أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد ع محمد - كُنه المرصود














المزيد.....

كُنه المرصود


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 20:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"تنكشف الأخلاق في ساعة الشدة"
أندريه موروا
غالباً ما يحتاج المَعني بفهم ظاهرة ما والإلمام بمعظم جوانبها إلى التحرك الفعلي من المكان وصرف الطاقة اللازمة لاقتطاع الزمان، إضافةً إلى هنيهات من إمعان النظر في الموضوع أو الشيء المراد بلوغ ناصيته، إلاَّ أن الإلمام بصميم صاحب ردات الفعل السريعة قد لا يحتاج إلى الدراسات المتعمقة، ولا يلزم الأمر العودة لتاريخ تلك الشخصية، ولا إلى البحث في أرضية الطفولة غير المتحركة لديه بتعبير غاستون باشلار، ولا حتى الاجتهاد العظيم من أجل التجول في دهاليز التخمينات المتعلقة به، ولا إلى الاستعانة بتعريفات بيير داكو ولا إلى آليات فرويد النفسية، ولا إلى خوض المغامرات معاً أو العيش في أجواء الكارثة سويةً، باعتبار أن مجمل هذه الشروط قد لا يكون التوصل إلى نتائجها بعد خوض التجربة المشتركة في متناول كل شخص، بل وثمة شروط وآليات هي من الصعوبة بمكان تحقيقها على أرض الواقع حين الطلب، بما أن بعض الوقائع الكبرى لا نقدر على صناعة ولو حتى الصور المصغرة عنها، وذلك بكونها تمّت أو تشكلت أو حدثت رغماً عنا وليس لنا أيَّ دور في مسارها، ولكننا بالمصادفة عشنا ظروفها.
بينما يكفي لمعرفة كُنه أشخاص معينين أن ندخل مع المرءِ تجربةً شخصية أو جماعية صغيرة جداً ليكشف لنا الكائن المرصود ما يخبئه، وما يفكر به، وما الذي يُشغله، وكيف يقارب المواضيع، ومتى يكشف أوراقه من دون الحاجة إلى الاستعانة بالحواجز والسيطرات أو إدخاله إلى حقل التجربة المباشرة أو الدخول معه في فضاء الامتحان، إنما يكفي أن تتعارض المنافع الشخصية بينكما أو تقوده إلى ساحة الهيجان حيال موضوعٍ يتعلق بنرجسيته فتعرف وقتها: كم أنت مدين لمفاهيم مثل المصلحة، الغضب، الاختلاف والحسد بكونها تختصر الطريق أمامك وتوفر لك الجهد والزمن.
عموماً ليس يسيراً للواحد منا بأن يضع شخصاً محدداً وقت الضرورة في المختبر الاجتماعي وعلى المحك حتى يتعرف إلى الطبقات الجوفية لديه كما هي بدون قشور أو اكسسوارات، بالمقابل هنالك قطاع كبير جداً من أبناء مجتمعاتنا لا يحتاج المرء معهم إلى الكثير من الأساليب والأدوات لكشف بنيانهم، إنما يكفي تبيان الاختلاف معهم في موضوع قومي أو ديني أو مذهبي حتى ترى الوجه الذي انتظرت رؤيته طويلاً وهو بكامل دمامته، أو وضعهم في السلطة بعض الوقت مع كل الامتيازات المرافقة للموقع، وقتها سيكشفون عن مكنوناتهم كما هي لا كما يريد واحدهم أن يُقدم نفسه ولا كما يرسم الغير صورته.
وعلى سبيل المثال فالمخطئ المتعجرف الذي يُكابر ولا يقبل الاعتذار ولا يرضى بأن يقر بغلطه ولا يتراجع عما صدر عنه، فلا يحتاج المرء لمعرفته إلى اللجوء لأيَّة آلية للتوصل إلى مربط شخصيته، بكونه أشبه بالطاغية الذي يرتكب جرماً صغيراً ولكنه بدل تصحيح المسار بعد مراجعة الذات ونقدها على ما بدر منها في السابق، ينتقل من الخطيئة الصغيرة والعادية جداً إلى المثالب الكبرى، وعوض التخلص من تبعات الجريمة الواحدة ينتقل إلى رحاب المجزرة.
أخيراً، باعتبار أن الكلام عن الحرية والديمقراطية والإنسانية متاح للجميع، لذا فحتى أكثر الناس قدرةً على القمع وممارسةً للاستبداد والإجرام قادر على أن يتلحف بتلك اليافطات القيمية، وبما أن التسلق أو العربشة على شجرة الثقافة والفن والأدب مشاعة ومتاحة أمام الكل ليتزيا أو يتبجح بها، وبما أن الجميع غدوا يلبسون نفس الهندام ويتداولون نفس العبارات في الأماكن العامة، لذا فلكي يميز المرء بين من هو حقيقةً يتمثل تلك العبارات التي يطلقها ويمارسها على أرض الواقع، وبين من يستخدمها كقناع أو كأدات للوصول إلى غايات وقتية، وحتى يقدر الواحد أن يفرق بين الثابت والطارئ، بين الحقيقي والمزيف، تبقى أفضل وأسرع طريقة لمعرفة جوهر الشخص وطريقة تفكيره وبنيته القيمية هي التعرض لمصالحه الشخصية أو إغضابه.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في شُكر اللصوص
- ظمأ الاعتراض
- في الإشادة بكوردستان ماجيك
- الآسِن المسنود ماضياً وحاضراً
- في قبضة الذئاب
- كمشة مفارقاتٍ سورية
- هل يأخذ عبدي بكلام البارزاني؟
- حفنة من كشكول المجريات
- عفرين لدى الإدارة الجديدة
- أيكون الشرع مانديلا سوريا؟
- الإرهاب المحبَّب والمكروه
- ما تبقى من سورية
- حذاقة الهيئة واستهتار الحُماة
- لو كان الداعي صادقاً
- في مديح العدو
- تفعيل ما تبقى من الطائف
- حياة الأوادم في الشمال
- التوافق على النكوص
- لأجل هذا خرجنا
- الامتثال لأوامر المعتدي


المزيد.....




- شاهد كيف تدفقت مياه فيضانات إلى مقصورة مترو بنيويورك بعد أمط ...
- إسرائيل توسّع نفوذها في السويداء بدعوى-حماية الدروز-
- تقرير: تدمير الأراضي الرطبة يهدد العالم بخسائر تفوق 39 تريلي ...
- 5 أسئلة لفهم سبب الاشتباكات في السويداء
- الجزائر: البرلمان يناقش تعديل قانون مكافحة تبييض الأموال وتم ...
- شاهد.. أرسنال يخطف هدف الهلال السعودي ووست هام يضم موهبة سنغ ...
- 30 شهيدا في غزة وأزمة الوقود تهدد المستشفيات المتبقية
- كينيا تسهل تأشيرات الدخول لمعظم الدول الأفريقية والكاريبية
- كاميرا الجزيرة ترصد آثار اعتداءات المستوطنين على الممتلكات ا ...
- -ميتا- تطارد لصوص المحتوى في منصاتها


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ماجد ع محمد - كُنه المرصود