أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق رفيق التونچي - التصحر الفكري الحضاري و يوتوبيا مشروع نظام المجالس















المزيد.....

التصحر الفكري الحضاري و يوتوبيا مشروع نظام المجالس


توفيق رفيق التونچي

الحوار المتمدن-العدد: 8381 - 2025 / 6 / 22 - 12:54
المحور: كتابات ساخرة
    


"كذب المنجمون ولو صدقوا"




هناك دوما مستشار خبيث وراء قرار كل حاكم في المستقبل . هذه المادة خيالية من جهة و واقعية من جهة لاعتمادها علىً معارفنا وعلومنا في الوقت الحاضر وبرؤية مستقبلية خيالية كنتيجة حتمية للتطور في المجال المعرفي العلمي وعلوم الفضاء والعلوم المستقبلية المتراكمة. لهذا أرجو ان لا تأخذ على محمل الجد ومنذ البداية لأنها مجرد فكرة للتأمل والتفكير المستقبلي.
"الأثر الغائب" مصطلح ارتبط برمال الصحراء والتصحر الذي حجبت آثار الحضارات القديمة على الكوكب الأرضي ويستخدم ها هنا بمعنى "الحجب". التاريخ لا يكرر نفسه وان تكرر حدوثها فستكون مهزلة سرياليه غير معقولة ولكن هناك تكرر للأفكار والأشخاص كنتيجة مباشرة لان الإنسان يولد دوما بمخ فارغ يحتاج أن يمتلئ مع كل ولادة جديدة وان وضعت فيها كل أخطاء الماضي فلا تنتظر منه الكثير في المستقبل.
العالم اليوم ٢٠٢٥ يقترب بهدوء إلى عشرة مليار لكن 90% من السكان سيكونون من الجهلاء وشبه المتعلمين وخاصة لان التطورات في علوم المعلوماتية ستصل إلى درجة يبدو لي بان الدراسة الكلاسيكية في المدارس والجامعات ستختفي او على الأقل ستفقد بريقها. وهؤلاء الجهلة هم من يقررون من يحكم العالم. الجهل مشكلة دولية وهذا ما نراه اليوم في التوجهات السياسية في العالم وطبعا هذه التوجهات في انتخاب الجاهل للجهلة سيؤدى حتما إلى الحروب والنزاعات كما ان انتشارهم هو خطر على الديمقراطية كنظام سياسيي حيث يكونون دوما رأس الرمح في جميع أنواع الأفكار المتطرفة الدينية والقومية السلبية وأينما تواجدوا. في المنظور القصير للرؤية المستقبلية للعالم ستسمر حتى أعوام ما بعد ٢٥٢٥ بعد ميلاد نبينا المسيح ابن مريم على الأقل هنا على الكوكب الأرضي.

تبدأ التصحر الفكري في عموم أهل الأرض مع الانفجار السكاني حين تفقد القراءة رونقها وتختفي الكتب والمكتبات وتغلق المدارس والجامعات. العلم والعلماء مع قلتهم يحاولون بكل الوسائل إبعاد هؤلاء ألحمقي من قيادة القطيع ولكن هؤلاء متسلحين بأسلحة حديثة ويقودون الجموع إلى الهاوية بقيادة من بعض المجرمين و رجال المتطرفين بينما تجمع العلماء في مكان سري للمحاولة من الخروج من عنق الزجاجة وتخلص البشرية من شرور هؤلاء دون إراقة الدماء.
يعقد الاجتماع في القمر ويتم تأليف جميع المجالس والهيئات المستقبلية لإدارة الكوكب الأرضي . مجموعة العلماء تقرر الانتظار ومراقبة الفلول البشرية الغاضبة على الكوكب. بعد سنين يعم السلام يعلن الانتصار على جميع الفلول الرجعية والائتلاف ألأجرامي ويقدم طلب من جميع شعوب الكوكب إلى أعضاء المجالس العلمية في الساكنين في القمر لقيادة جميع الدول العالم وعن بعد. اليوم يقرر البشرية بان المستقبل وبكل تفاصيله يحتاج إلى أفكار الفيلسوف الإغريقي أفلاطون في مدينته الفاضلة اي الابتعاد من النظم الديمقراطية والنظم التي تعتمد على منطق المطلق وترشيح الأغبياء لقيادة البشرية إلى تأسيس مجتمعات مبنية على العلم والتجربة والتحليل وعقلانية القرار الموزون من قبل العلماء وهنا استثني ما يسمون اليوم بالعلماء في الأديان المختلفة لانحصار مهمتهم في الشؤون الدينية وعلاقة الخالق بالمخلوق والعبادات والطقوس والشعائر وليس إلا. هذه المجالس نتيجةً حتمية لصراع النظريات المتخاصمة ونقيضها على الأرض وهي ليس فقط بديل بل نتيجة حتمية انتظرت البشرية دهور كي تصل اليها.
المجلس الديني المزمع تشكيله يشمل ابناء جميع الأديان والطوائف وللمجلس ميزانية خاصة بهم والجزء الأكبر من تلك الميزانية للمساعدات الاجتماعية كما هي عليها بيت المال وتستخدم الأموال كذلك لتطوير وإدارة جميع العتبات المقدسة والمراقد والجوامع والكنائس والمعابد الأخرى كما تشمل رواتب جميع العاملين في القطاع الديني وفي جميع أنحاء العالم . لهذا المجلس بنك العنان خاصة به. أوامر المجلس هي نصائح اكثر منها قرارات ذات خاص قانونية وتطبق في الأماكن المقدسة فقط. لا يتدخل مجلس الأديان في العمل السياسي وتبقى بعيدا عن اي قرار سياسي ولا تتدخل المجالس الأخرى في أعمال المجلس الأديان إلا في حالات خاصة وحسب القانون الأساسي ( الدستور) للكوكب الأرضي. المجالس القيادية ليس لها اي ارتباط بما تسمى اليوم بالأحزاب السياسية وهي لا تطبق برامج معدة مسبقا بل تعمل آنيا مع ظهور بوادر المشكلة اي قبل وأثناء وبعد حدوث اي حادثة مما يودي في النهاية إلى الوصول إلى بر الأمان للمجتمعات البشرية.
لقد أثبتت جميع الأنظمة السياسية فشلها في إدارة الأزمات ولذا دخلت البشرية إلى متاهة الحروب والنزاعات الإقليمية والعالمية والتي تقف خلفها الأشخاص وسلوكهم البشري المنحرف. من المجالس المهمة هو مجلس الدفاع الكوني لان بعد حصر السلاح بيد هذا المجلس الذي يقوم فقط بالدفاع عن مواطني الكوكب الأرضي أمام اي خطر خارجي والسلاح منحصر بيد هذا المجلس منحصرا وجميعها موجودة فقط تحت سطح القمر والأرض خال تماما من اي نوع من السلاح ولا ينتج اي سلاح للاستخدام في الحروب الداخلية او حتى للأشخاص بل ان جميع الأسلحة القديمة توجد فقط في المتاحف والبقية تم تحويلها بعد تفكيكها لأسلحة دفاعية عن الكوكب وساكنيه تجاه اي تهديد خارجي. ان فشل الأنظمة الحكم التي اعتمدت على نظريات فكرية من اليسار واليمين أدى إلى حوادث كارثية في المجتمعات البشرية وولادة حكم يسيطر عليه العقل الإبداعي للبشر ويتحكم فيه العلم بعيدا عن الرأسمال وهيمنته وبعيدا عن جميع الأفكار السياسية وتصب أخيرا في خدمة الأفراد أينما كانوا دون اي تفرقة وتمييز. مع اعتبار الفرد مركزا أساسيا لاتخاذ القرار بعيدا عن كل المصالح الأخرى.
هذه ليست نظرية سياسية جديدة بل هو حصيلة نهائية ونتيجة لدراسة تاريخ البشري منذ المشاعية الاولى وصولا إلى الثورة الفرنسية والحربين العالميين وما تلاها من حروب ونزاعات وكل الانهيارات المتتالية للأفكار والنظريات السياسية من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين. لا توجد في عالم المستقبل قوة حاكمة كدولة اوً كامة واحدة بل القيادة جماعية وهذا يعني أحيانا وجود علماء من شعوب أمثال الشعب الهندي، الصيني، الأوربي، البرازيلي، اللاتيني، الأمريكي وعددهم يتفاوت ولا يحملون جنسية البلد الأصلي بل الجنسية الكونية الموحدة. لا توجد ما يسمى اليوم بالحدود الوطنية يسافر أبناء الكوكب وبحرية إلى المكان الذي يرغبون زيارتها او الإقامة فيها. بالتأكيد هذه المجالس العلمية تنقسم إلى اختصاصات منها الاجتماعية والقانونية والاقتصادية والدفاعية والمعلوماتية وشؤون العالم الخارجي والكواكب ومجالس التطوير والتنمية كما هي تركيبة الحكومات الحالية وتقسيمها إلى وزارات اختصاصية. لكن بدلا من تكون تركيبة المجالس من أعضاء في احزاب سياسية سيكونون من العلماء وذوي الاختصاص. هذا العالم الذي يبعد اي حرب في المستقبل ويحترم التعددية الثقافية والعقائدية لجميع شعوب الكرة الأرضية.
جميع القرارات تتم اتخاذها بالإجماع وبالتساوي. العلماء بشر ويخطئون احيانا وهذا ما يقوم به هيئة خاصة مستقلة تقوم بمحاكمة وتجريم هؤلاء من الشريرين والفاسدين ويفقدون فورا مكانتهم كعلماء ويتحولون إلى مواطنين عادين ويرسلون إلى الأرض لعدم وجود السجون حتى على الكوكب الأرضي وجميع المحاكم تقوم بإصدار القرارات التأديبية فقط. النظام الحديث يؤمن الحياة الكريمة لجميع مواطني الكوكب ودون اي استثناء ولا توجد اي مؤشرات للفقر وطبقة فقراء وهناك العديد من المواد الغذائية والخدمات مجانيّة كالخبز والماء والمواصلات وحق السكن، التعليم والعناية الصحية المجانية وللجميع. النقود والمال بشكلها الحالي غير متوفر إلا في المتاحف. البناء القديم متروك تماما كمتحف طبيعي ويعيش مليارات من الناس في مساكن نموذجية قياسية متشابهة تقريبيا تتوفر فيه كافة وسائل الراحة والآمان احد أهم تلك المجالس تتخصص بعلوم الفضاء الخارجي والمجرات وتعمل على ايجاد الكواكب الملائمة للحياة البشري او الروبوتات في خدمة البشر. وهذا المجلس مسئول عن جميع التجارب والبحوث الخاصة بالفضاء.
اللغة موحدة للتواصل لجميع البشر على الكوكب الأرضي ولا توجد اي ترادف في مفرداتها ويحترم اللغات المحلية والوطنية وجميع اللهجات والثقافات.
ما قرأته، قارئي الكريم أعلاه، كلها مجرد خيال غير واقعي.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكامل الاقتصاد الوطني الاتحادي


المزيد.....




- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...
- بمناسبة أربعينيّته.. “صوت الشعب” تستذكر سيرة الفنان الراحل أ ...
- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق رفيق التونچي - التصحر الفكري الحضاري و يوتوبيا مشروع نظام المجالس