أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى العيساوي - الحق في الخطأ














المزيد.....

الحق في الخطأ


مصطفى العيساوي

الحوار المتمدن-العدد: 8398 - 2025 / 7 / 9 - 19:20
المحور: حقوق الانسان
    


الخطأ طبيعة بشرية يتصف بها البشر، ولأنها طبيعة البشر؛ فقد كان العفو والغفران من الله مُتاحاً بل وأسماء حسنى من أسمائه المقدسة وروي عن نبينا الأكرم )ﷺ) قال: “إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه(
بيد ان الثقافة في مجتمعاتنا صادرت الخطأ من الإنسان منذ بواكير عمره، ولا يقصد بالخطأ بمفهومه الواسع وهو الإتيان بأفعال إجرامية أو غيرها التي تتعدى على حقوق البشر في الحياة، إنما الخطأ الذي يعتبر المحاولة الحتمية للنجاح للوصول إلى افتراض ما يعتقد أنه هو الصحيح حتى يثبت أنه غير ذلك، ولبيان المفهوم الدقيق "للحق في الخطأ" نتناول في هذا المقام معناه اللغوي الاصطلاحي الشطر الاول وموضعه من القانون المدني العراقي في الشطر الثاني.
اولاً: مفهوم الحق في الخطأ لغةً واصطلاحاً
الحق في اللغة: هو الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، والحق مصدر ( حق الشيء ) يحق ويحق بكسر المهملة والحق ضد الباطل والأمر المقضي والعدل والإسلام والمال والملك والموجود والثابت والصدق والموت والحزم، وجمع الحق حقوق وحقاق. وفي الاصطلاح: عُرِفَ بتعريفات عديدة فمنهم من عرفه بترجيح المصلحة بأنه "مصلحة محمية تسهر على تحقيقها والذود عنها قدرة إرادية" ومنهم من عرفه بترجيح الإرادة بأنه " قدرة إرادية أُعطيت لشخص على سبيل تحقيق مصلحة" ومنهم من استبعد فكرة المصلحة والارادة وأتى بفكرة الاستئثار المعبرة عن التملك وأحاط بعناصر الحق وعُرِفَ بأنه " الحق استئثار بقيمة معينة يمنحه القانون لشخص ويحمية"
أما الخَطَأُ في اللغة يعني: العدولُ عن جِهةِ الصَّوابِ، يقال: أَخطَأَ يُخطِئُ: إذَا سَلَك سَبيلَ الخَطَإِ عَمْدًا أو سَهْوًا، وأصلُ (خطأ): يَدُلُّ على تَعَدِّي الشَّيءِ، والذَّهابِ عنه . وفي الاصطلاح: هو أن يقصد الشخص بفعله شيئاً فيصادف فعله غير ما قصده او هو ما ليس للإنسان فيه قصد مثال ذلك (يظن شخصاً أن الحق في جهته، فيصادف غير ذلك).
ويعرف الحق في الخطأ بأنه: "حق الإنسان في أن يُخطئ دون أن يتعرّض للعقاب أو الانتقاص من كرامته، ما دام خطؤه لا يُسبب ضررًا جسيماً للغير أو لا يُشكّل خرقًا واضحًا للقانون".

ثانياً: موضع الحق في الخطأ في القانون المدني العراقي
يلتبس على الكثير خلطاً شائعاً بين "الحق في الخطأ والمسؤولية عن الخطأ"إذ لكلّ منهما مفاهيم وأحكام لها أسانيدها من القانون.
فالمسؤولية عن الخطأ هو مبدأ قانوني مكرّس في القانون المدني العراقي قوامه عدم الإضرار بالغير، حيث تنص المادة (204)من القانون المدني العراقي رقم ٤٠ لسنة ١٩٥١ على " كل تعد يصيب الغير باي ضرر…يستوجب التعويض"
ليخرج من نطاق النص السالف ذكره الخطأ الذي لا يترتب عليه ضرراً، بقدر ما يُحرك العقل على التفكير من أجل تلمُّس السبل الصحيحة للوصول إلى الحقيقة، ويجد ذلك سنده في أحكام العقد بموجب المادة
(١١٨/ ٣)من القانون المدني العراقي التي نصت على "…اذا وقع غلط في امور تبيح نزاهة المعاملات للمتعاقد الذي يتمسك بالغلط ان يعتبرها عناصر ضرورية للتعاقد".
حيث ان الحقُّ في الخطأ من ركائز الحق في الاختلاف، والحقُ في الاختلاف ركيزةٌ أساسيةٌ تنعكس على المجتمع، وان الإنسانُ كائنٌ يصيب ويخطئ، والخطأ طريقُ التطور والتكامل؛ لأن كلُّ مَنْ يفكر يخطئ، ومَنْ لا يفكر لا يخطئ، وسلب هذا الحقَّ من الإنسان يتحول المجتمعُ إلى كائناتٍ متماثلةٍ متطابقةٍ، تفتقرُ إلى ملامحها الشخصية المتنوّعة والمختلفة، وتختفي صورةُ الفرد في المجتمع، ويصير الناسُ كأنهم روبوتاتٌ متشابهة، وهذا ما تتأسّس عليه وتفعله وترسخه كلُّ الأنظمة الشمولية المستبدّة.
صفوة القول: أن الخطأ هو وسيلة الصواب ، وأن الإنسانُ لا يتحررُ من الخطأ غالبًا إلا بعد وقوعه فيه، وإدراكه له،ومَنْ يمتلكُ شجاعةَ الاعتراف بهِ وتقبله يمتلكُ القدرةَ على تغيير ذاته.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السنغال أطلال الاستغلال
- إسرائيل تطالب الأمم المتحدة بإلغاء لجنة حقوق الإنسان بالأراض ...
- جورجيا.. اعتقال شخصين حاولا بيع -يورانيوم- لأغراض عسكرية
- لا للعنصرية ضد المهاجرين/ات بالمغرب وإسبانيا
- ضمن نهج استهداف دور العبادة .. قصف الاحتلال كنيسة دير اللاتي ...
- بن غفير يتفاخر بتجويع الأسرى الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية ...
- دعوة اليونيسف لمتابعة انتهاك حقوق الطفل خلال عدوان الكيان ال ...
- حماس: المجاعة في قطاع غزة بلغت مستويات خطيرة
- رايتس ووتش: تعليق اليونان حق اللجوء ينتهك الحقوق ويعرّض الأر ...
- جيل يُمحى قبل أن يولد: الاحتلال الإسرائيلي يواصل تنفيذ إبادة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مصطفى العيساوي - الحق في الخطأ