أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى عبد الكريم عبد العزيز - الشيعة في العراق وإيران: تشابه المذهب وتباين الولاء














المزيد.....

الشيعة في العراق وإيران: تشابه المذهب وتباين الولاء


بشرى عبد الكريم عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 8403 - 2025 / 7 / 14 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال يطرحه الكثير وهو:
لماذا يشعر الشيعي العراقي بالانتماء العاطفي لإيران بينما لا يشعر الإيراني الشيعي بنفس العاطفة تجاه العراقي الشيعي؟
الموضوع ليس بهذه البساطة أبداً ، بل له جذور تاريخية قديمة ، فبالنسبة لشيعة العراق ، الذين هم أصل التشيع ، وليس كما يتوهم البعض – لأسباب طائفية – من أن مصدر التشيع هو صفوي ، ويخلط ما بين الفرس والصفويين ، وهو لا يعلم ومصر على أن لا يعلم أن الصفويين تركمان وليسوا فُرس ، والتشيّع في العراق يعود إلى البدايات الأولى للإسلام ، حيث كان العراق مركزًا للتشيع منذ زمن الإمام علي (عليه السلام) ، واتخذ طابعاً شعبيا ، وثقافيا ، عميقا ، تحول على مر الزمن الى هوية تمثل منطقة الفرات الأوسط وجنوب العراق ، الذين يشكلون غالبية الشيعة في العراق. وقد عاش شيعة العراق قرونا طويلة من الظلم السياسي ، والتهميش الطائفي ، مع بداية بعد اغتيال الامام علي (عليه اسلام) واستشهاده ، بتحريض من معاوية بن ابي سفيان لأسباب سياسية والتي أطرها باطار ديني ، هذا الاضطهاد الذي تعاظم بعد واقعة الطف ، باستشهاد الامام الحسين بن الامام علي بن ابي طالب (عليهما السلام) وأهل بيته في كربلاء من قبل الامويين ، ومن ثم جاء العباسيين من بعدهم ، فاوجعوا الشيعة واوغلوا في التنكيل بهم ، ولأسباب سياسية ، وصولا الى العثمانيين ، الذين كانوا يعتبرون شيعة العراق امتداد لنفوذ الصفويين (التُرك) الشيعة ، ثم وصل التهميش ، والتنكيل ذروته أيام نظام "البعث" .
وبالرجوع الى تشيّع الإيرانيين ، فان قرارالتشيّع كان سلطوياً ، لا شعبياً ، فإيران كانت سنية شافعية حتى القرن السادس عشر، حين جاء الشاه إسماعيل الصفوي (1501م) وفرض التشيّع بالقوة على الشعب الفارسي ، والكثير من الفرس لم يتحولوا عن اقتناع ديني أو روحي ، بل بسبب سياسة الدولة الصفوية التي أرادت خلق هوية مذهبية سياسية موحدة لتوحيد القبائل التي تسكن بلاد فارس بمساحتها الشاسعة ، و لهذا السبب فان العمق العاطفي للتشيع في إيران أضعف مقارنةً بالعراق . فهو أقرب إلى هوية مؤسساتية رسمية منه إلى عقيدة مجتمعية متجذّرة. ولهذا السبب أيضًا، فان كثير من الإيرانيين اليوم يرون في التشيّع رمزًا رسميًا للنظام ، وليس جزءًا من معاناتهم أو تاريخهم الشخصي (كما في العراق) ، ومع ذلك فان شريحة واسعة من الشعب الإيراني تعتبر الهوية الشيعية هوية يُعتد بها ، ولكنها لا تعلوا على الهوية القومية (تحديدا الإيرانيون الفرس). من هنا نستطيع القول هو أن التشيّع في إيران هو مشروع دولة ، لا تجربة معاناة شعبية ، بخلاف التشيّع العراقي المتجذّر في الأرض والهوية والانتماء التاريخي.
اما لماذا ينحاز العراقي الشيعي عاطفياً باتجاه ايران ، ولا يقابله الإيراني الشيعي بنفس العاطفة ؟ فالجواب هو ان شيعة العراق، وخصوصًا بعد سقوط نظام صدام حسين عام (2003) ، وجدوا في إيران دولة شيعية قوية تمثل لهم سندًا في وجه تهميش طويل كان يعيشه الشيعة في العراق ، بالإضافة الى ذلك فان إيران دعمت القوى الشيعية (ذات الاجنحة العسكرية) – والذين أتت بهم أمريكا- سياسيًا وعسكريًا بعد التغيير ، مما ولّد نوعًا من الامتنان أو الولاء السياسي لدى بعض الشرائح ، كما انهم يرون في إيران حليفًا استراتيجيًا ضد أمريكا والسنة المتطرفين (د اع ش مثلاً) ، على الرغم من ان ايران تتعامل مع شيعة العراق كأداة سياسية وأمنية أكثر من كونها علاقة عاطفية أو دينية متبادلة ، أما على مستوى المواطن الإيراني العادي فانه يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية ، ولا يرى في دعم العراق مصلحة مباشرة له ، كما ان الإيرانيون قوميون جدًا ، والهوية القومية (الفارسية) لديهم أحيانًا تطغى على الهوية الدينية ، ولنضف على ذلك ان بعض الإيرانيين (وليس كلهم) ينظرون إلى العرب عموماً ، بمن فيهم العرب الشيعة ، بنظرة فوقية ، ناتجة من تراكمات تاريخية وثقافية.
بعض العراقيين الشيعة يعيشون نوعاً من الازدواج بين الهوية الوطنية والدينية ، فهم وطنيون عراقيون لكن في نفس الوقت يعتبرون إيران مصدر إلهام روحي وسياسي ، وهو ما يشعر به غالبية الطبقة الشيعية المثقفة في العراق.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- احتفال ينتهي بذعر وهروب للنجاة.. إطلاق نار يحوّل لم شمل سنوي ...
- أكبر رئيس في العالم يسعى لولاية ثامنة
- شباب مبدعون.. مهارات وابتكارات ذكية بأيد شبان في عدد من دول ...
- احتفالات فرنسا بالعيد الوطني تبرز -جاهزية- الجيش لمواجهة الت ...
- فرنسا.. أي استراتيجية دفاعية لمواجهة التهديدات الأمنية المتف ...
- أعداد القتلى إلى ارتفاع في اشتباكات متواصلة.. ما الذي يحدث ف ...
- زيلينسكي يستقبل مبعوث ترامب على وقع هجمات متبادلة بين روسيا ...
- زيلينسكي يقترح النائبة الأولى لرئيس الوزراء لقيادة الحكومة ا ...
- أكسيوس: إدارة ترامب تلاحق موظفي الاستخبارات باختبارات كشف ال ...
- الأحزاب الحريدية تعتزم الاستقالة من حكومة نتنياهو


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشرى عبد الكريم عبد العزيز - الشيعة في العراق وإيران: تشابه المذهب وتباين الولاء