أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سرگول الجاف - عيب السنين وقطار العمر














المزيد.....

عيب السنين وقطار العمر


سرگول الجاف

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 21:43
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


عيب السنين ..
وقطار العمر يمضي غير آبه بنزف الجراح.. بأنين الأرواح.. وما يسري ويجري..
قطار العمر يمضي تاركا خلفه عيب السنين، وبقايا من ذكريات جميلها مُوجِع ، وأنات ماضٍ طغت على حلو الأيام..
يا قطار العمر تجري على عجل ، تختزل الأيام والسنون وتخلط الموجعات بجميل الأيام ،كم وددت لو أنك محوت الآلام من رصيد الأيام، يا قطار العمر ترحم وتمهل ، إلى أين المسير..
إلى أين نحن ذاهبون؟
يا قطار العمر تعصر الفؤاد ، تطوي العمر وبريق العمر سويعاتٍ وتخطو على عجلٍ ، آهٍ كبرنا ولم نعد نحتمل الفراق !!
العمر محطات، وفي كل محطة ذكرى وحنين يشدو بدواخلنا ، وآلام تعتصرنا ، وخطاك متسارعة لا تعرف العودة إلى محطات الماضي الجميل..
يا قطار العمر تغادر بلا عودة بلا ود بلا رحمة ، حتى وإن عدت إلى محطات الأماكن فلن تعود بنا إلى ما غادرناه..
يا قطار العمر عُد..
عُد فقد تركتُ ورائي أحلامي وذكرياتي ، عُد محملا بالآمال ، ولتكن هذه محطتي الأولى.
يعصرني.. يقودني حنيني إلى الماضي وذكرياته.. يعصرني ويُثير فيّ الشوق، ويعيدني إلى ماضٍ أرفض نسيانه، أرفض وتأبى الروح نسيانه..
ذلك لأن أصحابه أركانه زواياه تفاصيله أحياء ما زالوا عالقين في حنايا الفؤاد تشدو بهم الروح ويزهو العقل كلما عاد بنا الحنين إلى جميل الذكريات..
يا قطار العمر إن ذكراهم تحمل سحراً خاصاً في الفؤاد ..
إنهم الكنز الثمين وطعم الوجود الذي يكتمل بهم الوجود ويطيب بهم جمال الإحساس بالحياة..
قد تجمعنا الأماكن بأشخاصٍ لم نُدرك قيمتهم في البداية..
بموجودات غابت عنا قيمتها لتوافرها ، كذلك لانشغالنا بالدنيا ومعاصرها التي تطحن وتعصر ولا تبقي ولا تذر...
وعندما تفرقنا المسافات يحملنا العقل على الندم.. حينها نندم ويعصرنا الندم آسفين على ما فات وما مضى..
على ما اختطفه منا قطار العمر.
عندما يرحلون، نُدرك قيمتهم وأثرهم وآثارهم متمنين لو أنهم عادوا ويعودون إلينا..
يا للجمال كم تركوا فينا أثراً لا يُمحى..
لم تُمحيه قسوة الأيام والسنين وضنك الحياة مما هو ماضٍ أو قائم أو قادم..
مواسم المشاعر تقتلني، وفراقهم لا يزال يؤلمني. لا أستطيع تجاهلها ولا الهروب منها حتى وإن راودتني النفس إلى ذلك.. ذلك لأنها سكنت الروح، وأصبحت كحلم هاربةً مني ولا أستطيع التمسك بها أو استدراكها..
تجاعيدنا تُذكرنا بالعمر الذي مضى، وللذكريات تجاعيد كالسنين التي تسكن الأرواح لا الوجوه. لم يعد النسيان ممكنا..
نحاول محوه بذكريات أجمل لنعيد بنائه، ولكن دون جدوى..
أكابر وأرتشف فنجان قهوتي لأنسى ذكريات حياتي، لكن عيب السنين أنها تصنع الذكريات، وعيب الذكريات أنها لا تستعيدها..
قطار العمر يمضي تاركا خلفه عيب السنين تاركا إيانا في محطة من محطة العمر لا نملك سوى الحنين والأمل..
أخي أختي شركاء الفكر والقدر ، لم تبقي لنا الأيام وقطار العمر سوى آمال جميلة لمن لا يزالون على المحطة الأولى للقطار..
نترك لهم بقايانا وما نحمل وعبق الأوطان ليكملوا المسيرة ، ماضون إلى مثوانا..
ويبقى عيب السنين، ويمضي قطار العمر..
يمضي إلى مالانهاية حتى يتوقف القدر..
يمضي قطار العمر ويبقى عيب السنين...







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- حرب أمريكا وإسرائيل على ايران وتداعياتها. ندوة سياسية لمنظمة ...
- حزب التقدم والاشتراكية يستقبل وفداً من المنظمة المغربية لحقو ...
- تحركات في الكونغرس الأميركي لتصنيف البوليساريو منظمة إرهابية ...
- غدًا تجديد حبس القيادي العمالي شادي محمد وشباب قضية “بانر فل ...
- النظام المصري يواصل حبس المتضامنين مع فلسطين
- احتجاج بلا تصعيد، وغضب بلا قيادة: وقفة نقابة المحامين تكشف ع ...
- بيان لصحفيين مصريين: الاعتداء الأمريكي على إيران من أرض عربي ...
- المحامين قالوا كلمتهم.. نعم للإضراب
- المستأجرون يقررون مواصلة النضال لاسقاط مشروع القانون ويطالبو ...
- “أمن الدولة” تستكمل التحقيقات مع يحيى عبد الهادي


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - سرگول الجاف - عيب السنين وقطار العمر