أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منى نوال حلمى - صناعة مصرية وطنية عالية الجودة














المزيد.....

صناعة مصرية وطنية عالية الجودة


منى نوال حلمى

الحوار المتمدن-العدد: 8395 - 2025 / 7 / 6 - 22:21
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


----------------
صناعة مصرية عالية الجودة
========================
أحقا مرت اثنتا عشر سنة ، على معجزة من معجزات الشعب المصرى ؟.
لولا هذه المعجزة ، لأصبحنا اليوم بلا وطن ، وصاحب الحكم يبيع ويشترى فى الرجال ، والنساء شبه عرايا ، واقفات فى أسواق النخاسة ، فى انتظار السبى والنكاح ، والأطفال يتفرجون على آبائهم وأمهاتهم ، لا يعرفون ما هو مصيرهم .
فى يوم ما ، من تاريخ الزمان ، اكتشفنا من جديد ، فصيلة الدم الذى يسرى فى عروقنا ، وتعرفنا من جديد على ملامحنا الأصيلة ، التى تشوهت عن عمد متنمر .
نظرنا الى الشمس ، فأعلنت أنها فى أجازة ، لأنها ستشرق اليوم فى عيون المصريات ، والمصريين ، وعلى شفاههم .
فى يوم ما من الزمان ، توقف كوكب الأرض ، عن الدوران ، فقد اكتفى بدوران
الملايين من المصريات ، والمصريين ، حول بعضهم البعض ، وقد أزاحوا " جاذبية
الأرض " ، لاحلال " جاذبية الشعب " ، بدلا منها .
يوم كان المفروض حسب المعلومات الفلكية ، والأرصاد الجوية ، أن يكون
شديد الحرارة ، والرطوبة . لكن بقدرة ، وارادة ، ورغبة ، وحماس ، الملايين من
المصريات ، والمصريين ، أصبح يوما نديا ، لطيفا ، معطرا ، يجعل الخروج الى
الشارع ، نزهة مبهجة ، للكبار ، والصغار .
فى ذلك اليوم تحولت فيه مصطلحات " الحرية " ، " التحرير " ،
" الثورة " ، الى صناعة مصرية وطنية خالصة ، عالية الجودة ، لا تقبل المنافسة ،
تستعصى على التقليد .
فتح التاريخ أبوابه ، الذهبية ، للشعب المصرى ، العجيب بفطرته ،
لكى يقول حكمه النهائى ، اليقظ ، النافذ ، لا رجعة فيه ، ولا نقض ،
ولا اسئناف ، ضد سماسرة الأوطان ، وتجار الدين ، ولصوص الحرية ، والمستثمرين
فى بيع الأسلحة ، وبيع النساء .
فى يوم ما ، أجهض الشعب المصرى ، مؤامرات تقسيم الوطن ،
الى ولايات دينية ، وامارات مذهبية ، التى تحرق علم مصر ، وترفع الأعلام
السوداء ، المستوردة ، من أزمنة الصحراء .
فى يوم ما ، ألغى الشعب المصرى ، " المزاد " ، الذى كان
منصوبا لبيع مصر ، بالجملة ، وبالقطاعى .
ذلك اليوم من أيام الزمان ، كان اسمه " 30 يونيو 2013 " .
ثورة عارمة ، غامرة ، أود أن أسميها " الساحرة " ، التى حولت
التراب ، الى ذهب . والأجساد المحتشدة الى " محميات " صامدة . والعيون
الى شرارات من لهب .
" ساحرة " ، أخرجت من جعبة المصريات ، والمصريين ، تمردا مختزنا ،
من آلاف السنين ، ومقاومة ، كانت مخبأة ، تحت طبقات صدئة من الخوف ،
والاستسلام .
" ساحرة " ، غسلتنا بزيت الياسمين ، وماء الورد .
من الطبيعى جدا ، أن يصفها المتضررون من سِحرها ، ب " الانقلاب " .
وليكن الأمر . نعم ، انقلاب . لكنه أكبر ، انقلاب " شعبى " ، منذ فجر التاريخ .
نعم ، انقلاب . انقلاب على العبودية ، والمذلة ، والتبعية . نعم ، انقلاب . انقلاب
على السرقة ، والفساد ، والنهب . ما أجمله من انقلاب ، يقلب الأشياء ،
لكى " تتعدل " ، و" تستقيم " .
30 يونيو 2013 ، لم تكن ثورة ، فقط على الاستبداد الملتحف بالدين ، لكنها
كانت ثورة ، ل حماية " الوجود " نفسه . وثورة ، لحماية آلاف السنوات
من الحضارة المصرية القديمة ، التى كانت " أقدم " ، و" أعرق " ، و" أعدل " ،
الحضارات . وثورة ، ضد انطفاء مصابيح الاستنارة . وثورة لاستعادة وطن ، مكون
من ثلاثة حروف ... مصر .
نزلت الملايين الى الشوارع ، فى 30 يونيو 2013 ، دون استئذان ،
أو تحريض من نخبة سياسية ، أو نخبة ثقافية ، أو نخبة دينية . بل أنلثورة قامت ، لتضع حدا ، لهذه النخب الخربة ، الانتهازية ، التى تأكل
على كل الموائد ، وتصفق لكل نظام ، وتغازل التأسلم السياسى ،
وتعمل " حائط صد " ، " يغلوش " ، على موجات الفكر الثقافى ، النزيه ،
المبدع ، المتمرد .
بعد " البروفة " فى 25 يناير 2011 ، نزلت الملايين فى الشوارع ،
ب " عفوية " الأطفال ، و" عنفوان " الشلالات ، و" صمود " الجبال .
علمتنا ثورة 30 يونيو ، أن مصر ، لا " تتكيف " مع الحسابات ،
والمصالح . ولكن على الحسابات والمصالح ، حتى تستمر ، أن " تتكيف "
هى ، مع " الجينات " المصرية .
بعد اثنتى عشر سنة ، مازال الصراع مشتعلا ، بين أنصار الدولة المدنية ، وحلفاء الدولة الدينية . لكننى أراه شيئا ايجابيا ، لصالح مصر . فالصراعات تفضح ما كان مستترا ، تكشف حقيقة الأصدقاء والأعداء .
الصراعات تغربل ، وتنقى ، وتطهر . ======================================



#منى_نوال_حلمى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتصبوها الثلثة بس نحمد ربنا لسه عذراء
- البداية من أول الستر .. التحدى الثقافى الأكبر
- الشرف أن أعمل وآكل من عرق جبينى
- زوربا اليونانى : لا تتوقفوا عن الرقص والحماقات الكبرى والايم ...
- - صلاح دياب - لذة البوح على الورق
- خانتنى - أمى - وتركتنى مع هواتف ذكية وبشر أغبياء
- - الطفل المدلل - الذى يأكل من لحمنا ويشرب من دمائنا
- فاسدة أخلاقيا وأفتخر
- وداعا للدولة المدنية الحديثة
- موقف السويد من مقتل سلوان موميكا
- خلطة - صاحب السعادة كش كش بيك - و- سى عمر - وسر - الأستاذ حم ...
- أيها الكافر الملحد : ماذا يمنعك عن أن تنكح أمك ؟ -.
- امرأة واحدة تصلح ما أفسده العالم
- ليس ارتفاع الأسعار ولكن انخفاض الثقافة
- حضارة عالمية تنثر مادتها الوراثية فى كل مكان
- - ماذا تفعل المرأة بجسدها ؟ - السؤال الوحيد المؤرق للرجال
- اسمى .. حياتى قصيدتان
- لا خير فى مجتمعات تتعاطى الحب فى سرية مثل الممنوعات
- اليوم هل يجوز للمرأة لبس الألوان الفاتحة ؟ وغدا هل يجوز للمر ...
- لا أتكلم بالعين والحاجب .. الزمن .. انهضى حبيبتى ثلاث قصائد


المزيد.....




- اعتقال متظاهرين مؤيدين لـ-بالستاين أكشن- في بريطانيا بعد تصن ...
- آيت بوكماز: دفاعا عن حق رئيس الجماعة المنتَخب في قيادة الاحت ...
- لماذا لا تحتج نساء الريف على قانون الأحوال الشخصية؟
- بين الحصانة والمطاردة: كيف تُشرعن السلطة الذكورية القمع وتكم ...
- م.م.ن.ص// فلسطين-غزة تحت الذبح: جريمة العصر تُواصل مسيرتها ...
- -رايتس ووتش- تتهم شرطة أنغولا باستخدام القوة المفرطة ضد متظا ...
- بيان حزب النهج الديمقراطي العمالي فرع صفرو
- العدد 613 من جريدة النهج الديمقراطي
- يوم عالمي لنيلسون مانديلا الذي قال -حريتنا منقوصة بدون حرية ...
- أعياد دينية وأحزاب يسارية


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - منى نوال حلمى - صناعة مصرية وطنية عالية الجودة