السياسة الجديدة لحزب اللائحة الموحدة في الدنمارك بشأن الدفاع والأمن تضعه بوضوح في صف التسلّح

لوكاس ويليام كارن

الحوار المتمدن-العدد: 8375 - 2025 / 6 / 16 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أقرّ المؤتمر السنوي لحزب اللائحة الموحدة سياسة أمنية جديدة للحزب. وتدعو هذه السياسة إلى تعزيز القدرات العسكرية للجيش الدنماركي، ما أثار قلق بعض أعضاء الحزب.
أقرّ المؤتمر السنوي لحزب اللائحة الموحدة سياسة جديدة للدفاع والأمن، تدعو إلى تعزيز القدرات العسكرية للدفاع الدنماركي، وفي الوقت نفسه إلى نزع سلاح عالمي مشترك.



إذا كان هناك أي شك سابقًا حول ما إذا كان حزب اللائحة الموحدة يدعم الآن التسلّح، فقد زال هذا الشك بالكامل بعد مؤتمر نهاية الأسبوع الماضي.

فقد أقرّ الحزب سياسة جديدة للدفاع والأمن، تؤكد على الحاجة إلى "تعزيز الدفاع الوطني الدنماركي"، أي التسلّح العسكري.

في الوثيقة التي أقرّها المؤتمر السنوي، ورد أن "الدفاع الدنماركي يجب أن يمتلك القدرة والكفاءة لحماية السكان والبنية التحتية لدينا، ولتأكيد السيادة في الدنمارك وفي مملكة الوحدة، بما يتوافق مع رغبات حكومة غرينلاند وبرلمان جزر فارو".

ومع ذلك، لم يُذكر أي رقم محدد بشأن مقدار التسلّح المطلوب. لكن بعض أعضاء حزب اللائحة الموحدة يشعرون بالقلق إزاء هذا التوجّه الجديد، من بينهم لاسه بيرتلسن، عضو مجلس إدارة نقابة عمّال الطلاء في كوبنهاغن.

يرى أن السياسة الجديدة تُعد انحرافًا عن المبادئ الأساسية التي يقوم عليها حزب اللائحة الموحدة.

– يبدو لي أن التوجهات العامة في البرلمان تؤثر على الحزب بشكل مفرط. التسلّح سيكون مكلفًا للغاية، وسيؤثر على أمور مثل الرعاية الاجتماعية. لذلك لا أرى أي منطق في أن يدعم حزب اللائحة الموحدة الآن هذه الأجندة، كما يؤكد لصحيفة "Arbejderen".

– من وجهة نظري، لا يمكن لحزب يساري أن يدعم التسلّح. هذا تناقض داخلي، حتى وإن أُطلق عليه اسم الدفاع الإقليمي.

هيلغه بو ينسن، عضو المجلس البلدي في ألبرتسلوند، حزب اللائحة الموحدة

شخص آخر ينتقد هذا التوجّه الجديد هو هيلغه بو ينسن، عضو المجلس البلدي في ألبرتسلوند. يقول لصحيفة "Arbejderen" إنه قلق بشأن ما إذا كان حزب اللائحة الموحدة سيتمكن في المستقبل من تمثيل أولئك الذين يعارضون التسلّح.

– رأيت استطلاعًا للرأي أظهر أن 35 بالمئة من السكان يعتقدون أننا لا ينبغي أن نتسلّح. من سيمثلهم إذا لم يكن حزب اللائحة الموحدة؟ هذا يقلقني، لأن تلك الفئة لن تجد من يمثلها.

تناقض في الرؤية

رغم أن السياسة الأمنية الجديدة تدعو إلى تعزيز الجيش الدنماركي، إلا أن الوثيقة تنص أيضًا على أن ذلك لا يجب أن يُستخدم في حروب هجومية، بل فقط كدفاع إقليمي ضد "قوى سلطوية من الشرق والغرب".

– هذه الصياغة تبدو جوفاء بالنسبة لي. لأن من السذاجة الاعتقاد بأن الدنمارك قادرة على الدفاع عن نفسها ضد الولايات المتحدة، التي تُعد أكبر قوة عسكرية في العالم. ناهيك عن أننا قد منحنا الأمريكيين بالفعل قاعدة عسكرية ضخمة في غرينلاند، ما يعني أننا متأخرون منذ البداية في هذه الوثيقة، يقول لاسه بيرتلسن، ويضيف:

– بما أن الوثيقة تدعو أيضًا إلى كل من التسلّح الوطني ونزع السلاح العالمي المشترك، فإن ذلك يجعلها فضفاضة بشكل مفرط. تحاول الوثيقة أن تُرضي الطرفين، لكنها في النهاية لا تقول شيئًا ملموسًا في كثير من النقاط.

يرى هيلغه بو ينسن أيضًا أن الوثيقة تفتقر إلى أهداف سياسية واضحة. ويشير، من بين أمور أخرى، إلى أن فكرة التسلّح دون التأثير على الرفاهية تبدو غير واقعية.

– أنا نفسي عضو في مجلس بلدي، وقد بدأنا بالفعل بمناقشة كيفية تأثير التسلّح على قدرتنا على تقديم خدمات الرعاية. لذلك، حتى وإن لم يكن من توجه حزب اللائحة الموحدة تقليص الرفاهية لصالح التسلّح، فإن المبالغ المالية التي نتحدث عنها تجعل من الصعب تخيّل عدم تأثّر الرفاهية، كما يؤكد.

السماح لجهة يمينية بالتأثير

بالنسبة للاسه بيرتلسن، فإن هذه السياسة الجديدة تعكس أيضًا توجّهًا أكبر في قمة حزب اللائحة الموحدة. فهو يرى أن الحزب أصبح مشغولًا للغاية بكيفية الظهور بمظهر جيد داخل أروقة البرلمان، وأقل اهتمامًا بما يحدث بين أوساط الشعب.

– عندما تسمح لجهة يمينية مثل صحيفة BT بالضغط على الحزب لتغيير سياسته، فهناك خطب ما، برأيي. لقد تم التغاضي تمامًا عن الأصوات المنتقدة للتسلّح داخل المجتمع، لصالح السعي المفرط للظهور بصورة مقبولة في البرلمان، كما يقول.

ورغم أن الوثيقة تم إقرارها في المؤتمر السنوي، فإن هيلغه بو ينسن يرى أن هناك أملًا للمستقبل. ويشير إلى أن أكثر من 100 مندوب صوتوا ضد السياسة الجديدة، وأن النقاش سيستمر في المستقبل.

– من وجهة نظري، لا يمكن لحزب يساري أن يدعم التسلّح. هذا تناقض داخلي، حتى لو أطلق عليه اسم الدفاع الإقليمي، يقول، ويضيف:

– نحن لا نزال نؤيد بوضوح نزع السلاح في البرنامج الأساسي للحزب، لذا فإن النقاش سيستمر بلا شك في المستقبل.

ترجم من الدنماركية:
https://arbejderen.dk/indland/enhedslistens-nye-forsvars-og-sikkerhedspolitik-placerer-dem-solidt-paa-oprustningens-side/

#لوكاس_ويليام_كارن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل