أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هالة محمود محمد - ليبق الإسلام خارج التجاذبات...














المزيد.....

ليبق الإسلام خارج التجاذبات...


هالة محمود محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 22:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يخطئ من يتصور أن مدنية الدولة وحداثتها تكمن في البعد بها عن مقدساتها وثوابتها وأن معيار التحضر هو مقدار بعدها عن ماضيها بكل ما يحمله من موروثات إيجابية كانت أو سلبية لأن الماضي بكل موروثاته هو ما يشكل تاريخ هذه الأمة، ويرسم شخصيتها ويطبعها بطابعه ووجدانها، وأهم مقدسات الامم وثوابتها هي الأديان السماوية التي تؤمن بها.
ولعل أبرز الامثلة علي مدي تغلغل الاديان في حياة الأمم هو الإسلام بالنسبة لمصر؛ فالإسلام في مصرر ليس فقط موروث مقدس توارثته الأجيال على مر العصور بل امتد ليرسم خطوات التاريخ في مصر، وامتدت آثاره ليصبح أسلوب حياة بالنسبة للمصري سواء كان مسلما أو مسيحيا؛ فالإسلام ليس فقط ديانة لها طقوسها التي يمارسها الفرد داخل دور العبادة، ولكن للإسلام منهج متكامل لبناء الشخصية الانسانية بكل ما يلزمها من جوانب اجتماعية واقتصادية وسلوكية وضع قواعد تعاملاتها داخل محيطها الاقليمي الضيق أو المحيط الأشمل من حولها، وتلك الأطر والقواعد قابلة للتجديد والتطوير عن طريق الاجتهاد وهو الذي أقر به الإسلام كفرع من فروع التشريع الثلاثة؛ القران الكريم والسنة النبوية ثم الاجتهاد؛ فالجمود والثبات ليس من صفات الإسلام، وكذلك عدم التمييز بين أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات تبعا لدياناتهم بل إنه آمن اصحاب الديانات الاخري على عقائدهم ودور عبادتهم، ولم يجبر أحدا على الإيمان به أو اتباعه إيمانا بحرية الفرد.
وقد أتاح الإسلام تقلد غير المسلميين جميع الوظائف ما عدا ذات الولاية كرئاسة البلاد وذلك معمول به في كثير من دول العالم بأن رئيس الدولة لا بد — بنص الدستور — من أن يكون من ديانة وطائفة معينة؛ فالإسلام بصفة عامة يصون الحريات الشخصية ويدعمها، ويحدد الأطر العامة التي تنظم العلاقات بين الأفراد حتي داخل الاسرة الواحدة من معاملات اجتماعية أو اقتصادية.
ولم يكتف الإسلام بالقرآن كمصدر من مصادر التشريع لان الله سبحانه وتعالي أراد الرحمة بعباده يجتهدون في أمور دنياهم؛ لأنه لو كان القران المصدر الوحيد للتشريع لكانت المعاملات التي تستجد داخل المجتمعات كالمعاملات البنكية مثلا لا تجد لها أطر لتحديد التعامل بها داخل القران؛ ففتح باب الاجتهاد تيسيرا على المجتمع الإسلامي. ولكن الاجتهاد لمن؟ هل لكل من هب ودب؟ بالطبع من يرتضي المجتمع باجتهاده له مواصفات اجتمع عليها العامة والخاصة فلا تجوز الفتوى إلا من هو ثقة ودارس لكتاب الله وحامله درس العلوم الفقهية وليس له أية اجندات أو مصالح دنيوية.
مما سبق نفهم أن الإسلام دين ودنيا؛ حياة متكاملة تضمن حياة مثالية لأفرادها، ومن يطالب بتنقية الفكر الإسلامي من أية دعوات تدعو الي الارهاب لهو جاهل لأن الفكر الإسلامي هو الذي أخرج لنا فلاسفة وعلماء هم أساس الحضارة الغربية الآن في وقت كانت أوروبا ترزح فيه تحت دعوات التخلف والتشرذم كان علماء المسلميين وفلاسفتهم يكتبون في كتاب التاريخ البشري أروع وأنصع الصفحات في بغداد ودمشق والأندلس وفي حاضرة العواصم القاهرة، ولا تزال الآثار الخالدة تشهد بروعة الحضارة الإسلامية التي تقف كحضارة خالدة بها جميع مقومات التقظم والرقي.
وتتفوق على جميع الحضارات التي يتشدق بها المؤرخون فالحضارة الإسلامية بفضل البناء المتكامل للاسلام تفوقت في شتي العلوم الانسانية والطبيعية ولم تكن حضارة جافة مادية غير ذات روح بل اكتسبت صيغة انسانية من خلال تفوق ملحوظ في جميع أنواع الفنون، ويشهد على ذلك روعة البناء في العمارة الإسلامية والتي مازالت تبهر العالم فلنول وجهنا شطر القاهرة او إسطنبول أو المغرب أو بغداد أو دمشق أو الاندلس. كذلك كانت الفلسفة الإسلامية والفلاسفة المسلمون هم حملة مشاعل التنوير في عصور تظلام أوروبا بصكوك غفرانها.
ولكن ما تم إلصاقه بالإسلام من تهم باطلة وزائفة لهو صنيعة استعمارية يريدوا بها النفاذ إلى نفس الانسان المسلم ليزرع الشك بدينه ويخلخل ثقته بموروثاته؛ فهدم المجتمعات الإسلامية هي الهدف الذي اجتمع عليخ حلفاء الشر في كل مكان وللأسف وجدوا داخل تلك المجتمعات من يتحالف معهم ويروج لهم أن الإسلام دين تطرف، وهو ما يخالف الواقع، ويشهد على ذلك الماذن التي تعانق الكنائس والمعابد داخل المجتمعات الإسلامية بعكس المجتمعات الغربية التي تضع قيودا شديدة حول بناء دور العبادة لغير ديانة أغلبيتها.
إن المسيحي وجد الوطن المسلم ليحضنه ولا يفرق بينه وبين المسلم ولم تظهر دعاوى الطائفية إلا بدخول الاستعمار إلى الدول العربية كما حدث في لبنان. إن الدول الاستعمارية جملت نفسها وأصبحت لا تدخل الدول غازية عسكريا بل أصبحت تدخل غازية اقتصاديا وثقافيا وهذا أخطر. تلك القوى تستخدم عملاء من داخل المجتمع فتصبح المواجهة بين أبناء المجتمع الواحد، ومن هنا تتفتت المجتمعات وتنهار ذاتيا بدون ان تتكبد تلك الدول اي خسائر او ان تستخدم الحرب بالوكالة وهكذا. إن الثقافة التي أسست لدولة العدالة الاجتماعية والتي نشرت فكرها وتراثها في العالم أجمع عن طريق فلاسفتها وعلماؤها لايشوبها اي شبهة تطرف أو إرهاب.
إن حضارة مناراتها الازهر بكل تاريخه وحاضره لهي قادرة على تصحيح مساراتها التي إن حادت عنها بفعل فاعل يريد النيل منها والقضاء عليها. إنها هجمة ممنهجة وما حدث في العراق وما يحدث في سوريا لهو خير دليل على تلك الهجمة التي يخوضها بالوكالة عملاء للدول الاستعمارية وكذلك الهجوم الشرس الذي يتعرض له الازهر الشريف في معقل وجوده بمصر لدليل آخر على مدى تغلغل أصحاب الأجندات والعملاء في مجتمعنا المصري. إن الازهر الشريف يمثل آخر ذراع للقوة الناعمة المصرية يراد لها ان تشوَّه حتي تفقد مصر قوتها الناعمة بعد أن فقدت خصوصية ثقافتها وكذلك ثقلها الإقليمي بفعل فاعل ولكن ارادة الله عز وجل وأبناء الازهر المخلصين لقادرون على التصدي لتلك الهجمة والمجد كل المجد لشرفاء الوطن.



#هالة_محمود_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمعني
- لا تبكِ يا جيفارا


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هالة محمود محمد - ليبق الإسلام خارج التجاذبات...