أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الاغا - ازمة القضاء في العراق.














المزيد.....

ازمة القضاء في العراق.


عبدالله الاغا

الحوار المتمدن-العدد: 8379 - 2025 / 6 / 20 - 23:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزمة القضاء في العراق: استقالة قضاة المحكمة الاتحادية وانكشاف هشاشة استقلال السلطة القضائية

في الوقت الذي كان العراقيون يطمحون فيه إلى بناء دولة مؤسسات تحترم القانون وتحتكم إلى الدستور، فجّر قرار استقالة تسعة من قضاة المحكمة الاتحادية العليا صدمة قانونية ودستورية غير مسبوقة، تعيد إلى الواجهة سؤالًا خطيرًا: هل يمكن للقضاء العراقي أن يصمد في وجه الضغوط السياسية المتراكمة؟

استقالة جماعية تهزّ ميزان العدالة

بحسب ما صرّح به النائب رائد المالكي، فإن الاستقالة الجماعية لستة قضاة أصليين وثلاثة احتياط من المحكمة الاتحادية جاءت نتيجة "ضغوط سياسية مباشرة من قبل أطراف في السلطة التنفيذية"، وذلك بعد قرار المحكمة إلغاء التصديق النيابي على اتفاقية خور عبد الله التي اعتُبرت منذ توقيعها موضع اعتراض شعبي وقانوني واسع.

تصريح صريح من رئيس المعارضة البرلمانية

وفي قراءة دقيقة للحدث، جاء تصريح الخبير المهندس عامر عبد الجبار إسماعيل، رئيس تحالف المعارضة النيابية، الذي أكد أن هذه الاستقالات لا تمثل فقط أزمة إدارية داخل المؤسسة القضائية، بل تشكل تهديدًا جوهريًا لـ"الشرعية الدستورية، والتوازن بين السلطات، والاستقرار المؤسسي في الدولة"، بحسب تعبيره.
وأشار عبد الجبار إلى أن المحكمة الاتحادية، وبموجب المادة (93) من الدستور، تُعدّ الحصن الأخير للدستور والفصل بين السلطات، وبالتالي فإن غياب النصاب داخلها بسبب هذه الاستقالات يضع البلاد على شفا فراغ دستوري حقيقي.

التدخل السياسي… ليس جديدًا

ما جرى لا يُعدّ حادثًا عابرًا أو معزولًا. بل هو استمرار لسلسلة تدخلات سلطوية في الشأن القضائي العراقي، بدأت منذ سنوات، وكان أبرزها ما صرّح به رئيس مجلس القضاء الأعلى الأسبق مدحت المحمود في وقت سابق، حين تحدّث عن تعرض القضاء إلى محاولات "تسخير سياسي" لضمان قرارات تتماشى مع مصالح أحزاب بعينها. كما كشف القاضي رحيم العكيلي، الرئيس الأسبق لهيئة النزاهة، في أكثر من مناسبة عن تعرضه لضغوط سياسية دفعته للاستقالة، بل واللجوء إلى المنفى.

كل هذه الشهادات تشير إلى نمط سياسي واضح في العراق: كلما اقترب القضاء من مسّ مصالح النخب المتنفذة، كلما تعرّض لضغط أو تصفية أو تحجيم.

قرار المحكمة بشأن خور عبد الله: النقطة التي أفاضت الكأس

قرار المحكمة الاتحادية بإلغاء المصادقة النيابية على اتفاقية خور عبد الله لم يكن مجرد حكم قانوني، بل كان موقفًا وطنيًا، كما وصفه النائب عامر عبد الجبار، "يحافظ على حقوق العراق وشعبه"، خصوصًا بعد أن تجاوزت الكويت التزاماتها وحدود قرار مجلس الأمن 833، ما بعد الدعامة 162.
وأكد عبد الجبار أن المحكمة كانت تؤدي واجبها في حماية سيادة البلاد، وأن أي محاولة للضغط عليها بسبب هذا القرار تمثل "تهديدًا لمصالح العراق وآلية الدفاع عن حقوق شعبه داخليًا وخارجيًا".

الاستقلال القضائي… ضمان الدولة، لا خيارًا سياسيًا

إن انهيار النصاب في المحكمة الاتحادية هو ناقوس خطر لكل من يعنيه بقاء العراق دولة قانون ومؤسسات. القاضي المستقل هو خط الدفاع الأخير عن المواطن، والدستور، والسيادة. فحين تنكسر إرادته، تنكسر الدولة.

ما نعيشه اليوم ليس فقط نتيجة خطأ سياسي، بل نتيجة تراكم طويل من تسييس المؤسسات، وتغوّل الأحزاب على مفاصل الدولة، وهو ما يجعل من استقلال القضاء قضية وطنية بامتياز، لا شأنًا مهنياً أو نقابياً فحسب.

في هذا السياق، فإن دعوات النائب عامر عبد الجبار لإجراء مفاوضات حصراً بين خبراء العراق والكويت بعيداً عن التدخل السياسي، تمثل الصوت العقلاني الأخير في مشهد مرتبك، وتحمل رؤية ناضجة لبناء علاقات إقليمية قائمة على الندية والمصالح المشتركة، لا على الخضوع والإذعان.

---

خاتمة: إنقاذ القضاء هو إنقاذ العراق

إنقاذ المؤسسة القضائية في العراق لا يكون عبر الخطب، بل عبر منظومة حماية فعلية، تبدأ بتجريم التدخل السياسي المباشر وغير المباشر في شؤون القضاء، وتنتهي بتأمين حياة القضاة وحمايتهم قانونيًا ومعنويًا، كما هو الحال في الدول المحترمة.

فالمجتمع الذي لا يمتلك قضاءً مستقلاً، لا يمكن له أن يمتلك دولة.

عبدالله الأغا
رئيس لجنة الشباب - تجمع الفاو زاخو







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مباشر: دونالد ترامب يعلن موافقة إيران وإسرائيل على -وقف تام ...
- مسؤول إيراني لـCNN: طهران لم تتلق أي مقترح لوقف إطلاق النار. ...
- ترامب يعلن عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.. ما التفاص ...
- سوريا: تفجير انتحاري يودي بحياة 23 شخصًا على الأقل في كنيسة ...
- ترامب: إسرائيل وإيران وافقتا على -وقف تام لإطلاق النار-
- لماذا يعارض مهندس -أميركا أولا- الحرب على إيران؟
- ترامب يعلن وقفا تاما وشاملا للحرب بين إسرائيل وإيران
- ترامب يشيد بأمير قطر ويعلق على الهجوم الإيراني
- الدوحة تؤكد استقرار الأوضاع وواشنطن تعلن إعادة فتح سفارتها ف ...
- ماذا نعرف عن قاعدة -العديد- الأميركية في قطر؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله الاغا - ازمة القضاء في العراق.