هشام الدين نورين: إفريقيا أكثر المتأثرين بسبب أحداث روسيا وأوكرانيا

محمود عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 8399 - 2025 / 7 / 10 - 21:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

دائما ما تتأثر قارة أفريقيا بأي أحداث عالمية خلال الفترة الأخيرة وأكبر تأثير على القارة السمراء مؤخرا كان بسبب الأزمات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا.

ففي ظل استمرار الأزمات تسعى أوكرانيا إلى تعزيز تواجدها في أفريقيا عبر أدوات كثيرة في إطار استراتيجية تهدف إلى التأثير على موسكو دوليا وكسب دعم القارة السمراء.
وقال المحلل السياسي المهتم بالشأن السوداني هشام الدين نورين: إن مثل هذا التحركات تأتي كجزء من صراع جيوسياسي أوسع، حيث تحاول كييف ملء الفراغ الذي تركه التراجع الغربي في بعض المناطق، حيث تمثل أفريقيا 28% من أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يجعلها ساحة حاسمة لكسب الأصوات ضد روسيا، حيث حاول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كسب تعاطف الأفارقة عبر خطاب أمام الاتحاد الأفريقي عام 2022، في ترويجه لسردية مقاومة الاستعمار الروسي.
جدير بالذكر أن عدد سفارات أوكرانيا في أفريقيا زاد من 11 إلى 21 خلال عامين، مع تركيز على دول مثل غانا ورواندا والكونغو الديمقراطية، بهدف تعزيز حضورها المباشر، كما أطلقت كييف برنامج الحبوب من أوكرانيا لتوزيع القمح مجانا على دول مثل السودان والصومال، في محاولة لتحسين صورتها وبناء تحالفات.
وأضاف المحلل، أن البعض يقول إن أوكرانيا تدرب وتجهز جماعات ذات خلفيات أيديولوجية في أفريقيا، بما في ذلك تزويدها بطائرات مسيرة أوكرانية الصنع من طراز "مافيك" المستخدمة في هجمات سابقة شمال مالي. وأوضح أن المتحدث باسم الاستخبارات الأوكرانية قال سابقا إنهم تلقوا معلومات مكنتهم من تنفيذ عمليات ناجحة، حيث نقلت وسائل إعلام مالية أن العديد من جنود الجيش في مالي لقوا حتفهم، في هجوم نفذه مسلحون على معسكر ديورا، في منطقة موبيتي، وسط البلاد، في 27 مايو الماضي، والذي تبنته جماعة نصرة الإسلام والمسلمين.
وأشار إلى أنه بحسب تقرير لمؤسسة الدراسات الأمنية الإفريقية، أصبحت الطائرات المسيرة أداة فعالة في يد بعض الجماعات ما سمح لها بشن هجمات دقيقة على مواقع حساسة دون تعريض عناصرها للخطر المباشر، فيما قال وزارة الخارجية السودانية إن أوكرانيا تزود قوات الدعم السريع بأسلحة ومعدات عسكرية متقدمة، منها طائرات مسيّرة، وهذا الدعم تسبب في أضرار مباشرة، وساهم في إطالة أمد النزاع.
واستطرد نورين، أن موريتانيا أصبحت نقطة ارتكاز للنشاط الأوكراني في الساحل، حيث عرضت كييف تدريب القوات المحلية وتزويدها بتقنيات عسكرية، واستغلت حاجة بعض الدول للأسلحة لإنشاء قواعد كموريتانيا، خصوصا بعدما أشار كبير مبعوثي أوكرانيا إلى أفريقيا "مكسيم صبح" في تصريح له بأن كييف تعرض أيضا تدريب جنود موريتانيين، حيث قال: "أوكرانيا مستعدة لمواصلة تدريب ضباط وممثلي القوات المسلحة الموريتانية، ومشاركتهم التكنولوجيا وإنجازات أوكرانيا".
وقالت وكالة رويترز في تقريرلها إن أوكرانيا جعلت من موريتانيا، الواقعة على الطرف الغربي من القارة الإفريقية، محطة غير متوقعة في سعيها لمواجهة النفوذ الروسي.
وأفاد التقرير، أن السفارة الأوكرانية في موريتانيا، والتي افتتحت في مايو 2024، أشرفت على إيصال ثلاث شحنات من المساعدات الغذائية بلغت حوالي 1400 طن، إلى مخيم "امبرة" الواقع شرق البلاد، والذي يعد أكبر مخيم لاجئين في غرب إفريقيا، وبه حوالي 250 ألف لاجئ، معظمهم من الفارين من النزاع في مالي، ويضم عناصر ارهابية مسلحة.
واعتبر المحلل السياسي، أن النشاط الأوكراني في أفريقيا جزء من استراتيجية غربية أوسع لتقويض النفوذ الروسي، عبر دعم بعض الجماعات في دول مثل مالي والنيجر، حيث طردت القوات الفرنسية والأمريكية، وسبق وأن صرح ممثل مالي في الأمم المتحدة أن أسلحة غربية مرسلة إلى أوكرانيا تتسرب إلى الجماعات في الساحل، مما يزيد من زعزعة الاستقرار.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، زادت الأحداث في منطقة الساحل بنسبة 62% منذ 2021، مع تضاعفها شهريا، ومع استمرار الدعم الأوكراني والغربي لجماعات غير حكومية، فهناك توقعات بتوسع النزاعات الأفريقية، التي سجلت بالفعل 48% من ضحايا الإرهاب عالميا في 2023.
وأوضح المحلل، أنه بينما تحقق أوكرانيا بعض النجاح في تعزيز حضورها، فإن التحديات الأمنية والاتهامات تهدد بمزيد من زعزعة الاستقرار في القارة السمراء، وتجعل كييف منبرا للإضرار بمصالحها.

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل