أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد عمر الأبرز - تحليل استراتيجي للأثر الإداري والمالي للضربة الإسرائيلية على إيران وانعكاساتها على العراق














المزيد.....

تحليل استراتيجي للأثر الإداري والمالي للضربة الإسرائيلية على إيران وانعكاساتها على العراق


محمد عمر الأبرز

الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 21:54
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الضربة التي وُجّهت بتاريخ 12 حزيران 2025 إلى أهداف داخل الأراضي الإيرانية تمثل نقطة تحوّل في مشهد الصراع الإقليمي. هذا التصعيد العسكري ليس مجرد مواجهة بين دولتين، بل يمثل لحظة تصدع في التوازن الجيوسياسي الإقليمي، والعراق – بحكم موقعه وتركيبته الداخلية – سيكون من أول الدول التي تتلقى موجات هذا الارتداد، إداريًا وماليًا.

أولًا: الارتباك الإداري في العراق – بين الحياد والتورط
العراق يواجه الآن ضغطًا حادًا على مستوى اتخاذ القرار الإداري والسياسي. الحكومة تجد نفسها مجبرة على التفاعل ضمن بيئة إقليمية متقلبة، حيث ترتبط بعض القوى السياسية والأمنية العراقية بشكل مباشر أو غير مباشر بإيران. هذا الواقع يفرض تحديات إدارية معقدة:
تجميد العديد من المسارات الإصلاحية والتنموية، إذ ستتحول مؤسسات الدولة إلى نمط إدارة الأزمات بدلًا من برامج التنمية والتخطيط الاستراتيجية.
احتمالية إعادة انتشار أمني غير منضبط لبعض القوات والميليشيات داخل الأراضي العراقية، مما يعقّد قدرة الحكومة على ضبط الإيقاع الداخلي، ويُضعف قدرة الدولة المركزية على احتكار القرار السيادي.
ازدياد الهوّة بين مراكز القرار الرسمية والشارع، خاصة في حال استخدمت بعض الأطراف العراقية هذا الحدث للتصعيد الإعلامي أو العسكري، ما قد يؤدي إلى خلق حالة من الانقسام المجتمعي الحاد.

ثانيًا: الضربة كأزمة مالية صامتة في العراق
الضربة الإسرائيلية لم تُطلق فقط صواريخ على إيران، بل أطلقت أيضًا سلسلة من الاختلالات الاقتصادية المرتقبة في العراق، خصوصًا مع هشاشة بنيته المالية واعتماده شبه الكلي على النفط:
توقعات بهزة في أسعار النفط العالمية، تتبعها في العراق زيادة في المخاطر اللوجستية للتصدير عبر الخليج. أي تهديد محتمل لمضيق هرمز يعني تهديدًا مباشرًا لعائدات العراق.
زيادة متوقعة في كلف الاستيراد، نتيجة اضطراب شبكات التوريد الإقليمية وارتفاع أسعار النقل، لا سيما أن العراق يستورد نسبة كبيرة من المواد الغذائية والدوائية من دول الجوار.
حالة هلع محتملة في السوق المحلي، ستؤدي إلى تخزين مفاجئ للسلع، وتذبذب في قيمة الدينار، وتنامٍ لاقتصاد السوق السوداء.
تجميد أو تأخير بعض المشاريع الاستثمارية، المحلية والدولية، نتيجة تصاعد مؤشرات المخاطر، مما ينعكس على التشغيل والطلب الداخلي.

ثالثًا: التحليل الأبرز: العراق بحاجة إلى حياد ذكي ومناورة استراتيجية
من الواضح أن استمرار الضربة أو اتساعها سيضع العراق أمام معادلة صعبة: إما أن يبقى دولة مستقلة ذات قرار سيادي ومالي متوازن، أو يتحول إلى مجرد ساحة صراع غير مباشر بين القوى الإقليمية.
التحرك الأمثل الآن لا يكمن في الانحياز أو الصمت، بل في بناء مسار ثلاثي المسارات:
1. إداريًا: إنشاء غرفة طوارئ سيادية مرتبطة برئيس الوزراء مباشرة، وظيفتها إدارة الأزمات الحدودية، متابعة أداء الوزارات ذات الصلة (الداخلية، التجارة، النفط، الدفاع)، ورفع تقارير يومية بالوضع التنفيذي.
2. ماليًا: إعادة ترتيب أولويات الإنفاق، والتحرك نحو تفعيل أدوات وقائية مثل فرض ضوابط مالية مؤقتة، وتسريع تحريك الاحتياطي غير المستغل. كذلك، فتح حوار فوري مع البنك المركزي حول أدوات تثبيت العملة ومنع التهريب المالي.
3. دبلوماسيًا: تبني خطاب حياد فعّال، لا حياد سلبي. بمعنى أن يكون للعراق دور وسيط أو موازن بين الأطراف، مع استثمار هذا الدور في تحصين المصالح العراقية. الخطاب العراقي يجب أن ينتقل من رد الفعل إلى المبادرة.

ختامًا:
هذه الضربة تمثل بداية مرحلة جديدة من "الحروب المركبة" في المنطقة، حيث لم تعد الصواريخ وحدها هي أدوات الحرب، بل الأنظمة الإدارية والمالية للدول أيضًا.
إذا لم يُحسن العراق قراءة الموقف واتخاذ ما يلزم إداريًا وماليًا، فلن يكون مجرد متأثر، بل سيكون أحد ضحايا الصراع طويلة الأمد، عبر الاستنزاف الداخلي البطيء لا عبر الحرب المباشرة.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- روسيا تدخل قائمة أكبر خمسة اقتصادات الأقل اعتمادا على الوارد ...
- نظرة على قطاع الطاقة والبنية التحتية في إيران
- جيش الاحتلال: تدمير مبنى لإنتاج اليورانيوم المعدني في الهجوم ...
- -بلومبرغ-: الولايات المتحدة تعارض خفض سقف سعر النفط الروسي
- انطلاق الكأس الذهبية غدا الأحد وسط حضور تاريخي للسعودية
- قلق بالأسواق الإيرانية بعد ضربات إسرائيلية والتومان يهوي ومخ ...
- هجوم إسرائيل على إيران يعيد مضيق هرمز إلى صدارة اهتمام أسواق ...
- رويترز: مصر توقف إنتاج الأسمدة بعد تعطل واردات الغاز من إسرا ...
- هل تصمد أسواق النفط أمام الضربة الإسرائيلية لإيران؟
- خبراء: إسرائيل قد تواجه تحديات اقتصادية طويلة بعد ضرب إيران ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - محمد عمر الأبرز - تحليل استراتيجي للأثر الإداري والمالي للضربة الإسرائيلية على إيران وانعكاساتها على العراق