مشكلة العراق: المقاطعة الانتخابية أم غياب النخبة عن المشهد السياسي؟

ولاء الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 8387 - 2025 / 6 / 28 - 08:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتكرر الدعوات الشعبية والرسمية في العراق لحثّ المواطنين على المشاركة في الانتخابات، باعتبارها السبيل الديمقراطي الوحيد للتغيير، وكأنّ ضعف الإقبال هو جوهر الأزمة السياسية في البلاد. غير أن هذا التركيز يغفل جانبًا أكثر تعقيدًا وجذرية في الأزمة، وهو غياب المرشحين الأكفاء، من أصحاب النزاهة والخبرة السياسية والاقتصادية، عن قوائم الترشح.
إن مقاطعة الانتخابات، بحد ذاتها، ليست السبب الرئيسي في بقاء منظومات الفساد، بقدر ما هي انعكاس لخيبة أمل شعبية من محدودية الخيارات المتاحة في صناديق الاقتراع. فحتى في حال شارك أغلب العراقيين في الانتخابات، يبقى السؤال الجوهري قائمًا: لمن نصوّت؟
تفتقر الساحة السياسية إلى حضور وازن لشخصيات علمية، وطنية، ومستقلة تمتلك الرؤية والقدرة على إدارة مؤسسات الدولة بكفاءة. وفي حال وجدت بعض هذه الشخصيات، فإنها غالبًا ما تكون محاصرة بتكتلات حزبية ضخمة وممولة، ما يحدّ من فرصها في التأثير أو التغيير. وتبقى محاولاتها فردية في بيئة تغيب عنها العدالة التنافسية.
لذا، فإن معالجة الأزمة السياسية لا تقتصر على دعوة المواطنين للمشاركة، بل تتطلب تحفيز النخب النزيهة على الترشّح، وتمكينها من الوصول إلى مواقع القرار. إن امتناع الكفاءات عن خوض العمل السياسي، سواء بدافع الخوف أو الإحباط أو الزهد في المناصب، يترك المجال مفتوحًا أمام الفاسدين لإعادة إنتاج أنفسهم عبر واجهات جديدة.
إن المسار الحقيقي للإصلاح يبدأ من مطالبة الشرفاء والمؤهلين بالمشاركة الفعالة، لا بالانسحاب. وعندما تتوفر وجوه بديلة تملك مشروعًا حقيقيًا للوطن، فإن المواطنين لن يترددوا في التصويت، ولن يطرحوا السؤال المعتاد: من ننتخب؟ بل سيتحول المشهد الانتخابي من حالة عزوف إلى فرصة أمل.

#ولاء_الساعدي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل