أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسراء عبد الحافظ - التحرر الشامل أو التدجين معادلة الأمة في مواجهة منظومة الهيمنة














المزيد.....

التحرر الشامل أو التدجين معادلة الأمة في مواجهة منظومة الهيمنة


إسراء عبد الحافظ
صحفية وباحثة سياسية واجتماعية

(Esraa Abdel Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 8362 - 2025 / 6 / 3 - 02:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين التحرر الكامل والوصاية الدولية في عالم تسيطر عليه أنماط الهيمنة الحديثة لم تعد الجغرافيا مجرد حدود ترابية ولم تعد الديمغرافيا مجرد أرقام سكانية بل أصبحتا ساحتين للصراع بين إرادة التحرر وإملاءات التبعية من لم يستطع فرض سيطرته الكاملة على جغرافيته وديمغرافيته سياسياً واقتصادياً وثقافياً سيُحكم عليه بالعيش تحت وصاية دولية إما عبر التفكك المُدبَّر أو عبر التدجين المقنَّع، هذه هي المعادلة التي تفرضها منظومة الهيمنة العالمية على الأمم التي ترفض الخضوع وتحديداً الأمة الإسلامية التي تمثل آخر حاجز أمام مشاريع الهيمنة الشاملة ..

يعتقد بعض الحركات الإسلامية وغيرها من القوى الوطنية أن الانتخابات والدخول في اللعبة السياسية وفق القواعد الدولية كفيل بتمكينها من تحقيق أهدافها لكن هذه الرؤية الساذجة تتجاهل حقيقة أساسية هي الانتخابات في ظل التبعية ليست سوى أداة لتلميع صورة النظام الدولي وليست طريقاً للتحرر ..

من دخل المعترك السياسي دون أن يمتلك أدوات كسر التبعية اقتصادياً وعسكرياً وإعلامياً سيواجه إما بالعزل عبر سبل ناعمة أو بالتصفية المباشرة والتاريخ يشهد بأن أي قوة تهدد مصالح الهيمنة الغربية حتى لو وصلت ديمقراطياً يتم التعامل معها كعدو يجب إسقاطه مثل ياسر عرفات الذي تحول من رمز تحرري إلى شريك في عملية سلام مجهضة وغيره في البلدان العربية بسبل محتلفة فالانتخابات لا تعني شيئاً إذا لم تكن جزءاً من استراتيجية شاملة لتحرير القرار الوطني من التبعية الخارجية ..

الحركات الإسلامية والأدوات الوظيفية بعض الحركات الإسلامية آثرت الانخراط في الهندسة الدولية أي القبول باللعبة السياسية ضمن الشروط المفروضة من القوى الكبرى ظناً منها أن ذلك يحقق لها البقاء أو التدرج في التمكين لكن هذه الاستراتيجية تحولها سواء أرادت أم لم تُرد إلى أدوات وظيفية في النظام الدولي وليس إلى أدوات تحرر ..

عندما تقبل حركة إسلامية بالشرعية الدولية دون شروط أو تشارك في تحالفات مع أنظمة عميلة فإنها تفقد جوهر وجودها وتصبح جزءاً من آلة الهيمنة ..

الحركات الإسلامية التي تريد أن تكون أدوات تحرر وليس أدوات وظيفية يجب أن ترفض أي مسار يفرضه النظام الدولي لأن هذا النظام لا يريد منها سوى أن تكون الإسلام المعتدل الذي يخدم الاستقرار المزيف لا الإسلام الثوري الذي يهدد الهيمنة ..

الصراع المحتوم بين الأمة ومنظومة الهيمنة فالأمة الإسلامية بوعيها أو بدون وعيها تقف في خندق المواجهة الأخير مع منظومة الهيمنة العالمية هذه المنظومة لا تقبل بأي قوة ترفض الخضوع سواء كانت علمانية أو إسلامية لكن الإسلام كعقيدة تحرر شاملة يمثل التحدي الأكبر لها لأنه يرفض التجزئة والتبعية ..

الصراع ليس عسكرياً فقط بل هو صراع وجودي بين نموذجين ( نموذج التحرر الشامل) يرفض التبعية ويؤمن بوحدة الأمة ويسعى لاستعادة الجغرافيا والديمغرافيا ككيان مستقل وبين ( نموذج الهيمنة ) يريد إبقاء الأمة مجزأة، تابعة تدور في فلك التبعية الاقتصادية والسياسية ..

لذا أي مسار يقبل بالهيمنة حتى لو كان مؤقتاً هو هزيمة استراتيجية لأن الحـ ـرب مع المنظومة الدولية حتمية لكنها مؤجلة إلى حين امتلاك الأمة لأدوات المواجهة الحقيقية ..

لا طريق إلا التحرر الكامل إما تحرير كامل الجغرافيا والديمغرافيا والخروج من كل أشكال التبعية وبناء القوة الذاتية بعيداً عن الوصاية الدولية وإما القبول بالتدجين والتحول إلى أداة وظيفية في النظام العالمي ثم السقوط في مزالق التفكك أو الحـ ـروب الأهلية ..

في النهاية الأمة التي أنجبت صلاح الدين وعمر المختار وعز الدين القـ ـسام لا يمكن أن تقبل بالخنوع والمعركة طويلة لكنها معركة مصيرية والهزيمة الوحيدة هي الاستسلام لوهم الاندماج في النظام العالمي ..

لن نخضع بل سنبقى لأننا تعلمنا من عمر المختار أن الموت في وجه الظلم حياة ومن صلاح الدين أن الوحدة سـ ـلاح ومن القـ ـسام أن الـ ـنار تحت الرماد لا تنطفئ ..



#إسراء_عبد_الحافظ (هاشتاغ)       Esraa_Abdel_Hafez#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -حين يُحيي الأموات أمةً ويميتها الأحياء-


المزيد.....




- فيل ضخم جائع يقتحم متجرًا في تايلاند.. شاهد رد فعل الزبائن
- مصر.. مقتل عصابة تهريب مخدرات وسلاح في اشتباك مع الشرطة
- طائرات مسيّرة تلاحق سفينة -مادلين- المتجهة إلى غزة
- المبعوث الأميركي يزور الجولان المحتل وسط تصعيد عسكري إسرائيل ...
- حريق قبالة سواحل ألاسكا.. اشتعال النيران على متن سفينة شحن ت ...
- في الذكرى السادسة والعشرين لمظاهرات تيانانمن: لا فعاليات ول ...
- من الصافرة إلى الطلبات... حكم دولي يتحول إلى عامل توصيل!
- بيستوريوس: كييف قد تحصل على أول صواريخ بعيدة المدى تنتج -بشك ...
- أطرف اللقطات من مسابقة نيكون للكوميديا والحياة البرية هذا ال ...
- بوتين يعقد اجتماعا هاما لكبار المسؤولين الروس العسكريين والأ ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إسراء عبد الحافظ - التحرر الشامل أو التدجين معادلة الأمة في مواجهة منظومة الهيمنة