أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعود قبيلات - مشهد مؤلم بارتدادات أكثر إيلاماً














المزيد.....

مشهد مؤلم بارتدادات أكثر إيلاماً


سعود قبيلات

الحوار المتمدن-العدد: 8388 - 2025 / 6 / 29 - 20:17
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يتابع العالم كُلُّه المشهدَ المأساويَّ المتكرِّرِ يوميَّاً في غزَّة: يخرج النَّاس، هناك، رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، إلى مراكز توزيع المساعدات التَّموينيَّة، مدفوعين بجوعهم وجوع عائلاتهم، وبأملٍ ضئيلٍ في البقاء على قيد الحياة. لكنّ جيشَ الكيان الغاصب (الَّذي يغتصب أيضاً تسمية «جيش الدِّفاع»)، لا يتردَّد في قصفهم بوحشيَّة، موقِعاً بينهم العشرات بين شهيد وجريح؛ ورغم ذلك، يعود النَّاس، في اليوم التَّالي، إلى المكان نفسِه، مدفوعين بالحاجة نفسِها، وبالإصرار نفسِه؛ فيتكرَّر المشهدُ الدَّمويُّ ذاتُه.

ومِنْ قلب هذا المشهد المؤلم، تتفرّع مشاهدُ لا تقلّ عنه إيلاماً:

• مشهد تراجيدي يتجسَّد في إصرار النَّاس على تكرار المخاطرة بحياتهم؛ في مقابل خيار الجوع الممضّ، لهم ولعائلاتهم، وذلّ الاستسلام المهين للموت البطيء؛

• مشهد البطولة الَّذي يتجلّى في قرار أولئك النَّاس الذِّهاب إلى مراكز توزيع التَّموين رغم إدراكهم للمخاطر الَّتي تنتظرهم؛ بل وأيضاً مع يقينهم بأنَّ بعضهم قد لا يعود حيَّاً. وهكذا، فهم يخوضون معركة الدِّفاع عن الحياة بكرامة؛ ويقاومون بالمعدة الخاوية.. كما بالسلاح؛

• مشهد الخِسَّة والانحطاط الَّذي يمثِّله جيش الاحتـلال، حين يستهدف هؤلاء الجائعين الأبرياء، لا لشيء سوى التَّلذُّذ المَرَضيّ بسفك دمائهم، وتأكيد استعلائه العنصريّ على ضحاياه؛

• مشهد نفاق الغرب الإمبريالي، وهو نفاقٌ بنيويٌّ رخيص يسمِّيه كثيرون، عن جهلٍ أو خطأٍ مقصود، «ازدواجية معايير» أو «كيل بمكيالين» وما إلى ذلك. حيث يواصل هذا الغرب التَّشدقَ بالكلام عن الحُرِّيَّة والدِّيمقراطيَّة وحقوق الإنسان، بينما هو يغضُّ النَّظر عن (بل ويتستَّر على) أبشع جريمة تُرتكب يوميًا على يد كيانٍ وحشيٍّ همجيّ لا يتورعون عن وصفه بالمتحضِّر والدِّيمقراطي وما إلى ذلك؛

• مشهد تواطؤ بعض الأنظمة، وبعض القوى السِّياسيَّة، العربيّة، الَّتي تتابع فصولَ هذه الجريمة البشعة يوميَّاً؛ لكنَّها، بدلاً من الوقوف إلى جانب شعبنا، الَّذي يُباد في غزَّة، ومقاومته البطلة، تدعم الاحتلالَ، سِرَّاً أو علناً، ولسانُ حالِها يقول للكيان الغاشم، مشجِّعاً: سلمتْ يداك.. هل مِنْ مزيد؟!

• مشهد التَّخاذل، الَّذي تبديه أنظمة عربيّة، وقوى سياسيّة عربيَّة، أخرى، تقف ساكنةً تجاه المجزرة اليوميَّة الَّتي تُباد فيها غزّة؛ وكأنّ ما يجري لا يعنيها، أو لا يقع ضمن مسؤوليَّتها التَّاريخيَّة والأخلاقيَّة.. حتَّى لو على مستوى «أضعف الإيمان»؛

• وأخيراً: المشهد الأشدّ بؤساً، وهو مشهدُنا نحن الَّذين نتابع هذه المأساة المتواصلة يوميّاً، عبر الشَّاشات، فتهزّنا وتفجعنا؛ لكنَّنا لا نفعل شيئاً سوى الإشاحة بوجوهنا عنها، وتقليب القنوات بحثاً عن مشهدٍ أقلّ إيلاماً.. لنرتاح، ولو قليلاً، بينما يتواصل الجحيم هناك.. على أرض غزَّة العزيزة المنكوبة.



#سعود_قبيلات (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَقْفُ إطلاقِ النَّارِ على وَقْعِ دَويّ الصَّواريخ
- ابنُ لنكك.. نفسٌ مليئة بالغضب ولسانٌ سليطُ
- كلمات موجزة عن سُخرية التَّاريخ
- وْسومها على خْشومها!
- تنازلاتُ حركةِ التَّحرُّرِ العربيَّةِ الأساسيَّةِ ونتائجُها ...
- قريباً.. سيعرف الَّذين فرحوا مع مَنْ فرحوا وما الَّذي فرحوا ...
- يبذلون لغزَّة الكلام فقط.. وأمَّا فعلهم ففي سوريا..
- وقف إطلاق النَّار ووحدة السَّاحات وإسناد غزَّة
- أُمَّةٌ حيَّةٌ.. أُمَّةٌ تُقاوِمُ.. كلمة في ملتقى تونس لدعم ...
- تقرير من الأمين العامّ للحزب الشُّيوعيّ الأردنيّ إلى اللجنة ...
- برنامج الحزب الشُّيوعيّ الأُردنيّ الجديد والقضيَّة الفلسطيني ...
- حوار عن توجُّهات الحزب الشُّيوعيّ الأردنيّ بعد مؤتمره الثَّا ...
- المؤتمرُ الثَّامنُ (التَّوحيديُّ) للحزبِ الشُّيوعيِّ الأردني ...
- في «مليح» عرفتُ الماركسيَّة وفي «مادبا» عرفتُ الشُّيوعين الأ ...
- تحليلٌ مغلوطٌ بقالبٍ طَبقيٍّ زائف!
- السبول وماياكوفسكي ورامبو وهيمنجواي.. ولعنةُ فائضِ العُمْرِ. ...
- ناهض حتَّر.. الاغتيال السِّياسيّ تحت ستار تكفيريّ
- الفوز في معركة خاسرة
- الفِكرُ اليوميُّ وتداعياتُ الصِّراعِ بين روسيا والأطلسيّ
- أزمة اليسار ومساعي الشُّيوعيين الأردنيين إلى الوحدة


المزيد.....




- حفل زفاف بيزوس.. ظهور وجوه بارزة من قائمة أثرياء العالم
- ولي عهد دبي يُعلن نجاح أول رحلة تجريبية للتاكسي الجوي
- -العشرية السوداء- في الجزائر: من حرب أهلية دامية إلى -قانون ...
- غوتيريش يدعو الى زيادة المساعدات الدولية في مواجهة -الفوضى ا ...
- جدعون ساعر: مهتمون بتوسيع التطبيع مع لبنان وسوريا لكن الجولا ...
- أوكرانيا تنسحب من اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأفرا ...
- ساني يودع بايرن ميونخ وسط أجواء جيدة ودون بصمة تهديفية أخيرة ...
- إسرائيل ترغب بالتطبيع مع لبنان وسوريا مع الاحتفاظ بالجولان
- بسبب سباق.. شركة روبوتات تبيع أكثر من ألفي روبوت وتجمع 35 مل ...
- مجزرة مروعة بميناء غزة وموجة نزوج جديدة شمال القطاع


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - سعود قبيلات - مشهد مؤلم بارتدادات أكثر إيلاماً