آرام كربيت
الحوار المتمدن-العدد: 8401 - 2025 / 7 / 12 - 02:51
المحور:
قضايا ثقافية
منقول
كنت في السابعة عشر من عمري ، وفي فرصة سانحة زارني خمسة من أصدقائي الأذكياء والمجتهدين فعلاً زملاء الصف الثاني الثانوي العلمي ، حينها كنّا نستأجر بيتنا الرابع في الرقة المدينة الوادعة وفي شارع المعتز …!
وبعد حديث طويل قلت لهم ليس من المعقول من الإله أن يتحدّى عباده في كتابه والإتيان بمثله …!
فتصوروا أن رسولاً يكتب باللغة الصينية أو نبيّاً من اليابان أو من استراليا يتحدّى البشر أجمعين إن كانوا في ريب أن يأتوا بمثل ما أتى به من السور والآيات …!
وفي كل الأحوال أنا ألّفت كتاباً مشابهاً …!
نظروا إلى بعضهم ثم إليّ وهم مذهولين ، وقالوا كيف هات أتحفنا …!
تناولت دفتراً كنت أسجل فيه بعض الملاحظات عن قراءاتي وصرت أقرأ لهم بعض الآيات …!
( إن رحمة الله قريب من المحسنين …) فقاطعني أحدهم ضاحكاً مستهزئاً وقال : هذا لأنك أرمني ، يجب أن تقول قريبة …!
ثم قرأت ( … اليهود والنصارى والصابئون ….) فقاطعني أحدهم قائلاً : وأنت الصادق والصابئين …!
( هذان خصمان اختصموا في ربهم ….) فقاطعني صديق آخر قائلاً : خصمان اختصما …!
( وخضتم كالذي خاضوا ….) وخضتم كالذين خاضوا …!
( لا ينال عهدي الظالمين ….) فصحّح لي صديق آخر قائلاً : الظالمون لأنها فاعل ….!
عندما فرغت من القراءة أخذوا يستهزؤون بي ويضحكون ملئ أفواههم …!
وبعد أن توقفوا عن الضحك والاستهزاء قلت لهم هذه كانت مجرّد مزحة معكم فالآيات التي قرأتها لكم هي حرفياً ، من هذا الكتاب بالذات ، من الذكر الحكيم الذي كتبه ربّ العالمين حين كان يجلس على عرشه ، ومن قبل أن يخلق هذا العالم ….!
خيّم الصمت على وجوه أصدقائي ، وانقلب الصخب والهرج وبشكل مباشر إلى السكوت والغضب والوجوم …!
ولا أدري لماذا خرجوا من البيت بكل تلك السرعة ، ولم يعودوا لزيارتي ثانيةً ….!
يبدو لي الآن بأن الخلاف مع من لا يحترمون الاختلاف ولا يستوعبون الرأي الآخر المخالف لهم يفسد في الود ويعكّر صفو الصداقة …!!.
#آرام_كربيت (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟