أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - الصراع الطائفي لم يعد فقهياً...بل على احتلال مقعد الأكذب













المزيد.....

الصراع الطائفي لم يعد فقهياً...بل على احتلال مقعد الأكذب


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 16:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


المتابع لخطابات المنابر الدينية الإسلامية في السنين الأخيرة والتي تتبنى الصراع الطائفي المقيت شكلا ومضموناً، يجد اليوم، وبكل سهولة، مدى ابتعاد هذه المنابر عن المناظرات الفقهية المستندة الى نصوص هذا المذهب او ذاك ، وانغماسها حتى الأعماق السحيقة باطروحات اقرب ما تكون الى الأسطورة وحتى الى الخرافة المراد منها اثبات معجزات اشخاص لهم رمزية خاصة في مذهبهم ولا علاقة لهم بالإعجاز المطلوب من الرُسل لإثبات دعواتهم السماوية التي تؤيدها السماء بخصوصية لا يتمتع بها الآخرون من الناس.
لقد وضع خطباء المنابر على هؤلاء الأشخاص هالات من القوى الخارقة التي فسروها بشكل مباشر وغير مباشر على ارتباط مذهبهم بالسماء التي تعطي لمذهبهم خصوصية تميزه عن المذاهب الاخرى التي طالما توصف بالضالة او المنحرفة ، حيث يرتبط الحديث احياناً بفتاوى محاربتها بكل الوسائل المتاحة.
لقد تحول هذا الصراع المقيت الى وضع شخصيات ذو منزلة اجتماعية لدى هذا المذهب او ذاك موضعاً يراد منه التحدي لشخصيات المذهب الآخر في قوة الإعجاز وندرة المعارف التي يطمح ان يسجل من خلالها هذا الفريق على خصمه من الفريق الآخر افضلية مذهبه وبالتالي التمسك به دون غيره.
ففي الوقت الذي يستطيع فيه رمز هذا الفريق من اسكات فيضان النيل مثلاً برسالة منه تُلقى في نهر النيل اثناء فيضانه، يتفاخر الفريق الآخر باكتشاف الأقمار الفضائية صورة لرمز من رموزه مؤكداً على ان التحليلات المختبرية اثبتت تطابق الصورة مع ملامح هذا الرمز بنسبة ثمانين يالمئة بالتمام والكمال .
وكثيراً ما يتم اللجوء الى لازمة " جاء في الروايات " التي تروي عن صنع الرمز لفيل طار به الى الهدف الذي يريد، مقابل ما قام به رمز الفريق الآخر من إقناع الأسد الذي اربك هل المدينة المنورة بالرجوع الى عرينه بكلمات قالها له فاستجاب لها مطيعا دون تردد.
لم تظل مثل هذه الأكاذيب مقتصرة على " معجزات " بعض شخوص هذا المذهب او ذاك، بل تجاوزتها الى التلاعب بالقيم الاجتماعية التي جعلت البعض يقف مُحيراً امام اعتقاده الديني الذي اكتسبه اكتساباً عائلياً واجتماعياً ولا قرار له فيه، وبين ما يعيشه كإنسان بلغ مرحلة النمو العقلي القادر على القرار. فحينما يلجأ بعض هؤلاء الخطباء الى كسب الشباب الى مذهبهم عبر مداعبة مشاعرهم الجنسية من خلال شرح نصوص دينية تعتبر مقدسة يُراد اقناع الشاب من خلالها بضرورة الإلتزام بمبادئ المذهب لكي ينال ما تنص عليه الآية القرآنية التي تقول : اهل الجنة في شغل فاكهون (ياسين 55) ، بان هذا الشغل هو الإستمرار في الممارسة الجنسية مع الحوريات بحيث تعود الحورية باكراً في كل مرة.
إن ذلك يبعث في الإنسان السوي الذي يعيش مقومات حياة القرن الحادي والعشرين ويسعى الى الإلتزام بدين ينسجم مع مستواه الفكري وتوجهه الأخلاقي ، مشاعر الخجل من هذا الدين الذي يطرحه هؤلاء الخطباء كإغراء جنسي.
وبالمقابل من ذلك يبرز الجانب الآخر ليضع مستواه الأخلاقي موضعاً يجاري به خصمه ليسمح للشاب الممارسة الجنسية مع الطفلة الرضيعة كما جاء في الفتاوى المتعلقة بذلك حتى من المذهبين المتخاصمين، وكأنهما لم يشتركا في الأركان الأساسية لدينهما والمتعلقة بالتوحيد والصلاة والصوم والزكاة والحج.
الأكاذيب التي ينشرها بعض خطباء المنابر الإسلامية أصبحت بكثرة لا يمكن تحديدها بعلم الحساب وما يوفره من ارقام أصبحت لا تستوعب هذه الأكاذيب التي أصبحت العامل الاساسي في تجهيل المجتمع وجره الى غياهب الظلام والتخلف التي أبعدته عن الركب الحضاري والتوجه العلمي لمواجهة مشاكل الحياة والتغلب على مصاعبها عبر التعامل مع الحداثة وانجازاتها. فلم تنجو حتى النباتات والحيوانات من هذه الأكاذيب التي وُضعت على لسانها لتتحدث عن ايمانها وولاءها لهذا المذهب او ذاك ، بل ومشيدة بخصوصيته التي لا يحظى بها غير المنتمين لمذهب هذا الحيوان او ذاك النبات.
ان غباء وجهل هؤلاء الخطباء يجعلهم يعتقدون بانهم بهذه الأكاذيب يكسبون الآخرين الى مذهبهم، مراهنين طبعاً على الجهل بالعلوم وقلة المعارف التي تسود الغالبية من الجالسين تحت منابر هؤلاء الخطباء والذين يرددون صيحات التعجب حينما يسمعون بإيمان الباذنجانً او عصيان العصفور مثلاً. إلا ان حبل الكذب قصير، كما يقال ،إذ ان مثل هذه الخرافات والأكاذيب لا يمكن لها ان تصمد امام مقومات الحياة اليومية التي يطال تاثيرها المباشر وغير المباشر حتى الجهلاء من الناس، وبذلك فإم مثل هؤلاء الخطباء انما يسيئون الى مذهبهم ودينهم من حيث لا يعلمون، اما اذا علموا بذلك فالمصيبة اعظم.
تجهيل المجتمع بهذا الأسلوب الغوغائي والسير به نحو التخلف والظلام من خلال اطروحات تأخذ طابع الإيمان الديني ، تجعل كل ذي لب يستفسر عن ماهية السكوت المُطبق لتلك المواقع التي وضعت نفسها موضع الحامي للدين وثوابته والمدافع عن القيم التي يعتبرونها من مقومات الدين الذي يمثلونه ويضعون انفسهم موضع مراجعه. فإن كان الأمر كما يدعون ، فالمفروض ان يبادروا الى إيقاف مثل هذه الأكاذيب التي تسير بعقول مقلديهم وتابعيهم نحو الهاوية الاجتماعية والخُلقية ناهيك عن التبعات السياسية التي يستغلها هؤلاء الخطباء للولوج في الساحة السياسية التي تشكل الضمانة لجعل الدين مؤسساتياً وليس عقائدياً.
قد يبرر البعض سكوت المرجعية الدينية عن التصدي لهذه الأكاذيب كونها أعلنت عدة مرات عن رأيها في ذلك ، خاصة فيما يتعلق بالوضع السياسي الذي يمر به العراق، حتى انها قالت : لقد بُح صوتها . وهذا ما لم يستطع فهمه كل ذي عقل سليم، إذ كيف يمكن لمرجع ان لا يُطاع من اول امر يفتي به حتى يضطر الى تكرار مثل هذا الأمر ولم يُطاع له حتى وإن بُح صوته. هناك مثل عراقي يقول : الإمام الما يشور يسموه أبو الخَرك.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطق ومنطق
- مع الناقد هاشم مطر في قطوف التجربة
- خيار الإسلاميين بين السلطة والأخلاق
- بيتنا .... ملاذنا
- مع واهبة الحياة دوماً
- خاطرة ايمانية
- نصوص وهمية لتسييس الدين ـ القسم الثالث اليهود شعب الله المخت ...
- نصوص وهمية لتسييس الدين ـ القسم الثاني القدس لنا
- نصوص وهمية لتسييس الدين ارض الميعاد التوراتي مثالاً
- - علماؤنا - واطفالهم
- مدى ما تفرزه الإنتخابات للمساهمة في تغيير النظام السياسي في ...
- سياسيو العراق .... والدروس العصيَّة على عقولهم
- ماذا ننتظر من وزير جاهل ومتخلف ومزور ايضاً
- الإعلام الليبرالي والتزاماته الفكرية.... منبر تشرين مثالاً
- حينما تحاول الراسمالية المتوحشة تشويه نضال الطبقة العاملة
- رائحة الوقت رواية لهاشم مطر
- طائر التلاشي رواية محمد رشيد الشمسي
- جرائم البعث لن تمحها السنين
- الخروج من بابل: تألق فكري على منبر حوار التنوير
- نصوص للتأمل .... النص الخامس


المزيد.....




- نتنياهو أبلغ بابا الفاتيكان بقرب التوصل لاتفاق لإطلاق الأسرى ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد على كل الأقمار الصناعية بجودة عا ...
- بعد استهداف الكنيسة في غزة.. اتصال بين البابا ونتنياهو ووفد ...
- قادة مسيحيون في زيارة -نادرة- للكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في ...
- الفاتيكان يكشف ما قاله البابا لاوُن لنتنياهو حول الكنيسة في ...
- بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس يدينون قصف الاحتلال كنيسة الل ...
- دول الساحل تشتعل مجددا و-نصرة الإسلام والمسلمين- تهدد عواصمه ...
- واشنطن تقبل تفسير نتنياهو أن قصف الكنيسة في غزة حدث بالخطأ
- تغيير مسمى مكتب الشؤون الفلسطينية إلى التواصل مع الجمهور.. ...
- إدانات دولية لاستهداف إسرائيل كنيسة العائلة المقدسة والفاتيك ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - الصراع الطائفي لم يعد فقهياً...بل على احتلال مقعد الأكذب