أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد البطاينه - النكبة الثالثة: حين يصبح التهجير مشروعًا معلنًا














المزيد.....

النكبة الثالثة: حين يصبح التهجير مشروعًا معلنًا


جهاد البطاينه

الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 08:35
المحور: القضية الفلسطينية
    


قد لا يكون هذا السؤال مجرد افتراض بعيد أو تحذير نظري بل احتمال واقعي يتسلل بصمت إلى أروقة السياسة الإسرائيلية وبين أصوات التطرف التي لم تعد تخجل من إعلان نواياها الواضحة لطرد الفلسطينيين من أرضهم ومن كل ما تبقى من فلسطين التاريخية لقد اقترب اليوم الذي ربما نستفيق فيه على قرار رسمي بترحيل أهل الضفة وغزة ليس كرد فعل على عملية ولا كحل أمني مؤقت بل كمرحلة نهائية من مشروع قديم يراد له أن يكتمل الآن هو مشروع تفريغ الأرض وإنهاء الوجود الفلسطيني وتثبيت ما يسمى يهودية الدولة إلى الأبد.

الحديث لم يعد ضربا بالخيال او جنونًا بل صار يهمس به بعض قادة إسرائيل ويدرس بهدوء من خلف الكواليس وما بين توسع الاستيطان واغتيال الحياة السياسية في الضفة وتدمير غزة المتكرر ما عاد السؤال هل ستقوم إسرائيل بالتهجير بل صار السؤال الحقيقي متى ستبدأ وكيف سيكون المشهد.

التهجير الجديد لن يكون شبيه بما حدث في نكبة عام 48 بتلك الطريقة الصادمة بل قد يأتي على مراحل قد يبدأ بالخنق المعيشي وتعطيل المؤسسات والتجويع وإطلاق يد المستوطنين للعربدة والتنكيل ثم يأتي الحديث عن ممرات إنسانية وعن الحاجة إلى إخلاء مؤقت حفاظًا على الأمن وقد تبدأ القصة من غزة التي تعتبرها إسرائيل تمردًا مزمنًا ثم تمتد إلى الضفة وتحديدًا المناطق المصنفة تحت السيطرة الأمنية الكاملة لإسرائيل.

في هذا السيناريو لا نتحدث فقط عن نكسة سياسية بل عن مأساة إنسانية شاملة ملايين الفلسطينيين سيجدون أنفسهم مرة أخرى بلا مأوى ولا دولة ولا هوية سيفقدون بيوتهم وأرضهم والزيتون والدحنون وربما أسماءهم ستُغلق الأبواب في وجوههم لأن العالم لم يعد يريد لاجئين آخرين حتى وإن كانوا أصحاب الأرض.

لكن ماذا عن الذين وعدونا ذات زمن أن النكبة لن تتكرر وعن الذين قالوا تكلكوش أسبوعين وراجعين ما الذي سيحدث فعلًا في لحظة كهذه نعرف الجواب جيدًا ستُعقد القمم الطارئة وتُلقى الخطب وتُرفع اللافتات ثم يعود كل شيء كما كان.

الأردن سيشعر بالخطر الوجودي فقدوم مئات الآلاف من الضفة يهدد تركيبته ويستهلك طاقته ويجهض حلمه الذي يطالب به بالمحافل الدولية منذ أعوام وهو قيام دولة فلسطينية كاملة المعالم وذات سيادة وهو ماعرض الاردن لدفع الكثير بسبب مواقفه المتمسكة بقيام دولة فلسطينية،مصر لن تفتح غزة على سيناء فالجميع يعرف أن ذلك سيكون نهاية القضية الفلسطينية ولبنان الغارق بأزماته سيقفل حدوده تمامًا.

أمريكا ستبارك القرار تحت مسمى الحل الأمني الضروري ستقول إنه إجراء لحماية المدنيين وإن إسرائيل مضطرة وسترسل الدعم والسلاح وتطلب من الطرفين التهدئة المجتمع الدولي سيُعرب عن قلقه المعتاد وسيصدر بياناته الضعيفة أوروبا ستحذر وتستنكر لكنها لن تتحرك روسيا والصين ستنظران من بعيد ولن يتحركا إلا إذا اقتربت النار من مصالحهما أما الأمم المتحدة فستعقد جلسة طارئة تتلو بيانًا آخر وتبكي قليلًا ثم تسكت.

حينها سنكون أمام نكبة ثالثة أخطر من كل ما سبق تهجير بلا أفق ومخيمات بلا خيام وشتات بلا صوت وستُفتح دفاتر الذاكرة من جديد ليتحدث الأجداد الذين طردوا ذات يوم لأحفادهم الذين يُطردون اليوم وستُورث المفاتيح من جديد ومعها الغصة والوجع.

ولكن هل نحتاج فعلًا إلى سيناريو افتراضي لنعرف أن النكبة لم تتوقف أصلًا اكثر من سبعون عامًا مرت والمنكوب تزوج منكوبة وأنجب منكوبين جدد يحملون ذات المفتاح الذي قيل عنه أيام اللجوء الأول تكلكوش أسبوعين زمن وراجعين ولا زالوا ينتظرون.

ترامب في ولايته الأولى اعترف بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل وحينها أصدر العالم بيانات الشجب ذاتها ثم عادت إلى مقاعدها المقاومة أصبحت مجرّمة بالسياسة الدولية والراتب أهم من البندقية في السلطة الفلسطينية، وغزة تحت الحصار تحترق والضفة تختنق والشيخ جراح يُطرد فماذا كنا ولا زلنا ننتظر.

فلسطين ليست قضية فقط بل معيار للكرامة من يتخلى عنها تخلى عن نفسه من يصمت على الظلم فيها صمت على ظلم روحه من ينسى من نُكّبوا سيُنكب ذات يوم.

ولأننا نعلم أن لا أحد سيأتي ولأن الشعوب أنهكت وتعبت من الكذب ولأننا رأينا كل شيء يسقط إلا حجارة طفل وصرخة أم ويد شاب تقبض على فكرة فإن الأمل الحقيقي لا يأتي من القمم ولا من وزراء الخارجية ولا من قرارات مجلس الأمن.

يأتي الأمل من بقي واقفًا وحده في الأزقة وتحت الأنقاض من ما زال يحمل المفتاح لا ليفتح بيتًا بل ليفتح ذاكرة شعب وأرض لن تموت.

لذلك لا تنتظروا مؤتمرات ولا استنكار ولا حتى تهدئة تطلبوها من الجلاد لا تنتظروا إلا أنتم أن تعودوا إلى المعادلة التي كنا نعرفها منذ البداية حجر وكلمة وكرامة والباقي مجرد ضجيج من سراب.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زيلينسكي يعلن عن ترشيحات لـ-أكبر تعديل وزاري- تشهده أوكرانيا ...
- ترامب يوضح آخر التطورات بشأن -مفاوضات غزة-
- بعد معركة طويلة.. والدة الناشط علاء عبد الفتاح تنهي إضرابها ...
- إسبانيا تفكك شبكة دولية لتهريب المخدرات بين مدريد وأنقرة
- نشطاء: الدعم السريع قتل حوالي 300 بشمال كردفان منذ السبت
- جيش لبنان يعلن تفكيك أحد أضخم معامل الكبتاغون قرب حدود سوريا ...
- 9 قتلى وعشرات المصابين بحريق مركز رعاية مسنين في أميركا
- مليشيا -الشفتة- الإثيوبية تهاجم وتنهب 3 قرى سودانية حدودية
- خبير عسكري: المقاومة أجبرت الاحتلال على التحول من الهجوم للد ...
- بين -المهمة المستحيلة- و-فورمولا 1?.. توم كروز وبراد بيت في ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد البطاينه - النكبة الثالثة: حين يصبح التهجير مشروعًا معلنًا