أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حسن المحمد - مناهج الكورتيزول وحكم الأسدين في سوريا














المزيد.....

مناهج الكورتيزول وحكم الأسدين في سوريا


علي حسن المحمد

الحوار المتمدن-العدد: 8372 - 2025 / 6 / 13 - 13:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معظمنا يعلم تجربة بافلوف على الكلب . حيث قام بافلوف بقرع الجرس لمدة زمنية و بعدها يقدم الطعام للكلب وكرر التجربة مرات عدة ، فلاحظ أن الكلب يفرز اللعاب. لكن عندما قرع بافلوف الجرس لوحده لاحظ أن الكلب يقوم بإفراز اللعاب مباشرة بدون تقديم الطعام.
تم تطبيق هذه النظرية في التربية خلال القرن العشرين حيث اعتمد على المكافئة بعد الاجتهاد و المعاقبة بعد الكسل .
في المدارس التربوية الحديثة تم التخلي عنها و اعتماد الميول و الرغبات و تنشيطها بدل من استخدام الترهيب و الترغيب.
بالعودة إلى مناهج التربية في سورية في الفترة الأسدية تم ترسيخ التعليم الحرفي النصي( الحفظ الصم) من خلال الامتحانات و التقويم الذي يركز على مستويات التفكير الدنيا مثل التذكر أو الفهم كحد أعلى .
كانت الامتحانات تمثل مخاضا مرعبا للطلبة ؛ فهي تطلب المعلومات بشكل حرفي اي تفترض الطالب أداة حفظ و تفريغ للمعلومات ؛ حيث كانت سلالم التصحيح أداة قطع و حذف للعلامات لمجرد حذف او إضافة كلمة او حرف .
وسئل مرة أحد معاوني وزير التربية في سوريا لماذا لا نقوم بتغيير نمط الأسئلة من المقالي إلى الموضوعي فأجاب سنقطع كل يد تمتد إلى لتغيير نمط أسئلة الشهادات . لماذا؟
لأن الأسئلة التي تحفز التفكير النقدي تخلق إنسان ناقد ورافض للقوالب الجاهزة ، وهذا النوع من المواطنين متعب و ستصعب السيطرة عليه .
كيف يعطل التلقين الايديولوجي والتربوي التفكير النقدي ويصنع الأصنام الفكرية؟
التفسير من منظور فزيولوجي عصبي:
التعليم الايديولوجي المبكر الذي يركز على التلقين النصي وليس التفكير النقدي يعيد برمجة الدماغ بشكل يؤدي إلى هيمنة النمط الفكري الأحادي، حيث تُعطَّل مراكز التفكير النقدي في الفص الجبهي من الدماغ.
تشير الأبحاث إلى أن تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن الإبداع والتفكير التحليلي يتراجع عندما تُغلق منافذ التساؤل بفعل التربية الصارمة، ما يؤدي إلى تحفيز إفراز هرمونات الخوف والقلق والترقب، مثل الكورتيزول، عندما يتعارض تفكير الطفل مع النصوص الثابتة أو المفاهيم المطلقة.
تؤدي هذه الأنماط العصبية إلى خلق حالة من "المسارات العصبية الثابتة" حيث يزداد اعتماد الدماغ على ردود الفعل العاطفية بدلًا من التحليل المنطقي. يصبح الفرد، نتيجة لذلك، أكثر عرضة للتفاعل الدفاعي بدلًا من النقد البناء، ما يرسّخ أنماط التفكير التي تعجز عن التعامل مع الأفكار المخالفة أو التحديات الجديدة.
يُبرمج الدماغ على هذه الارتباطات، فيتحول الخطأ إلى تهديد للوجود الشخصي لا مجرد فرصة للتعلم. يصبح التلاميذ عالقين في حالة دائمة من الترقب والخوف (نتيجة ارتفاع الكورتيزول) ، ويجعلهم غير قادرين على مواجهة الأفكار الجديدة أو المراجعة الذاتية. وبذلك، يتحول السلوك التلقيني إلى أداة لتصميم نماذج عصبية ثابتة تعزز الطاعة العمياء.
من الناحية الفلسفية، يمكن اعتبار "تقديس النصوص" نتاجًا لأزمة وجودية تواجه الفرد في مجتمع يعاقب التفكير الحر.
فيقوم العقل ببناء "أصنام فكرية" لحماية نفسه من التناقضات الداخلية، فيصبح النص، سواء كان أيديولوجيا أو مدرسيًا، مرجعًا خارجيًا يمنح الأمان والهوية. حيث يصبح العقل أسيرًا لقوالب فكرية تمنعه من تحطيم أصنامه والبحث عن المعنى من جديد.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بمقولة خليفة أموي بعد الضربة الإسرائيلية في إيران.. مبعوث تر ...
- وكالة: البيت الأبيض يوعز بإجراء تدقيق على العقود الحكومية مع ...
- هل ما يحدث بين إسرائيل وإيران -حرب- فعلاً؟ ومتى نطلق هذه الت ...
- +++تواصل الغارات المتبادلة بين إسرائيل وإيران وسط دعوات للته ...
- أمريكا: احتجاجات -لا ملوك- ضد استعراض ترامب العسكري
- هل للولادة القيصرية مخاطر على صحة الأم والطفل على المدى الطو ...
- الجيش الإسرائيلي: مقاتلات سلاح الجو أكملت هجوما على المنشأة ...
- دفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية تضرب وسط إسرائيل وسقوط عدد ...
- الإسعاف الإسرائيلية: مقتل إسرائيلي في الرشقة الصاروخية الإير ...
- صحيفة: واشنطن تقوم بتفعيل صواريخ باتريوت خلال الهجوم الإيران ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي حسن المحمد - مناهج الكورتيزول وحكم الأسدين في سوريا