أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سركول الجاف - أفئدتنا بين غربة القلوب وغربة المكان














المزيد.....

أفئدتنا بين غربة القلوب وغربة المكان


سركول الجاف

الحوار المتمدن-العدد: 8383 - 2025 / 6 / 24 - 12:42
المحور: الادب والفن
    


سم الله الرحمن الرحيم

سركول الجاف

أتساءل هل كانت الحياة بسيطة وعفوية حقاً ، أم أنها حلاوة الذكرى التي تزين الماضي في قلوبنا فنستمتع بها ؟؟.
هل من الصواب أن نبيع الماضي لنشتري الغد، أم نترك الغد في يد القدر ونحتفظ بالماضي الذي نملكه؟؟
وطني غبت عنك ورحل جسدي بعيداً، لكن قلبي لم يرحل.. لم ينساك بقي متعلقا بهواك متشبثا بثراك.. لم أستطيع نسيانك وبقيت أسيرة عشقك ، يقودني الشوق إليك كلك على الدوام.

نعيش في عالم صغير بغض النظر عن مدى مساحته تمضي بنا الأيام بسرعة الرياح، حتى أننا لم ندرك كيف مر بنا الوقت بهذه العجالة..

لكن مكنون الفؤاد وكأنه أمرٌ يتعلق بالامس كمن لبث يوماً أو سويعات ثقال على الروح التي تصارع ضراوة الحنين.
كم تمنيت لو عدت طفلة، لحظة شعرت فيها بأني كدت أنساه، لكنه جزءً من روحي ومازال رحيق الماضي وعبقه عالقاً في ذهني رغم مرور السنين...

ذكرياته تبقى شعلة متوهجة في نفسي، تراودني رغبة جامحة بإيقاف عجلة الزمن والعودة بالزمن إلى الوراء لاستعادت تلك اللحظات الجميلة وتمنيت لو كان بمقدوري إيقافها، ولكن دون جدوى..
أعجز عن استرجاعها ونارها تُشعِل الشوق في كياني، وأواسي النفس بطيف الذكريات.
قطار الحياة ينطلق سريعاً بلا هوادة ولا يمكن إيقافه، وقد جمعتنا الظروف في محطة، وفرقتنا في أخرى ، لكنها بقيت بكل تفاصيلها عالقة في الفؤاد وذكراها لا تُنسى، وكيف ننسى ما عُجِنت به الخلايا ويرافق الأنفاس والخُطى.
أشتاق لتلك الأيام التي كنا نتقاسم فيها الحلاوة والمرارة، وما أهون المرارة أمام الفراق، في عالمي أبحث عن المفقود عن ذلك الذي هو مني وبقي هناك ، عن الصدق والوفاء والقلوب النقية الخالية من الكراهية والحقد والعداوة..
أبحث عن قلوب العطاء التي دأبت تتمنى لنا كل الخير وتمنحنا الحب والأمل!!

عودتي الأخيرة إلى العراق جعلتني أشعر بألم عميق في داخلي، كل شيء فيك يا وطني تغير، النفوس لم تعد كما كانت من قبل، أنفس واعدة أصابها الوباء، وأخرى عتيقة بطعم التاريخ والماضي الجميل أصابها الهرِم والتعب وقتلتها في نفس المكان..
قتلتها الغربة في نفس المكان حيث باتت القلوب والأرواح غريبة تتجانس مع عبق التراب دون باقي الأرواح الغريبة على المكان..
حتى الطبيعة والأرض والهواء والتربة تدنست.. جُلها تغيرت.
عندما زرت الأماكن التي أحببتها واستمتعت بها إذ كانت جزءاً من تكويني من حياتي، وجدت أنها لم تعد كما كانت، شعرت بالغربة في داخلي، لقد تغير من تغير وتدنس من تدنس ، وبات الجميع صرعى الغربة غربة القلوب والأرواح وغربة المكان، وما أصعب غربة الروح ووجع الفؤاد، وطأة الظروف وعدوانية المتربصين بالمكان، آلام أوجاع مخاوف وأماني تصارع الزمن وتعصر الروح علها تقاوم الآلام والأوجاع والمخاوف وتردي المتربصين..

أردت لقلمي أن يتنفس ولكن هيهات للكلمات حتى أن تصف ما شعرت به الروح ، لقد أصبحنا غرباء عن عوائلنا وأحبائنا وعن بلدنا.
أن تكون منفياً داخل وطنك أسوأ من أن تكون منفياً خارجه لذا يقودنا الهروب إلى غربة المكان هرباً من غربة القلوب والأرواح..
بعدما أدركت أن غربة القلوب أصعب من غربة المكان، لذلك أوهمت نفسي وجعلت المنفى غربة المكان ملاذي الأخير وجنتي التي سأعيش فيها بقية حياتي إن بقي شيء من الحياة، المنفى ليس مجرد جملة بين قوسين في حياتي، بل بات كل حياتي بعد قراءتي وإدراكي، ويبقى الوطن وعبق التاريخ عشقاً متجذراً بين الضلوع.

وليقضي الله أمراً كان مفعولا..






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- خيول ومقاتلات وموسيقى.. استقبال مهيب لولي العهد السعودي في ا ...
- لا رسوم على خدمات الترجمة في الرعاية الصحية في بليكينغه
- تداول فيديو لتوم كروز وهو يرقص مع ممثلة قبل فوزهما بجوائز ال ...
- هل هززتَ النَّخلة؟
- ‎-المجادِلة- يفوز بجائزة ريبا للعمارة في الشرق الأوسط 2025
- الثقافة تكشف خططها المستقبلية وتؤكد التوجه لإنشاء متحف عراقي ...
- سفارتا فلسطين وفرنسا تفتتحان عرض الفيلم الوثائقي
- معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي.. الرواية الإسرائيلية أو ...
- حيّ ابن سكران، حين يتحوّل الوعي إلى وجع
- التشكيلي يحيى الشيخ يقترح جمع دولار من كل مواطن لنصب تماثيله ...


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سركول الجاف - أفئدتنا بين غربة القلوب وغربة المكان