أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد البغدادي - الديكتاتور الصغير














المزيد.....

الديكتاتور الصغير


أحمد البغدادي

الحوار المتمدن-العدد: 3088 - 2010 / 8 / 8 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"الديكتاتور الصغير"

لماذا وقف كثير من العوام والمثقفين العرب مع الطاغية صدام حسين, حتى بعد وفاته، ومنهم من أخذته العزة بالإثم بالحديث عن استهجان لعملية الإعدام في أول أيام عيد الأضحى. أعتقد أن أهم سبب تأييد العرب، عوامهم ومثقفيهم، لصدام حسين، يعود إلى ذلك الديكتاتور الصغير الكامن في نفوسنا العربية- الإسلامية. هذا الديكتاتور الذي يدفع الكثيرين إلى ضرب زوجاتهم باسم الدين, أو الرجولة العربية! وللأسف فإن القانون العربي يقف إلى جانبهم باعتبار ضرب الزوجة تأديباً, دون أي اعتبار لكرامتها كإنسانة. كما يقف هذا الديكتاتور وراء الجرائم المزعومة بحجة الشرف الرفيع, وحيث يقف القانون أيضاً مؤيداً له حين يتم سجن القاتل في جرائم الشرف مدة بسيطة لا تزيد في الغالب على ستة أشهر, إضافة إلى المعاملة الخاصة التي يحصل عليها في السجن باعتباره مدافعاً عن شرف العائلة. وأما قانون الأحوال الشخصية فحدث ولا حرج, حيث الظلم للمرأة جهاراً نهاراً. كما أنه ذلك الديكتاتور الصغير الكامن في داخل نفوسنا والذي يرفض محاسبة القانون لنا حين نقوم بضرب أولادنا بحجة التأديب, وللأسف فإن القانون يقف مرة أخرى مع هذا الديكتاتور!

هذا الديكتاتور الصغير لا يريد أن يحاسبه أحد, لذلك يغدو من الطبيعي أن لا نسع إلى محاسبة الديكتاتور الكبير. فالديكتاتور الصغير هو الذي يحكم العلاقة بين المدرس والطلاب. هل نتجاهل حقيقة عجز الطالب عن محاسبة الأستاذ حين يحصل على درجة متدنية؟ هل نتجاهل حقيقة الاستبداد الإداري في الوزارات والمؤسسات الرسمية حيث يفعل الموظف ما يحلو له, دون أي اعتبار للقانون؟ هل نتجاهل حقيقة فرض رؤساء الوزراء على كل الشعوب العربية؟ بمعنى أن العالم العربي جميعه لا يوجد فيه رئيس وزراء منتخب! هل نتجاهل الديكتاتور الكامن في نفسية المشرع القانوني وهو يشرع عقوبة السجن لأغلب إن لم يكن لجميع الجنح والجنايات؟ هل نتجاهل حقيقة أن قوانين المطبوعات والنشر في جميع البلاد العربية باستثناء لبنان, حسب علمي, لا تتردد في سجن الكاتب والمثقف إذا ما تعرض بالنقد للقضايا الدينية؟ هل ننكر أن الجامعات العربية اليوم ليست سوى معتقلات فكرية, بمعنى حصر النقاش داخل حصون تسمى زوراً وبهتانا بالجامعة, وما هي بالجامعة في أي شكل؟

أليس الديكتاتور الصغير الكامن في نفوسنا العربية بلذة عجائبية, هو الذي يجعل كبار المسؤولين فوق القانون, وفي نفس الوقت لا يتردد هذا المسؤول في التبجح بالحديث الممل عن دولة القانون بلا حياء؟ وللعلم فهذا الديكتاتور الكامن يعد صناعة عربية بامتياز, ولا يفيد معه دستور, ولا دولة قانون, ولا تعليم... لأننا على المستوى النفسي نريد لهذا الديكتاتور الاستمرار في الحياة داخلنا, حتى نستشعر قوتنا المزيفة تجاه من هو أضعف منا... لذلك فإن شنق صدام حسين لن يؤدي إلى شنق ذلك "الصدّام" الكامن في نفوسنا المريضة... ولهذا نرى كثير من العربان المستعربة تشق الجيوب وتلطم الوجوه على فراق الديكتاتور الأكبر



#أحمد_البغدادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشائر الخلاص
- القرآن والإعجاز العلمي والغرب
- قرن المرأة
- التحوّلات الدولية الراهنة وتأثيراتها في مستقبل الخليج


المزيد.....




- رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة ...
- -نفاق لا يُغتفر- و-مهزلة حقيقية-.. شاهد كيف وصفت وسائل إعلام ...
- حجب الثقة عن الحكومة الفرنسية.. أزمة سياسية وحلول آنية
- تونس.. ما هي عادات العروس التقليدية مع الحناء؟
- بلجيكا.. تقديم شكوى ضد الملحق العسكري في سفارة إسرائيل لدى ب ...
- سوريا.. انتشار مرتزقة أجانب في صفوف المسلحين في حلب (فيديو) ...
- الأعرجي يؤكد موقف العراق الرافض لما يحصل في سوريا من الجماعا ...
- الواقع المعزز يعيد إحياء التاريخ في متاحف مصر
- وزارة الدفاع اليابانية: سجلنا مرور غواصة روسية عبر جزيرتي يو ...
- بحة الصوت قد تشير إلى الإصابة بمرض قاتل!


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد البغدادي - الديكتاتور الصغير