال جديدة، ضمن مساحات الفوضى والانهيار، تحت غطاء "الثأر"، و"الدين"، و"السيادة الوطنية"، في حين أن الهدف الحقيقي هو تقويض أي مشروع ديمقراطي تحرري، وتحويل المجتمعات إلى رهائن لسلطة السلاح والعقيدة القاتلة.
وإن ما نشهده في سوريا لا ينفصل عن السياق الإقليمي الأوسع، حيث تشهد الشرق الأوسط وأفريقيا تصاعداً خطيراً في أنماط العنف المنظم، وانتشار الجماعات الجهادية الهجينة التي تستخدم الخطاب الديني والطائفي لفرض أجندات سلطوية مدمّرة. من العراق ولبنان والسودان واليمن، إلى دول الساحل الأفريقي، تتمدد هذه الجماعات على أنقاض الدول الفاشلة، وتحوّل أجساد النساء إلى ساحات حرب، ومجتمعاتهن إلى حطبٍ لآلة التطرّف.

لقد أصبح واضحاً أن داعش أعاد تشكيل نفسه بأدوات جديدة، يستثمر في الهشاشة، ويستهدف المساحات المدنية، ويُعيد ترسيخ النموذج الأبوي الاستعبادي في أبشع أشكاله، من الاغتصاب الجماعي، إلى العبودية الجنسية، إلى تدمير التعليم والصحة، وتجريف الحياة العامة للنساء.

وفي مواجهة هذا الواقع الكارثي، نؤكد في تحالف ندى أن المعركة ليست فقط من أجل وقف المجازر، بل من أجل الدفاع عن الوجود، والكرامة، والمستقبل الديمقراطي للنساء ولشعوب هذه المنطقة. فالحرب الجهادية والطائفية ليست تهديداً محلياً فحسب، إننا نرى في هذا المشهد المأزوم تهديداً مباشراً للنساء، وللأمن الإنساني، وللمشروع الديمقراطي برمته في الشرق الأوسط وأفريقيا. فكلما ازدادت مساحة الفوضى، وتصاعدت الحركات الجهادية، كلما تراجع الوجود المدني للنساء، وتكرّس منطق السبي، والهيمنة، والإقصاء، والذكورية الفاشية التي تتغذى على العنف والحروب.

بل وما نخشاه في تحالف ندى هو أن تتحول سوريا مجدداً إلى نقطة مركزية لإعادة تصدير النموذج الجهادي نحو الإقليم والقارة، في ظل غياب أي رادع دولي، وتواطؤ أطراف إقليمية مع القوى العالمية المهيمنة التي تسعى لإعادة رسم الخرائط السياسية عبر حروب الوكالة، وتغذية الصراع الطائفي والمذهبي.

وفي هذا السياق، نؤكد أن بناء المجتمعات وحل القضايا الوطنية لا يكون بالتعويل على الخارج، بل بالحوار الوطني وخلق مساحات ديمقراطية جامعة دون إقصاء، فمستقبل الأمم يُبنى على أسس العيش السلمي، واغتناء التنوع، ونبذ خطاب الكراهية والعنف. إن أي رهان على الأنظمة الخارجية لحل القضايا الداخلية هو رهان خاسر، فهذه القوى لا تجلب السلام، بل تعمّق الانقسامات وتعيد إنتاج الاستبداد بثياب جديدة. إن التغيير الحقيقي يبدأ من الداخل، عبر وعي جمعي وإرادة سياسية تؤمن بالشراكة والتعددية والعدالة.

إننا في تحالف ندى، كتحالف نسائي ديمقراطي أممي عابر للحدود، نوجّه نداءً عاجلًا إلى كل القوى الديمقراطية في المنطقة والعالم — من المنظمات النسائية، والحقوقية، والإنسانية، إلى حركات التضامن الدولية، والمجتمع الدولي وهيئاته، والإعلام الحر — للاضطلاع بمسؤوليتهم الأخلاقية والإنسانية إزاء ما يجري في سوريا والمنطقة من كوارث إنسانية مروعة.
ندعو إلى إدانة صريحة وواضحة للمجازر الطائفية والإبادة الجماعية الجارية في سوريا، وإلى تدخل عاجل وفاعل لوقف آلة القتل والتصعيد الدموي الذي يهدد بدفع البلاد إلى هاوية حرب أهلية شاملة. كما نطالب بالضغط الجاد على الأنظمة التي تستخدم الإسلام السياسي والطائفية كأدوات لإحكام السيطرة وقمع تطلعات الشعوب للحرية والعدالة.

في هذا السياق، نؤكد على ضرورة توفير الحماية والدعم الكامل للنساء السوريات ولجميع المكونات المهددة بالاستئصال والتهميش، وندعو إلى مواجهة تمدد الجهادية المسلحة في أفريقيا والشرق الأوسط باعتبارها خطراً عالمياً على السلام، والأمن الإنساني، والعدالة الاجتماعية.

نحن نؤمن بعمق أن لا حرية بدون نساء، ولا عدالة في ظل الطائفية، ولا سلام في ظل استعباد المرأة. فالتحرر الحقيقي يبدأ حين تُشارك النساء بفعالية في صنع القرارات المصيرية، ويُعاد لهن دورهن القيادي في صياغة المستقبل.

16 تموز/يوليو 2025
(التحالف النسائي الديمقراطي الإقليمي)
في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا



#تحالف_ندى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان تحالف ندى: في 19 حزيران .. الناجيات لا يَحتجنَّ يوماً ع ...


المزيد.....




- لحظة تحبس الأنفاس.. متنزهون يواجهون مشتبهًا به في إشعال حريق ...
- فيديو متداول لـ-جفاف أراضي محصول الأرز- في مصر.. ما حقيقته؟ ...
- الكفاءات المهاجرة في شرق ألمانيا- بين المغادرة والبقاء
- القضاء الفرنسي يطلب تحديد مكان وجود بشار الأسد
- إيران تحتجز ناقلة نفط أجنبية بشبهة تهريب الوقود
- مسيرات مفخخة تستهدف حقول نفط في كردستان العراق لليوم الثالث ...
- إثيوبيا تعتقل 82 شخصا تشتبه في انتمائهم لـ -داعش-
- خطة بريطانية لنقل آلاف الأفغان بعيدا من -طالبان-
- مطار الموصل يخلع دمار -داعش- ويعاود العمل
- -وقف نار- جديد في السويداء وزعيم الدروز يرفضه


المزيد.....

- حين مشينا للحرب / ملهم الملائكة
- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - تحالف ندى - تحالف ندى يحذر: سوريا تُباد بشكل ممنهج على مذبح الجهادية، ونُدين التواطؤ الإقليمي والدولي