أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاوشي محمد - الإزدواجية في التعامل مع ملف أسر الشهداء وملف الإنصاف والمصالحة وعودة المغرر بهم














المزيد.....

الإزدواجية في التعامل مع ملف أسر الشهداء وملف الإنصاف والمصالحة وعودة المغرر بهم


زاوشي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8393 - 2025 / 7 / 4 - 17:42
المحور: المجتمع المدني
    


شهدت المملكة المغربية محطات مفصلية في تاريخها الحديث، خصوصًا فيما يتعلق بالوحدة الترابية والدفاع عن السيادة الوطنية، حيث قدّمت أسر شهداء حرب الوحدة الترابية بالصحراء المغربية تضحيات جسام، راح ضحيتها آلاف الجنود المغاربة دفاعًا عن الوطن. ورغم هاته التضحيات، لا تزال هاته الأسر تعاني من تهميش ممنهج وتأخير في إنصافها الفعلي: المادي والاجتماعي، مقارنة بملفات أخرى حظيت باهتمام خاص من الدولة، مثل ملف الإنصاف والمصالحة وملف عودة المغرر بهم من مخيمات تندوف.


---

1. أسر الشهداء: تضحيات عظيمة وإنصاف ناقص

قدّمت أسر الشهداء أبناءها فداءً للوطن في معارك الدفاع عن الصحراء المغربية، وواجهت بعد استشهادهم ازمات اجتماعية واقتصادية وصدمات نفسية كبرى. وبرغم إقرار الجميع بعدالة قضيتهم، فإن الواقع يبين أن هاته الأسر لم تستفد بالقدر الكافي من:

الإدماج الاجتماعي الفعلي.

فرص التشغيل والسكن والتطبيب والتعليم.

الامتيازات الاجتماعية والمادية التي تليق بتضحياتهم.


ويشعر العديد من أفراد هذه الأسر اليوم بأنهم تُركوا وحيدين، وأن الدولة لم تُكافئ تضحياتهم بالشكل الذي يليق بمقام الشهداء.


---

2. الإنصاف والمصالحة: ملف نال رعاية استثنائية

في مطلع الألفية الثالثة، أطلق المغرب ورش الإنصاف والمصالحة كمبادرة غير مسبوقة للمصالحة مع ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان. وقد:

استفاد الضحايا أو ذويهم من تعويضات مالية مهمة.

تم الإدماج الاجتماعي والمؤسساتي للعديد من المعنيين.

خُصصت لهم مشاريع اقتصادية واجتماعية وتنموية .

تم التعامل مع الملف بمنهجية شاملة ومواكبة إعلامية ومؤسساتية.


ورغم أهمية هاته الخطوة في تعزيز المسار الحقوقي في المغرب، إلا أن التفاوت في حجم الاستفادة بين أسر الشهداء وضحايا انتهاكات الماضي، كشف عن ازدواجية في تقدير التضحيات.


---

3. عودة المغرر بهم من تندوف: احتضان وامتيازات

تُعد عودة بعض المغرر بهم من مخيمات العار بتندوف خطوة مهمة في مسار طيّ النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. إلا أن:

عددًا من العائدين حظي بامتيازات كبيرة مباشرة بعد عودته.

تم توفير السكن، والتشغيل، والتكوين، وأحيانًا مشاريع مدرة للدخل.

رافق ذلك خطاب رسمي وإعلامي داعم، يعكس رغبة الدولة في احتواء الملف.


هذا التوجه الإيجابي، وإن كان يندرج ضمن منطق المصالحة الوطنية، إلا أنه جعل أسر الشهداء تشعر بالغبن والتهميش، لكونها ضحّت في سبيل الوطن، بينما يحظى من اختار الاصطفاف مؤقتًا ضد الوطن برعاية أكبر.


---

4. الخلاصات والمطالب العادلة

الإزدواجية في التعامل بين الملفات الثلاثة، رغم تفاوت سياقاتها، طرحت تساؤلات عميقة لدى الرأي العام، وخصوصًا لدى أسر الشهداء، حول:

معايير الإنصاف والعدالة الوطنية.
معنى التضحية في سبيل الوطن في ظل غياب التكريم الحقيقي.

مغزى المساواة بين من دافع عن الوحدة الوطنية وبين من تواطأ ضدها.


لذلك، فإن إعادة الاعتبار لأسر شهداء الصحراء المغربية لم يعد ترفًا أو مطلبًا فئويًا، بل ضرورة وطنية وأخلاقية وتاريخية. وهذا يستوجب:

تخصيص برامج استعجالية لإدماج أبناء الشهداء وأراملهم.

توسيع قاعدة الاستفادة من الامتيازات والحقوق، دون مماطلة أو بيروقراطية.

إدراج ملف أسر الشهداء ضمن الأولويات الوطنية في الخطاب والممارسة.



---

خاتمة

ليس من العدالة أن يُكافأ من تواطأ ضد الوطن أكثر من من ضحى من أجله. إن الإنصاف الحقيقي لا يكون إلا حين يُعترف بتضحيات الشهداء وأسرهم، لا في الشعارات فقط، بل في السياسات العمومية، والتشريعات، والقرارات، والمواقف. فكرامة الشهداء من كرامة الوطن، ومن يكرم الشهداء يكرم الوطن بأسره.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اليونيسف: الغزيون يُجوَّعون ثم يُقتلون.. والأوضاع الإنسانية ...
- -الجنائية الدولية- ترفض إلغاء مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ...
- من جديد نؤكد .. مؤسسة “غزة الإنسانية” متورطة في قتل المدنيين ...
- المطابخ الخيرية في غزة.. طوابير طويلة وإغاثة محدودة وجوع متف ...
- مصطفى يبحث مع المنسق الأممي الجديد في فلسطين آخر المستجدات و ...
- المحكمة الجنائية الدولية ترفض طلباً لإلغاء مذكرة اعتقال نتني ...
- أحداث السويداء بسوريا ـ عجز أم تساهل السلطات مع العنف ضد الأ ...
- ندوة إيرانية تفضح ازدواجية معايير حقوق الإنسان الأميركية
- إثيوبيا تعلن اعتقال عشرات المشتبه بانتمائهم لتنظيم الدولة
- الأمم المتحدة: مقتل 875 فلسطينيا قرب مواقع المساعدات بغزة


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاوشي محمد - الإزدواجية في التعامل مع ملف أسر الشهداء وملف الإنصاف والمصالحة وعودة المغرر بهم