هالة محمود محمد
الحوار المتمدن-العدد: 8396 - 2025 / 7 / 7 - 09:36
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
منذ الإطاحةِ بنظامِ الأسدِ في سوريا، واعتلاءِ ميليشياتٍ غيرِ مدرَّبةٍ على الحكمِ بقيادةِ أحمد الشرع، أو الجولاني كما يُعرَفُ، ركَّزتِ الإدارةُ الجديدةُ عمدًا على تمريرِ خطابٍ طائفيٍّ بالغِ الخطورةِ في منطقةٍ يشتدُّ فيها الصراعُ يومًا بعد يومٍ. وقد صدَّرت نفسَها بوصفِها امتدادًا للخلافةِ الأمويةِ والمنقذَ لسنَّةِ سوريا، تاركةً وراءها ملفاتٍ شديدةَ الأهميةِ والتعقيدِ تمسُّ حياةَ المواطنِ السوريِّ المتعطشِ للأمانِ والحياةِ.
وسواءٌ كانت تلك الصورةُ تُنفَّذُ كأجندةٍ كُتِبَتْ لهم من قِبَلِ أطرافٍ خارجيةٍ، أو من تنظيماتٍ دعمت الشرعَ وتبتغي تأجيجَ الصراعِ الطائفيِّ لضمانِ بقائها، يبقى السؤالُ قائمًا: هل سوريا، صاحبةُ التنوُّعِ والإثنياتِ الأكثرِ تعدُّدًا، بحاجةٍ إلى هذا الخطابِ؟ إن التشرذمَ الذي تعيشهُ سوريا اليومَ يحتاجُ إلى رأبِ الصدعِ لا إلى تعميقِ الشروخِ. فهل الخطابُ القبليُّ واستدعاءُ روحِ خلافةٍ عقيمةٍ أثبتتْ فشلَها إنسانيًّا وحضاريًّا هو ما سيُقدِّمُ سوريا من جديدٍ إلى العالمِ؟
لا أعتقدُ أن الشعبَ السوريَّ في الداخلِ أو الخارجِ سيقبلُ باستبدالِ هويتهِ، وأن يُتركَ زمامُ أمرهِ لتُجَّارٍ جُدُدٍ مجلوبينَ من أصقاعِ الدولِ الآسيويةِ، يُمثِّلونَ مماليكَ جُدُدًا يسطونَ على تاريخِ وثقافةِ قارورةِ ياسمينِ الشامِ. هؤلاءِ المماليكَ يحاولونَ أن يجدوا لأنفسِهم موطئَ قدمٍ بين منازلِ السوريينَ المهجَّرينَ، والأخطرُ أن ديموغرافيةَ سوريا مُهدَّدةٌ باختلاطِ تلك العناصرِ مع إثنياتِ الأمةِ السوريةِ.
إن الراديكاليةَ المتشددةَ التكفيريةَ عادت مرةً أخرى إلى المنطقةِ بفعلِ فاعلٍ، وهذا الفاعلُ، وبعد أن يُحقِّقَ هدفَهُ، سيتخلَّصُ من هذا النظامِ أيضًا. يبقى الأملُ معقودًا على وعيِ مثقَّفي هذا الوطنِ؛ فالحلُّ دائمًا يأتي من... الداخلِ.
#هالة_محمود_محمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟