أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميادة الاسدي - الوجع والحب لدى حواء خواطر نقدية















المزيد.....

الوجع والحب لدى حواء خواطر نقدية


ميادة الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1810 - 2007 / 1 / 29 - 11:54
المحور: الادب والفن
    



كيف يمكن للوجع الانساني ان يسيل دما من الافئدة المغرمة بالوطن الفاقدةلأزهار حنانه ودفئه دون خوف او اعاصير الرعب الذي تجتاحه كموطن كانت حضارته تمتد الى اربعة او خمسة الالاف سنة قبل الميلاد ومزامير هذا الوجع الحزين يتمثل في قصائد الشاعرة حنين عمر وهي تنثره دموعا لا تراها الاعين بل تبصرها القلوب سواقي فريدة من نوعها متميزة في تدفقها وسلاسة ايقاع الكلمات الحاضنة او الناطقة بتلك الالام التي فاقت الام فرتر فكان الوطن هو الحبيب الذي تناديه وتبث له عشقها ونجواها ففي ديمقراطية عاشقة تترك لذلك الحبيب اية القرار والحبيب مرة يصير المنقذ الذي تتمناه ومرة الوطن الذي تجتاحه زوابع الطائفيه السياسية التي ربما زرعها المحتل لانه يعرف اكيدا ان هناك من لا يمتلك هوية عراقية ولا يمتلك هويةغير التحزب الطائفي الذي حول العمل المقاوم الى عمل احتراب طائفي لخدمة المحتل ليس الا..


قرر أنتَ إلى أي منفىً

سنرحلُ

من دون ترك الطريق الذي قد يعودُ

قرر...

انا سوف اتبعُ خطوكَ للموتِ

ليس يهمُ ...

ففي العشق تلغى خطوطُ الحدودْ

وفي الاغترابِ البعيدِ سنكبرُ

نبدأ..

ننهي...

ننجبُ اطفالنا للوجودْ


قرر أنتَ إلى أي منفىً

ولا تتساءلْ كثيرا عن الدربِ

إنّ الدروب جميعا تؤدي بعمري إليكَ

ولا تكترث لدموعي...

فلستُ سأحزنُ حين فراقِ بلادي

لأني سأحمل أنفاسها في فؤادي

وأحملُ بحر الجزائرِ في شفتيّ

وأحمل دجلاً في شفتيكَ

وأحملُ كلّ البساتينٍ شوقا

بعطر يديكَ

وأحمل في العطر كلّ الورودْ


قرر انتَ

ودعنا نهاجرْ

كأسراب طيرٍ تريدُ السماءْ

وترغبُ في الدفء

تفتح تحليقها في الفضاء

تماهي الغيومَ

تراود بوح المسافاتِ دون اشتهاءْ

لعل المدى بالوصال يجود !!!


قرر أنتَ

فقلبي توشحَ بالصمتِ في صمتهِ

واحتمى بالبكاءْ

وروحي بها تعبٌ لا ينامُ

به أرق ُ النار والجفنُ ماء ْ

قرر أنتَ...

إلى أي منفىً سنهدي الغناء ْ

إلى أي وجهٍ سنهدي القبلْ

إلى أي دفءٍ نشدُ الأملْ

في زمان البرودْ !!!

حنين

ويبلغ بها اليأس ان لا فائدة من دعوة الحبيب ولا فائدة ايضا من النداء وكأنها تخاطب اعماقها المضطربة في المنافي وهي تتهجد بهامشها الازرق وما تزال تعبد الطريق الذي تراه بعيدا نائيا تحف به اشواك الآهات وتنبسط فيه اعشاب التنهدات ويتحرك الايقاع مترجما مشاعرها المتدفقة لتسطر لنا ملاحم حزن عراقي اصيل


على هامش الازرق

للصَّخر وجه حزني

وللطرقاتِ رائحةُ انتظارٍ لا ينتهي

وأنـتَ :

رغبة ٌ

تمشي الهوينى في دمي


طريقُ البحر اختفى...

أنا قد مضيت بأمواج نفسي

ولم يعد لي جسدٌ

ولا ورقٌ للكتابة

طريقُ البحر اختفى

هل سمعت انكساري ؟

تمّهلْ...

على خطوكَ ...

نزف الشَّظايا قد مضى

إلى أين ؟؟؟

إلى رغبته ْ


طريقُ البحر اختفى

الهوينى...

الهوينى...

رغبتي في القصيدة : أنـتَ

ورغبةُ القصيدة في الموت ِ

ورغبة ُ الموت ِ فيَّ أنا

فانبعثْ بين أصابعي

وابتسمْ .

بينما نلاحظ هموم المحبة لدى حنان بديع لأدب المرأة لمحبة حين تتذوق الحب او هكذا تظن فتجري الكلمات على سجيتها تترجل الانوثة مشاعرا ضبابية مرة ومرة ثانية تدق بعنف ايقاعاتها لأشواق منفلتة كالاعصار احيانا ثم يتحول الى تدفق نسمات غذبة رغم احترافها للكلمات الواقعية المكافئة لنفسية الصبية المراهقة ولكننا لا يمكن ابدا بمقارنتها بقصائد حنين عمر التي تسيل اصالة وفنا تدركها الارواح وتجعلها تحلق في سماوات مقدسة كما انها تستخدم السجع الذي يسيء الى كتاباتها التي يمكن ان نسميها خواطر ولاتحمل كينونة القصيدة حتى النثرية كما انها تفتقر الى البعد الفني او الاستعارات الفنية كما رايناه في قصائد حنين عمر والفرق ان حنين تكتب من صدق المعاناة وليس عبر عاطفة عابرة



واني بعفوك زاهده

للشاعرة حنان بديع

نفذت فيك جريمتي

بدماء باردة

فإذا ذهبت

إني عائدة

وإذا عدت

فاني الغزالة الشاردة

يطيب لي..

يطيب لي يا دودة عمري

الزائدة

أن أكون

على عذاب عينيك

شاهدة



***



أحبك ..

أحبك جدا

واني بعفوك زاهدة

أسحب ذيول خديعتي

كأني هارونه..

راشدة

وأدعي أنك صائدي

وأنا يا عمري

الصائدة!

اجتر غنائمي

وبعض جرائمي

وأترك لهواك ..

فتات المائدة



***







ثم لأني أحبك

أهديك..

انتقامي

وسلامي

و حجرا

في مياه غرامي الراكدة

فقط

لأني أحبك..

أسحب رداء القسوة

عن جسد النشوة

وللمرة الألف

أغويك

أغويك..

وما في سلتي

تفاحة واحدة !

(وكهارونة راشده )..لاحظوا ان الجملة مجرد حشو لا غير دون ان نحس لها وجودا يضيف الى القصيدة شيئا ما

وكذلك مثل حنان بديع ايضا نرى ذلك في كتابات الشاعرة

ولكن يبدو ان اماني محمد ناصر اخصب مشاعرا من زميلتها حنان بديع حيث نجد لها ايقاعات سحرية واستعارات فنيه طريفةولكن الايقاع ضعيفا في قصيدتها و يبدو لي ان تعبيراتها اعمق واصدق وهذا يعني ان حنان بديع ترجمتها لمشاعرها ترجمة سريعة والمشكلة انها مكبلة بذاتية لم تستطع الانفصال عنها لتعطي لتجربتها الشعرية مساحة اعمق من الناحية الفنية


لأستمدّ منه نبضي

قطرة... قطرة..

يصعقني بِساطها الناري

أرتوي بعطر أنفاسك...

أفرش لك البحر وروداً...

أنزح إلى ينبوع ثغرك

أأتلق على صدرك

أغفو كفراشة

وأصحو كالطوفان...


سأبني لك من جسدي فراشات

تحلق على ثغرك

تروح وتجيء

وتجيء وتروح

قشعريرة ظمئٍ واحتراق!


قادمة إلى رحيق شفاهك

لتسكبني قبلاً وآهات...

عائدة أنا من منفى أحزاني

لثغرك العذب

أستبيح به البوح

وأرتمي بلهفتي

على وسادة قبلاته...

تناديني ألف نداء

تتأوه آهاتي

أدنو من بهاء لمساتك

لأصحو كسراب على سراب...


الصمتُ يطبقني

والشوق يسحبني

من كهف أحلامي

لأصحو كسنبلة تدنو منك

تشعل النار بجسدك

تهزه وتغفو ...

على أمل اللقاء!!!


الصمت يسحبك

من كهف أحلامك

والشوق يطبق على صدرك

لتصحو كسنبلة تدنو مني

تشعل النار بجسدي

تهزه وتغفو...

على أمل اللقاء!!!


حبيبي

بربك قل لي:

متى الميعاد يا حلمي؟

الشوق يفتك بنبضي...

فانتظرني على رحيق شفاهك

لأستمدّ منه نبضي...


اما قصيدة مها الخطيب

ان قصيدة مها الخطيب تأتي من حيث القوة في ادبنا النسوي بعد قصائد حنين التي تنساب انسيابا رائعا فهي اي مها الخطيب تدون معانا’ صادقة عن وطنها الحبيب العراق وتحاول في تأملها ان تتغزل به دون الالتفاة الى الريح الطائفية المسيسة التي تعصف في العراق وتحيله يبابا

لك وحدك

لك وحدك ترقص الكلمات

وتنسج الشمس من خيوطها

أجمل الصور واللوحات

ترسم ضحكت طفل

وهمس الموجات

على شواطئ دجلة والفرات

لك وحدك

تتناغم عواطفي شلال حب وإعجاب

وقبلات أغطي بها

جسدك الطاهر

وارتشف من شفتيك

رحيق إزهارك

وعطر حناء البصرة

وفوح قداح شط العرب والعشار

لك وحدك لا لغيرك

تبتسم جدائلي

وتغرد خصلات شعري

بحثا عن ميناء كتفك

وتبحر أصابعي في بحور كفك

لأنها لك وحدك

أطلق عنان شعري

المكبوت في الأعماق

لأنها لك وحدك

سأقاوم خوفي ..ألمي...وحدتي

وأتمتع بلذة

الوصول إلى حافة العالم

وأطلق عنان جنوني واترك روحي

أمانة تحت قباب الكاظمية

والكيلاني والعباس

وشموع نذري

أبحرت بشط الحلة وحدها

لاهثة عن ذكرى قربك

لأنها لك وحدك

سأجمع كل الأفراح

والإعراس ذكريات شوقي ولهفتي

و رائحة السمك المسكوف تداعب

خدود أبو نؤاس

لك وحدك

تناشد وتبتهل وتصلي

وتقرأ أمي وأمك

يس والرحمن ودعاء الجوشن

وتتوسل إلى رب العباد

سألم ما تبعثر من أحلام أبنائك

بأرض الغرباء

وانتخي بمن بقى من صالح

رجالك

وأبطال جهادك حيث كربلاء

والفلوجة وبغداد

والحلة والموصل

والخالص وكل ارض السواد

لك وحدك

يا بطل

أضاء بمجده ونور وجهه

عنان السماء

انه أنت ومن غيرك

يا عراق

يا عراق

يا عراق




وتبقى حنين عمر غيمة الشعر الماطرة دون ان تكف او تنهي اغانيها عن الوطن الحيب الذي اضاعوه أهله حين فرقتهم الايادي الاجنبية الى الاحتراب الطائفي دون الرجوع الى هويتهم الاصلية وهي العراق فاطاعوا الاجانب سواء اكانوا ايرانيين او سعوديين او عرب فلم يلتفتوا الى الروابط الكثيرة ولم يرجعوا الى احسابهم وانتسابهم لهذا البقلد الجليل الذي اسمه المبكى والمنفي والوطن الممزق لايحس بعمق الحزن الساسة على اختلاف انتماآتهم ولكن الشعراء وحدهم يدركون هول المأساة

اسئلة على شط دجلة

حنين عمر


بعيدٌ يا عراقُ

والدّربُ تأباني عليكَ

تروي الطيورُ بشط دجلةَ حرقتي

سلها عن اسم الشوقِ والأحزانِ

والمنفى الموشى بالألمْ

سلها عن اسم الجرحِ في نزف القلمْ

لا تندهشْ، إسمي أنا تلقي إليكَ !!!


بعيدٌ يا عراقُ

ولا قوافلَ نحو بغدادَ الحزينهْ

لا مراكبَ في الخليجِ

لا مرافيء لا مدينةْ

لا روافدَ في المدى

وأنا احتراقُ

لا ترابٌ يحتويني يا عراقُ

لا قبورٌ تحتوي ظلّ الجسدْ

لا موتَ لي،لا راحةٌ

روحي لديكَ !!!



بعيدٌ يا عراقُ

يا رماد الحزنِ ضعْ

بين الرياحِ لعلني

أرض العراقِ لواصلُ

يا موطني...

لملم رمادي من رياحكَ

إنّني من سر عشقكَ ناهلُ

فلكَ الحنينُ بداخلي

ولك الغواية من أديم أناملي

ولكَ المحبةُ والولاءُ وأدمعي

فامسح دموعي لحظةً

في شط دجلة نلتقي

وتغوصُ كفي في يديكَ!



#ميادة_الاسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجع والحب لدى حواء
- رايتُ اسلاما ولم ار مسلمين مع خواطر عجلى
- قصيدة النوافذ والتجربة الشعرية للشاعر عبد الوهاب المطلبي


المزيد.....




- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...
- عبر -المنتدى-.. جمال سليمان مشتاق للدراما السورية ويكشف عمّا ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- يتصدر السينما السعودية.. موعد عرض فيلم شباب البومب 2024 وتصر ...
- -مفاعل ديمونا تعرض لإصابة-..-معاريف- تقدم رواية جديدة للهجوم ...
- منها متحف اللوفر..نظرة على المشهد الفني والثقافي المزدهر في ...
- مصر.. الفنانة غادة عبد الرازق تصدم مذيعة على الهواء: أنا مري ...
- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميادة الاسدي - الوجع والحب لدى حواء خواطر نقدية