أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالحكيم رمضان علي الجبوري - الأمثال الشعبية و وأثارها الاجتماعية















المزيد.....

الأمثال الشعبية و وأثارها الاجتماعية


عبدالحكيم رمضان علي الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 8369 - 2025 / 6 / 10 - 14:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أن الأمثال الشعبية التي ورثناها من أسلافنا كانت بمثابه دواء لكل داء، أمر لكل تمرد، ثبات لكل تزحزح، كانت إرشادات أبوية و توصية أمية من أناس افتقدناهم كثيراً، وقد وجدنا لها تأثيرا كبيرا على صعيد الحياة الأجتماعية اليومية و في المجالات شتى و في كل مفاصل العيش ، فعلاً إنها عباره عن بطاقة تسير وعبور ومن ثم الدخول، الأمثال الشعبية كانت هي تلك الجسر الواصل بين المتاح و الاماني، كانت بمثابة دروس كثيره في كل مأثورات التي تحيط بالإنسان بشكل العام والإنسان المسلم المؤمن الذي ولد وترعرع في بيئة إسلامية شرقيه بحت، الأمثال كثيرة فقد كانت ذا صدى في الإرشاد إلى الحقيقة والصواب و البعد عن الجهل والخراب، لذالك عندما نقرأ كتب العلامة الدكتور علي حسين الوردي (رحمه الله تعالى) نجد أن لا يكاد يخلو كتاب من كتبه الا وتجد فيها من الأمثال الكثير الكثير، و لاسيما في كتابه شخصية الفرد العراقي وأيضاً كتاب الأخلاق، الضائع من الموارد الخلقية، و دراسة في طبيعة المجتمع العراقي، وغيرها كثير، وأيضاً الدكتور عبدالجليل الطاهر (رحمه الله تعالى) و أيضاً الدكتور إحسان محمد الحسن (رحمه الله تعالى) والأستاذ باقر ياسين كل هؤلاء الرواد في علم الإجتماع وهم على مستوى العراق والوطن العربي قد استعملوا الأمثال الشعبية و الحكم و المواعظ الدينية و غير الدينية لما لها من أثر بالغ الأهمية في ضبط النفس البشرية في حدود أجتماعية ولعلنا نأخذ لمحة ذهبية في العلوم الاجتماعية، فقد تجد علم التاريخ يركز في أظهار و معرفة قائل كل مثل من الأمثال الشعبية على سبيل المثال ان المثل الشعبي الذي يقول ( كل عنزة معلقه من گرعوبها ) ويقصد في هذا المثل أن كل شخص هو مسؤول عن أفعاله سواء كانت حسنة أم سيئة، فهو المسؤول الأول و الأخير عن توابعها و عواقبها، وبهذا كل فرد من أفراد المجتمع عندما يرى حدثا أمام عينه سواء أكان شجارا أو أمرأة تستنجد أو أي حدث سوف يخطر في باله انه اذا تدخل سوف يلقى ما لا يرضيه وبالتالي يسكت و يرجع عن تدخله معتمداً في ذالك على أن كل شخص هو من يوصل نفسه الي ما يحدث له، وأيضاً مثلاً مثال يقال سابقاً ( هم البنات للممات) أي أن بعض العقول السابقة كانت لهم آراء حول البنات وهم يرون أن البنت ذو هم كبير وعبئ ثقيل إلى أن تتزوج وبعدها يرتاح من همها، حتى يتسنى له النظر إلى هم أخواتها الاخريات، وهذا المثل كان يعمل به في زمن الجاهليه وعندما كانوا يقتلون البنت ويعدوونها عارا وإثما كبيرا،، بعدها نزل قول الله تعالى (وإذا الموٶدة سُئلت بأيّ ذنب قُتِلت) بعدها الإسلام نهى عنها، لكن بدأت تخرج أفكار هذا المثل الآن ولاسيما بعد أن انتقل الانترنت من الدوائر و المؤسسات الحكومية إلى المنازل المدنية أي إلى بيوت الناس وبدأ الانحراف عند اغلبيه البنات داخل البيوت مع غياب شبه تام من قبل الرقابة العائلية، وبالتالي رجعت بعض العوائل التي كان التقصير منهم إلى غسل عارهم من خلال القتل حتى لا يتم فضحهم بين أبناء منطقتهم، وأيضاً هناك مثل آخر هو ( كل حبة قمح مسوسة لها كيال أعمى) وهذا من الأمثال التي تجعل الفرد يؤمن بكل أمر يحدث في المجتمع الذي يعيش فيه وهي أن كل مصيبة لها تصريفها بأمر الله تعالى أي لا تقلق على كل ظاهرة تحدث أو أي فعل سيئ ، وأن الإيمان بالله هو من أصل الحل بشكل عام ليس على الجانب الاجتماعي، و أيضاً على مستوى النصيب ، النصيب ليس الزواج فقط ومع العلم هو أيضاً من صلب الموضوع، لكن النصيب في الدراسة و النصيب في الرزق و العمل والقدر هذه كلها وغيرها الكثير يعالجها هذا المثل و التمعن في مضمونه، وهناك أيضاً مثل أخر وهو (اللي ما يفتح زنبيله محد يعبيله) وهذا المثل حاله حال الكثير من الأمثال الذي له من المواعظ الاجتماعية و ضبط النفس عن الاذية وهذا المثل يتحدث عن عزه النفس أي أن الإنسان ذو العفه اذا وصل إلى أعلى درجات الحضيض والفقر والعوز لا يمد اليد لغير الله حتى لو مات من الجوع هو وأهل بيته، وهذا يذكرنا بقول الله تعالى (يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ) وأيضاً يوجد فيه جانب أخر وقد ذهب فيه بعض المختصين في تفسير الأمثال الشعبية وهو أن البنت الشريفة و التي تربت على القيم والأخلاق والمبادئ في بيت صالح لا تعطي شرفها بالهين مقابل شيئ رخيص، كما هو الحال في الجامعات مثلاً هناك الكثير من الطالبات الأن لديها علاقه مع أساتذه جامعيين، وهي تمارس الرذيله مع الاستاذ من أجل الحصول على بعض الدرجات التي تضمن لها العبور في الامتحانات وهي تضع نفسها وأهلها في موقف لايحسد عليه، كما حدث قبل فتره في جامعة تكريت في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة عندما قام أحد تدريسي هذه الكلية و هو عمر فلاح عبد مع أحد طالباته وهي زينب عبدالامير و عندما كشفهم حارس الأمن وهو المرحوم مصطفى عامر مجهد الجميلي (رحمه الله تعالى) وهم في وضع مخل بالشرف حاول منعهم إلا أن هذا الأستاذ وهو بعيد عن هذا اللقب العلمي الرفيع و بتحريض من قبل الطالبة التي كانت بجواره داخل السيارة قام بالفرار وأثناء الفرار قد اصطدام بالحراس أو موظف الأمن داخل الجامعة وقام بدهس رأسه ليفارق الحياة بعد يومين، هذه ومثلها الكثير تحدث الان في جامعاتنا على مستوى العراق و الوطن العربي، وهناك من الأمثال التي تقول ( العدس في ترابه يأتي وقت حسابه) وهو أن كل شيء في وقته حلو أو جميل كما يقال أذا تعرضت للظلم أصبر دائماً تعود أن تصبر على الأذى أن الأقدار كفيلة بمساعدتك على أن تنتقم من كل شخص أساء لك في يوم من الأيام، لكن نحن نحتاج إلى الصبر فقط و التريث في مثل هذه الأمور واللجوء إلى الحكمة أو طلب المساعدة من الأشخاص الآخرين التي تثق فيهم من أجل تقديم النصائح لك، ومن الأمثال الأخرى وهي ( يامن تعب يامن شقى يامن على الحاضر لگه) وهي تقيس و تتحدث عن عدم تساوي بين المناصب أو الأرزاق فهناك من سهر الليالي وتعب حتى يصل العلا وبالتالي لم يحصل على مقعد في الكلية التي يروم الوصول إليها، وهناك من وظف الوسائل غير الشرعية مثل الواسطات بحكم القرابة والجيرة و صلة الدم ويصل إلى مالم يستحق أن يصل، وهناك مثل يقول ( فكيف العربي اذا تثقف)
وهو يتكلم عن عدم توازن بين الفرد العربي الريفي الذي ينظر اليه الفرد العربي الحضري، هذا على مستوى الوطن العربي، فكيف على مستوى الدول الأوروبية مثلاً، فهذا المثل يتحدث عن الاهانة التي يتعرض لها الريفي في هذه المجتمعات المحلية وهذا بالتالي يخلف العنصرية و الانشقاقات الاجتماعية بين أبناء الطبقة الواحدة، لكن بالتأكيد هذا المثل ليس قياسا عاما فهناك الكثير من أبناء المناطق الريفية الذين يحملون الشهادات العليا وأصحاب ثقافة عالية، وفي الختام يجب علينا أن نعلم جميعاً أن كل ظاهرة أو حدث أو أي شي يخص المجتمع سواء من قريب أو من بعيد يجب دراسته و الكتابة عنه سواء مقال أو بحث، ومثل هذه الدراسات تعطي آفاق أكثر و دراسة اشمل عن هذه المواضيع المهمة، و الأمثال الشعبية كانت و مازالت منارة بحتذى بها المجتمع وهناك من شبهها انها تعطي مدلولاً مشابها لاحاديث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وهم يقصدون أنها ارشاد لا يأخذ طابعا جبريا، في حين الأحاديث النبوية تأخذ طابعا جبريا أسلاميا.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فستان زفاف ثانٍ لأمينة خليل في اليونان..هل تفوّق على الأول؟ ...
- -حيوانات ترفع أعلامًا أجنبية-.. شاهد ما قاله ترامب عن -مثيري ...
- إيران تهدد باستهداف جميع القواعد الأمريكية في حال فرض الحرب ...
- -الدوما-: لا طرق قانونية لتمديد ولاية زيلينسكي
- الجيش الإسرائيلي ينشر نتائج تحقيقه حول أحداث 7 أكتوبر في موش ...
- الأحزاب المعارضة تصوت على حل الكنيسيت الإسرائيلي اليوم.. كيف ...
- لوس أنجلوس.. ترامب يبعث الحياة في -قانون الانتفاضة- بعد أكثر ...
- -التحالف الدولي- يبحث مخاطر -داعش- في سوريا
- إسرائيل تبدأ تجنيد جيش من الحريديم مطلع يوليو
- نتنياهو يسابق الزمن لإنقاذ حكومته وسط تهديدات بحل الكنيست بس ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالحكيم رمضان علي الجبوري - الأمثال الشعبية و وأثارها الاجتماعية