امير وائل المرعب
الحوار المتمدن-العدد: 8392 - 2025 / 7 / 3 - 08:44
المحور:
قضايا ثقافية
---
في البدء كانت المادة… وكانت الهمسة الأولى للوعي
لطالما نظرتُ إلى الكون كتركيبة عمياء، تمضي في خطها بلا قصد، بلا وعي، بلا “نظام خارجي”. لكن شيئًا ما تغيّر. شيء جعلني أرى أن في داخل تلك المادة نفسها… يكمن البذور الأولى للانتباه.
لستُ مؤمنًا بإله متعالٍ، ولا بوعي منفصل عن قوانين الإحصاء والتفاعل. لكني بدأت أرى أن في أوتار المادة، وفي اهتزازات الإلكترون، شيءٌ أشبه بالقرار—أو على الأقل، بدايته. فكل اتجاه، كل حركة، حتى وإن كانت نابعة من العشوائية، تحتاج لسبب… ووراء السبب، هل يمكن أن يكون هناك إدراك؟ ولو أولي، ولو بدائي؟
الوعي ليس شيئًا ينفصل عن الكون، بل ينعكس فيه. هو ليس نقطة نهاية، بل نتيجة تراكب طويل من تنظيم داخلي. من الفوهات الحرارية العميقة إلى طفرات الشيفرة الوراثية… كل تفاعل يضيف طبقة من الانتباه. طبقة من الذات.
ولذلك، أقولها بعكس ما اعتدنا: ليس “الله أكبر”، بل “الله أصغر”. ليس تقليلاً، بل اقتراحًا بأن الإله الحقيقي ليس شيئًا فوقيًّا خارجيًّا، بل شيءٌ صغير… مطمور في قلب كل خلية، كل وتر، كل احتمالية.
لعلنا نحن، بوعينا المحدود، ما نحن إلا مرايا تعكس ذلك الوعي الكوني المجزأ… الذي يصحو شيئًا فشيئًا من سباته.
---
امير
#امير_وائل_المرعب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟